ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل

ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل
ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل
ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل
ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل
ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل
ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل
ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل
ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل
ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل
ياسر عرفات.. أبو عمار المناضل

ولد محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني في الرابع من أغسطس ١٩٢٩م، بمنزل في الزاوية الفخرية؛ زاوية آل أبو السعود في الجهة الجنوبية الغربية من الحرم القدسي الشريف بمدينة القدس. اشتهر باسم ياسر عرفات، وهو الابن السادس في أسرة الأب عبد الرؤوف داوود عرفات القدوة، والأم زهوة سليم خليل أبو السعود. نشأ ياسر عرفات في أجواء أسرية حميمة برعاية والده الذي كان يعمل في التجارة متنقلاً بين القدس وغزة. حيث كان يمتلك متجراً للحبوب في سوق خان الزيت، وغزة، والقاهرة، كانت أمه زهوة تقيم مع زوجها في القاهرة وتزور القدس في كل عام، خاصة في فترات الولادة جرياً على عادة العائلات في ذلك الوقت. وكانت تقيم مع أطفالها في منزل شقيقها سليم. وقد أنجبت ياسر وفتحي في ذلك البيت، وكانت قد سكنت مع زوجها قبل سفر العائلة إلى مصر في "الميلوية" وفي"الواد" قرب الحرم القدسي. ورافقت زهوة زوجها عند انتقاله إلى القاهرة، التي سافر إليها ليتابع قضية ميراث له من وقف الدمرداش، وهو من أكبر الأوقاف في مصر. عمل عبد الرؤوف في تجارة القطن في القاهرة. وكانت زهوة تتردد كثيراً على القدس، ومعها ياسر، حتى وفاتها سنة ١٩٣٣م، بمرض في الكلى، وياسر ما زال دون الرابعة من عمره. وبعد وفاة "والدته وبناء على طلب شقيقها سليم، وافق عبد الرؤوف على أن يبقى ياسر وشقيقه الأصغر فتحي ـ الذي ولد في القدس أيضاً قبل أشهر من وفاة أمه. ليعيشا في كنف خاله سليم أبو السعود وزوجته في القدس.

عاش ياسر سنوات أربع في القدس، كانت الأجواء العامة المحيطة بحياتهما فيها أجواء صراع ونزاع، فقد ولد ياسر في ذات سنة ثورة "البراق" ١٩٢٩م، وعاش طفولته المبكرة ليشهد في القدس إرهاصات وبدايات ثورة ١٩٣٦م، وفي وسط يعج بالمناضلين الوطنيين، الأمر الذي أثر عليه كثيراً، حتى أن معظم ألعابه كانت تشتمل على بنادق خشبية وتمثيلا لجنود وضباط، وفي السابعة من عمره شهد الطفل ياسر عرفات جانباً من أحداث ثورة ١٩٣٦م. ساهم ياسر عرفات في رشق الحجارة وفي وضع المسامير أمام عجلات الدوريات البريطانية، وكان موجوداً عندما دهم جنود الإحتلال البريطاني منزل خاله سليم واعتقلوه بقسوة وعنف. وتعرض ياسر بنفسه للضرب من الجنود البريطانيين الأمر الذي ترك أثراً كبيراً في "الطفل" ياسر.

 وفي العام ١٩٣٧م، سافر ياسر إلي القاهرة عبر رحلة بالقطار مرورا بغزة وخان يونس وسيناء للعيش مع والده وزوجته نظيرة غزولي وباقي أفراد الأسرة (إنعام وجمال ويسرى ومصطفى وخديجة وفتحي) ونظيرة غزولي مصرية، وهي الزوجة الثانية لأبيه تزوجها بعد وفاة زوجته الأولى "زهوة". عاشت عائلة ياسر في بيت مستأجر بالمبنى رقم ٥ في شارع طور سيناء بحي السكاكيني في القاهرة، وكان والده صارما يفرض انضباطا ونظاما نموذجيين في بيته. وكان رجلًا متدينا، يؤدي فروضه الخمسة يوميا، ويقرأ القرآن بانتظام، وقد علم أبناءه أصول الإسلام المعتدل، مشددا قبل كل شيء على احترام الآخرين. الأمر الذي ترك بصمات واضحة على شخصية الأبناء. قال ياسر عنه: توفي أبي دون أن يترك لي إرثا ماديا، ولكنه، في الواقع، أورثني كنزين: الشجاعة والإيمان الديني.

