خطاب رئيس اتحاد طلاب عموم إفريقيا، بمنتدى "بريكس" الشبابي الإفريقي لعام ٢٠٢٣

خطاب ألقاه "إتش إي فارني عليو جارسي"، رئيس اتحاد طلاب عموم إفريقيا، في منتدى تجمع "بريكس" الشبابي الإفريقي (بالإنجليزية: Africa-Brics Youth Forum) لعام 2023 المنعقد بجامعة بريتوريا بجنوب إفريقيا.
27 يونيو 2023
الأصدقاء و الزملاء،
اسمحوا لي أن أعرب عن امتناني لجمعية شباب بريكس بجنوب إفريقيا لتنظيمها هذا التجمع لصنع التاريخ ودعوتي لمشاركة وجهة نظري حول مسألة الطلاب والشباب، والتي تتلخص في التعليم والمهارات، وهو موضوع متكرر على جدول أعمال هذه الحركة العظيمة.
اسمحوا لي أيضًا أن أقدم التحيات الثورية للجنة التنفيذية لاتحاد طلاب عموم إفريقيا الي المنظمين واغتنم الفرصة للاعتراف بحضور كل قائد من الشباب والطلاب وأصحاب المصالح في مجال التعليم والمسؤولين الحكوميين والطلاب التقدميين وكوادر الجيل الجديد من حدود الوحدة الإفريقية و هم مناضلون ساروا على خطى ستيف بيكو ، وكريس هاني ، ووالتر سيسولو ، وأوليفر تامبو ، وميريام ماكيبا ، ونيلسون مانديلا ، والمفكر الأسود الشجاع و أحد مناضلي "أومكونتو وي سيزوي"، سليمان كالوشي ماهلانغو.
وبصفتي قائدا طلابيا ذا آراء قوية ضد الهيمنة الاستعمارية وبؤس الفصل العنصري السابق، فمن الضروري أن أحيي إرث أبطال جنوب إفريقيا الشهداء، أثناء تواجدهم في بلد ميلادهم و مسقط رأسهم؛ وآمل أن تستحضر ذكرياتي القصيرة عن هؤلاء الوطنيين العظماء الروح النضالية للشباب الأفريقي والطلاب من جيلنا الحالي هذا.
أتمنى أن تروي دماء سليمان كالوشي ماهلانغو الثورة، وعساها تلهم أنشطة جمعية شباب بريكس في جنوب إفريقيا.
الأصدقاء و الزملاء،
لم يكن تشكيل جمعيه البريكس محض صدفة أو قرار شخصية متهورة أو ضالة، فبريكس هي بالتأكيد أسلوب التعبير الطبيعي للأشخاص المفكرين في العالم لمقاومة تخلف القطبية الأحادية، وبعبارة أخرى، فإن وحدة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا هي رد فعل ثوري ضد الوحشية الإمبريالية وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الناتو، وإن تجمعنا هنا اليوم في هذا المنتدى هو مؤشر واضح على أنه بينما يجتمع قادتنا لإيجاد طريقة لتشكيل هيكل مالي عالمي جديد، فإننا نجتمع للمناقشة وإيجاد حل أيضًا.
وكمثال على ذلك، لم تشارك روسيا والصين قط في ذبح القارة الأفريقية؛ لم تقسم القُوى إفريقيا فيما بينها، ولم تفرض سياساتها وثقافتها ولغتها على شعوب إفريقيا، ولم يستنزفوا قط إمكانات القارة الأفريقية؛ لم يشاركوا قط في اغتيال القادة الأفارقة والإطاحة بالحكومات المصممة على تأكيد الشخصية الأفريقية، والدفاع عن المصالح المادية للشعوب الأفريقية، ورفع إفريقيا إلى المستوى الذي تصبح فيه قارة كريمة ذات سيادة جامحة من أجل آفاق أكبر وازدهار أكثر.
وبدلاً من ذلك، دعمت روسيا والصين القارة في معركتها للتحرر من القهر الاستعماري وغطرسة العالم الغربي الإمبريالية، فأضحت البلدان شريكتان عظيمتان لأفريقيا يتردد صدي كفاحهما ومعاناتهما معاً، ولقيت آلام أفريقيا ومحنتها التضامن الثوري للبلدان أعلاه.
إن أصدقائنا الحقيقين ليسوا هؤلاء الأوغاد اللصوص الذين ينهبون بلادنا ويخنقون تقدمنا ويستغلون ثروة مواردنا الطبيعية ويزعزعون استقرار دولنا من خلال الانقلابات والعداوات المتمردة؛ ليس أصدقاؤنا الحقيقيون أولئك الذين يضعفون ثقافتنا؛ ليس أصدقاؤنا الحقيقيون أولئك الذين يقدمون لنا ديمقراطية زائفة و ليسوا أولئك الذين يبقوننا أذلاء وخاضعين.
الأصدقاء و الزملاء،
ليس أصدقاؤنا الحقيقيون أولئك الذين يتخذون قرارات لقارة بأكملها في عواصم الغرب؛ ليس أصدقاؤنا الحقيقيون أولئك الذين يغتالون القوميين والوطنيين ويفرضون "دُمْياتهم" على الجماهير من خلال عملية شبه ديمقراطية، مما يقوض الإرادة الشعبية للشعب الأفريقي.
