أنوبيس إله الموت والتحنيط عند المصري القديم

أنوبيس إله الموت والتحنيط عند المصري القديم

أنوبيس...إله الموت والتحنيط عند المصري القديم.

تمتعت مصر القديمة بالعديد من المعالم العظيمة، وتركت لنا إرث حضاري ليس له مثيل في الحضارات الأخرى، مازلنا نفتخر ونتميز به حتى الآن.

ومن معالم عظمة مصر القديمة أنها عرفت الإله الواحد وقدسته بل وتقربت له وقدمت له القرابين، ليس ذلك فقط بل وصل ولائها للإله بأن بنت له المعابد ونقشت رموزه على الجدران، وتمثل الإله في الحيوان والنبات والطير ، واعتبرته رمزًا للخير الذي فاض به الرب على شعب مصر.

لم يكن لقب الإله الذي أُطلق على هذه المقدسات مقصود به الإله الأعظم خالق هذا الكون، ولكنَّه كان بمثابة إله خاص بشأن معين من شئون الحياة كالزراعة والأمطار والحياة والموت والنيل والهواء والخصوبة.

ومن أشهر هذه الألهة هو الإله أنوبيس، إله الموتى والمقبرة والتحنيط عند القدماء المصريين.

سبب تقديسه: اتخذ المصري القديم أنوبيس إلهًا له حيث رأى فيه أنه العدو اللدود لجثث الموتى، حيث يقوم بنبش القبور والعبث بجثث الموتى، كان ذلك السبب وراء تقديسه كرب للموتى وحامٍ للجبانة وذلك لاتقاء شره.

ميلاده: هو الابن الرابع للمعبود "رع"، كما كان يُعتقد أن الإله أنوبيس هو نجل الإلهة نفتيس من الإله أوزوريس، بعد أن وقعت نفتيس زوجة الإله ست في غرام أوزوريس زوج إيزيس، وتهيأت له في شكل زوجته وحملت منه بأنوبيس، ولكنها كانت خائفة من الإله ست، لذا هجرت أنوبيس، ولكن عندما علمت إيزيس بالأمر قامت بتبنيه وهو الذي ساعدها لاحقًا في تحنيط الإله أوزوريس.

ألقابه:

_ حظى الإله أنوبيس بعدة ألقاب، وتنوعت اسماؤه، فلقد عُرف في النصوص المصرية القديمة باسم "انبو" اي الابن الملكي، كما أنَّ كلمة "انبو" تعني "يتعفن" والذي يُمثل صلة أنوبيس بالجثث والأموات التي تتعفن إن لم تُحفظ بشكلٍ جيد.

_ "المنتمي إلى لفائف المومياء ورئيس السرادق الإلهي"، لأنَّه حنَّط أوزوريس وأصبح راعي خبراء التحنيط وسيد الجبانة، لأنه كان يقود الموتى في العالم الآخر وكان يشرف على وزن قلوب الموتى واحدًا تلو الآخر بميزان العدالة.

كما حظى بعدة اسماء مثل، "الذي على جبله" و "الذي على المقصورة الإلهية" و " الذي في مدينة التحنيط" و "رب الأرض المقدسة".

الوصف:- صور أنوبيس بهيئة كلب أسود أو هجين بين كلب وابن آوى، بآذان مدببة أو بصورة رجل مفتول العضلات برأس ابن آوى.

تم اختيار اللون الأسود؛ ليرمز إلى تربة وادي النيل الخصبة التي مثلت التجدد والحياة، كما أن الكلب الأسود حينها يرمز إلى القوي، حامي الموتى الذي يضمن لهم حقوقهم المشروعة في مراسم الدفن، بل ويقف جانبهم في الآخرة.

كما كان يظهر في رسوماته المشهورة، على هيئة رجل برأس ابن آوى، واقفا أو راكعا، حاملًا الموازين الذهبية التي يوزن عليها قلب الروح في إحدى الكفتين مقابل ريشة الحقيقة البيضاء في الكفة الأخرى.

أدواره

- تعددت أدوار أنوبيس في تاريخ الاسرة المصرية القديمة، فقد كان حارسًا على المقابر وإله الموتى والتحنيط؛ حيث لعب دوراً رئيسيًا في التحنيط والذي يعد أهم أدواره، إذ يقوم بعملية تطهير الجثث ودهنها وتحنيطها، ثم لفها في اللفائف الكتانية، كما هو موضح بالصورة.

كما كان مسئول عن وزن قلب المتوفي في قاعة المحكمة، إذ يقوم باستقبال المتوفي في قاعة "أوزير" راكعا او واقفا أسفل الميزان.

أين ومتى ظهر أنوبيس؟

ظهر أنوبيس عدة مرات في مشاهد كتاب الموتى، والأهم هو مشهد المحاكمة الأخيرة حيث قاد الموتى إلى قاعة أوزوريس وكان مع أوزوريس يشاهدون طقس وزن قلب المتوفي.

كما شوهد يقف بجانب السرير الجنائزي...بيدٍ واحدة يضعها على المومياء في اليد الأخرى يحمل علامة عنخ، أيضًا في وقتٍ لاحق يمكنك أن ترى الكهنة الذين كانوا يؤدون طقوس فتح الفم كانوا يرتدون قناع الإله أنوبيس.

مركز عبادته الرئيسي هو:- مدينة المنيا بني مزار ...مدينة الكلب ( cynopolis) من قِبل اليونانيين. التي كانت عاصمة الإقليم السابع عشر، في صعيد مصر.

وصف تمثال أنوبيس:

_تم العثور على هذا التمثال داخل غرفة الخزانة مقابل غرفة الدفن كما لو كان يحرسها.

_ وهو يمثل أنوبيس على شكل ابن آوى أسود يستريح على الصندوق، ذلك الصندوق الذي يُحمل على زلاجة.

_التمثال مصنوع من الخشب، لكن الأذنين والياقة مذهبة.

_العيون مصنوعة أيضا من الذهب مع حجر الكالسيت.

_ يستريح أنوبيس على صندوق أو ضريح مصنوع من الخشب المذهب، وقد احتوى على بعض الملابس التي تم ارتداؤها في المهرجانات.

المصادر

كتاب المرشد السياحي الذهبي: ص ٣٣٠ ل ٣٣٢، و ص ٢١٥