بعد وصوله إلى القاهرة التحق ياسر بالصف الأول في مدرسة خاصة تدعى "مدرسة مصر"، وتضم فصولاً من الحضانة فالابتدائية فالثانوية، حرص ياسر في هذه المرحلة أيضا على أن يظل قريبا من شقيقه الصغير فتحي، يحيطه برعايته واهتمامه رغم صغر سنه هو أيضا، فقد كانا مرتبطين معا بعلاقة خاصة جدا منذ ولادة فتحي سنة ١٩٣٣م. وبرزت مواهب ياسر القيادية وميله لممارسة السلطة في المدرسة، وأولها انه كان يتولى المسؤولية عن شقيقه الأصغر فتحي، وأتقن في سن مبكرة الأعمال المنزلية، رغم أن شقيقاته الكبيرات كن يقمن بها، لكنه كان، أحياناً، يعد الإفطار والشاي للأسرة، وأتقن كي الثياب وحياكة الملابس، ورتق الجوارب، وتثبيت الأزرار، وإصلاح الأحذية.

 

وبرزت مواهبه الهندسية في طفولته، فأصبح مسؤولا عن أعمال الصيانة المنزلية، وقبل بلوغه العاشرة كان باستطاعته إصلاح الحنفيات والأحواض. كان يعرف منذ مرحلة مبكرة، وكذلك كان أفراد أسرته يعرفون أنه سيصبح مهندسا.

 

واشتهر ياسر في المدرسة الابتدائية بشخصيته القيادية، وقدرته على تنشيط ملكاته الذهنية وإشاعة جو من التحفز الذهني والتحدي الخلاق. وكان يجمع سدادات الزجاجات وعلب السجائر والورق المقوى والمعلبات وصناديق الكرتون لاستخدامها في "اختراعاته ". وهنا ظهر ميله للتنظيم والتخطيط والتطوير، فقد كان، مثلا، ينقل فكرة لعبة ماو" يخترع " لها الأدوات اللازمة، ويختبرها بنفسه، ثم يمررها لشقيقه فتحي والاطفال الآخرين، ويشكل الفرق لممارستها في حيه، ثم يقوم بتنظيم مباريات تنافسية مع فرق من أحياء وشوارع مجاورة. وكان دائما هو قائد اللعب، لا يتأخر عن الاعتراف بأخطائه، وكذلك لم يكن يتأخر عن الدفاع عن "كرامة" شقيقه وبقية الأطفال من مجموعته ما أكسبه احترامهم ومحبتهم.

في العام ١٩٤٢م، التحق ياس بالمدرسة الثانوية وهو في الثالثة عشرة من عمره، وبدأ يوسع معارفه من خلال قراءة الصحف والمجلات والكتب المتنوعة من الخفيفة إلى الأدبية والدينية والتاريخية. ومع قدوم ابن عمه محمد جرار عرفات القدوة من غزة إلى القاهرة لدراسة الادب في جامعتها " جامعة فؤاد الأول " أضاف ياسر إلى مكتبته الشخصية مجلدات في علم السياسة والتحليلات السياسية حصل على بعضها من محمد جرار الذي عاش مع أسرة ياسر في الفترة (١٩٤١- ١٩٤٦م).

 

وفي هذه المرحلة، فهم ياسر وعاش معنى التسامح الديني، فقد كان بين جيرانه وأصدقائه المسلم والمسيحي واليهودي، وفيها أيضا بدأ نشاطه السياسي مبكرا من خلال المناقشات السياسية التي انخرط فيها ياسر، وكانت تدور حول تحرير الوطن والاستعمار، ومبادئ العدالة والثورة وحقوق الإنسان.

 

وخلال سنوات دراسته في المرحلة الثانوية، تعرف ياسر بفتاة تقيم في المنزل المجاور لمنزله. حيث كانت بين الأسرتين علاقات صداقة، فيذهب ياسر وجارته "نادية" معا إلى المدرسة مرة في الأسبوع، وربما مرتين، ويقطعان الطريق بطولها في الثرثرة. أحبها ياسر حبا جما، انتهى مع بدء انشغال ياسر بالسياسة.

 

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥م، كانت قضيتا: التحرر من الاستعمار، وهجرة اليهود إلى فلسطين، من أبرز القضايا التي تتصدر النقاشات السياسية واهتمامات الاحزاب في فلسطين والدول العربية. وكان الطلاب يعلنون انتماءاتهم السياسية، ومال ياسر عرفات في هذه المرحلة إلى ما كانت تطرحه حركة "الإخوان المسلمون" من أفكار، خاصة لأنها كانت ترفض الأطماع الصهيونية في فلسطين، لكنه لم ينتم إليها البتة.

 

وكان ياسر يتردد كثيراً على بيت الشيخ حسن أبو السعود في القاهرة، التي أقام فيها بعد ان نفته سلطات الانتداب البريطاني من فلسطين في العام ١٩٤٥م. وكان منزل الشيخ حسن يستقبل رجال الدين والعلم والسياسة والنضال في مصر والعالم العربي، ما أفاد ياسر ووسع من علاقاته ومداركه.

