فى الماضى حينما غزا "نابليون" مصر مين اللى قام وحارب؟

فى الماضى حينما غزا "نابليون" مصر مين اللى قام وحارب؟

أيها الإخوة المواطنون:

حينما أرى هذه القوة التى تشتعل بها هذه النفوس الصافية وهذه القلوب الطاهرة، حينما أرى هذه القوة وألمسها كما رأيتها اليوم، وكما لمستها اليوم؛ أشعر بالطمأنينة.. الطمأنينة بأننا سنحقق - بعون الله - الأهداف التى آلينا على أنفسنا أن نعمل فى سبيل تحقيقها.

هذا الشعب القوى، وهذا الشعب الأبى، هذا الشعب الطاهر المكافح المناضل يؤمن بالله ويؤمن بالوطن، ثم يؤمن بعد ذلك بنفسه، ودا سر القوة التى استطعنا بها أن نتغلب دائماً على الأعداء، دا سر القوة اللى مكنتنا من أن نهزم على مر السنين وعلى مر الأيام الغزاة، وعلى أن نردهم مهزومين مدحورين عن أراضينا، دا سر القوة اللى مكننا من أن نحافظ على بلدنا لنا ولأبنائنا.

فى الماضى حينما غزا "نابليون" مصر مين اللى قام وحارب؟ ومين اللى قام علشان يقف ضد جيوش "نابليون"؟ العامل.. الفلاح اللى بيؤمن بنفسه وبيؤمن بوطنه، وبيشعر إن هذه البلد بلده. الراجل اللى بيعمل فى سبيل بلده ولا يعمل فى سبيل استغلال بلده، أو فى سبيل استغلال الشعب. وكانت هذه الخلق، وكانت هذه الخواص دائماً هى خواص هذا الشعب؛ كانت هذه الخواص هى التى وحدت دائماً بين أبناء هذا الشعب وجمعتهم؛ ليقفوا ضد الغزاة، وليقفوا ضد القوى الغاشمة، وليقفوا ضد أقوى الجيوش، وكانت هذه الخواص وهذه الخلق - أيها الإخوة - هى التى مكنتنا دائماً من النصر.

"نابليون" وصل بجيوشه إلى هذه المدينة، ولكن هل كان هذا مدعاة لبث الخوف أو الرعب فى النفوس والقلوب؟ هل كان هذا سبب حتى يعلن أهل المنزلة انهم يسلموا "لنابليون" اللى دوخ جيوش العالم؟ أبداً، ليه؟ لأن هذا الشعب كان دائماً يثق بنفسه ويثق بربه ويثق بوطنه، ويعمل من أجل حرية وطنه وحرية بلده، لأن هذا الشعب كان دائماً يؤمن بأن الحياة الحرة هى أمله، وأن الحياة الحرة هى الهدف الذى يبذل فى سبيله الدم وفى سبيله الروح، من أجل هذا خرجت هذه المدينة.. خرجت بأبنائها وكل منهم يتسلح بما يراه فى طريقه، تسلحوا بالعصى، وتسلحوا بالسيوف، وجابهوا جيش "نابليون" وأسطول "نابليون" فماذا كانت النتيجة؟

انتصر الشعب الحر الأبى المؤمن، وهزم الغزاة؛ هذا الكلام حصل من ١٦٠ سنة، وكان الشعب فى هذه المنطقة هو الشعب الطيب.. الشعب المكافح.. الشعب الكادح.. الشعب العامل.. الشعب الذى يقف ضد الاستغلال وضد السيطرة، ضد الاستغلال الخارجى وضد الاستغلال الداخلى، ولهذا انتصرنا فى الماضى.

هذا هو - أيها الإخوة - تاريخنا.. تاريخنا القريب، وتاريخنا البعيد. فى سنة ٥٦ وقفنا نجابه الاستعمار، ونجابه قوى الاستعمار ونجابه جيوش الاستعمار، وكان أهل هذه المنطقة يتطوعون لمساعدة أهل بورسعيد الذين كافحوا ضد الاستعمار وضد العدوان، وكان أهل هذه المنطقة يجودون بالأرواح ويجودون بالدم فى سبيل الحرية.

