ذكري ميلاد جسر الصحافة الأدبية .. محمد حسنين هيكل
إننا نتعلم لغة شعب من الشعوب لكي نستطيع أن نتكلم معه، ولكن علينا أن نتعلم تاريخه إذا كنا نريد أن نفهمه.
محمد حسنين هيكل.
ولد محمد حسنين هيكل في الثالث والعشرين من سبتمبر عام ١٩٢٣م، بقرية باسوس بمحافظة القليوبية، وبدأ الاشتغال في الصحافة عام ١٩٤٣م، وبعد تخرجه في جامعة القاهرة، عمل محررًا في صحيفة "إجيبشيان جازيت" التي كانت تصدر بالإنجليزية، وعمل في القسم الخارجي حيث شارك تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية في مراحلها المتأخرة، ثم التحق في العام التالي بمجلة "روزاليوسف" الأسبوعية،واشتُهر عنه إنجاز تحقيقات صحفية بارزة بينها تحقيق أجراه حول البغاء في مصر بعدما أصدر وزير الشؤون الاجتماعية وقتئذ عبد الحميد حقي قرارًا بإلغاء البغاء الرسمي في البلاد باتفاق مع الإنجليز، وذلك بعد إصابة بعض من جنود الحلفاء بأمراض جنسية، وبما أنَّ رأي الجنود كان معروفًا، فإنَّ الجريدة كلفَت هيكل بإبراز وجهة نظر البغايا ونجح في ذلك، وقد حكى هيكل القصة في العدد رقم ٥٤٦ من مجلة "آخر ساعة".
كما كُلف هيكل مراسلًا حربيًا ليقوم بتغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية من خلال زاوية معالجة مصرية، فتوجه إلى منطقة العلمين ووصف المعارك التي دارت فيها بين قوات الحلفاء والمحور.
وتتالت التغطيات التي نشرها هيكل في الجريدة التي كان يعمل بها، مما جعل الإعلامي المصري الشهير محمد التابعي رئيس تحرير "آخر ساعة" وقتها يقترح عليه الانتقال للعمل معه فيها عام ١٩٤٤م، قبل أن يشتريها لاحقا مصطفى وعلي أمين مؤسسا "أخبار اليوم".
وداخل "آخر ساعة" أنجز هيكل عدة تحقيقات وكتب عدة مقالات حققت له شهرةً واسعة، جعلته يفوز بجائزة الملك فاروق، فقد غطى أحداثًا دولية بارزة بينها حرب فلسطين، وانقلابات سوريا وإيران، واغتيال الملك عبد الله في القدس، وكذلك رياض الصلح في عمان، وحرب كوريا وحرب الهند الصينية الأولى. وبناء على مقترح من رئيس تحرير "آخر ساعة" علي أمين، ترأس هيكل المجلة عام ١٩٥٢م، وعمره لم يكد يتجاوز ٢٩عاما.
وفي عام ١٩٥٧م، انتقل هيكل إلى صحيفة "الأخبار" اليومية، ثم انتقل لمؤسسة الأهرام وترأس تحريرها ثم مجلس الإدارة فيما بين (١٩٥٩م -١٩٧٤م). وكان هيكل حريصًا على مقالته الأسبوعية التحليلية، وعنوانها "بصراحة"، المختصة بالتحليل السياسي لمختلف الأحداث السياسية في مصر والعالم، حيث قدَّم هيكل من خلالها خلاصة أفكاره وتحليلاته ورأيه وشهادته في سنوات حاسمة من التاريخ المصري والعربي.
ونشر أول مقال في تلك السلسلة في العاشر من أغسطس عام ١٩٥٧ميلاديا بعنوان "السر الحقيقي في مشكلة عُمان"، وكان آخر مقال له في الأول من فبراير العام ١٩٧٤ميلاديًا بعنوان "الظلال.. والبريق".