 

وفي العام ١٩٤٧م، انتقل ياسر إلى مدرسة الملك فاروق الأول الثانوية، ساهم ياسر مع مجموعة من أصدقائه في تحويلها من مدرسة هادئة لا تشارك في التظاهرات والمسيرات الطلابية إلى المدرسة الأكثر فاعلية في تنظيم التظاهرات وإطلاقها. وتم إيقاف ياسر عن الدراسة عدة مرات بسبب ما اعتبره ناظر المدرسة “المدير" الدور القيادي لياسر في التظاهرات.

 

وبعد صدور القرار ١٨١عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٩ من نوفمبر١٩٤٧م، تصاعدت حدة التظاهرات في العاصمة المصرية، وشارك فيها ياسر وشقيقه فتحي، وتعرضا للضرب بالهراوات عدة مرات، ولأن ياسر كان يتقدم الصفوف في التظاهرات فقد كان يتعرض للاعتقال في مرات كثيرة. وفي ذات السنة بدأ ياسر بالمساهمة مع مصريين وفلسطينيين آخرين في عمليات شراء وجمع الأسلحة، خاصة من البدو في صحراء العلمين بمصر، وذلك لحساب "قوات الجهاد المقدس "بقيادة عبد القادر الحسيني الذي كان يتلقاها في بيته بالقاهرة ثم يرسلها إلى فلسطين.

 

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية شاهد ياسر آلاف اللاجئين يتدفقون على القاهرة بعد وصول قوات ألمانية وإيطالية إلى خط العلمين في غرب مصر، وكانت صور الدمار الذي تحدثه القنابل في الاسكندرية تملأ صفحات جريدة "الأهرام". ووصل عدد من اللاجئين إلى المدرسة والمستشفى في حي السكاكيني، وكان ياسر وأصدقاؤه يزورونهم ويطلعون على معاناتهم، فعرفوا مبكرا معنى اللجوء.

 

زاد اهتمام ياسر بالأحداث السياسية، وبالخرائط والأسلحة، وكانت شوارع القاهرة خلال الحرب تعج بالجنود البريطانيين والهنود والاستراليين، والنازحين واللاجئين، خاصة القادمين من الإسكندرية، فعاش أجواء الحرب، وعندما كانت صفارات الانذار تنطلق ليلا كان السكان يسارعون إلى إطفاء الأنوار والنزول إلى الملاجئ. وكان ياسر وشقيقه فتحي يتلوان القرآن معا في هذه اللحظات، وهما على قناعة تامة أن الله سوف يحميهما.

 

وفي العام ١٩٤٨م، انتقلت أسرة عرفات إلى بيت جديد في منطقة "هليوبوليس" بالقاهرة، شارك عرفات في تهريب الأسلحة والذخيرة إلى الثوار في فلسطين، وقاتل ضد العصابات الصهيونية ليعين بعدها ضابط استخبارات في "جيش الجهاد المقدس" الذي أسّسه عبد القادر الحسيني، ويلتحق عقبها بالسنة الأولى في كلية الهندسة في جامعة فؤاد الأول، المعروفة حاليا بجامعة القاهرة، وفي السابع من أبريل من ذات العام استشهد عبد القادر الحسيني في معركة جبل القسطل بالقدس. وبعد ذلك بيومين في التاسع من نفس الشهر ارتكبت المنظمتان اليهوديتان المتطرفتان"الأرغون "و"شتيرن" مجزرة دير ياسين حيث قتل الإرهابيون نحو ٣٦٠ شخصا من أهل القرية وكان معظم الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن.

 

تأثر عرفات بشدة بتطورات الأحداث في فلسطين فأحرق مع صديقه حامد أبو ستة كتبهما أثناء اجتماع في بيت للإخوان المسلمين في القاهرة، وقرر ياسر أن يتوجه إلى فلسطين لحمل السلاح دفاعا عن أرضه وشعبه.

 

بعد أيام وصل ياسر وحامد إلى غزة برفقة ضابط من “الإخوان"، قاتل ياسر مع قوات الإخوان المسلمين التي كانت قدمت من مصر وحاصرت "كيبوتس" كفار داروم بجنوب فلسطين، ثم انضم إلى "جيش الجهاد المقدس " وعين ضابط استخبارات فيه، وبعد هزيمة الجيوش العربية في حرب فلسطين عام ١٩٤٨م، عاد ياسر إلى القاهرة وقد تبدلت أحواله كليا: شهد النكبة تحل بشعبه، لامس محنة اللاجئين، وعاش هزيمة الجيوش العربية غير المنضبطة وسيئة التسليح والتنظيم ،فخرج بنتيجة تقول  "لا يمكن للفلسطينيين إلا الاعتماد على قواهم" .

