بقلم/ عمرو صابح
في عام ١٩٦٩م، ورحى حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل تدور حل الاحتفال بالعيد
الألفي لتأسيس مدينة القاهرة، ورغم الحرب أقيم احتفال ثقافي كبير لتخليد المناسبة التي لن تتكرر ثانية إلا بعد ألف عام، وكانت البداية بافتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب كأول معرض كتاب مصري وعربي وإفريقي.
في عهد جمال عبدالناصر تم إنشاء وزارة الثقافة والمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب الذي تحول اسمه إلى "المجلس الأعلى للثقافة"، وتم تأسيس الهيئة العامة للكتاب، كما تم تطوير دار الكتب والوثائق القومية ونقلها إلى مبناها الحالي على كورنيش النيل بالقاهرة، كما تم تأسيس أكاديمية الفنون في عام ١٩٥٩ بمعاهدها الفنية المتخصصة المختلفة، وفرق دار الأوبرا المختلفة مثل أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقى العربية، والسيرك القومي ومسرح العرائس، وقاعة سيد درويش بالأكاديمية لعمل الحفلات بها، وتم وضع الأساس لمجموعة متاحف تعد من أعظم المتاحف المصرية حتى الآن، كما بدأ تطوير هضبة الأهرام وتقديم عروض الصوت والضوء واكتشفت مراكب الشمس، كما تم إنقاذ معبدي فيلة وأبو سمبل والآثار المصرية في النوبة، وتم إنشاء المئات من قصور الثقافة بالمدن والمراكز والقرى وتأسيس هيئة للثقافة الجماهيرية، وتم نشر آلاف الكتب بأرخص الأسعار تحت مسمى مشروع الألف كتاب الأول ثم الألف كتاب الثاني.
كل ذلك موثق بالتواريخ لكن كل هذا لا يهم مادامت الصفحات الممولة لعم حزومبل الإخوانجي وعم شكشك الليبرالجي وعم شوكت الشماشرجي على فيس بوك وتويتر تنبح وتنعق ليلًا ونهارًا أن جمال عبد الناصر كان عدو للثقافة والمثقفين بل لم يكن مثقفًا أصلًا.