خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى مدينة كفر الدوار بمناسبة عيد العمال عام 1968

خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى  مدينة كفر الدوار بمناسبة عيد العمال عام 1968
خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى  مدينة كفر الدوار بمناسبة عيد العمال عام 1968

أيها الإخوة المواطنون:

غداً سوف يكون - بمشيئة الله وإذنه - يوماً له أهميته فى تاريخ الشعب المصرى وتاريخ أمته العربية، ونضالهما معاً من أجل سيادة الإنسان العربى، وحريته؛ سياسياً واجتماعياً، فوق هذه الرقعة العظيمة من أرضنا؛ ما بين الخليج إلى المحيط، وغداً من شروق الشمس إلى غروبها يتوجه الملايين من أبناء شعب مصر؛ رجالاً ونساءاً، شباباً وشيوخاً، إلى صناديق الاستفتاء، ليقولوا كلمتهم فى بيان وبرنامج ٣٠ مارس.

أيها الإخوة:

ومع أن البيان والبرنامج هما مجرد تعبير عن وجهات نظر قوى الشعب العاملة، ومحصلة أمينة للحوار الذى أدارته، منذ يومى ٩ و١٠ يونيو إلى يوم ٣٠ مارس، فإن الاستفتاء ليس مجرد عملية شكلية، وليس مظهراً رسمياً، وإنما الاستفتاء شىء أبعد من ذلك وأعمق، إنما الاستفتاء على البيان والبرنامج معناه أننا نبدأ مرحلة من النضال العربى المعاصر تستند على إرادة شعبية حرة.. تتحرك بإرادة شعبية مصممة.. تقصد إلى إرادة شعبية واضحة.

أيها الإخوة:

بالاستفتاء لا يصبح عملنا فى المرحلة التى نواجهها الآن رأى فرد، أو رأى طبقة أو رأى مجموعة، وإنما يصبح إذا جاءت نتيجة الاستفتاء بنعم إرادة كل الشعب.

أيها الإخوة:

وبالتطبيق بعد الاستفتاء.. فإن هدف البيان والبرنامج هو بالدرجة الأولى نقل السلطة بالكامل إلى قوى الشعب العاملة، وتنظيمها القائد لنضالها؛ وبالتالى تتحقق سيطرة الشعب على العمل الوطنى كله؛ على وسائله وغاياته، أساليبه وأهدافه.. بالاستفتاء تتحمل قوى الشعب كل المسئولية، وبالتطبيق بعد الاستفتاء تتولى قوى الشعب كل الحقوق والواجبات.

أيها الإخوة:

من ١٦ سنة ونحن نكافح ونناضل.. ونناضل من أجل حريتنا، ومن أجل استقلالنا.

أيها الإخوة:

من أكثر من ١٦ سنة.. من سنين طويلة الشعب المصرى بيكافح ويناضل؛ حتى قامت الثورة يوم ٢٣ يوليو سنة ٥٢، وقضت على تحالف الإقطاع ورأس المال.

واليوم بعد ١٦ سنة، وبعد محاولات كبيرة لتصفية الإقطاع، وتصفية سيطرة رأس المال، وإذابة الفوارق بين الطبقات.. وبعد مجهودات كبيرة من أجل العمل ومن أجل البناء، وبعد كفاح مرير من أجل التخلص من الاحتلال والاستعمار وإقامة الدولة الحديثة، وطوال هذه السنوات ناضلنا وكافحنا؛ من أجل حريتنا ومن أجل استقلالنا، ومن أجل بنائنا السياسى، ومن أجل بنائنا الاقتصادى، ومن أجل بنائنا الاجتماعى.

كافحنا طوال هذه السنوات؛ حتى يوجد عمل لكل فرد، حتى نذيب الفوارق بين الطبقات، حتى نخلق المجتمع الذى ترفرف عليه الرفاهية.

النهارده.. بعد ١٦ سنة من ثورة ٢٣ يوليو سنة ٥٢.. نبدأ ببرنامج ٣٠ مارس خطوة جديدة، ومرحلة جديدة فى سبيل تطوير العمل السياسى، تطوير العمل الوطنى، تطوير العمل الاجتماعى، وغداً - أيها الإخوة المواطنون - بالاستفتاء تتحمل قوى الشعب كل المسئولية، وبالتطبيق بعد الاستفتاء تتولى قوى الشعب كل الحقوق والواجبات، وتلك ليست هى المواجهة الصحيحة للأزمة التى نعيش فيها الآن، والتى تتمثل فى النكسة وآثارها فحسب؛ ولكنها المواجهة الصحيحة لما بعد هذه المرحلة؛ أى أنها الطريق السليم لتحقيق النصر بإذن الله، ولتحقيق الأمل الكبير بعده.