 

وفي العام ١٩٤٩م، عاد ياسر عرفات إلى كلية الهندسة، ومنذ ذلك الوقت أخذت النشاطات السياسية جل وقته إضافة إلى دراسته الجامعية وعمله كمدرس رياضيات في مدرسة ليلية لتحمل نفقات دراسته المساعدة في نفقات الأسرة التي تراجع وضعها المادي، خاصة بعد أن قررت السلطات المصرية إبعاد الأب عبد الرؤوف إلى غزة.

 

أسس ياسر عرفات مع عدد من الطلاب الفلسطينيين رابطة أسموها "رابطة الطلاب الفلسطينيين" في العام ١٩٥٠م، وانتخب ياسر عرفات رئيسا لها في العام ١٩٥١م، وتعرف على القائدين الثوريين المصريين كمال الدين حسين وخالد محيي الدين في مؤتمر طلابي كبير عقد في جامعة الملك فؤاد في شهر مايو من العام ١٩٥١م، وهما من الضباط الاحرار الذين قادهم جمال عبد الناصر في ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م، وفي المؤتمر القى ياسر عرفات كلمة باسم فلسطين بعد أن أقنع منظمي المؤتمر بإدراج كلمة فلسطين ضمن جدول أعمال المؤتمر، وفيها قال “أيها الزملاء، لا وقت للكلام ولندع الرصاص يتكلم".

 

وشارك عرفات في دورة تدريب عسكري نظمتها الجامعة لمدة ثلاثة أشهر ثم في دورة صيفية أخرى لمدة شهرين، وحصل على شهادة ضابط احتياط، وعين ضابطا مسؤولا عن الإعلام والتدريب لطلاب الهندسة الراغبين والمؤهلين للمشاركة في الأعمال الفدائية والمقاومة العسكرية ضد البريطانيين في منطقة قناة السويس.

 

فاز ياسر عرفات في انتخابات رابطة طلاب جامعة القاهرة في العام ١٩٥٢م، وأصبح رئيسا للرابطة، وبقي محتفظا بالمنصب حتى نهاية دراسته في العام ١٩٥٥م.

أصبح ياسر عرفات معروفا على مستوى الحركة الطلابية العالمية، وشارك في مؤتمرات طلابية في عدة دول، مثل بلغاريا، الاتحاد السوفيتي ،تشيكوسلوفاكيا ،بولندا وألمانيا الشرقية ، وأنشأ خلالها شبكة واسعة من العلاقات والصداقات والتحالفات ، وكانت قضيته الأساسية شرح أوضاع شعبه ونضاله الشجاع  أمام الرأي العام العربي والعالمي ،والمطالبة بحقوقه السياسية والإنسانية العادلة. وبعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م، سعى رئيس رابطة طلاب جامعة القاهرة "ياسر عرفات" إلى لقاء الرئيس الجنرال محمد نجيب، وسلمه "عهد وفاء من الطلاب الفلسطينيين “مكتوبا بدمهم وفيه الكلمات “لا تنس فلسطين". ونشرت الصحف المصرية في اليوم التالي صورة نجيب يستقبل عرفات، وكانت تلك أول صورة لياسر عرفات في سلسلة طويلة لاحقة تنشر له مع سياسيين وعظماء.

 

وفي يونيو ١٩٥٣م، توفي عبد الرؤوف عرفات، والد ياسر في منزل ابنته يسرى في خان يونس إثر نزيف في المخ. وأخفت أخته خديجة نبأ الوفاة عن ياسر لأنها لم ترغب في التشويش عليه عشية تقديمه لامتحان مهم في الهندسة، وكان على موعد في اليوم التالي لتسلمها برقية من شقيقتها يسرى تعلمها فيها بخبر وفاة والدهم.

 

وخلال المرحلة الجامعية تعرف ياسر إلى عدد ممن أصبحوا رفاق دربه في قيادة الثورة الفلسطينية ومنهم صلاح خلف "أبوإياد" في القاهرة وخليل الوزير "أبو جهاد" في غزة في العام ١٩٥٤م. اعتقلت السلطات المصرية ياسر عرفات بعد محاولة اغتيال جمال عبد الناصر على يد جماعة الإخوان المسلمين في اكتوبر ١٩٥٤م، لأنه كان ناشطا طلابيا ويعتبر من المتعاطفين مع الإخوان مع انه لم ينضم إليهم البتة. ومكث عرفات شهرا في السجن.