ولعقدين من الزمان، كان هذا العنوان (بصراحة) أشهر مساحة مخصصة لمقال صحفي، ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله، كان هيكل الشهير بالجورنالجي والصحفي الأول في العهد الناصري، يكتب مقاله الأسبوعي في الأهرام تحت هذا العنوان، ولم يكن مجرد مقال صحفي يتناول شأنًا سياسيًّا، عامًّا أو خاصًّا، محليًّا أو دوليًّا، بل كان يُقرأ كمؤشر دقيق ومعبر عن مجمل توجهات السلطة في مصر آنذاك، لم يكن مقال هيكل (بصراحة) يُقرأ فقط كتعبير عن وجهة نظر الكاتب في القضايا والموضوعات التي يُعرض لها، ولكن أيضًا لأنه يعكس تفكير عبد الناصر وتوجهاته العامة وطنيًّا وقوميًّا.
اعتبر كثير من المحللين والمتخصصين في علوم تحليل الخطاب أن مقال هيكل الأسبوعي في جريدة الأهرام، لعب دورًا حاسمًا ومؤثرا في صياغة وعي الجماهير وسياسات الحكم، لم يتسن لأي مقال أسبوعي آخر.
ولعب هيكل كذلك دورًا هامًا في تاريخ مؤسسة الأهرام، فنجح خلال عمله في تأسيس علاقات صحفية دولية جعلت الأهرام طرفًا في أوضاع الإعلام العالمي وتوجهاته وفى العلاقات بين عواصم العالم المتعددة، ونجح في نقلها من جريدة معروفة إلى إحدى أهم المطبوعات في الوطن العربي والعالم، وبفضل دعم الرئاسة المصرية له، وخاصة بعد تأميم الصحف، أصبحت الأهرام إمبراطورية اقتصادية تصدر المطبوعات ولديها أنشطة اقتصادية مختلفة، كما أنشأ هيكل داخل الأهرام مجموعة مراكز بحثية أهمها مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.
وقد وصفت جريدة النيويورك تايمز، محمد حسنين هيكل بعميد المحللين السياسيين العرب، حيث كان مشاركًا أساسيًا في صُنع القرار، وكان على مدى سنواتٍ صديقًا مقربًا للرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر.
عُرض علي الأستاذ تولى منصب وزاري، لكنه ظل يرفض العرض مفضلًا الاحتفاظ بمنصبه في الأهرام، وبعد طول رفضٍ للمناصب الرسمية، عُين هيكل وزيرًا للإرشاد عام ١٩٧٠م، بقرارٍ من الرئيس جمال عبد الناصر دون استشارة هيكل، ويذكر في كتابه «استئذان في الانصراف» أن عبد الناصر اختاره لمهمة معينة ولمدة محددة «سنة لا تزيد»، في ظرفٍ رآه مهيأ لاختراقٍ سياسي يتوازى مع الذروة في حرب الاستنزاف.
ويذكر أنه اعتزم ترك الوزارة والأهرام معًا، لكنَّه عندما قابل السادات من السابعة مساء إلى الثالثة صباحًا فتح له السادات قلبه بغير تحفظات، فخرج من قصر العروبة يستقبل نسمات فجر الثالث من أكتوبر شبه مقتنع بأنه ليس وقت الانصراف من الساحة، واكتفى بترك الوزارة.
كانت علاقة محمد حسنين هيكل مع الرئيس جمال عبد الناصر علاقة وطيدة، فمنذ لقائهما الأول في حرب فلسطين التي شارك فيها الرئيس عبد الناصر، لم تكد لقاءاتهما تنقطع قبل الإطاحة بالملك فاروق، واستمرت وتوطدت بعد الإطاحة به، ثم أصبحت في مستوى ذابت فيه الفوارق بعد تولي الرئيس عبد الناصر الحكم، فقد ظل هيكل يرافق الرئيس كظله أينما حل وارتحل داخل مصر وخارجها.
وفي الثاني من فبراير عام ١٩٧٤م، صدر قرارٌ بنقل هيكل من الأهرام إلى العمل مستشارًا للرئيس محمد أنور السادات، لكن هيكل رفض القرار وانسحب، وشرع في كتابة مقالات وتحرير كتب خارج مصر.
