محمد محمود "شعبان بابا شارو"

محمد محمود "شعبان بابا شارو"
محمد محمود "شعبان بابا شارو"
محمد محمود "شعبان بابا شارو"
محمد محمود "شعبان بابا شارو"
محمد محمود "شعبان بابا شارو"
محمد محمود "شعبان بابا شارو"

اسمعوا يا أحباب.. من أخوكوا الغراب.. الواجب علينا.. نشيله بين إدينا.. ونغني ونقوله.. عصفور الجنينة، كانت هذه إحدى مقاطع أوبريت أبو الفصاد، الذي قدمه لنا الإذاعي الراحل محمد محمود شعبان "بابا شارو".

ولد محمد محمود شعبان في حي الرمل بمدينة الإسكندرية في العام ١٩١٢م، درس في كلية الآداب، تخرج في قسم الدراسات اليونانية واللاتينية عام ‏١٩٣٢م، في كلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن)، وهو من أوائل من تخرج في هذا القسم الذي أنشأه الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب في تلك الفترة، وعُين معيدا بها.
كان حلم الأب أن يصير الابن محامياً، ولكن على عكس التيار صار محمد إعلامياً، فقد التحق بعد تخرجه بالعمل في الراديو تاركاً الجامعة، وكانت التوصية من عميد الأدب العربي وأستاذه وقتذاك الدكتور طه حسين. وعندما التحق للعمل بالإذاعة المصرية عام ١٩٣٩م، لم يتعمد أن يتخصص في تقديم برامج الأطفال حيث بدأ محمد محمود شعبان حياته المهنية كمعد لأحد البرامج الإذاعية وفى أحد الأيام تأخر مقدم البرنامج الذي يعمل فيه «شعبان»، كان يحدث في هذه الحالة أن نضع بدل البرنامج أسطوانة أو أغنية، لكن عز علي شعبان أن فعل هذا في الوقت الذي ينتظر فيه مئات من الأطفال إذاعة البرنامج، فأحضر إحدى الكتب الإنجليزية المشهورة بقصص الأطفال وقرأ قصة أعجبته وألقياها بلا اسم لئلا يضيع الوقت، وشاء القدر أن تنال الحلقة اعجاب المستمعين فانهالت الخطابات على الإذاعة تتسأل من الذي ألقى هذه الحكاية وعلى إثرها طلبت منه إدارة الإذاعة أن يقوم بعمل الحواديت وقصص الأطفال وبدأت الخطابات تنهال على الإذاعة أكثر مشيدة بأعماله حتى فاجأتنه إدارة الإذاعة بتقديم كل يوم برنامج الأطفال على مدار عشرين عاما في الفترة من العام ١٩٤٠م وحتى العام ١٩٦٠م.
واصل شعبان تألقه في برامج الأطفال والبرامج الدرامية والغنائية والصور الموسيقية مثل: "الراعي الأسمر، عذراء الربيع جلنار، أصل الحكاية الدندرمة‏، عيد ميلاد أبو الفصاد". قدم مع الإذاعي طاهر أبو فاشا ألف حلقة من حكايات "ألف ليلة وليلة" قام ببطولته العديد من أشهر الممثلين كان أبرزهم زوزو نبيل في دور شهرزاد، كما قدم ‏٣٠٠‏ حلقة درامية من كتاب "الأغاني" للأصفهاني.
أصدر محمد محمود شعبان مجلة "بابا شارو" لأول مرة في أول يوم خميس من شهر أكتوبر سنة ١٩٤٨م. وعن لقب "بابا شارو" ذكر محمد محمود شعبان في أحد لقاءاته الصحفية: كنا منذ عشرين عاماً نطلق على بعض الحرف الأول من الاسم فقط فكانوا يطلقون على كلمة "شا" وهي تصغير شعبان وحدث أن أخطأت الفتاة التي تكتب على الآلة الكاتبة فنزل جزء من السطر الأول على الثاني وكون اسم شارو.. أعجبني الاسم وأن كان أصلاً هو الحرف الأول من كلمة شعبان.
ودرس التلفزيون بالولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٥٦م. ولقب بـ"رائد أدب الأطفال في الوطن العربي"، وكون مع الإذاعية صفية المهندس ثنائي إذاعي شهير قدما العديد من البرامج المتميزة سويا.
 تولى بابا شارو رئاسة الإذاعة المصرية عام ١٩٧١م، وظل رئيسًا لها حتى عام ١٩٧٦م، ومن قبلها تم تعينه رئيسًا للتليفزيون، لمدة ستة أشهر، في مايو ١٩٧١م، وأنشأ معهد التدريس الإذاعي والتليفزيوني، وقام بالتدريب فيه كما قام بالتدريس في قسم الدراسات العليا بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وله عدد كبير من البحوث والدراسات في فروع الفن الإذاعي المختلفة‏‏.
وفي الثاني من يناير ١٩٧١م، فازت إذاعة الجمهورية العربية المتحدة بالجائزة الأولى في مؤتمر الإذاعات الإفريقية الذي عقد في الرباط آنذاك، ووقف بابا شارو مدير عام برامج الإذاعات المصرية يتسلم الجائزة وقدرها ٥٠٠ دولار والدموع تملأ عينيه بسبب سعادته.
وعاد بابا شارو إلى القاهرة ليسجل قيمة الجائزة في جمرك المطار، ثم سلم الجائزة نفسها إلى المختصين في الإذاعة بعد أن هنأ الشباب أو جيل الإذاعة الذي أعد وأخرج البرنامج الذي فاز في المؤتمر.
وبعد وصوله إلى سن التقاعد تم تعيينه لمدة عامين مستشارًا لوزير الإعلام، ثم اتجه إلى التدريس بالجامعات العربية، فكان أستاذا زائرا لكلية الإعلام بجامعة الرياض بالسعودية‏،‏ وأستاذاً متفرغاً بجامعة الملك عبد العزيز؛ حيث أنشأ بها كلية الإعلام‏،‏ وحاضر لعدة سنوات بمعهد السينما والفنون المسرحية بأكاديمية الفنون بمصر وكان أول مصري يدرس فنون التليفزيون.
حصل على ميدالية الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر عام ١٩٥٤م، ووسام الجمهورية العام ١٩٧٦م، وشهادة الجدارة من أكاديمية الفنون اعترافاً بالعطاء الفذ الذي قدمه إلى الحياة الثقافية في مجال الإذاعة وجائزة العطاء الذهبية لأطفال مصر من المركز العربي للأفلام التسجيلية والقصيرة وشهادة تقدير من الإذاعة المصرية بمناسبة احتفالها باليوبيل الذهبي عام ١٩٨٤م، باعتباره من روادها الأوائل وفى عام ١٩٨٥م، كرمه المجلس القومي لثقافة الطفل كما كرمته وزارة الإعلام باختياره رئيساً للدورة الثانية لمهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون وباختياره رئيساً شرفياً لدورة  عام ١٩٩٨م. وأطلق  اسمه على أكبر استديو إذاعي في ماسبيرو تقديراً لدور هذا الإعلامي الكبير.

توفي محمد محمود شعبان (بابا شارو) في العاشر من يناير العام ١٩٩٩، بعدما قدم مسيرة حافلة، وحفر اسمه بجدارة واقتدار بين رواد الإذاعة المصرية، وأصبح مدرسة ملهمة لمن خلفه في تثيقف الطفل وتنميته.
المصادر
موقع الهيئة العامة للاستعلامات
جريدة أخبار اليوم