 

تخرج ياسر من الجامعة في العام ١٩٥٥م، وعقب تخرجه أسس رابطة الخريجين الفلسطينيين.  ووسع علاقاته مع الاتحادات الطلابية والمنظمات السياسية على امتداد العالم، وواصل التردد على الضفة الغربية وغزة والأردن.

 

وفي عامي ١٩٥٦ و١٩٥٧م، عمل ياسر عرفات مهندسا في الشركة المصرية للإسمنت في المحلة الكبرى، وهي منطقة صناعية ضخمة تقع في دلتا النيل. ثم التحق بالجيش المصري فور اندلاع حرب السويس “العدوان الثلاثي على مصر" في ٢٨ اكتوبر ١٩٥٦م، كضابط احتياط في وحدة الهندسة المتمركزة في منطقة بور سعيد واستخدم ياسر كل معلوماته ومخزونه من التدريبات التي تلقاها قبل عام في معسكر للجيش المصري.

تغير الجو السياسي في مصر بعد انتهاء حرب السويس ١٩٥٦ وفشل العدوان الثلاثي: فقد أعاد بن غوريون سيناء وقطاع غزة لعبد الناصر، وأصبحت السلطات العسكرية المصرية تراقب بحزم التيارات الفلسطينية "الراديكالية"، فقرر ياسر عرفات السفر إلى الكويت حيث توفر الثروة النفطية فيها العديد من فرص العمل، وفيها جالية مهمة من فلسطينيي الشتات (الآلاف من اللاجئين الذين يعملون في شتى المهن).

استقر عرفات في الكويت عام ١٩٥٧م، وعمل في البداية مهندسا في وزارة الأشغال العامة، ثم تشارك مع رجل أعمال والمهندس المصري عبد المعز الخطيب وأنشأ معه شركة للبناء نجحت بشكل كبير فتحسنت أوضاعه المادية كثيرا، لكنه كان أيضا يكرس الكثيرون وقته لنشاطاته السياسية السرية، وفي أواخر العام ذاته عقد لقاء في الكويت ضم ستة أشخاص هم : ياسر عرفات وخليل الوزير وعادل عبدالكريم ويوسف عميرة وتوفيق شديد وعبد الله الدنان الذي لم يشارك في الاجتماعات اللاحقة ثم تبعه توفيق شديد في الانقطاع عن حضور الاجتماعات التأسيسية للحركة ،وكانت تلك الاجتماعات هي اللبنات المؤسسة للحركة  وفي اللقاء التأسيسي الأول لحركة ( فتح ) ، صاغ المؤسسون ما سمي ( هيكل البناء الثوري ) و(بيان حركتنا ) واتفقوا على اسم الحركة  كما يقول عرفات: "هي حركة التحرير الوطني الفلسطيني واختصارها حتوف وهي كلمة ليست مناسبة ،حذفنا الواو فأصبحت "حتف" وهي ليست مناسبة لأن شعارنا ثورة حتى النصر وليست ثورة حتى الاستشهاد ولذلك قلبنا الحتف فصارت “فتح".. ثورة حتى النصر المبين ".

 

وكان الهدف بسيطا ولا ينطوي على أية اعتبارات اجتماعية أو إيديولوجية، فقد اقتصر على "تحرير فلسطين عن طريق الكفاح المسلح". لقد ملّ الفلسطينيون من الخطابات: " نحن الفلسطينيين نريد دولة مستقلة وذات سيادة، ولهذا يتوجب علينا أن نحررها بالقوة. لا يوجد طريق آخر أمامنا".

 

وبمبادرة من خليل الوزير وياسر عرفات تم إصدار صحيفة شهرية في تشرين الأول١٩٥٩م، هي "فلسطيننا - نداء الحياة “التي طبعت ووزعت في لبنان ودول الخليج العربية والجزائر، لكنها كانت توزع سرا بين الفلسطينيين في سورية ومصر والأردن، والضفة الغربية، وقطاع غزة، والعراق. قامت مجلة (فلسطيننا) بمهمة التعريف بحركة فتح ونشر فكرها ما بين (١٩٥٩-١٩٦٤م،) واستقطبت من خلالها العديد من أعضاء المجموعات التنظيمية الثورية الأخرى، ولإدراكه للدور الذي يجب أن تلعبه المنظمات الطلابية أسس عرفات الإتحاد العام لطلاب فلسطين في ٢٩ نوفمبر من العام ١٩٥٩م.

وبقي عرفات على اتصال دائم بالقيادات العربية للاعتراف بالحركة ودعمها وإكسابها الصفة الشرعية إلى أن تكللت محاولاته بالنجاح، مع افتتاح أول مكتب لحركة فتح عام ١٩٦٣م، وبعدها بعام أسس المكتب الثاني في دمشق، وشارك في المؤتمر التأسيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس عام ١٩٦٤م، كممثل عن الفلسطينيين في الكويت.

