فيلسوف الجغرافيا د. جمال حمدان

فيلسوف الجغرافيا د. جمال حمدان

ولد جمال حمدان فى ٤ فبراير ١٩٢٨ بقرية ناى بالقليوبية، وتخرج من كلية الاداب قسم الجغرافيا وتم تعيينة معيدا بها، ثم تم ارسالة فى بعثة الى بريطانيا حصل خلالها على الدكتوراه فى فلسفة الجغرافيا عام ١٩٥٣ وكان موضوع رسالته عن سكان الدلتا قديما وحديثا. 

لا يرى جمال حمدان فى علم الجغرافيا انه ذلك العلم الوضعى المقتصر فقط على حدود الموقع والتضاريس، وانما هو علم يمزج بين العلوم المختلفة، وان الجغرافيا هى العلم الذى اذا عرفته عرفت كل شئ عن نمط الحياة فى هذا المكان او فى غيره، وهو اول من اطلق مسمى الجغرافيا السياسية فى مصر. 

ذكر جمال حمدان فى كتابه شخصية مصر، وهو افضل ما تم كتابته عن مصر، ان من الطبيعى ان تكون قمة الجغرافيا هى التعرف على شخصيات الاقاليم، والشخصية الاقليمية هى شئ اكبر من مجرد خصائص وتوزيعات للاقاليم، وانما هى ما يجعل المنطقة متفرده عن جميع المناطق، ولكى تستشف عبقرية الذاتية التى تحدد شخصية المكان الكامنة، يجب ان تتعمق وتنفذ الى روح ذلك المكان، و ذلك الاسلوب هو ما جعل لجمال حمدان نهجا فلسفيا فى الجغرافيا خاص ومتميز.
كان يرى ان هناك علاقة متوازنة بين الانسان والطبيعة فى المكان والزمان، واظهر ذلك فى كتبه عندما اوضح نظرته الجغرافية المتوازنة للعلاقة بين الانسان المصرى والطبيعة ونهر النيل، وكيف ادت هذه العلاقة الى صياغة الحضارة المصرية على الجانبين المادى والروحى. 

كانت كتاباته لها عبقرية متفرده، وكان له رؤية تسبق العصر، حيث انه درس الماضى، وشرح الحاضر، ثم تنبأ بالمستقبل، وذلك ما جعل كتبه تظل حديثة مهما مر عليها من الزمان.
تنبأ جمال حمدان بتفكيك الاتحاد السوڤيتى وان تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وأكد انه "بعد سقوط الشيوعية وزوال الاتحاد السوڤيتي، سيصبح العالم الإسلامي هو المرشح الجديد كعدو للغرب، كذلك تحدث عن ضرورة انشاء عاصمة جديدة فى مصر وعن مشكلة الذيادة السكانية، كما اثبت بالدليل القاطع ان اليهود الحاليين الذين يدعون انهم ينتمون الى فلسطين ليسوا هم يهود بنى اسرائيل، وانما جاءوا من امبراطورية الخزر التتارية بين بحر قزوين والبحر الاسود وسكنوا فلسطين واستولوا عليها. 

ترك جمال حمدان ارث لمصر عظيم يتمثل فى ٢٩ كتابا، على رأسهم موسوعة شخصية مصر وعبقرية المكان، كما قدم ٧٩ ورقة بحثية ومقالة.