الحملة الأمنية غير المسبوقة في تاريخ ألمانيا الحديث، والتي نفذها أكثر من ٣٠٠٠ شرطي وعنصر في القوات الخاصة للشرطة (SEK) في ١١ ولاية بشكل متزامن، هدفت إلى تفكيك شبكة تنتمي إلى حركة "مواطني الرايش"، أو "رايشسبرغر".
هذه أهم النقاط المتعلقة بهذه الجماعة:
*
"الـ"رايشسبرغر" جماعة تنتمي إلى تيار اليمين المتطرف، والإرهابي حالياً، تؤمن بأن الإمبراطورية الألمانية لم تنته رسمياً بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وبأن ما يسمى بـ"دستور جمهورية فايمار" ما يزال السند القانوني الحاكم لأراضي ألمانيا، وبالتالي لا توجد شرعية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، التي تأسست سنة ١٩٤٩م، واتحدت مع ألمانيا الشرقية السابقة عام ١٩٩٠م.
* بناءً على هذه القناعة، يرفض أغلب مواطنو الرايش دفع الضرائب أو المستحقات المفروضة عليهم كمواطنين ألمان للدولة، بل واتجه تيار منهم إلى الدعوة للمقاومة المسلحة ضد الهيئات الاتحادية الألمانية، بهدف استعادة الإمبراطورية الألمانية في حدود عام ١٩٣٧ (والتي تشمل ما تسمى ببروسيا الشرقية، الواقعة اليوم ضمن حدود كل من بولندا وروسيا).
* ترتبط دعوات "استعادة أمجاد الإمبراطورية الألمانية" بكل ما يمثله التيار اليميني المتطرف من عنصرية: معاداة الأجانب ونظريات التفوق العرقي وعدم تقبل التنوع الديني أو الثقافي، والنزعات الحمائية لكل ما هو ألماني.
* كما يشترك أعضاء هذه الجماعة مع تيارات يمينية متطرفة أخرى، لاسيما جماعة "كيو أنون" الأمريكية، في تبني نظريات "الدولة العميقة"، وربطها بكون الجمهورية الألمانية "ما تزال خاضعة لحكم الحلفاء"، لنزع الشرعية عنها وتبرير محاولات إسقاطها.
* تقدر أجهزة الأمن عدد المنتمين إلى هذه الجماعة بنحو ٢١ ألف شخص، وتقول إن ١٠% من هذا العدد تقريباً يؤيد العنف المسلح ضد الدولة وأجهزتها.
* أدت جائحة كورونا، والقيود المفروضة من الدولة على المواطنين للحد من انتشار المرض، إلى ازدياد حالة السخط العام بين الألمان، ودفعت الكثيرين للانضمام لهذه الجماعة ونشر نظريات المؤامرة الخاصة بها. في ولاية شمال الراين وستفاليا وحدها، تقول السلطات إن عدد أعضاء الـ"رايشسبرغر" ازداد ١١ ضعفاً في خمس سنوات!
* يغلب على أعضاء هذه الجماعة - بحسب تقديرات المخابرات الداخلية - الميل للتسلح، فيما يمارس عدد كبير منهم الصيد المحترف، مما يعني امتلاكهم لرخصة رسمية لحيازة الأسلحة.
* ازدادت في السنوات الماضية الهجمات والحوادث المتعلقة بتنظيم "رايشسبرغر":
- في أكتوبر عام ٢٠١٦ أطلق صياد ألماني يبلغ من العمر ٥٠ عاماً النار على قوة خاصة من الشرطة جاءت لمصادرة أسلحته، فقتل عنصراً وجرح ثلاثة آخرين. تبين أن الصياد ينتمي لحركة "رايشسبرغر".
- في نفس العام (٢٠١٦)، قتح أحد أفراد الـ"رايشسبرغر" النار على قوة من الشرطة جاءت لمساندة مسؤول من المحكمة المحلية لتثمين قطعة الأرض التي يملكها بسبب تراكم الديون عليه. فيما بعد اعتُقل الرجل وحُكم بالحبس سبع سنوات بتهمة الشروع في القتل.
- في فبراير ٢٠٢٢ أراد أحد أعضاء الـ"رايشسبرغر" التملص من تفتيش دورية شرطة، وحاول دهس شرطيين. لكن تم القبض عليه ويحاكم بتهمة الشروع في القتل.
- في أكتوبر الماضي، تم القبض على عدد من الأشخاص بتهمة التخطيط لخطف وزير الصحة الألماني، كارل لاوترباخ، ومحاولة ضرب عدد من النقاط الحيوية في البنية التحتية للكهرباء في ألمانيا، بهدف "خلق حالة من الحرب الأهلية". تبين فيما بعد أن الخلية تؤمن بمبادئ الـ"رايشسبرغر" وتسعى لإقامة الإمبراطورية الألمانية كما كانت عام ١٨٧١م.