 

قاد عرفات الثورة الفلسطينية التي تصدت لقوات الاحتلال في معركة الكرامة التي دارت رحاها في بلدة الكرامة الأردنية عام ١٩٦٨م، ونجا خلالها من محاولة إسرائيلية لاغتياله، وقال عنها إنها "شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي".

 

انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وشارك في القمة العربية الخامسة في العاصمة المغربية الرباط، في الثالث والعشرين من ديسمبر العام ١٩٦٩م، وشهدت القمة للمرة الأولى وضع مقعد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في الصف الأول أسوة برؤساء وقادة وملوك الدول العربية الأخرى، ومنحت المنظمة حق التصويت في القمة. عرض خلالها تقريره أمام الجلسة الصباحية للقمة العربية بالرباط وكان في مطلعه عبارة تقول: «بعد أن تم الحشد العربي لجهود الدول العربية من أجل المعركة، فإن المقاومة الفلسطينية تبدأ بعرض احتياجاتها لمواصلة النضال».

 

رنت عبارة «عرفات» في سمع «عبد الناصر»، بوصف الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، في أحد مقالاته الصحفية، ويكشف فيه أسرار ما دار في هذه الجلسة التي انسحب منها عبد الناصر، ليدخل المؤتمر بعدها في أزمة، وأصبح في تاريخ القمم العربية مثالا على عدم نجاحها، وفى محاولة للتخفيف رأى هيكل: «لم ينجح مؤتمر القمة لأنه لم يكن هناك مؤتمر قمة.. كان هناك في الرباط لقاء أو مقابلة بين أربعة عشر رئيسا وملكا، وفى هذه الحدود حقق الاجتماع شيئا كثيرا من النجاح».

 

علق عبد الناصر، على ما سمعه من عرفات، قائلا: «هل نحن حقيقة حشدنا جهود الدول العربية؟ إذا كنا هنا نظن أننا فعلنا ذلك ولو جزءا منه، فنحن على خطأ كبير».. يذكر هيكل: «التفت عبد الناصر إلى عرفات وقال له: ومع ذلك يا أخ ياسر أرجوك أن تستمر، وعاد ياسر إلى تقريره حتى انتهى منه، ثم راح يلتفت يمنة ويسرة في انتظار رد على ما قال، لكن اليمين كان صامتا، وكذلك كان اليسار، لا أحد يريد أن يتكلم، ولا أحد يريد أن يتقدم».

 

طال الصمت حتى قطعه «عبد الناصر» مرة أخرى، قائلا لعرفات: «يا أخ ياسر أنت تعرف أن كل ما تملكه الجمهورية العربية المتحدة تحت تصرف المقاومة بغير حدود وبغير حساب، قد لا نستطيع في الظروف الحاضرة أن نعطى للمنظمة ما تريده من النقد الصعب، ولكن الإمكانيات المصرية كبيرة، خذ ما تريد كله من السلاح وما يلزم للمقاتلين من إنتاجنا وهو كثير».. رد عرفات: «سيادة الرئيس، نحن نعرف ذلك، ونحن نأخذ منكم دائما ما نحتاج إليه، ونعرف في كل الظروف أن أبوابكم مفتوحة أمامنا».

 

يتذكر هيكل: «عاد عبد الناصر إلى حديثه، الذي كان بدأه عن الحشد.. شرح أبعاد المعركة، وما تقوم به مصر فيها، وما يتحمله شعبها، وشرح موقف العدو وأصدقائه، وحتمية الصراع بالسلاح، وكل احتمالات المواجهة المستمرة، وكانت في صوته نبرة حزن عميق، ثم قال في النهاية.. لقد فرغ الكلام كما أرى.. كان الأخ ياسر عرفات كما رأيت يلتفت يمينا ويسارا ولا يجد جوابا شافيا.. رد ياسر: إن الكعبة لها رب يحميها، وفلسطين لها الله».. وعاد عبد الناصر يستأنف حديثه قائلا: «لسنا هنا لإحراج أحد.. ولقد فرغ الكلام كما نرى.. ولا نريد أن نطيل آلام هذا الموقف وعذابه، ولذلك فإنه لم يبق غير أن ينتهي اجتماعنا، ولعل الأخ الملك الحسن يدعو إلى جلسة المؤتمر الختامية لكي يعود كل منا إلى ما ينتظره».. يؤكد هيكل: «نهض عبد الناصر واقفا.. لم يكن انسحابا من الجلسة، ولم يكن احتجاجا على أحد بالذات، ولم يكن مقاطعة للمؤتمر، وإنما لأنه لم يبق هناك كلام يقال».

