مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة متفردة في فن العمارة الإسلامية المعاصرة

مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة متفردة في فن العمارة الإسلامية المعاصرة
مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة متفردة في فن العمارة الإسلامية المعاصرة
مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة متفردة في فن العمارة الإسلامية المعاصرة
مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة متفردة في فن العمارة الإسلامية المعاصرة
مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة متفردة في فن العمارة الإسلامية المعاصرة
مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة متفردة في فن العمارة الإسلامية المعاصرة
مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة متفردة في فن العمارة الإسلامية المعاصرة
مسجد الصحابة بشرم الشيخ.. أيقونة متفردة في فن العمارة الإسلامية المعاصرة


علي مساحة ما يقرب من ثلاثة آلاف متر في وسط منطقة السوق القديم بمدينة شرم الشيخ "مدينة السلام" التابعة لمحافظة جنوب سيناء، يقع مسجد الصحابة بطراز معماري فريد يجمع بين العراقة والفخامة والتاريخ، مطلا علي ساحل البحر الأحمر ومن خلفه جبل، وكأنه من إحدى قصص "ألف ليلة وليلة" القديمة، يعد بمثابة "أيقونة متفردة" في فن العمارة الإسلامية المعاصرة، تتوافد إليه أعداداً كبيرة من السياح من مختلف الجنسيات لطرح الأسئلة التي تدور في أذهانهم عن الإسلام، فهو يلعب دورًا هامًا في تصحيح المفاهيم المغلوطة في الدين الإسلامي، وتغيير الصورة الموجودة لدى بعض الجنسيات عن الإسلام، وبث الطمأنينة في نفوس كل من يزور مصر.

 

يمزج تصميم المسجد بين أنماط معمارية مختلفة، تبدو للوهلة الأولى مثيرة للارتباك، غير أن وراء ذلك فلسفة فنية يؤمن بها من أقرّوا الشكل، فمن العصر العثماني استُوحيت قباب المسجد النحاسية اللون التي تقترب من مسجد محمد علي في القلعة التي تحمل اسمه في القاهرة. وتظهر بصمة العصر المملوكي، في «المقرنصات» التي تبدو لافتة في مئذنة مسجد الصحابة، فضلاً عن استخدام اللون الذهبي في الأبواب. ولم يخلُ الأمر من لمسة لمطلع القرن الماضي، والتي تجلت في تسمية أحد الممرات في المسجد باسم «زقاق الصحابة»، في محاكاة -على ما يبدو- لمنطقة «زقاق المدق» القريبة من حي الحسين بالقاهرة الفاطمية.

 

ويقع مسجد الصحابة على مساحة ثلاثة آلاف وثلاثة أمتار، ويشتمل على مئذنتين ارتفاع كل منهما ٧٦ متراً، وعدد كبير من القبب، وبمجرد حلول الظلام، وعلى طول جوانب المسجد العشرات من "أباليك" الإضاءة المصنوعة من الفخار، ترسل إضاءتها للعديد من أسماء صحابة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تزينت أركان المسجد بأسمائهم الأولى، على رأسهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وغيرهم رضوان الله عليهم.

 

ويستوعب المسجد أكثر من ثلاثة آلاف مصل. ويصل ارتفاع صحنه الرئيسي إلى ٣٦ متراً على مساحة١٨٠٠متر ويسع ٨٠٠ مصل، وداخله رواق به مظلتان للصلاة، و٣٦ دورة مياه، هذا بجانب المباني الخدمية والوحدات التجارية التي تعمل كوقف للمسجد، وتقدّر تكلفة تشييده بما بين ٣٥ و٤٠ مليون جنيه مصري، تنوعت بين التبرعات المادية المباشرة، والعمل المجاني كما فعل صاحب التصميم المهندس المعماري فؤاد توفيق، فضلاً عن مساهمات حكومية، إضافة إلى تكفل الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة بإتمام أعمال التشطيب النهائية حتى تسليمه وافتتاحه قبل ثمان أشهر، ورغم أن حجر الأساس وضع للمسجد في العاشر من يناير العام ٢٠١١م، إلا أنه افتتح في الرابع والعشرين من مارس العام ٢٠١٧م، ليصبح ثاني أكبر المساجد في مدينة شرم الشيخ وأحد معالمها السياحية.

كما يضم المسجد مركزا ثقافيا إسلاميا عالمي ومكتبة دينية ثقافية باللغات المختلفة، تحتوي على العديد من الكتب والمطبوعات بلغات مختلفة تعرف هوية الدين الإسلامي، وصفات وسمات وأخلاق النبي محمد وسماحة الإسلام، ويقبل السياح على المكتبة، ويسمح لهم بالتصفح وأخذ المطبوعات التي خصصها مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، بالإضافة إلى أسطوانات مدمجة بالعديد من اللغات عن تفسير القرآن الكريم.

 

كما تم تخصيص فريق عمل للمسجد والمركز يضم ست أئمة نصفهم متخصص في الدعوة بالإنجليزية ومثلهم يتقن الفرنسية، وجميعهم تم اختيارهم ضمن مسابقة متخصصة لشغل ذلك الموقع من بين ١٥٠ متقدماً من جميع أنحاء مصر..

 

يقوم المسجد برسالته الدعوية والتربوية والتثقيفية من خلال خطبة الجمعة والدروس الأسبوعية المتنوعة والندوات والأمسيات الدينية ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم إضافة إلى مقارئ وحلقات القرآن الكريم.

 

وبمجرد دخول السائح إلى المسجد فهو يحترم تعاليم الدين الإسلامي، حيث تغطى النساء شعورهن، لا يلمس أي فرد من الوفد الزائر المصحف الشريف إلا إذا كان طهورًا، فهي تعاليم يخبرهم بها المرشد السياحي أثناء الدخول.