مقتنيات المتحف المصري بالقاهرة (الجزء الرابع والأخير)

مقتنيات المتحف المصري بالقاهرة (الجزء الرابع والأخير)

إعداد/ زينب مكي

مقتنيات المتحف المصري بالقاهرة ( الجزء الرابع والأخير)

كرسي الاحتفالات

هو كرسي مصنوع من الخشب ومُزين بأحجارٍ شبه كريمة ثمينة جدًا، وبعض الأجزاء الأخرى مطعمة بالعاج والأبنوس.

في الجزء العلوي من الكرسي، يمكننا رؤية القرص الشمسي وتحته ٢ خراطيش منقوشة بداخلها اسم

"نيسو بيتي" وهو رب أشكال الإله رع وهو اسم التتويج للملك توت، وهناك ٢ إفريز من الكوبرا إلى اليمين واليسار من القرص الشمسي.

أما في الجزء الثاني يمكننا رؤية الآلهة نخبت مُمثلة بأجنحة ممتدة تحمل علامة سن بين مخالبها وكذلك ريشة، ويحيط بها من الجانبين خرطوشان للملك وتحمل اسمه.

تم نحت هذا الكرسي خلال السنوات الأولى من عهد الملك.

وتم تزيين الجزء الخلفي من الكرسي ب ٣ أعمدة من العاج و٤ من الأبنوس، وهذه الأعمدة السبعة تم نقشها بأسماء ألقاب الملك.

مروحة ريش النعام.

هناك نوعان من المراوح المعروفين في مصر القديمة: الأولى هي المروحة الخاصة، والثانية هي مروحة الريش الطويل.

بالنسبة لمروحة الريش الطويل، فهي مصنوعة من الخشب المطلي بالذهب وريش النعام، تم استخدام هذه الريشة في المحاكم او في المواكب الملكية والاحتفالات الدينية، كما تستخدم من أجل تزويد الملك ببرودة النسيم، وكان الملوك دائمًا يحملوها بأنفسهم.

تم العثور على ٧ أو ٨ مراوح في مقبرة الملك توت عنخ آمون، مراوح ذات الريش الطويل و مروحة خاصة تم العثور عليها في غرفة الدفن، في صندوق صغير مطلي باللون الأبيض، مصنوعة من ريش النعام و صفوف من الريش البني.

لقد اختاروا ريشة النعام بشكل خاص لأنهم وجدوا أن الشعر الموجود في الجانب الأيسر من الريشة يساوي ذلك الموجود على الجانب الأيمن، وبهذا اُعتبرت هذه الريشة علامة على الحقيقة والتكافؤ، وأصبحت علامة للإلهة ماعت إلهة الحقيقة والعدالة، أما بالنسبة للمقبض فهو مصنوع من العاج، وتم تزيينه في النهاية بنبات البردي وفي الأعلى مع تمثيل زهرة اللوتس، وفوق الزهرة يوجد أشكال دائرية بها خرطوشان للملك.

الأربع مقصورات الكبار

تم وضع هذه الأضرحة في غرفة الدفن، وعندما قاموا بتفكيك اكبر مقصورة خارجية، ظهرت المقصورة الثانية، فالثالثة وصولا للمقصورة الأعمق، فتركيبها واحدًا داخل الآخر كان يُشبه الصناديق الصينية او الدُمى الروسية

وداخل معظم المقصورات الداخلية تم العثور على تابوت من الكوارتز مع غطاء من الجرانيت، على زواياه تم نحت الإلهة الحامية الأربعة؛ إيزيس ونفتيس و سركيت ونيث وذلك بنقوش بارزة.

وكانت وظيفة هذه الأضرحة أنها كانت تُستخدم لاستبدال الممرات الطويلة الموجودة عادة في مقابر الأسرة الثامنة عشر على الجدران التي تم تصوير النقوش والمشاهد بها، حيث كان قبر الملك توت صغيرًا جدًا بحيث لا يحتوي على جميع النقوش والتمثيلات المطلوبة أو اللازمة لضمان حماية او سلامة الملك أو المتوفي في العالم السفلي.

التوابيت

دائما ما يُعرف التابوت على أنه صندوق يتم فيه دفن الجثة، ولكن لتمييزه عن التابوت يُمكن تعريفه أيضًا على أنه الحاوية الأقرب إلى الجثة المُحنطة.