وفي العام ١٩٧٨م، سُحب منه جواز سفره ومُنع من مغادرة مصر، وحُوِّل إلى التحقيق بناءًا على لائحةٍ قدمها وزير الداخلية آنئذٍ النبوي إسماعيل، وبدأ معه التحقيق بتهمة نشر مقالاتٍ تسيء إلى مصر.
وفي سبتمبر من العام ١٩٨١م، صدر قرار من الرئيس السادات باعتقال هيكل ووضعه في السجن، ضمن حملة شملت كتابًا ومثقفين وناشطين سياسيين، قبل أن يُفرج عنه إثر مقتل السادات في حادث الاغتيال الشهير يوم السادس من أكتوبر من العام نفسه.
التقى الرئيس الجديد محمد حسني مبارك بهيكل وبعد تربعه على عرش مصر، لنحو ست ساعات كما حكى هيكل نفسه في كتاب "من المنصة إلى الميدان.. مبارك وزمانه"، حيث حاول مبارك الاستفادة من خبرة هيكل، الصحفي ورجل الدولة ذي الخبرة الواسعة والعلاقات المتشابكة محليًا ودوليًا، غير أنَّ المياه لم تجد لها مجاري بينهما، ليحصل نوعٌ من "التنافر" بين الطرفين.
ومما زاد الطين بلة بينهما سلسلة الكتب والمقالات والمحاضرات التي كان ينشرها هيكل وينتقد فيها النظام الجديد، خاصة ما تعلق منها بالسعي نحو التوريث.
يعتبر هيكل نفسه ممن لعبوا دورًا ما خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير العام ٢٠١١م، بدعوته المجلس العسكري ليحسم الموقف بغرض تهدئة الشارع، بينما يتهمه خصومه بأنَّه "اختفى" طيلة أيام الاحتجاجات ضد حكم مبارك، ليعود بعد نجاح الثورة للحديث عنها في حلقات تلفزيونية بإحدى المحطات الفضائية المصرية.
وعندما تولي الدكتور محمد مرسي رئيسًا لمصر عام ٢٠١٢م، التقى بهيكل في ديسمبر من العام نفسه، وناقش معه الأوضاع الداخلية والخارجية، حيث اقترح عليه هيكل -حسب ما نشر في الإعلام وقتها- إجراء حوار وطني مفتوح مع القوى السياسية المختلفة دون استبعاد أحد.
وعند قيام ثورة الثلاثين من يونيو العام ٢٠١٣م، دعم هيكل الثورة، والتقي المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا والرئيس المؤقت للبلاد في السابع من يوليو العام ٢٠١٣م وناقش معه الأوضاع الداخلية التي تمر بها البلاد.
بدأت علاقة الأستاذ محمد حسنين هيكل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي فى العام ٢٠١٠م، حينما تولى "السيسي" رئاسة المخابرات الحربية، وانحاز الأستاذ إلى ترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية، عقب سقوط حكم الإخوان وكان هو من سماه بـ “مُرشَّح الضرورة".
وقال محمد حسنين هيكل أنَّه لم يلتق بالرئيس عبد الفتاح السيسي وقت حملته الانتخابية نظرًا لانشغال الرئيس في هذه الفترة، لافتًا إلى أنَّه أعطى صوته الانتخابي للرئيس السيسي ثم قام بالسفر للخارج.
وأضاف هيكل في تصريحات تليفزيونية أنَّه قام بمقابلة الرئيس السيسي بعد عودته من السفر، واستمرت هذه المقابلة ما يقرب من ثلاث ساعاتٍ، ووجه له رسالة وقتئذ قائلًا " أنَّ ما يميزك عن غيرك من الرؤساء هي الكاريزما والشعبية وهذا رصيد احتياطي مهم وهذا صمام أمانٍ لديك “.
