نابلس مدينة فلسطينية

نابلس مدينة فلسطينية

مدينة نابلس

 نابلس، أو شكيم بالكنعانية، هي إحدى أقدم المدن في العالم، تأسست قبل حوالي ٥٦٠٠ سنة. تأسست المدينة على يد العرب الكنعانيين وتعرضت للاحتلال والغزو على مر العصور، وسقطت في يد الرومان في عام ٦٣ قبل الميلاد. تعتبر مركزًا للديانات الكنعانية والحياة السياسية في تلك الفترة التاريخية. وتعد أكبر المدن الفلسطينية من حيث عدد السكان وتضم جامعات ومراكز تعليمية. تشتهر بصناعة الصابون والكنافة والزعتر والجبن. تحتوي على العديد من المعالم الثقافية والدينية، بما في ذلك جبل جرزيم ومرقد النبي يوسف. يُقدر عدد سكانها بحوالي ٣٨٨٣٢١ نسمة حسب إحصاءات عام ٢٠١٧. وتُعرف أيضًا بأسماء مثل جبل النار ودمشق الصغرى وعش العلماء وملكة فلسطين غير المتوجة.

سبب التسمية بنابلس:

سُميت بنابلس، والسبب هو وجود حيَّة عظيمة وكبيرة جداً في وادي، وكان الناس يطلقون عليها اسم "لُس"، وقد اجتمع الناس، واتفقوا على الاحتيال على هذه الأفعى حتى يتمكنوا من قتلها، والتخلّص منها، وبالفعل تمكنوا من خداعها، وقتلها، ثم اقتلعوا نابها، وعلّقوه على باب المدينة، وقالوا بعد ذلك: (ناب لُس) أي ناب الأفعى، وبعد ذلك كثُر استعمال هذا الاسم، ثم دُمج اللفظان مع بعضهما البعض، وأصبح يُطلق عليها اسم نابلس.

معلومات وتفاصيل:

نابلس تعتبر قلب فلسطين، حيث تربط بين شمالها وجنوبين الوسط والجنوب. تضم المدينة العديد من المعالم السياحية والثقافية المهمة، مثل البلدة القديمة التي تحتوي على العديد من الأسواق التقليدية والمساجد القديمة والكنائس. من بين المعالم البارزة في المدينة توجد جبل جرزيم الذي يعتبر مقامًا دينيًا مهمًا للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، حيث يقع مرقد النبي يوسف عليه السلام.

تشتهر نابلس بصناعة الصابون القديمة والكنافة النابلسية والزعتر النابلسي والجبن النابلسي. تعد المدينة مركزًا هامًا في الضفة الغربية وتربط بين المدن والقرى المحيطة بها من خلال شبكة طرق جيدة. تقع في موقع استراتيجي حيث تتقاطع الطرق الرئيسية التي تربطها بمدن أخرى مثل الناصرة وجنين والخليل ويافا وعمان. تبعد عن القدس وعمان والبحر المتوسط بمسافات قريبة.

تاريخها ونشأتها:

تاريخيًا، شهدت نابلس نزاعات بين السكان المسيحيين والسامريين في القرنين الخامس والسادس، مما أدى إلى انتفاضات سامرية ضد الحكم البيزنطي. وبعد ذلك، سيطر العرب المسلمون على المدينة في زمن خلافة أبي بكر الصديق وأصبحت جزءًا من فلسطين الإسلامية. وتحت الحكم الإسلامي، تزايد عدد المسلمين في المدينة وتحولت بعض الكنائس و المعابد السامرية إلى مساجد. سقطت نابلس تحت الحكم الصليبي في عام ١٠٩٩ قبل أن تعود للمسلمين الأيوبيين والمماليك. كما احتلتها قوات بريطانية بعد الحرب العالمية الأولى وخضعت للاحتلال الإسرائيلي في عام ١٩٦٧ مع بقية الضفة الغربية.

