عمار الشريعي .. ملك المقطوعات الموسيقية

عمار الشريعي .. ملك المقطوعات الموسيقية
«عمار الشريعي» العبقري الذي تحدي ظلامه، نشأ هاوياً محباً للموسيقي فأصبح من أبرز الموسيقيين العرب، فقد كان طفل لم يتجاوز الثلاث سنوات من عمره، فدرس آلة البيانو لمدة ثمانَّ سنوات علي يدِّ ابنة عمه، وتأسس خلال تلك المرحلة تأسيساً قوياً في الممارسة العملية للموسيقية، والتحصيل العلمي الموسيقي من خلال العزف علي آلتيّ العود والأكورديون، ثم تعلم العزف علي آلة العود وهو في الرابعة عشر من عمره، فساهمت تلك المرحلة العمرية في تنشأته الموسيقية ومعرفته لفنونها، مقاماتها، وأسرارها، وكان لوالدته وخاله المُحبيّن للموسيقي عظيم الأثر في مسيرته، ونفسه، وولعه الشديد بها، حيث كانت والدته تردد علي مسامعه العديد من المقطوعات والطقاطيق والأغاني الشعبية والفلكلورية، والموشحات، التي شكّلت وجدانه.
ولد «الشريعي» بصعيد مصر، مركز سمالوط، محافظة المينا، في ابريل عام ١٩٤٨م، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام ١٩٧٠، عازفاً علي آلتيَّ الأكورديون والأورچ تلك الآلة ديدة التعقيد، لا يجيدها المبصرون، التي نبغ فيها صاحبنا رغم انه كفيف، بل وبرز كأبرع عازفي جيله لتلك الآلة.
قدَّم «الشريعي» أكثر من ١٥٠ لحّناً لأبرز مطربي ومطربات مصر من بينهم علاء عبدالخالق ومني عبدالغني وغيرهم، كما وضع الموسيقي التصويرية الموسيقي للعديد من الأفلام بلَّغ عددها نحو ٥٠ فيلماً، وأكثر من ٢٠ عملاً إذاعياً، من بينها برنامجه الشهير «غواص في بحر النغم» فيما بلَّغ عدد المسلسلات ١٥٠ مسلسلاً، وهي مفارقة أخري في حياته، كان من بينها مسلسل «حديث الصباح والمساء» و «الشهد والدموع» «آرابيسك» كلمات سيد حجاب، و«أم كلثوم» «بين الثرايات»، و «شيخ العرب همام» بالاضافة لأعماله المسرحية، والتي كان من بينها مسرحية «الواد سيد الشغال»، و«إنها حقاً لعائلة محترمة» و«رابعة العدوية».
واتُخذت ألحانه وموسيقاه مادة للبحث فخرجت لنا نحو ٧ رسائل ماجستير، و٣ رسائل دكتوراه، تتناول أعماله بالحبحث والتحليل والمقارن والتدقيق، وعين إثرها أستاذاً غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية.
ولعل من ألمع انتصارات مسيرته العملية، والتي تعد اضافة لتاريخ مصر الفني أيضاً هي اشرافه علي موسيقي وأغاني وألحان احتفالات نصر أكتوبر في الفترة من ١٩٩١ - ٢٠٠٣، والتي تطلقها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الإعلام والتي تعتبر ذروة احتفالات جمهورية مصر العربية، وكانت تُقام تحت رعاية وحضور رئيس الجمهورية آنذاك.
فضلاً عن أن الشريعي كان يُولي اهتمامًا كبيرًا باستكشاف ورعاية المواهب الجديدة مثل. ريهام عبد الحكيم منى عبد الغنى، علاء عبد الخالق، هدى عمار، حسن فؤاد، ريهام عبد الحكيم، مي فاروق، أجفان الأمير، آمال ماهر، وحديثًا أحمد علي الحجار، وسماح سيد الملاح.
وحصل علي العديد من الجوائز والأوسمة من بينها، وسام التكريم من الدرجة الأولى من سلطنة عمان، بالاضافة إلي جائزة مهرجان «فالنسيا» في إسبانيا ١٩٨٦ لموسيقاه في فيلم البريء، فضلا عن جائزة مهرجان «فيفييه» في سويسرا ١٩٨٩، ووسام تكريم من الدرجة الأولى في سلطنة عمان ١٩٩٨م، وسام التكريم من الدرجة الأولى في المملكة الأردنية، والعديد من جوائز الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط عام ٢٠٠٥م.
وتوفي في السابع من ديسمبر عام ٢٠١٢، تاركاً زخماً موسيقياً هائلاً، لا تكل ولا تمل من تكرار سماعه، ومازالت متداولة، لها جمهورها.