وخلال رحلته الطويلة في الصحافة نجح هيكل في توطيد علاقته ببعض الحكام والملوك والرؤساء، الذين كان من أبرزهم، الملك عبد الله أول من حكم الأردن، وأحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام ١٩٦٢م، ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران، وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام ١٩٧٩م.
وحاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين، ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتغمري، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).
وكان هيكل عضوًا في اللجنة المركزية في الاتحاد الاشتراكي العربي من ١٩٦٨م وحتى ١٩٧٤م.
وقدَّم هيكل منذ عام ٢٠٠٧م، عددًا من المحاضرات في شؤون العالم في قناة الجزيرة القطرية، تحت عنوان "مع هيكل".
وقد ألقى هيكل الكلمة الرئيسية في حفل تخرج شهادات البكالوريوس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام ٢٠٠٧، والتي تحدث فيها عن الانتقال من جيل لآخر.
قال هيكل في كلمته "إنَّني هنا أمامكم رجلٌ يمثل جيلاً يمشي بالعمر على طريق الغروب، لكن بالقرب منه طريقاً آخراً دخل عليه في الحال جيلٌ تشرق الشمس علي شبابه بفيض من الأمل والخصب، إنَّني أمامكم هنا رجلٌ طوف بالآفاق قريباً وبعيداً وتابع تجارب زمانه وعصره ورأي رأيَ العين خططاً ومشروعات تظهر، وعوالم تتشكل، ووقائع مشهودة في الحرب والسياسة، وعهوداً من الإمبراطورية والتحرر، والثورة والانقلاب، والتقدم والتراجع تحتدم على اتساع الوطن والإقليم والعالم. لكن من حول ذات الرجل في نفس اللحظة بشائر شروقٍ طالع على سماواتٍ مفتوحة متوهجة بالفرح تعلن ميلاد نهار جديد."
اعتذر هيكل عن عدم قبوله لدرجة الدكتوراة الفخرية في العلوم الإنسانية التي منحتها له الجامعة بإجماع مجلس أوصيائها، واكتفي بقبول الحيثيات التي رتبت عليها الهيئة الأكاديمية للجامعة منحه درجة الدكتوراة الفخرية التي تمنحها للشخصيات التي تُمثل علامات في مجالاتها، قال هيكل "أحسست بالفضل كاملاً حين تلقيت نص الحيثيات التي رتبت عليها الهيئة الأكاديمية للجامعة ما رأت توجيهه إليَّ من شرفٍ، وكانت مطالعة هذه الأسباب كافية حتى أرى، أنه من باب المبالغة طلب إضافة عليها، إنَّ رموز التكريم والتشريف أو ما شابهها من إشاراتٍ وعلاماتٍ هي بالنسبة للصحفي حق قرائه ومتابعيه وإذنهم وسماحهم بهذه الرموز هو مجرد اهتمامهم بعمله، وثقتهم فيه، ولقد أخذت بهذه القاعدة مع الأوسمة والنياشين والدرجات إزاء دول ومؤسسات علمية ومهنية، عربية وأجنبية، وحين بدا لبعضها أنني أُلزم نفسي بما لا يلزم، فقد أبديت أن تلك قناعتي، والآن فات وقت الخروج عليها."
كما زار هيكل الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام ١٩٩٥م، وألقى محاضرة بقاعة إيوارت التذكارية في أكتوبر٢٠٠٢م، والتي تحدث فيها عن مستقبل مصر بعنوان "المستقبل... الآن؟". في محاضرته، ألقى هيكل الضوء على القيادة السياسية في مصر والسياسات والإصلاحات التي اختص بها كل رئيس مصري منذ عام ١٩٥٢م. مع وضع المستقبل نصب عينيه، دعى هيكل لوضع رؤية متجددة وتقدمية لمصر تتسم بالشفافية، والحوار الجاد والبناء، وأهداف واضحة واستراتيجية.
