كان معبد أبو سمبل الكبير الذي يؤرخ بعصر الملك رمسيس الثاني ١٢٧٩ - ١٢١٢ق.م، مُكرَّساً لعبادة أكبر آلهة الدولة آنذاك، وهم «رع حور اختي» و «بتاح» و«آمون»، أما المعبد الصغير فقد كُرّس للمعبودة «حتحور» والملكة نفرتاري الزوجة الرئيسية للملك،، وتتكون واجهتة المعبد الكبير من أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني، يبلغ طول الواحد منها حوالي ٢٠ متر، تم تصميمه لتضئ الشمس على وجه تمثال رمسيس الموجود لقدس الاقداس بداخل المعبد في ساعة الشروق،، علي أن تتعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني يومين سنوياً،، يوافق إحداهما ٢٢ أكتوبر، والآخري ٢٢ فبراير، وقيل أنهما إحياءاً لذكري مولده وذكري توليه عرش مصر.
أظهرت الدراسات أن معبديّ أبو سمبل مُعرَّضان لخطر الغرق بفعل تجمع المياة في بحيرة ناصر بعد بناء السد العالي، فرأت الحكومة المصرية ضرورة نقل المعابد لحمايتها من الغرق، ثم لجأت إلي اليونسكو عام ١٩٥٩، والتي عملت بدورها علي حشد دعم المجتمع الدولي تجاه قضية إنقاذ معابد النوبة.
وتم إنجاز العمل في هذا المشروع العالمي العملاق بين عاميّ ١٩٦٤ - ١٩٦٨م، بدعم من منظمة «اليونيسكو» كأكبر عملية هندسية وأثرية لانقاذ معابد أبوسمبل،، ضمت حوالي ٢٠٠٠ عامل ومهندس، متعددي الجنسيات، وبتكلفة وصلت حوالي ٤٠ مليون دولار،، واستخدمت في هذه العملية الفنية والهندسية مجموعة متنوعة من الرافعات العملاقة والأدزوات تراوحت بين المناشير اليدوية والجرافات، حيث تطلبت الخطة أن ينقل المعبد الضخم بتماثيله هائلة الحجم، بعد تقطيعه إلي أحجار كبيرة تزن الواحدة منها ١-٢طن،، وبعد التصوير والرفع الهندسي بدأت تقطيع أحجار المعبد إلي قطع تزن مابين ١٠-١٥طن للقطعة الواحدة، فيما وصلت إجمالي عدد القطع إلي ٥٠٠٠ قطعة، تمهيداً لنقله إلى مسافة ٦٥ مترا بعيدا عن النهر، وإلى ٢٠٠متر إلى الجانب، علي أن يعاد تركيبه على تلة صناعية، بعد أخذ كافة التدابير التقنية من تأمين الإضاءة، واختبار السلامة من الهزات والكوارث واختبار درجة الحرارة والرطوبة، الأمر الذي جعلها تظهر في مظهر غاية في الدقة والاحترافية كما كانت من قبل.
تجدر الإشارة إلي انه أُطِلق اسم "أبو سمبل" على هذا الموقع من قِبّل الرحالة السويسري "يوهان لودفيج بوركهارت" المعروف باسم "إبراهيم بوركهارت" الذي اكتشف الموقع عام ١٨١٣م حين اصطحبه إليه طفل اسمه "أبو سمبل".