سُبل مكافحة التغيرات المناخية في القارة الإفريقية

كتبت/ بلقيس الحيدري
باحثة ماجيستير كلية الدراسات الافريقية - جامعة القاهرة
إن مواجهة تداعيات التغيرات المناخية في القارة الإفريقية يستلزم تعزيز التعاون بين دول القارة لتحقيق الأمن المناخي، الأمر الذي يتطلب التوعية بشأن مخاطر التغيرات المناخية وآثارها المحتملة على مستقبل الأمن الإنساني، هذا فضلًا عن أهمية إيلاء الاهتمام ببناء القدرات في العمل المناخي المحلي بإفريقيا، وتعزيز جهود التكيف والاستجابة للمخاطر الأمنية التي تفرضها التغيرات المناخية، ويمكن في هذا الصدد، التطرق إلى أبرز سبل مكافحة التغيرات المناخية بشيء من التفصيل فيما يلي:
التوعية بمخاطر التغيرات المناخية
يؤكد المقال أن الدول الإفريقية بحاجة إلى زيادة الوعي بالمخاطر المتشابكة للتغيرات المناخية، لا سيَّما التهديدات الأمنية المتفاقمة التي تواجه القارة في هذا الشأن، والتي تقف كحجر عثرة أمام إقرار سياسات وطنية وإقليمية فعالة لمجابهة المخاطر المحدقة بالأمن المناخي.
ويشير المقال إلى أهمية تسليط الضوء على التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتشابكة لظاهرة التغير المناخي وعدم الاقتصار على التداعيات البيئية فقط، وذلك للوقوف على مقدار التهديد الذي تمثله التغيرات المناخية، وفهم درجة وطبيعة المخاطر المرتبطة بها. ويلفت المقال الانتباه إلى اختلاف درجة الوعي بشأن مخاطر التغيرات المناخية من منطقة لأخرى داخل القارة الإفريقية، مثل التفاوت بين منطقة الساحل والقرن الإفريقي وبين المنطقة الجنوبية بالقارة.
أهمية بناء وتعزيز القدرات في العمل المناخي بإفريقيا
يشدد المقال على أهمية بناء قدرات الأفراد والمجتمعات الإفريقية على إدارة أو الحد من أو تقويض المخاطر المتعلقة بالظواهر المناخية المستمرة، مثل التصحر، أو تلك التي تطرأ بصورة مفاجئة كحرائق الغابات، مؤكدًا أهمية أن يكون العمل المناخي بمثابة أداة لتحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية في القارة الإفريقية في المستقبل.
ضرورة تمويل جهود مكافحة التغير المناخي
يسلَّط المقال الضوء على أهمية إيلاء الاهتمام بتمويل جهود مكافحة التغير المناخي في القارة الإفريقية، وضمان وصول التمويل الكافي إلى الدول والمناطق الأكثر عرضة لعواقب التغير المناخي، مع تركيز هذه الدول في المستقبل على حماية القطاعات الأكثر تضررًا، وفي صدارتها قطاع الزراعة، فضلًا عن التركيز على تمويل جهود التكيف مع التغيرات المناخية على المدى الطويل، وعدم اقتصار التمويل على جهود التخفيف.
العمل على تعزيز دبلوماسية المناخ
يؤكد المقال الحاجة الملحة لتعزيز دبلوماسية المناخ في إفريقيا، وذلك عبر التركيز على المشاركة في المحافل الدولية والإقليمية لإلقاء الضوء على التداعيات الكارثية للتغيرات المناخية في القارة، وعدم اقتصار مناقشة الأزمة في داخل أروقة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن فحسب، وإنما توسيع نطاقها لتشمل مجموعة الدول الصناعية السبع، ومجموعة العشرين، ومنظمة التجارة العالمية، ووضع تداعيات التغير المناخي على رأس أولويات المحادثات التي تشارك بها دول القارة على الصعيد العالمي.
وختامًا، فإن التغير المناخي يُعد عاملًا ديناميكيًّا محفزًا للعنف في القارة؛ إذ تشير التقديرات إلى أن التغيرات المناخية والتداعيات الكارثية المصاحبة لها، لا سيَّما الجفاف والتصحر والشُح المائي، ستؤدي إلى تقويض الأنشطة الزراعية والأمن الغذائي، ومن ثمّ، نزوح ملايين الأشخاص، بما يفاقم النزاعات والأزمات التي تشهدها القارة، ويخلق بدوره بيئة خصبة لنمو وانتشار الجماعات الإرهابية، وفي هذا الصدد، يتعيّن على الدول الإفريقية أن تنظر إلى ظاهرة تغير المناخ باعتبارها متغيرًا ديناميكيًّا ينطوي على جُملة من الانعكاسات على نماذج الأمن والاقتصاد والتنمية في القارة؛ حيث تشير التقديرات إلى أن التغيرات المناخية والتداعيات الكارثية المصاحبة لها، لا سيَّما الجفاف والتصحر والشُح المائي، ستؤدي إلى تقويض الأنشطة الزراعية والأمن الغذائي، ومن ثمّ، نزوح ملايين الأشخاص، بما يفاقم النزاعات والأزمات في القارة، ويخلق بدوره بيئة خصبة لنمو وانتشار الجماعات الإرهابية.