تابوتٌ به ثلاثة توابيت بشرية

عندما تم فتح غرفة الدفن للملك، تقلصت الأربع مقصورات في الحجم، حيث تم العثور عليهم في تركيب داخل بعضهما البعض، وفي المقصورة الداخلية تم العثور على تابوت، عندنا تم فتحه تم اكتشاف ثلاثة توابيت بشرية، وفي أعمق واحد منهم تم وضع مومياء الملك ملفوفة في الكتان وترتدي قناع.

تطورت التوابيت عبر الوقت، ففي البداية كانت الصناديق قصيرة من أجل احتواء المدافن المزدحمة، وعندما حدثت عملية التحنيط تم وضع الجسم في الصندوق ممتدًا حتى أصبح تابوتًا كاملًا، لذا تطورت التوابيت وفقًا لتطور الحفاظ على الجسد.

ظهرت التوابيت البشرية لأول مرة في الاسرة الثانية عشر _الدولة الوسطى_ وكان تطور فكرة القناع، عندما أخذ القناع شكل الرأس، ظهروا الأقنعة الممتدة من الجزء الامامي من الجسم، ثم بإضافة صدفة مت الخلف، واصبح لدينا شكل التابوت البشري.

الدروع

أثناء تطهير القبر، تم العثور على ثمانية دروع، وهذا على الرغم من أن الملك توت لم يقود أي حملات عسكرية، لذا فإن من المرجح أن هذه الدروع كانت احتفالية، أي أنها صُنعت لكنها لم تُستخدم أبدًا، فهناك ٤ من هذه الدروع كانت عادية، أما الباقي فتم تزيينه.

هذه الدروع مصنوعة من مواد بناءٍ صلبة أو خشب، ثم مغطاه بجلد الحيوانات، وفي وسط الدروع يوجد جزء مُذَّهب له اسم ملك مصر العليا والسفلى والصورة الحية للإله رع، وألقاب واسماء الملك.

أنوبيس

من هو أنوبيس؟

كان أنوبيس إله التحنيط المصري القديم ودليل الموتى في الحياة الآخرة، كما كان مسئولًا عن تقديم المتوفين لمحكمة القضاة لوزن القلب.

صور أنوبيس بهيئة كلب أسود أو هجين بين كلب وابن آوى، بآذان مدببة أو بصورة رجل مفتول العضلات برأس ابن آوى.

اعتاد المصريون القدماء على رؤية ابن آوى في قبورهم وظنوا انه يلتهم جثثهم وينبش في القبور لذا فقاموا بعبادته خوفًا منه.

اين ومتى ظهر أنوبيس؟

ظهر أنوبيس عدة مرات في مشاهد كتاب الموتى، والأهم هو مشهد المحاكمة الأخيرة حيث قاد الموتى إلى قاعة أوزوريس وكان مع أوزوريس يشاهدون طقس وزن قلب المتوفي.

كما شوهد يقف بجانب السرير الجنائزي...بيد واحدة يضعها على المومياء في اليد الأخرى يحمل علامة عنخ، أيضًا في وقت لاحق يمكنك أن ترى الكهنة الذين كانوا يؤدون طقوس فتح الفم كانوا يرتدون قناع الإله أنوبيس.

وصف تمثال أنوبيس

_تم العصور على هذا التمثال داخل غرفة الخزانة مقابل غرفة الدفن كما لو كان يحرسها.

_ وهو يمثل أنوبيس على شكل ابن آوى أسود يستريح على الصندوق، ذلك الصندوق الذي يُحمل على زلاجة.

_التمثال مصنوع من الخشب، لكن الأذنين والياقة مُذَّهبة.

_العيون مصنوعة أيضا من الذهب مع حجر الكالسيت.

_ يستريح أنوبيس على صندوق أو ضريح مصنوع من الخشب المذهب، وقد احتوى على بعض الملابس التي تم ارتداؤها في المهرجانات.

الأوشابتي

كان الغرض من هذه التماثيل هو خدمة المتوفي، وظهرت لأول مرة في الدولة الوسطى، عندما تم وضع واحد او اثنين منهم في القبر للقيام بمهام مختلفة نيابةً عن المتوفي، وكانت في شكل مومياوات ومصنوعة من مواد مختلفة، مثل الحجر أو البرونز أو الخشب أو الطين أو الشمع أو القيشاني الأزرق أو الأخضر.