 

يكشف «هيكل» عما تحقق في «لقاء الـ١٤ ملكا ورئيسا» حسب تسميته، أبرزها موقف الرئيس الجزائري هوارى بومدين، قائلا: «في الجلسة الثالثة، وكان جمال عبد الناصر يشرح ظروف المعركة، كانت عيون بومدين تتابعه، وكان واضحا أن القائد الجزائري منفعل إلى أبعد حد بما يقوله عبدالناصر، ودار حوار إنساني مؤثر اشترك فيه القائد الجزائري مع الرئيس جمال عبدالناصر وملك المغرب.. قال بومدين وصوته يختلج عاطفة: «يظهر أننا فعلا لا نرى الصورة الحقيقية لما يجرى الآن في ميدان القتال.. لا أتصور أن تشعر مصر لدقيقة واحدة أنها بمفردها في الميدان، إننا نعد الجيش الجزائري بكل قوته ليشارك في المعركة.. ليس هناك هدف لبناء قوة الجيش الجزائري غير هذا الهدف، إذا كنا لم نرسل إلى الجبهة ما فيه الكفاية، فلأننا كنا ننتظر يوم اقتراب المعركة».. يذكر هيكل: «اتخذ بومدين بصلابة الثائر وهو جالس على مائدة الاجتماع قرارا لا أستطيع أن أخوض في تفاصيله، ولكنى أثق أن تنفيذه تدعيم عظيم لقوى المعركة».

 

ويكشف «هيكل» عن موقف لياسر عرفات، قائلا: «كانت بعض الدول العربية قد غطت لمصر عقود تسليح عاجلة في حدود ٢٥ مليون جنيه، ووجد الرئيس عبدالناصر أن منظمة التحرير الفلسطينية لم تحصل على ما كانت تريده، وقال على الفور: إن مصر تتنازل للمقاومة الفلسطينية عن هذا المبلغ، إن قدرات مصر تستطيع أن تغطيه والمقاومة أكثر حاجة إليه، وترقرقت الدموع في عيني عرفات، وقال لعبدالناصر: يا سيادة الرئيس أرجوك أن تبقى هذا المبلغ في مكانه، إن الجبهة الأصلية التي تتعلق بها آمال الأمة العربية هي جبهة الجيش المصري، ومهما كانت حاجة المقاومة الفلسطينية إلى أي مبلغ من المال لا نتصور أن يؤدى حصولنا عليه إلى تعطيل عقود جاهزة لتسليح الجيش المصري.. ومسح ياسر عرفات دموعه».

وفي الفترة من١٦ إلى٢٧ سبتمبر ١٩٧٠م، نشب في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات ، وفي التاسعة من مساء السابع والعشرين من سبتمبر، بعد يوم من العمل المركز، وستة أيام من الاجتماعات المتصلة، توصل جمال عبد الناصر إلى اتفاق في القاهرة بين الأردن والمقاومة الفلسطينية على حقن الدماء وإنهاء العمليات العسكرية وسحب قوات الجانبين من عمان وعودة الأوضاع في الشمال الأردني إلى ما كانت عليه.

وكان هذا الاتفاق هو نشاط الرئيس جمال عبد الناصر الأخير، إذ توفي في مساء اليوم التالي الموافق ليلة الإسراء والمعراج.

 

وبعد انتهاء الوجود الفلسطيني المسلح في الأردن، انتقل عرفات إلى لبنان، وشارك بصفته رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة في مؤتمر القمة الرابع لحركة عدم الانحياز الذي عقد في الجزائر عام ١٩٧٣م، حينها قرر المؤتمر الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني، وانتخب عرفات نائباً دائماً للرئيس في حركة عدم الانحياز.

 

تعرض عرفات لمحاولات اغتيال عدة، أبرزها عام ١٩٨١م، عندما أقدمت القوات الإسرائيلية على قصف مبنى مقر قيادته في "الفاكهاني" ببيروت، والتي نتج عنها تدمير المبنى بالكامل، ويدفن تحت أنقاضه أكثر من مئة شهيد.

وفي بيروت أيضا، حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي مكاتب منظمة التحرير والعديد من كوادر المقاومة على رأسهم الشهيد ياسر عرفات، طيلة ٨٠ يوماً، أبدى خلالها صمودا ومقاومة وتصديا لم يسبق له مثيل، وبعد وساطات عربية ودولية خرج أبو عمار ورفاقه إلى تونس المقر الجديد لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في المنفى.