إذن هذه الخواص ليست جديدة علينا، ولكنها زرعت فى دمائنا وفى نفوسنا، وفى قلوبنا وفى أرواحنا، ورثنا الكفاح من الماضى؛ من وقت ما كان آباؤنا وكان أجدادنا بيكافحوا علشان يستقلوا ويتحرروا، واستطاعوا أن ينجحوا فى هذا الكفاح؛ فاستقلوا وتحرروا ورفعوا علم الحرية. احنا أيضاً أخذنا منهم هذا الدرس، وكافحنا من أجل الجلاء؛ فحصلنا على الجلاء، ثم كافحنا بعد هذا لصد العدوان، واستطعنا أن ننتصر ضد العدوان وأن نهزم الغزاة.

كان هذا - أيها الإخوة المواطنون - هو تاريخنا القريب، ثم انطلقنا بعد ذلك.. انطلقنا فى أى طريق؟ فى طريق البناء وفى طريق العمل، وفى طريق خلق المجتمع الاشتراكى الديمقراطى التعاونى.. المجتمع الذى ترفرف عليه الرفاهية، والمجتمع الذى يعمل على رفع مستوى المعيشة، وخلق حياة سعيدة لكل فرد ولكل أسرة. وكان لابد لنا حتى نخلق هذا المجتمع من أن نتحرر، ومن أن نقضى على كل نفوذ أجنبى فى وطننا، وكان لابد لكى نتحرر من أن نكافح، وكان لابد لكى نتحرر من أن نبذل الدماء، وكان لابد لكى نتحرر من أن نكون على درجة كبيرة من الوعى؛ حتى نستطيع أن نجابه الاستعمار ومؤامرات الاستعمار.

وبالأمس - أيها الإخوة - فى بورسعيد قلت ان احنا بعدما انتصرنا فى معاركنا ضد الاستعمار، وضد أعوان الاستعمار.. بعد هذا الانتصار جعلنا من وطننا قاعدة للحرية، وجعلنا من أنفسنا طليعة للحرية؛ لأننا نؤمن ولأننا نعلم أن انتصار الحرية فى أى مكان هو انتصار لقضية حريتنا، وأن انتكاس الحرية فى أى مكان له تأثير كبير على قضية حريتنا، وقضية حريتنا تتعلق تعلقاً كبيراً بالعمل على تحقيق هدفنا فى بناء المجتمع الاشتراكى الديمقراطى التعاونى.

كانت الحرية وكان الاستقلال، كانت خطوة وكانت مرحلة من أجل البناء الشامل، ما هو هذا البناء الشامل؟ كانت الحرية والاستقلال هى مرحلة من أجل القضاء على الإقطاع، والقضاء على الاستغلال، والقضاء على الاحتكار، والقضاء على التمييز بين الناس، وإقامة عدالة اجتماعية.

وكان كل فرد من أبناء هذه الأمة يهدف إلى أن تقوم بين ربوع هذا الوطن عدالة اجتماعية؛ حتى يستطيع أن يأمن على يومه ويأمن على غده. وحينما جابهنا الاستعمار وجابهنا مؤامرات الاستعمار كان سلاحنا الأساسى الوعى والوحدة الوطنية؛ لأن الاستعمار اعتمد فى الماضى على التفرقة؛ ليبث الأحقاد بيننا، ويتمكن فينا، ويقيم من بيننا أعواناً له يحققون له الأهداف. (هتاف).

الاستعمار فى الماضى عمل على أن يفرق.. دى كانت أسلحة الاستعمار فى الماضى؛ من أجل وضعنا داخل مناطق النفوذ، ومن أجل السيطرة علينا وامتصاص ثرواتنا، ومن أجل حرماننا من خيرات بلدنا. ولكنا تنبهنا لهذه الأساليب فاتحدنا لنقضى على الاستعمار وأعوان الاستعمار، قضينا على أعوان الاستعمار، وقضينا على الاستعمار، وأصبحت الفرصة أمامنا مؤاتية حتى ننطلق لنبنى بلدنا ولنعوض ما فاتنا.

