إن أى عمل عدوانى ضد مصر سيؤثر على العالم أجمع من المحيط الأطلسى حتى المحيط الهندى

إن أى عمل عدوانى ضد مصر سيؤثر على العالم أجمع من المحيط الأطلسى حتى المحيط الهندى

سؤال من المحاور: ماذا ترون فى الاستعدادات الحربية الإنجليزية - الفرنسية فى البحر الأبيض المتوسط؟ هل تظنون أنه خداع أم أنه فى حالة قطع المحادثات نهائياً سيكون الهجوم؟

* الرئيس ناصر: بصفتى رئيساً مسئولاً عن شعب استعد لمواجهه أسوأ الاحتمالات، لا يهمنى بتاتاً ما يتخذة الآخرون من إجراءات.

سؤال من المحاور: فى حالة الاستيلاء، هل تظنون أنه سيكون نزاعاً محدوداً أم تتوقعون امكانية قيام حرب ثالثة عالمية؟  

* الرئيس ناصر: إن أى عمل عدوانى ضد مصر سيؤثر على العالم أجمع من المحيط الأطلسى حتى المحيط الهندى، وجميع الدول العربية ستكون اتوماتيكياً إلى جانبنا.

سؤال من المحاور: كيف ترون وصول قوات فرنسية فى الشرق الأوسط؟

* الرئيس ناصر: أعتقد أن هذه التحركات لها هدفان؛ فهى من جهة تثبت أهمية موقع قبرص الاستراتيجى كقاعدة حربية للغرب، ومن جهة أخرى تشير إلى الاستعداد الحربى للاستيلاء على السويس.

سؤال من المحاور: فى هذه الأيام تقوم سفارة فرنسا بضغط على أتباعها بمغادرة البلاد حتى بوضع بواخر لنقلهم تحت تصرفهم، فهل تظنون أنها حرب أعصاب أم أن فرنسا تواجة حقيقة هجوماً عسكرياً؟

* الرئيس ناصر: أعتقد أن حرب الأعصاب هذة التى يحاولون شنها ما هى إلا حرب أعصاب ضد أنفسهم. أما فيما يخصنا فنحن مستعدون لتصديق النوايا الصادقة، ونستعد بكامل قوانا لمواجهتهم. أما الذى يحدث حالياً فى فرنسا فهو لا يرعب إلا أهل فرنسا والمقيمين منهم فى مصر لا المصريين.

سؤال من المحاور: هل تظنون أن هذا الاتجاه فى الأحداث والإبحار فى قبرص ومشكلة السويس ستعرض قضية قبرص الوطنية الكبرى لمتاعب؟

* الرئيس ناصر: إننا كما تعلمون - الشعب المصرى والحكومة وأنا شخصياً - قد وقفنا دائماً إلى جانب اليونان فيما يختص بمشكلة قبرص، وسوف نؤيدها حتى النصر النهائى، وأنا مقتنع بأن العدالة الدولية ستنتصر فى النهاية.

سؤال من المحاور: هل تظنون أن الدول العربية ستساند اليونان فى التجائها من جديد إلى هيئة الأمم؟

* الرئيس ناصر: نعم، أعتقد ذلك.. أغلبهم، ربما كلهم.

سؤال من المحاور: غداً ستستقبلون اللجنة الخماسية لمؤتمر لندن، هل لكم فى أن تحدثونى عن هذا الموضوع؟

* الرئيس ناصر: ساستقبلهم لأنى أريد أن أظهر لهم حسن نيتى، وأريد أن أستمع إلى وجهات نظرهم.

سؤال من المحاور: هل ستناقشون وجهة النظر هذه؟

* الرئيس ناصر: أريد أن أستمع إليهم. تتفهمون جيداً أننى لا أقر سوء نوايا القوى الكبرى فى مسألة حرية الملاحة فى القناة، إنجلترا لم تحترم أبداً كلامها بينما نحن كنا دائماً نحترم هذا الكلام، وبأى حق يعلنون: إننا لا نثق فى وعود عبد الناصر؟!

إن قناة السويس كانت كانت أخر وصلات الاحتلال الاستعمارى فى مصر الذى لا نقبله، ونحن لا ننوى ترك القناة لانتفاع الاحتلال الجماعى الدولى، وقد قدمنا جميع ضمانات حرية الملاحة. إن قناة السويس تمر بالأراضى المصرية، وإذا كانت الحرب ضرورية للدفاع عنها فنحن مستعدون للدفاع.

سؤال من المحاور: كيف ترون موقف تركيا عامة ونحو اليونان خاصة؟

* الرئيس ناصر:إن تركيا مستمرة فى اتباع سياسة غريبة؛ وقد عرفتّنى أخيراً عن طريق رئيس وزراء ليبيا أنها ستساند وجهة النظر المصرية فى مؤتمر لندن، وقد أخلفت وعدها فى أخر لحظة. إن موقف تركيا قد ترك أثراً كبيراً فى نفسى.

سؤال من المحاور: وماذا كان وقع قرار اليونان فى نفسكم برفض حضور مؤتمر لندن؟

* الرئيس ناصر: إن موقف اليونان قد سرنا كثيراً، ولمرة ثانية إنه واضح تماماً أننا نواجه المشاكل الكبرى الدولية بنفس الانفعال السياسى.

سؤال من المحاور: هل لديكم شىء تريدون الادلاء به ليونانى مصر؟

* الرئيس ناصر: إننى أعتبرهم منّا.. مثل المصريين. أعتقد أنهم يفخرون مثل المصريين ويحبون مصر، وشعبنا يرد نفس الشعور. إن هذين الشعبين لهم جذور عريقة كبيرة، وتفتح أمامهم الآن فترة جديدة للنشاط. إننى أرغب حقاً فى الذهاب إلى اليونان، وعلى العموم فأنا مدعو من قبل الحكومة اليونانية.

---------------------------------------------------------------------

حديث الرئيس جمال عبد الناصر لصحيفة "كايتميرنى" اليونانية 

بتاريخ ١٠سبتمبر ١٩٥٦م.