اللغة السواحيلية .. النشأة والانتشار

اللغة السواحيلية .. النشأة والانتشار

كتبت / فاطمة محمود
قد قررت الأمم المتحدة تخصيص يوم ٧ يوليو من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للغة السواحلية. تعد اللغة السواحلية لغة بانتو منتشرة على سواحل شرق إفريقيا؛ وتعد لغة تواصل مشتركة بين دول شرق إفريقيا   وهي من بين اللغات المتعمد من الاتحاد الإفريقي، ومن الدول الناطقة بالسواحيلية (تنزانيا، كينيا، أوغندا، رواندا، بوروندي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الصومال، جزر القمر، زامبيا، مدغشقر، موزمبيق، مالاوي وعمان). وتعد اللغة الرسمية في تنزانيا وجزر القمر واللغة الثانية بعد اللغة الإنجليزية في كينيا. 
 
 يتفاوت العدد الكلي لمتحدثي  اللغة السواحيلية ما بين ٥٠ مليون لتصل إلى أكثر من  ٢٠٠ مليون نسمة. وقد استمدت اللغة السواحلية كثيرًا من مفرداتها من اللغتين العربية والسنسكريتية وذلك نتيجة الاحتكاك مع التجار وعرب الهنود على سواحل جنوب شرق إفريقيا. كما توجد فيها كلمات من البرتغالية وهي كانت تكتب بالخط العربي قديمًا أما الآن فتُكتب بالحروف اللاتينية. 
 
 وتكمن أهمية تداول اللغة السواحيلية أكثر بين الشعوب الإفريقية في أنها إحدى وسائل ترسيخ الهوية الإفريقية وقد بدأت بالفعل جهود لتعزيز استخدام اللغة السواحيلية كلغة لكل إفريقيا منذ ستينيات القرن الماضي من قبل جوليوس نيريري، أول رئيس لتنزانيا بعد الاستقلال، والذي استخدم اللغة السواحيلية لتوحيد شعب بلاده بعد استقلالها عن الحكم البريطاني.   

 اصبحت أيضًا اللغة السواحيلية عام ٢٠١٩ اللغة الإفريقية الوحيدة المعترف بها من قبل مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية. كما أعلنت جامعة أديس أبابا الإثيوبية مؤخرًا أنها ستبدأ تدريس اللغة السواحيلية. بالإضافة إلى دور مصر في ترسيخ اللغات الإفريقية ومن بينها اللغة السواحيلية ؛ حيث نشأ قسم اللغات الإفريقية منذ عام ١٩٦٧ م  في كلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر، ثم بعد ذلك توالت العديد من  الجامعات المصرية لتدريسها كجامعة الأزهر، القاهرة، عين شمس وأيضًا جامعة أسوان؛ وذلك نظرًا لأهمية اللغة السواحيلية في تعزيز الهوية الإفريقية والعلاقات المشتركة بين دول قارة إفريقيا.