ولكن هل رجع الاستعمار عن الخطط التى كان يتبعها فى الماضى؟ هل رجع الاستعمار عن الأساليب اللى كان يتبعها فى الماضى علشان يوضع الأمة العربية داخل مناطق النفوذ ويقيم بين أرجائها حكام له لقاء ثمن رخيص يبيعوا به بلدهم؟ لم يرجع الاستعمار عن هذه الأساليب، ولم يرجع الاستعمار عن هدفه فى تحقيق... هل... هل (هتافات طويلة من الجماهير.... ثم الرئيس يوجه إليهم هذه الكلمات:) طيب متشكرين.. نسمع بقى، طبعاً أنا ما ابتديتش انى أشكركم على الهتاف وعلى التحية؛ لأنى باعتبر ان هذا تعبير عن الوحدة الوطنية وعن الاتحاد، وقلت لكم فى الأول إنى أنا باعتبر المشاعر اللى شفتها تعبير عن القوة، ولكن هذه المشاعر إذا ماكانتش مشاعر منظمة مش ممكن بأى حال تكون تعبير عن القوة، المفروض طبعاً ان احنا مش جايين هنا نقول عاش جمال وعاش جمال، جايين علشان نتكلم وعلشان نشرح موقفنا، وعلشان نشرح أمورنا، وعلشان ننتهز هذه الفرصة علشان نعرف احنا فين، وإيه الطريق اللى احنا ماشيين فيه.. قلت لكم متشكر على الهتاف، ومش عايز بعد كده أى هتاف مرة تانية.

بنتكلم على المشاكل اللى قابلتنا فى الماضى، وأما بنتكلم عن المشاكل اللى بتقابلنا فى الماضى مش بنتكلم بس علشان نخطب ونقول كلام ونضيع وقت، بنتكلم علشان ناخد من الماضى عظة وعبرة لنا، علشان نكون على وعى للمستقبل؛ لأن الأساليب ما بتتغيرش، الأساليب دايماً هى هى، الأساليب اللى اتبعت ضدنا فى الماضى أيام "نابليون"، واللى حاربتم من أجلها هنا فى هذا البلد، واللى قدمتم فى سبيلها الشهداء وبذلتم الدماء والأرواح، هى نفس الأساليب اللى قابلناها بعد كده فى سنة ١٨٠١؛ أما جت حملة "فريزر" علشان تغزونا، وعلشان تسيطر علينا، وعلشان تخضعنا للاستعمار البريطانى.. ولكن الشعب كان على درجة كبيرة من الوعى بحيث هزم بريطانيا وهزم حملة "فريزر"، وبحيث إن حملة "فريزر" سلمت، واستطاع الشعب أن يحافظ على حريته، واستطاع الشعب أن يحافظ على بلد طاهر من الاستعمار ومن الاحتلال الأجنبى.

هذه الأساليب هى أيضاً اللى اتبعت معانا بعد كده فى سنة ١٨٨٢، أما جت بريطانيا علشان تحتل مصر، ضربوا الإسكندرية فى سنة ١٨٨٢، وحرقوا الإسكندرية فى سنة ١٨٨٢، وتقدموا إلى كفر الدوار، ولكن الشعب الذى كان يعى هذه الأساليب لم ترهبه القوة، ولم ترهبه أساطيل بريطانيا، خرج فى كفر الدوار وحارب فى كفر الدوار وهزم بريطانيا مرة ثانية فى كفر الدوار، وعادت بريطانيا إلى الإسكندرية لتنسحب، ثم لتتآمر وتحقق بالخديعة ما لم تستطع أن تحققه بالقوة، عادت بريطانيا سنة ١٨٨٢ مع فرنسا.. متآمرة مع فرنسا عن طريق قنال السويس، وبالخديعة سيطرت علينا.

لما بنتكلم عن الماضى وعن دروس الماضى بنتكلم علشان تكون لنا من هذه الدروس عظة وعبرة، العظة اللى خدناها سنة ٥٦ أما بعت "إيدن" علشان نسلم له بورسعيد والإسماعيلية والسويس، هذه العظة كنا جميعا نعرفها وكنا جميعا نتعظ بها، رفضنا الإنذار البريطانى فى سنة ٥٦، وأنا كنت على ثقة بالله وبهذا الوطن وبهذا الشعب.. على ثقة أننا سننتصر.. كنت أعرف ان هذا الشعب اللى انتصر فى الماضى ضد "نابليون" وضد بريطانيا وضد الصليبيين، لابد أن ينتصر مرة أخرى طالما تخلصنا من أعوان الاستعمار، وطالما تخلصنا من الاستغلال، وطالما كانت الأهداف التى نتبناها جميعاً أهدافاً من أجل الفرد ومن أجل الشعب، مش من أجل فئة قليلة من الناس، ولا من أجل فئة قليلة من المستغلين.

