رجال حول الرئيس عبد الناصر (٦).. صلاح سالم وزير الإرشاد القومي

رجال حول الرئيس عبد الناصر (٦).. صلاح سالم وزير الإرشاد القومي
رجال حول الرئيس عبد الناصر (٦).. صلاح سالم وزير الإرشاد القومي

وُلد صلاح مصطفى سالم في سبتمبر عام ١٩٢٠م، بمدينة سنكات شرق السودان؛ قضى صلاح طفولته وتلقى تعليمه في كتاتيب السودان نظرا لعمل والده هناك، وانتقلت العائلة إلى القاهرة حيث أكمل تعليمه في مدرسة الإبراهيمية. وكان الأخ الأصغر لجمال سالم الذي سبقه في الالتحاق بالكلية الحربية.

لكن سرعان ما عاد الأخوان سالم برفقة والدهم إلى القاهرة، حيث تلقى تعليمه الابتدائي، ثم حصل على البكالوريا (الثانوية)، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام ١٩٤٠م، ثم تخرج في كلية أركان الحرب سنة ١٩٤٨م.

شارك صلاح سالم مع قوات الفدائيين في حرب فلسطين كضابط مشاة، والتي كان يقودها الشهيد أحمد عبد العزيز، وكان صلاح ملازما للشهيد أحمد عبد العزيز لحظة استشهاده، ونجا من القصف الإسرائيلي بمعجزة.

خلال تلك الأحداث، تعرف على جمال عبد الناصر خلال حصار الفالوجة، وانضم إلى اللجنة التنفيذية العليا لحركة الضباط الأحرار. وأثناء اندلاع ثورة ٢٣ يوليو كان صلاح سالم في العريش سيطر على القوات الموجودة، وتولي تأمين الحدود الشرقية للبلاد، وكان من أشد المدافعين عن الثورة حتى أنه طالب بإعدام الملك فاروق.

وبعد نجاح ثورة يوليو أسند إليه عدة ملفات هامة، فقد أوفد إلى السودان التي وُلد بها، لتحقيق المصالحة الوطنية بين الشماليين والجنوبيين، وهناك نال لقب "الراقص الرائد" فخلال زيارته لقبيلة الدنكا بجنوب السودان، قام معهم برقصة الحرب. وفي عام ١٩٥٤م، وقع سالم على اتفاقية انفصال السودان عن مصر.

عُهد إلى صلاح سالم بملف الرأي العام، باعتباره أحد المؤمنين والمدافعين عن ثورة يوليو، فتولى وزارة الإرشاد القومي (وزارة الإعلام) في الفترة من (١٩٥٣– ١٩٥٨م)، وعندما تولى جمال عبد الناصر رئاسة مصر عام ١٩٥٤م، أُرسِل سالم في جولةٍ في العواصم العربية، بدأها بالعاصمة السعودية الرياض، حيث ساعد في صياغة سياسةٍ مشتركة بين مصر والمملكة العربية السعودية ضد حلف بغداد المدعوم من بريطانيا. وفي ٣١ يناير ١٩٥٥م، التقى سالم مع رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد، وورؤساء الوزراء وزراء خارجية كلا من لبنان والأردن وسوريا. وانتهى الاجتماع بإدراك أن مطالب سعيد في العراق وناصر في مصر كانت غير قابلة للمصالحة.

رافق جمال عبد الناصر أثناء مشاركته في مؤتمر باندونج بإندونسيا في أبريل ١٩٥٥م، والذي تأسست فيه حركة عدم الانحياز.

شهدت العلاقة بينه وبين جمال عبد الناصر توترا خلال العدوان الثلاثي على مصر، حيث كان يرفض سالم تأميم قناة السويس بهذه الطريقة في تلك الفترة حتى تتجنب البلاد حربا من القوى الكبرى.

وتولي سالم الإشراف على تأسيس الهيئة العامة للاستعلامات، وتأسيس مؤسستي دار التحرير، ودار الشعب، الذي صدر عنهما "جريدة التحرير" و"جريدة الشعب"، وأصبح نقيبا للصحفيين عام ١٩٦٠م.

ورغم شدته وحزمه ومشاركته الفاعلة في ملفات كالسودان والإشراف على الصحافة، إلا أن صلاح سالم كان مُقلا في ظهوره خلال الأحداث العامة، ومن بين تلك المرات التي ظهر فيها بوضوح، حفل السيدة أم كلثوم عام ١٩٦١م، حين شدت بأغنية "هو صحيح الهوى غلاب" من كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد، حيث ظهر صلاح سالم في الصف الأول بنظارته السوداء يصفق لكوكب الشرق بعد كل كوبليه تشدو به.

كان صلاح سالم أول أعضاء مجلس قيادة الثورة رحيلا، حيث توفي عن عمر ٤١ عاما في ١٨ فبراير عام ١٩٦٢م، بعد صراع مع المرض، وقد شُيّع جثمانه في جنازة مهيبة بدأت من جامع «شركس» بجوار وزارة الأوقاف المصرية وصولًا إلى ميدان إبراهيم باشا تقدمها الرئيس جمال عبد الناصر وجميع زملائه من الضباط الأحرار.

ومُنح صلاح سالم قلادة النيل وهي أرفع الأوسمة المصرية وأعظمها شأنًا وقدرًا.

وحين كان عبد اللطيف البغدادي نائب رئيس الجمهورية آنذاك، يقوم بالانتهاء من أحد الأعمال الإنشائية وأشهرها الطريق الجديد الذي استقطع جزءا من المقطم وامتد في أرض صحراوية، والتي  أصبحت لاحقا مدينة نصر تصادف هذا مع موعد وفاة صلاح سالم، فأطلق اسمه على هذا الطريق الطويل الذي أصبح من أشهر شوارع مصر.

المصادر

موقع الهيئة العامة للاستعلامات

موقع جريدة الأهرام