الأصدقاء و الزملاء،
إن أصدقائنا الحقيقين هم أولئك الذين يقفون إلى جانبنا في محاكماتنا؛ إن أصدقائنا الحقيقين هم أولئك الذين يدافعون عن حريتنا وتحررنا؛ إن أصدقائنا الحقيقين هم أولئك الذين يحمون كرامتنا؛ إن أصدقائنا الحقيقين هم أولئك الذين يدركون إمكاناتنا ويعززونها؛ إن أصدقائنا الحقيقين هم أولئك الذين لم يشعروا أبدًا بالخوف من سعينا الساحق في سبيل الحرية السياسية والتنمية الاقتصادية؛ إن أصدقائنا الحقيقين هم أولئك الذين يرون أنفسهم فينا، والذين يتعاطفون مع نضالنا والذين يريدون العمل معنا على قدم المساواة في العصر الجديد المليء بالسلام والمساواة والازدهار لجميع شعوب العالم.
إن أصدقائنا الحقيقين هم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا!
على دول البريكس، في إطار هذه الصداقة، إعطاء الأولوية للشباب والطلاب ، لأنهم يشكلون أكثر من نصف السكان الأفارقة، ويتوقف مستقبل إفريقيا على استعداد شبابنا، وهذا الإنجاز ممكن فقط من خلال التعليم الجيد الذي يركز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
يجب علينا تحويل التعليم من خلال وجهات نظر جديدة؛ ونحتاج، في إعادة تصورنا للتعليم، إلى تقييم ما يصلح وما لا يصلح، وإضفاء الطابع الديمقراطي على التعليم، وجعله في متناول كل طفل حتى في المناطق النائية من أفريقيا، ويجب ألا يكون هناك تفاوت في ظروف التعلم بين طفل في المدينة وطفل في القرية؛ ويجب أيضاً أن يتمتع جميع الأطفال بفرص متساوية في الحصول على التعليم بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.
زملائي أعضاء هذا المنتدى، سوف تتفقون معي بالتأكيد على أنه ليس من المنطقي على الإطلاق أن يغادر الطلاب إفريقيا ذاهبين إلى لندن أو واشنطن للحصول على تعليم في الدراسات الأفريقية، ولقد تحدثت مؤخرًا في مقاطعة شاندونغ بجمهورية الصين الشعبية في مهرجان شباب الصين وأفريقيا حيث دعوت إلى أن تكون العلاقات بين الناس أكثر قوة، وبهذه الطريقة سيتم دفع التفاهم إلى الناس العاديين، وهذا المكون الشبابي لِقِمة بريكس هو مثال ممتاز.
كما يجب إعطاء الأولوية لتعليم الفتيات، فقد عفا الزمن على الافكار التي تقول بأن النساء أقل ذكاء من الرجال وأنه يجب وضعهن في المطبخ كربات للبيوت وفي غرفة النوم كآلات للولادة، فتلك تقاليد قديمة يجب محوها، حيث تركز إفريقيا في هذه الصداقة الجديدة على التعليم، ويجب على قادة الطلاب وأصحاب المصلحة في التعليم معاملة الأولاد والبنات على قدم المساواة، وتشجيع الأخير وتعليمهن حتى يدركن تلك الإمكانات الكاملة، ففقط من خلال تسخير سرد ثنائي الجنس [أي نسخة جديدة من التعليم يلعب فيها كلا الجنسين دوراً] يمكننا تحويل التعليم.
علاوة على ذلك، تتحمل دول البريكس مسؤولية مطالبة الحكومات الأفريقية بالاستثمار في التعليم، وتمكين قادة الطلاب وتعزيز التعليم من خلال عملية قوية تعطي الأولوية لنظام الشمولية، وهناك الكثير الذي يمكننا تعلمه من الصين لإخراج الكثير من الناس في إفريقيا من براثن الفقر، فيجب على الحكومات الأفريقية إعطاء الأولوية للتعليم المهني والتقني ويجب على الشباب الاستفادة من هذه الفرص، وبمجرد تنفيذ هذه التدابير، في السنوات القليلة المقبلة، ستحقق شراكتنا نتائج وسيكون لأفريقيا سكاناً من الشباب المتعلمين الذين يتنافسون على قدم المساواة في عالم متعدد الأقطاب، وستلعب مؤسسات مثل جمعية شباب بريكس بجنوب إفريقيا دورًا أساسيًا من خلال التنظيم المستمر لمناسبات كهذه لتبادل وجهات النظر وللتأثير على الإجراءات التي تحركها السياسات والتي تُعِد شبابنا وتحافظ على عظمة إفريقيا، هذا وإن التفاؤل الذي اسهم به نكروما وسانكارا وماديلا من أجل قارة شابة مثقفة وواعية ووطنية سيحول إفريقيا إلى القوة التي يجب أن تكون عليها: قارة غنية تؤكد سيادتها وتعيش في وئام مع حلفائها في عالم حر من الأعباء الأنانية للإمبريالية الغربية.
الأصدقاء و الزملاء،
أشكركم على اعطائي فرصة تبادل آرائي حول هذا الموضوع بالغ الأهمية.