كانت هذه الأهداف هى التى خرج الأبطال فى عام ٥٦ يحملون السلاح ليدافعوا عنها، وليضعوا جذورها فى الأرض بعد أن يرووها بدمائهم، الأهداف اللى احنا تبنيناها ان بلدنا تكون لنا، بلدنا متحررة من الاستغلال، بلدنا متحررة من السيطرة الأجنبية، بلدنا متحررة من الإقطاع، بلدنا متحررة من الاحتكار، بلدنا فيها عدالة اجتماعية، وبلدنا فيها مساواة. كان كل واحد بيطلع ويحمى بلده بدمه، وهو يعلم أنه بهذا لا يحمى الاستغلال، ولا يحمى الإقطاع أو يحمى الاحتكار، ولكنه يحمى بلده التى ترعرعت فيها المبادئ وترعرعت فيها المثل.

وكانت هذه الدماء اللى بذلناها فى سنة ٥٦.. كانت هذه الدماء وكان هؤلاء الشهداء اللى ضحوا بأرواحهم فى سنة ٥٦ دعامة كبرى فى سبيل بناء هذه الجمهورية العربية المتحدة؛ الجمهورية التى جمعت مصر والتى جمعت سوريا، الجمهورية مش قايمة على اسم أبداً، ولكنها قايمة على مبادئ، قايمة على مثل عليا، قايمة على مبادئ الاشتراكية الديمقراطية التعاونية، قايمة على مبادئ القومية العربية، وعلى مبادئ الوحدة العربية، قايمة على مبادئ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمساواة.. دى جمهوريتنا اللى كلنا بندافع فى سبيلها من رئيس الجمهورية إلى أى عامل فيها، دى جمهوريتنا اللى كلنا بنعمل فى سبيل تثبيت أركانها؛ حنى نضمن لأنفسنا ونضمن لأبنائنا أن يعيشوا فى بلد حر، وأن يعيشوا فى وطن حر.

هذه هى الجمهورية التى نقول عنها: إنها قاعدة للحرية، وهذا هو الشعب اللى بنقول عليه: إنه طليعة للحرية؛ الشعب اللى ما اتخدعش أبداً فى الماضى. كان ممكن فى بعض الوقت يصدق ويسالم، ولكنه لم يسالم من عاداه أبداً، لم يضن بدمه أبداً، لم يضن بروحه أبداً، الشعب اللى هو عبارة عن مين؟ إيه هو هذا الشعب؟ الشعب هو عبارة عن الفلاح والعامل، والعامل من أجل هذه البلد ومن أجل بنائها، هو دا الشعب، الشعب ماكانش أبداً هو الباشوات أو الوزراء، أو المستغلين أو الإقطاعيين أو الاحتكاريين؛ لأن دول كانوا بيمثلوا طبقة ضد أهداف الشعب.

كان الشعب يحارب الاستعمار، وفى نفس الوقت كان الشعب يحارب الاستغلال؛ لأنه كان يؤمن أن معركة حرب الاستعمار وأعوان الاستعمار وحرب الاستغلال الداخلى معركة واحدة.

وكان يؤمن أن لابد من التخلص من الاستعمار وأعوان الاستعمار؛ حتى نستطيع أن نتخلص من الاستغلال ونقيم عدالة اجتماعية. لما تخلصنا من الاستعمار وأعوان الاستعمار بدينا فعلاً النهارده - بعد ٧ سنين أو بعد ٨ سنين - بنقدر نقول ان احنا عملنا، يمكن مش العمل اللى كان كل واحد يتمنى فى نفسه أن يراه، ولكنا رغم هذا ضاعفنا الدخل القومى فى سبع سنوات، وزدنا متوسط الدخل للفرد بـ ٧٠%، أقمنا المصانع، حولنا بلدنا من بلد زراعى إلى بلد صناعى، هل أعداؤنا حيرضوا بهذا؟ هل أعداؤنا حيسلموا؟ واللا حيحاول الاستعمار وأعوان الاستعمار فى هذه المنطقة من العالم أن يكيدوا للجمهورية العربية المتحدة؟