وفي العام ١٩٨٩م، انتخبه المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، وتزوج من سهى الطويل في تونس، ورزق بابنته الوحيدة "زهوة".

وفي السابع من ابريل العام ١٩٢٢م، كان عرفات قد غادر مطار الخرطوم بعد زيارة رسمية للسودان على متن طائرة روسية قديمة، في طريقه إلى تونس، وكان من المقرر أن تهبط الطائرة للتزود بالوقود جنوب شرقي ليبيا، ولكن الزوابع الرملية وانعدام الرؤية اضطرتهم إلى تعديل الخطة واستكمال السير.
وبعد ساعة وأربعين دقيقة تقريبًا من إقلاع الطائرة، اختفت معالمها من شاشة الرادار الليبي وانقطع الاتصال معها، وأعلنت حالة الطوارئ وتناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر اختفاء طائرة أبو عمار وسط الصحراء الليبية، وساد الاعتقاد بأن الطائرة تحطمت وأن عرفات قد لقي حتفه.
ولكن ما كان حدث فعلياً هو أن عرفات قد انتقل إلى مقصورة القيادة بعدما ثارت العاصفة الرملية، وحينما قرر الطياران الهبوط الاضطراري طلبا منه التوجه إلى مؤخرة الطائرة التي اصطدمت أخيرًا بكثب رملي، وقّذف عرفات بعيدًا لمسافة ٣٠ مترًا، وأصيب جميع الركاب وتوفي طاقم الكابينة بأكمله، وكانت الحقائب متناثرة ومدفونة في الرمال. في صباح اليوم التاني استطاع الدليل الصحرواي محمد السنوسي الوصول الى مكان حطام الطائرة وانقاذ أبو عمار والناجين من مرافقيه .

وفي الثالث عشر من سبتمبر العام ١٩٩٣م، وُقّعت اتفاقية "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية، ممثَّلة بالرئيس الراحل ياسر عرفات، و"إسرائيل" ممثَّلة برئيس وزرائها وقتها إسحق رابين، وذلك في البيت الأبيض الأميركي، بحضور رئيس الولايات المتحدة آنذاك بيل كلينتون.

تمخّض عن هذا الاتفاق وجودُ كيان فلسطيني في الأراضي الفلسطينية، سُمّي "السلطة الوطنية الفلسطينية"، وأوجد شرعية جديدة للعملية التفاوضية، تقوم على الاتفاقيات الثنائية، وليس على القرارات الدولية الصادرة.

 

وبعد عام، وقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين "اتفاق القاهرة" من أجل تنفيذ الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا.

وبعد٢٧ عاما عاد ياسر عرفات من المنفى لتحتضنه أرض الوطن، استهلها بزيارة إلى قطاع غزة، ومدينة أريحا وكان ذلك عام ١٩٩٤م، قبل عودته النهائية للاستقرار في الوطن ليبدأ بعدها معركة بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية.

وفي العام ١٩٩٥م، وقّع عرفات "اتفاق طابا" في مصر، والذي يَقضي بتوسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

انتُخب عام ١٩٩٦م رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية بحصوله على نحو ٨٨٪  من أصوات الناخبين التي جرت للمرة الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس الشرقية.

مع اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، في سبتمبر عام ٢٠٠٠م، اتهمت "إسرائيل" عرفات بالتحريض على "أعمال العنف".

 

وفي ٢٩ مارس ٢٠٠٢م، حاصرت القوات الإسرائيلية عرفات داخل مقره في المقاطعة مع ٤٨٠ من مرافقيه وعناصر الشرطة الفلسطينية.

دمَّرت دبابات الاحتلال الإسرائيلي أجزاء من مقر القيادة الفلسطينية، ومنعته عرفات من السفر لحضور القمة العربية في بيروت عام ٢٠٠٢م، ومن المشاركة في أعياد الميلاد في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة.

 

وفي عام ٢٠٠١م، أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رفضه المقترحات الأميركية التي قدمها الرئيس بيل كلينتون في حينها إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تضمنت التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتحويل القدس المحتلة إلى مدينة مفتوحة، فيها عاصمتان: واحدة للاحتلال الإسرائيلي، والأخرى للفلسطينيين.

تدهورت الحالة الصحية للشهيد ياسر عرفات وأعياه المرض، وقرر الأطباء نقله إلى فرنسا للعلاج، وأدخل إلى مستشفى بيرسي العسكري، مع تزايد الحديث عن احتمال تعرضه للتسمم، وبقي فيه إلى أن استشهد فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني ٢٠٠٤م.

المصادر

موقع مؤسسة ياسر عرفات

جريدة الأهرام المصرية

 صفحة الناصر جمال