١- التاريخ القديم:

نابلس هي إحدى أقدم المدن في العالم، تأسست قبل حوالي ٥٦٠٠ سنة، تحديدًا في حوالي سنة ٣٦٠٠ قبل الميلاد. تأسست المدينة على يد العرب الكنعانيين. شكيم كانت واحدة من أبرز المدن الكنعانية وتاريخها القديم شهد صراعات عديدة وغزوات من قبل مختلف الأمم والمحتلين. غزت المدينة في مراحل مختلفة من التاريخ كل من الفراعنة المصريين والقبائل العبرية والآشوريين والآبليين والفارسيين واليونانيين والسلوقيين. وفي النهاية، سقطت المدينة في أيدي الرومان في عام ٦٣ قبل الميلاد.

تشير النصوص المصرية القديمة إلى أنَّ شكيم كانت مدينة محصنة استراتيجيًا وذات أهمية دولية منذ عام ١٨٠٠ قبل الميلاد. كما كانت مركزًا للديانات الكنعانية والحياة السياسية، و تشير النصوص المصرية أيضًا إلى أنَّ علاقة فلسطين بمصر أصبحت وثيقة في هذا العصر.

في مدينة شكيم، استوطنت فئة من اليهود تُعرف بالسامريين، وهم لا يعترفون إلا بالأسفار الخمسة الأولى في التوراة، السامريون يعتقدون بأن النبي إبراهيم قد قام بتضحية ابنه إسحاق على جبل جرزيم، ويعيش معظم السامريين في مدينة نابلس حتى اليوم، وعددهم لا يتجاوز ٢٥٠ نسمة. تم تخصيص مقعد للسامريين في المجلس التشريعي الفلسطيني عام ١٩٩٦.

٢-العصور الوسطى:

في العصور الوسطى، تعرضت مدينة نابلس لعدة تغيرات وأحداث. في عام ٦٣٨، فتح العرب المسلمون المدينة بقيادة عمرو بن العاص. تعهد المسلمون بحماية المسيحيين المتبقين في المدينة ودفع الجزية والخراج عنهم. في عام ١٠٩٩، سيطر الصليبيون على نابلس بقيادة تنكرد صاحب أنطاكية، بنى الفرنجة قلعة على جبل جرزيم لحماية قواتهم ومراقبة تحركات المسلمين.

عادت نابلس إلى السيطرة الإسلامية في عام ١١٨٧ بعد انتصار صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين. قام صلاح الدين بإزالة التغييرات التي أدخلها الصليبيون خلال فترة الاحتلال، كما كانت نابلس مركزًا لجيش المسلمين خلال الحملة الصليبية السادسة على الشام في عام ١٢٢٨ بقيادة فردريك الثاني، إمبراطور ألمانيا وإيطاليا. في النهاية؛ سقطت نابلس بيد التتار في عام ١٢٦٠، ولكنها تمكنت من استعادتها في نفس العام على يد قطز المملوكي.

٣-العصر الحديث:

في العصور الحديثة، سيطر العثمانيون على نابلس في عام ١٥١٧، وأصبحت المدينة جزءًا من ولاية دمشق تحت الحكم العثماني، واصلت نابلس في هذه الفترة ازدهارها. في عام ١٨٢٣، دخلت نابلس تحت الحكم المصري بقيادة إبراهيم باشا.

في معركة نابلس عام ١٩١٨، سيطرت القوات البريطانية على المدينة بعد مقاومة شديدة من الجيش العثماني. وفي عام ١٩٢٢، تم تأسيس الانتداب البريطاني على فلسطين، وأصبحت نابلس مركزًا للمقاومة الفلسطينية. خلال ثورة ١٩٣٦-١٩٣٩، قامت السلطات البريطانية بتدمير أجزاء كبيرة من حي القريون لقمع المقاومة.

في الختام، نابلس هي مدينة فلسطينية ذات تاريخ غني وثقافة حية وتعتبر مركزًا هامًا في الضفة الغربية. تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي وتحتضن العديد من المعالم السياحية والثقافية والتعليمية.