وألف هيكل ٤٠كتابًا بالعربية والإنجليزية سرد فيها أحداث تاريخية كان قد عاصرها بنفسه منها:
- مدافع آية الله، قصة إيران والثورة
اهتم هيكل كثيرًا بالثورة الإيرانية، وليس "مدافع آية الله" هو الكتاب الأول لهيكل عن الثورة، فله كتابٌ آخر بعنوان «إيران فوق بركان» الصادر عام ١٩٥١م، حيث استطاع في هذا الكتاب أن يُجري الكثير من المقابلات مع قادة الثورة الإيرانية. قام بتحرير كتاب "فلسفة الثورة" الذي ألفه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن رؤيته وتوجهاته.
- ما الذي جرى في سوريا
قدم عام ١٩٦٢م، تضمن شهادة هيكل على ثلاث سنوات من الوحدة بين مصر وسوريا في ظل "الجمهورية العربية المتحدة"، وانهيارها السريع، والتحول الدراماتيكي في سوريا. وفي كتابه "خبايا السويس" يقدم هيكل قراءته لأحداث تأميم قناة السويس والحرب الثلاثية التي شنتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في بدايات حكم جمال عبدالناصر، ولا يكتفي هيكل في هذا الكتاب بتقديم تحليله لأحداث السويس بعد عشر سنوات من وقوعها، وإنَّما زاوج فيه بين رؤيته للأحداث حيث يرى فيها "مؤامرة" على مصر الحديثة العهد بحكم جمال عبدالناصر، ودراسات لمؤرخين وكتاب بريطانيين أتيحت له فرص محاورتهم.
- أكتوبر ٧٣ السلاح والسياسة
يُعد هذا الكتاب من أبرز الكتب التي كتبها الراحل محمد حسنين هيكل، حيث يذكر الكثير من الحقائق التي شهدها وعاينها في حرب أكتوبر، كما أوضح حال الدول العربية خاصة مصر وسوريا، وأجرى مقارنة بين استخدام السلاح في إسرائيل واستخدامه في باقي الدول العربية.
- الانفجار حرب الثلاثين سنة ١٩٦٧
يُعتبر هذا الكتاب من الكتب التاريخية التي ترصد الحال بعد هزيمة ١٩٦٧، والحال الذي أصاب كلًا من مصر وسوريا والأردن من وراء الحرب مع إسرائيل، كما يوضح أيضًا الآراء السياسية المختلفة حول الأوضاع في ذلك الوقت وتأثيرها على العرب.
- The cairo documents
حاز هذا الكتاب الصادر بالإنجليزية عام ١٩٧١م، على اهتمام غربي وعالمي واسع المدى حيث تُرجم لـ٢١ لغة مختلفة.
- خريف الغضب قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات
على عكس ما يظنه القارئ بمجرد قراءته لعنوان الكتاب، فإنَّ هيكل في هذا الكتاب لا يحكي عن عصر حكم السادات لمصر، ولكنه يتتبع الأسباب التي كانت سببًا في اغتياله، فالكتاب ليس سيرة حياتية للسادات، وفي هذا الكتاب يروي مجريات تسلم السادات للحكم وسياساته الداخلية والخارجية.
- المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل
يتحدث الكتاب الصادر عن دار "الشروق"، حول التغيير الذي حدث في العلاقة بين العرب وإسرائيل، فيقول على الغلاف الأخير: «إن المعايير اختلفت من سنة ١٩٧٤م.
- لمصر لا لعبد الناصر
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات، تم كتابتها في عام ١٩٧٤م، ونُشرت خارج مصر، وقد استطاع خلال هذه المقالات أن يدافع عن الزعيم جمال عبد الناصر من موجة الانتقادات والاتهامات التي صدرت ضده.
