أحمد سيكو توري.. ابن الحركة الوطنية

أحمد سيكو توري.. ابن الحركة الوطنية
" إن رأسمال الدول المتخلفة يكمن في الطاقة البشرية ... وإننا لنريد الفقر في ظل الكرامة على الغنى في ظل العبودية".
( من كلمة الزعيم الغيني احمد سيكو توري، في إحدى خطبه أمام الجنرال الفرنسي شارل ديجول)
" أحمد سيكو توري" الملقب بـ" قوة الطبيعة الصامتة"، وُلد في 9 يناير 1922م، في مدنية فارانا بغنينيا، وتُوفي في 26 مارس عام 1984م، نشأ في أسرة محاربة، فجده هو "الإمام ساموري تُورية"، مؤسس إمبراطورية واسولون، والذي قاد الحركة الوطنية ضد المحتل الفرنسي حتى نهاية القرن التاسع عشر. وصف"سيكو توري" بإيمانه القوي بكل نهج انتهجه وبقدرته على القتل بالكلام، كما عرف بأنه ذو شخصية لها رؤية مستقبلية ثاقبة وذو بصيرة نافذة، كما أنه حاد الذاكرة حاضر الذهن دوماً.
عمل "سيكو توري" بوزارة المالية الغينية، وفي عام 1940م عمل محاسباً لشركة النيجر الفرنسية، ثم أسس الحزب الديمقراطى الغينى لتحقيق الاستقلال الوطنى عام١٩٤٧م، وفي عام 1953م اصبح المستشار الإقليمي في بيلا في غينيا، كما أنه في نفس العام بعد إضراب دام حوالي ٧٣ يوم استطاع أن يجبر الفرنسيين على تطبيق قانون العمل في غينيا. وسعى لتكوين اتحاد عمال بها ونجح في ذلك واصبح الأمين العام لنقابة التليفون والبريد والتلغراف عام 1954م، وبعدها بعام انتخب عمدة لكوناكري، ثم اصبح الأمين العام للإتحاد الفيدرالي لعمال افريقيا عام 1956م، ثم اصبح رئيس وزراء غينيا عام 1957م ثم رئيساً لجمهورية غينيا بعد أن حصلت على استقلالها 1958م.
لعب دوراً فى مسيرة التحرر الإفريقى، وكان لزياراته للرئيس الغاني "كوامي نكروما" أثر كبير في غرس البذرة الأولى لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية -الإتحاد الإفريقي حالياً-، في البداية قاما بتكوين (اتحاد غينيا وغانا)، وانضمت إليهما مالي في 1960م، وسمي بـ (اتحاد الولايات الإفريقية المستقلة)، ثم انقسم الإتحاد بسبب الخلافات حول طبيعة وظيفته إلى وحدتين (وحدة مونروفيا)، و(وحدة الدار البيضاء) ولكلاً منهما فلسفة متباينة في البحث عن حلول للمشكلات الإفريقية ، فارسل "سيكو توري" للرئيس الإثيوبي "هيلا سيلاسي" والرئيس الليبيري "ويليام توبمان"، مقترحاً فكرة وحدة إفريقية تحت لواء واحد، وحارب كثيراً من أجل تحقيق الاستقرار والسعاده لشعبه ولباقي الشعوب الإفريقية ويذكر له ما قاله في مؤتمر القمة الإفريقي بأديس أبابا “إننا مصرون على تحقيق سعادة شعوبنا..ز والتعامل مع الأمم الأخرى في تشييد عالم أكثر ازدهاراً وأكثر تضامناً وأكثر إنسانية”.
له مجموعة متميزة من المؤلفات منها: (إفريقيا والثورة)، (إفريقيا في مسيرة النهضة)، (الثورة والدين)، (التجربة الفنية والوحدة الإفريقية)، (الجماعات العرقية والحزب والمسألة القومية)، (تاريخ الحزب الديمقراطي الغيني)، (الشعب والثقافة والثورة). وتجدر الإشارة هنا لرفضه لمصطلح (الاسلام السياسي)، و لقد فاز "سيكو توري" بالعديد من الجوائز اعترافاً بدوره المتميز في القارة السمراء منها: (جائزة لينين للسلام) في مايو ١٩٦١م.
ربطت " احمد سيكو توري" والزعيم المصري "جمال عبد الناصر" علاقات غنية، وقام الرئيس "عبد الناصر" بمنحه (قلادة النيل) أثناء زيارته لمصر في ١٩٦١م، كما أنه حصل على (الدكتوراه الفخرية في التاريخ الإسلامي) من جامعة الأزهر وكانت رسالته بعنوان ( فلسفة الاسلام السياسية والاجتماعية)، تقديراً لدوره وكفاحه ضد المستعمر في القارة الإفريقية. وسميت أكبر جامعة في كوناكرى بغينيا بـ (جامعة جمال عبدالناصر) تقديراً وامتناناً وحباً في الزعيم المصري، وتجدر بنا الإشارة هنا لأنه دعى الدول الإفريقية لقطع علاقاتها مع اسرائيل عقب عدوان يونيو 1967م.