طبعاً لا يمكن أن يرضوا أن تبقى الجمهورية العربية المتحدة مثل.. مثل للدولة التى حققت استقلالها، وقضت على الاستغلال، وقضت على المستغلين، وقضت على الاستعمار وأعوان الاستعمار، ووجدت الفرصة مؤاتية لتبنى وتحقق، وتوفر العمل الحر للعامل الحر الشريف. لن يمكن لهم أن يقبلوا هذا، لن يمكن لهم أن يقبلوا أن تنبع إرادتنا من أرضنا، ومن بلدنا ومن ضميرنا، ومن مصلحة شعبنا؛ لأنهم اتعودوا فى الماضى ان كانت إرادتهم هم اللى بتسود فى هذه المنطقة، لن يرضوا أبداً بهذا.

وعلى هذا الأساس فإن الحرب التى نواجهها من الاستعمار وأعوان الاستعمار فى الأمة العربية حرب مستمرة ما استمرت الحياة، حتى نتخلص من أعوان الاستعمار.

مثلاً بنقابل فى الأمة العربية أمثلة كتيرة على هذا الموضوع؛ فى سنة ٥٦ كانت بريطانيا فى الأردن تسيطر، وكان الملك حسين فى الأردن معروف إنه عميل لبريطانيا، وانه ربيب الاستعمار البريطانى، طلع الملك حسين فى سنة ٥٦ وقال إنه غير اسمه، وإنه غير اتجاهه، وإنه تاب عن الخيانة اللى تردى فيها أجداده، وإنه حيعمل وطنى، وإنه حيسير فى طريق الوطنية وطريق الشرف.. والله سرنا هذا الكلام، واستنينا نشوف إيه النتيجة.

فكرنا الملك حسين بحكاية قديمة كلنا يمكن نعرفها.. كان فيه واحد زمان اسمه على الجحش كان على الجحش دا موجود فى بلد، وكان بيجد الناس بتبص له وتسخر منه، ويسخروا من اسمه، قال لهم والله أنا رايح أغير اسمى، فرحوا له؛ زى ما فرحنا للملك حسين، وراح غير اسمه ورجع، قالوا له غيرت اسمك؟ قال لهم آه غيرت اسمى، قالوا له غيرته بإيه؟ قال لهم غيرته بحسن الجحش. (ضحك).

نفس الحكاية هى هى، الملك حسين فى سنة ٥٦ قال لنا إيه؟ قال لنا إن أنا بقيت وطنى، فرحنا.. فرحنا إنه غير الخط اللى سار فيه، واللى سار فيه أجداده، ورجع بصينا لقيناه فى سنة ٥٧ حسن الحجش زى ما كان على الجحش، نفس الحكاية ونفس الطريق. احنا كشعب يمكن شعب بيضحك، شعب طيب، ولكن ما ينضحكش عليه، الشعب اللى بيضحك والشعب اللى بيفهم والشعب الطيب لن يمكن للاستعمار بأى حال من الأحوال إنه يضحك عليه، بيغير اسمه من حسن الجحش لعلى الجحش بنفهم أولاً وأخيراً إيه الهدف، الهدف؛ هو خداع الشعب العربى، والشعب العربى لن يخدع بأى جحش من جحوش الاستعمار. (ضحك).

وأعوان الاستعمار فى هذه المنطقة من العالم كلنا عارفينهم، والشعب العربى لن يخدع بأى حال من الأحوال لأنه عرف طريقه؛ لازم يتخلص من الاستعمار، لازم يتخلص من مناطق النفوذ، لازم يكون سيد إرادته، لازم تكون ثرواته له، لازم يقضى على الرجعية والاستغلال، لازم يرفع علم القومية العربية، لازم يبنى بلده؛ علشان تكون بلده بتاعته، وعلشان يعيش الحياة الحرة الكريمة. والله يوفقكم.

السلام عليكم ورحمة الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى احتفال المنزلة بعيد النصر

بتاريخ الرابع والعشرين من ديسمبر العام ١٩٦٠م.