- عند مفترق الطرق، حرب أكتوبر ماذا حصل فيها وماذا حصل بعدها؟
يتضمن الكتاب مجموعة من المقالات التي تمت كتابتها خلال حرب أكتوبر، وقد نُشرت هذه المقالات في جريدة الأهرام، وكانت من أهم أسباب النزاع بين هيكل والسادات، وعندما جاءت سنة ١٩٩٤م، كانت العجلة قد دارت دورة كاملة. سقطت موانع التحريم، كما زالت دواعي القداسة، لكن وجه الغرابة أنَّ وجه الحقائق والقيم لم تكن تغيرت
- العروش والجيوش
يُعتبر الكتاب موسوعة كبيرة للنزاع العربي الإسرائيلي منذ بدايته حتى عام ١٩٩٨م، وللكتاب طبعة ثانية عام ٢٠٠٠م، يقوم فيه الكاتب بجولة تاريخية مفصَّلة على كل مجريات الحرب مع إسرائيل، وكل معاركها، والتدخلات السياسية الخارجية الغربية فيها، مع الكثير من التفاصيل في الحياة اليومية الفلسطينية وحتى الإسرائيلية، بعدما تسنى له توثيقها في فلسطين.
أنشئ هيكل مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية كوقف للخدمة العامة ودعمًا للمهنة التي وهب لها حياته وارتبط بها اسمه لعقود طويلة من الزمان، ويضم المقر الدائم للمؤسسة مكتبة الأستاذ هيكل من الكتب،والوثائق، وتتيحها المؤسسة –وفقًا لقواعد محددة- للمهتمين والباحثين، ويقوم نشاط المؤسسة على وقفية محددة ومتجددة – كافية لتحقيق أهداف المؤسسة وفرها الأستاذ محمد حسنين هيكل وأسرته دون اعتماد أو مشاركة من أي طرف مصري أو خارج.
وفي رجائه لأهل مهنته أعاد صياغتها عبر تجربته الصحفية، واعتز بانتمائه لها، واصفًا نفسه دائمًا بـ "الجورنالجي" – وضع الأستاذ "محمد حسنين هيكل" أجيال مهنة الصحافة – حاضرًا ومستقبلًا – أمام مسئوليةٍ شديدة الأثر على بلادهم ومجتمعاتهم العربية في لحظات تحوُّل تعصف بالجميع، ومن هذا المنطلق أُعلن عن جائزتي "محمد حسنين هيكل" للعمل الصحفي بجميع مجالاته، والجوائز مبنية على رؤية الأستاذ "هيكل" من أن الخبر الصحفي هو نقطة تفاعلٍ وانطلاق، وأنَّ التحليل المتعمق منصة تطل منها المجتمعات على ما هو قادمٌ بوعيٍ وفهم.
وتهدف مؤسسة هيكل من خلال هذه الجوائز أنْ تكافئ صحفيين من الشباب أو الشابات الذين تميزوا في مجمل أعمالهم الصحفية، على أن تكون هذه الجوائز عوناً لهم على تطوير مهاراتهم وأدواتهم واستكمال ما تتطلبه تلك المهنة العريقة من مواكبة ما هو جديد في عالمٍ لا يتوقف عن التطوير والتحدي.
تُوفي محمد حسنين هيكل يوم الأربعاء ١٧ فبراير٢٠١٦م، عن عمرٍ ناهز ٩٣ عامًا بعد صراع مع المرض.
وفي فبراير الماضي، افتتحت مكتبة الإسكندرية المعرض الدائم للكاتب الصحفي "محمد حسنين هيكل.. رحلة حياة" بحضور أسرة الكاتب الراحل، والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى لفيفٍ من الشخصيات العامة والقيادات من الإسكندرية وخارجها وذلك بمبنى المكتبة الرئيسي.
وقد تم نقل مكتبة "هيكل" الشخصية بما تشمله من كتب وأوراق ووثائق نادرة، ونقل الأثاث الأصلي للمكتب والأدوات الكتابية الشخصية والخرائط الخاصة بالكاتب الراحل بالإضافة إلى مجموعة الوثائق التاريخية إلى مقر مكتبة الإسكندرية.
المصادر
موقع الأهرام
موقع BBC
موقع الجامعة الأمريكية بالقاهرة