كما حمل البعض منهم اسم ولقب المتوفي، وازداد عدد الأوشابتي في قبر المتوفي خلال الدولة الحديثة حتى وصل إلى ثلاثمائة وخمسة وستين تمثالًا، أي واحدًا لكل يومٍ في السنة، كل واحد منهم يخدم يوميًا.

مع وضع ستة وثلاثين مشرفًا، وصل عددهم إلى أربعمائة وواحد، وكان كل مشرفٍ يقوم بالإشراف على عشرة منهم، وقد تم تمثيلهم وهم يرتدون لباس الأحياء ليتم تمييزهم عن الأوشابتي العاملين.

العجلات الحربية

تم إدخال العجلات الحربية إلى مصر من قِبَل الهكسوس في القرن السادس عشر قبل الميلاد، والعجلات الحربية كانت في جميع أنحاء الإمبراطورية الجديدة، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالملك، الذي ظهر مهيمنًا في ساحة المعركة وهو يُطلق القوس.

العجلات الحربية الأولى: كانت مصنوعة من خشب منحني مملوء جزئيًا بكل الألواح الخشبية، وقد تم تعزيز الإطار في الأمتم بسكة علوية إضافية، والجسم مزين بعمل مفتوح برمز سماتاوي الذي يُمثل علامة توحيد الأرضين، يحيط بهما ٢ أسرى، وبعض هؤلاء الأسرى تم تصوريهم وأيديهم مُقيدة خاف ظهورهم.

أمَّا الأجزاء الخارجية والداخلية من الجسم، هي من الخشب المزخرف بطبقات من الزجاج متعدد الألوان والأحجار شبه الكريمة.

جد حور

التمثال السحري أو المسحور جد حور، هو تمثال من البازلت الأسود لكاهن كان يسمى جد حور، ويعتبر من أشهر القطع الفنية في المتحف المصري حيث اكتسب شهرته من الشائعات التي اثيرت حوله كتمثال مسحور.

هو تمثال من قطعة واحدة يعود إلى حوالي ٣٢٣ _ ٣١٧ قبل الميلاد، وموجود في المتحف المصري بالطابق الثاني، ويظهر فيه العناصر الفنية لألواح حورس السحرية، والذي كان يُستخدم لأغراض سحرية وعلاجية، خاصة من لدغات العقارب والثعابين وسم الزواحف. وهذه الرموز التي ظهرت تهدف إلى مخاطبة العالم الآخر أو العالم السفلي، حيث كانوا يعتقدون أن هذا العالم يحتوي على كل أسرار الكون، الخير والشر.

التمثال مغطى بالكامل برموز سحرية، ومن ابرز هذه الرموز، الثعابين والعقارب.

يتمتع التمثال بحضور قوي وله طاقة لا يمكن تجاهلها تماما، كما لا يمكننا تجاهل تلك الابتسامة الهادئة على وجه جد حور، ابتسامة مليئة بالهدوء والسكينة، وهذه هي المشاعر الإيجابية التي ينقلها التمثال بقوة إلى المريض لمساعدته على التعافي.

أول اختبار حمل في مصر القديمة

كان المصريون القدماء اول من قام باختبار الحمل، وذلك من خلال كرسي الولادة كما يظهر في الصورة، مع إحضار وعاءين، الأول به قمح والآخر به شعير، ويتم إضافة بول السيدة الحامل في الأوعية، إذا نما القمح أولا سيكون الجنين أنثى، وإذا نما الشعير أولا سيكون الجنين ذكر، وإذا نما الإثنين سيكون توأم، وإذا لم ينمو فهو حمل كاذب.

وهكذا أكون انتهيت من كتابة سلسلة من المقالات عن أهم القطع الأثرية التي يحويها المتحف المصري بالقاهرة بالطابق الأول والثاني منه.

المصادر

egyptian museum

Egymonuments.gov.com

كتاب_ المرشد السياحي الذهبي من ٣١٦ ل٣٢١ و من٣٢٤ ل ٣٣٤، و ٣٣٨ ، ٣٣٩، ٣٤٢.