أنيس صايغ.. حارس الذاكرة الفلسطينية

أنيس صايغ.. حارس الذاكرة الفلسطينية
عاش «صايغ» حالماً بالعودة إلي طبريا بفلسطين مسقط رأسه وأعرَّب عن موقفه من القضية الفلسطينية قائلاً «ليس صراع وجود أو حدود إنه صراع حضارات، وجود «إسرائيل» خطأ كبير، خطأ تاريخي، وخطأ لا يتناسب مع مبادئ الغرب» مستنكراً موقف المجتمع الدولي من القضية.
ولد المفكر العربي الكبير « أنيس صايغ» في مدينة طبريا، شمال فلسطين في الثالث من نوفمبر عام ١٩٣١، لُقب بحارس الذاكرة الفلسطينية وهو فلسطيني من أصل سوري ويحمل الجنسية اللبنانية، تلقي تعليمه في طبريا، ثم إلتحق بجامعة  القدس، وبعد عامه الأول إندلعت الحرب في فلسطين، فسافر «صايغ» ليستكمل دراسته بمدرسة الفنون الانجيلية في صيدا جنوب لبنان، ثم إلتحق بالجامعة الأمريكية، ببيروت وتخرج فيها عام ١٩٥٣ حاملاً درجة البكالوريس في #العلوم_السياسية، ثم عمل مدرساً للتاريخ العربي في القسم الفرنسي بالجامعة الأمريكية حتي عام ١٩٥٧، عمل بعدها مستشاراً للمنظمة العالمية لحرية الثقافة لمدة عامين، ثم إلتحق بجامعة «كامبريدج» ليحصل منها علي درجة الدكتوراة عام ١٩٦٤م، في دراسات الشرق_الأوسط، وكان في ذات الفترة، أستاذاً مساعداً في دائرة الدراسات الشرقية، في نفس الجامعة.
انتقل «الصايغ» للعمل لمدة عشرة سنوات في الفترة من (١٩٦٦- ١٩٧٦) كرئيساً لمركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، عمل خلالها علي تأسيس مكتبة تحوي أكثر من ١٣ألف كتاباً، إلي جانب المستندات والوثائق،، وواصل جهوده فأصدر مجلة «شؤون فلسطينية» التي كانت تصدر بشكل شهري، ثم تبعها بسلسلة «الدراسات الفلسطينية»، كما اصدر المركز تحت رئاسته برنامج «رصد الإذاعة الاسرائيلية».
وفي ذات الفترة المذكورة شغل «الصايغ» أيضاً منصب عميد معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة، أشرف خلالها علي أكثر من ثلاثين رسالة ماجستير ودكتوراة، في بيروت و القاهرة، كما عمل رئيساً لدائر فلسطين بالجامعة العربية في الفترة (١٩٧٧ - ١٩٨٧) ثم مستشاراً لأمنها عام ١٩٨٠، ورئيساً لوحدة المجلات وأصدر مجلة «شؤون عربية» وترأس تحريرها واستمر عمله بالجامعة حتي عام ١٩٨٢.
كان «للصايغ» الفضل في إصدار «الموسوعة الفلسطينية»، تلك الفكرة التي تبنتها المنظمة العربية  للتربية و العلوم والثقافة التابعة لجامعة الدول العربية، وترأس تحريرها، كما اختير مقرراً للموسوعة ومستشاراً لمجلس إدارتها عام ١٩٨٣.
ومن أبرز مؤلفاته، كتابه «لبنان الطائفي»، ودراسته الشهيرة «من فيصل الأول إلى جمال عبدالناصر»: قراءة في مفهوم الزعامة السياسية، والذي أصدره عام ١٩٦٥م، وكتابه «الجهل بالقضية الفلسطينية: دراسة في معلومات الجامعيين العرب عن القضية الفلسطينية» الذي صدر عام ١٩٧٠، بالاضاقة إلي دراسة حول «سوريا في الأدب المصري القديم»، و«الفكرة العربية في مصر»،فضلا عن كتابه «تطور المفهوم القومي عند العرب»، وغيرها.
ولم يكن المؤرخ الكبير «أنيس الصايغ» بمنأي عن أساليب القمع والإنتهاكات الفجّة التي يمارسها الكيان الاستيطاني علي كل الشرفاء والمناضلين والمدافعين عن القضية الفلسطينية، فقد تعرض مؤرخنا لأكثر من عملية قمع لقلمه الشريف،، ففي عام ١٩٦٦ طُلب منه التوقيع علي تعهد بعدم كتابة مقالات سياسية مطلقاً،، كما تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، حتي أنه في عام ١٩٧٢ إنفجر بين يديه طرد مُلَّغم، تتسبب في بتر يديه، كما طالت الانتهاكات مركز  بيروت فتعرض عام ١٩٧٤ لعملية تفجير تسببت في خسائر جسيمة.