المنظمات الخيرية والانسانية ودورها في تنمية المجتمع

المنظمات الخيرية والانسانية ودورها في تنمية المجتمع

بقلم/ وسام غانم

 مدرب معتمد دوليا – التنمية البشرية وتطوير الذات – العراق


أصبح للمنظمات الخيرية والإنسانية دور كبير في تنمية المجتمع من خلال نشر التعاون بين افراد المجتمع وزيادة التألف والمحبة بين الناس مما ادى الى حل الكثير من المشكلات والمعضلات خاصة عند الازمات.

حيث قامت تلك المنظمات بالعديد من الورش والندوات التي تخص العمل الخيري ونشره بين افراد المجتمع بعدما ان كانت متدنية بشكل كبير. حيث كان الفرد يعتقد انه مضيعة للوقت والأن أصبح يكرس اغلب وقته في الاعمال الخيرية والانسانية من خلال مهارات التواصل والتفاعل. قامت تلك المنظمات بتقسيم الادوار منها رعاية اليتيم وانشطة خيرية وتعليمية ودينية وجوانب الصحة والبيئة وغيرها من الانشطة التي تخدم المصلحة العامة.

من المعروف ان شعبنا كان يفتقد بشكل عام الى مؤسسات ومنها الجمعيات الخيرية والانسانية، وذلك بسبب سياسات التفرقة والاضطهاد التي مورست عليه من قبل الانظمة الحاكمة في العراق. ولأجل تقديم المساعدات للناس المحتاجين في اغلب القرى والمدن عند الازمات والحروب وكذلك النازحين من مناطقهم تطلب الامر تشكيل لجان خيرية وفرق تطوعية او منظمات للقيام بهذا الدور المهم.

في البداية كان العمل عن طريق التنسيق بين المنظمات الانسانية العاملة في المنطقة والوكالات التابعة للأمم المتحدة التي بدأت العمل الانساني في العراق كبرنامج الامم المتحدة الانمائي ومكت الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان، وكذلك مع المنظمات الانسانية الدولية الأخرى ومنظمات محلية. وتوسعت وانتظمت البرامج الانسانية الخيرية بتوزيع المساعدات والارزاق والأدوية والقيام بجولات طبية في قرى المناطق المختلفة.

اما الأن أصبح عمل المؤسسات أكثر توسعا من خلال التنسيق مع الناس الميسورين الحال والتجار والمستثمرين وايضا وضع صناديق للتبرع في الاماكن العامة والمؤسسات، والاشتراكات الشهرية، والكفالات، وغيرها.

اهم النشاطات التي قامت بها المنظمات الخيرية والانسانية:

  • المنظمات التي تعنى برعاية المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة والمسكنين في دور المسنين من خلال تنظيم زيارات متكررة لهم والوقوف على احتياجاتهم وتوفير متطلباتهم وتقديم مساعدات مالية وعينية لهم. 
  •  المنظمات التي تهتم بمجال السلم المجتمعي وحل النزاعات من خلال اقامة ورش وندوات متكررة للحد من العنف والكراهية ونبذ العنصرية بين افراد المجتمع.
  •  الجمعيات التي تهتم بمجال الصحة وخصوصا البرامج التي تتعلق بالأوبئة والامراض والتثقيف عند انتشارها مثل أزمة كورونا  والأسر.
  •  الجمعيات والمنظمات الخيرية التي تهتم برعاية وكفالة اليتيم وما يتطلبه الفقراء والمحتاجين من خلال تحديد راتب شهري لهم ومواد غذائية وغيرها.
  • المؤسسات التي تهتم بتطوير التعليم وتنمية قدرات الشباب وتدريبهم للعمل في القطاع الخاص –الجمعيات التي تهتم بحقوق الانسان وتسعى الى ضمات تطبيقها والارتقاء بالإنسان خدميا وثقافيا وعلميا.

دور العاملين في المنظمات الخيرية والانسانية

للأفراد العاملين في هذه المنظمات الدور المؤثر والايجابي في حياة الفرد والاسرة والمجتمع سواء من الناحية الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الصحية، أو الثقافية وغيرها لغرض تحقيق اهداف المنظمة يتم ذك من خلال التعاون بين افراد المنظمة بصورة مخطط لها وموجهة مسبقا.

العوامل المشتركة في الاعمال الخيرية والانسانية:

الفرد: على الفرد أن يشعر بأهمية العمل الخيري وكيفية تقديم المساعدة والمعونة.

المجتمع: تثقيف المجتمع على العمل الخيري والوعي الكافي بين أفراد المجتمع والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.

القطاع الخاص: ضرورة التواصل مع المستثمرين والتجار والتنسيق لغرض التمويل المستمر للمنظمات وتوفير المستلزمات الضرورية لإقامة نشاط معين .

الدور الحكومي: على الجهات الحكومية تسهيل امور العاملين في المنظمات وتوفير بعض المتطلبات اللازمة لهم من حماية ودخول المؤسسات للقيام بمهمة معينة وكذلك تثمين جهود اعضاء المنظمات لتحفيزهم على تقديم المزيد

دور القانون في حماية العاملين في المنظمات: على الجهات الحكومية ان توفر قانون حماية للمتطوعين او العاملين في المنظمات الخيرية لضمان حقوقهم.

كيف نجعل العمل الخيري ان يعود بالنفع على المجتمع وأفراده؟


 أهمية تنشئة الأبناء تنشئة اجتماعية سليمة وذلك من خلال قيام وسائط التنشئة المختلفة كالأسرة والمدرسة والإعلام بدور منسق ومتكامل الجوانب في غرس قيم التضحية والإيثار وروح العمل الخيري والانساني الجماعي  في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكرة.
 ان  تركز البرامج الدراسية للمؤسسات التعليمية  على مفاهيم العمل الخيري والانساني  وأهميته ودوره التنموي ويقترن ذلك ببعض البرامج التطبيقية؛ مما يثبت هذه القيمة في نفوس الشباب مثل حملات تنظيف محيط المدرسة أو العناية بأشجار المدرسة أو خدمة البيئة.
 إقامة دورات تدريبية للعاملين في هذه المنظمات او الفرق والمؤسسات الخيرية مما يؤدي إلى إكسابهم الخبرات والمهارات المناسبة، ويساعد على زيادة كفاءتهم في هذا النوع من العمل، وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.

استخدام العمل الخيري في المعالجة النفسية والصحية والسلوكية لبعض المتعاطين للمخدرات والمدمنين أو العاطلين أو المنحرفين اجتماعياً.
استخدام التكنولوجيا الحديثة لتنسيق الاعمال الخيرية بين الجهات الحكومية والأهلية لتقديم الخدمات الاجتماعية وإعطاء بيانات دقيقة عن حجم واتجاهات وحاجات العمل التطوعي الأهم للمجتمع.

تدعيم جهود الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول العمل الخيري الانساني؛ مما يسهم في تحسين واقع العمل الاجتماعي بشكل عام، والعمل التطوعي بشكل خاص.

التركيز في الأنشطة على البرامج والمشروعات التي ترتبط بإشباع الاحتياجات الأساسية للمواطنين؛ الأمر الذي يساهم في زيادة الإقبال على المشاركة في هذه البرامج.