أيها الإخوة المواطنون:

لم يكن قصداً قصدناه أن يتصادف يوم الاستفتاء على بيان وبرنامج ٣٠ مارس مع اليوم الذى قررت فيه إسرائيل أن تقيم استعراضها العسكرى فى القدس، وأن تتحدى فيه قرار مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والضمير العالمى كله، بل ودول العالم التى أعطت قرار مجلس الأمن موافقتها الإجماعية.

لم يكن قصداً منا إنما كانت مصادفة.. لكن - أيها الإخوة - هذه المصادفة تحمل إلينا معنى كبيراً، فى اليوم الذى تسير فيه إسرائيل ٣٠٠ دبابة فى شوارع القدس العربية، وتدفع ٣٠٠ طائرة فى سمائها؛ فى هذا اليوم يتوجه أكثر من ٦ مليون مصرى إلى صناديق الاستفتاء؛ ليقرروا إرادتهم واضحة وحاسمة فى نفس اليوم، ومصادفة من غير تدبير.

إن صوت إرادة ٦ مليون مصرى؛ يمثلون قوى الشعب العاملة فى مصر، وتحالفها سوف تثبت مهما كان الجهد، ومهما كانت المشقة، ومهما طال المدى؛ أنها أقوى من هدير ٣٠٠ دبابة فى شوارع القدس العربية وأزيز ٣٠٠ طائرة تمزق سماء هذه المدينة الخالدة؛ مهما كانت مطامع الجماعات العسكرية الحاكمة فى إسرائيل، ومهما بلغ الضلال بالعنصرية الصهيونية المتحالفة مع الاستعمار العالمى.

إن الموكب الصامت الذاهب غداً فى تصميم وكبرياء إلى صناديق الاستفتاء فى مصر سوف يثبت فى نتائجه - بمشيئة الله وعونه - أنه أقوى من العرض العسكرى الصاخب؛ الذى يجرى غداً فى عجرفة واستعلاء داخل مدينة القدس. إن صوت شعبنا سوف يكون هو الصوت الأعلى، وإرادة شعبنا سوف تثبت - بإذن الله - أنها الإرادة الأقوى.

أيها الإخوة المواطنون:

وقبل أن يكون معروفاً لدينا أن يوم الاستفتاء فى مصر سوف يتصادف مع يوم التحدى فى القدس، فلقد قصدت أن يكون اجتماعى بقوى الشعب فى اليوم السابق على الاستفتاء، ومباشرة، هو لقائى مع العمال. وكان محدداً له يوم عيد العمال العالمى أول مايو، ومع أننى أشارك فى هذا اليوم منذ بدأ الاحتفال به فى مصر؛ فلقد قصدت هذا العام، حتى من قبل مصادفة القدس وتحدى القدس، أن يكون هذا هو يوم اللقاء السابق للاستفتاء مباشرة؛ لمعنى واحد يسبق كل المعانى، هو أن أقول أمامكم إن السبيل الوحيد أمامنا هو العمل، قبل أن يكون تحدى القدس معروفاً لنا كنت أريد أن يكون واضحاً أن العمل هو وحده طريق بيان وبرنامج ٣٠ مارس، قبل أن يكون تحدى القدس معروفاً لنا كنت أريد أن يكون واضحاً أن العمل هو السبيل الوحيد الذى يعطى لصوت شعبنا فى مصر وزنه، والذى يعطى لإرادته كل الفعالية المطلوبة لها؛ حتى تقدر على الوفاء والتحقيق.

ولقد كان من أهم ما حواه برنامج وبيان ٣٠ مارس.. هو الإشارة إلى ضرورة أن ينص فى الدستور الدائم للجمهورية العربية المتحدة على تأكيد أهمية العمل؛ باعتباره المعيار الوحيد للقيمة الإنسانية.

وفى الحقيقة، فإن ذلك تعبير جديد عن الوصف الوحيد الذى اتفقنا عليه منذ أعلن الميثاق لقوى الشعب التى لها حق الحياة فى مجتمعنا، هذا الوصف الوحيد هو وصف العاملة، قوى الشعب العاملة، لم نجد وصفاً غيره، وليس هناك وصف غيره؛ باعتبار أن العمل هو المعيار الوحيد للقيمة الإنسانية، العمل هو الشىء الوحيد.. هو وحده الذى يجعل قيمة للإنسان، والإنسان بلا عمل لا قيمة له.

العمل هو وحده الذى يقرر الامتياز لأى إنسان، حق الحياة، قيمة الإنسان وحقوق الامتياز كلاهما مرهون بالعمل وبقيمة العمل، وليس بأى شىء آخر، وهذه هى أصالة المجتمع الاشتراكى.

العمل معياره القيمة الإنسانية، قيمة العمل هى المصدر الوحيد للامتياز، رابطة العمل هى صانعة الوحدة الحقيقية بين قوى الشعب.. قوى الشعب العاملة.

الفارق الأول بين المجتمع الرأسمالى والمجتمع الاشتراكى فارق واحد، ومن هذا الفارق تبدأ كل الاختلافات.. أيها أهم فى الحياة؟ إيه الأهم، المال أو العمل؟

المجتمع الرأسمالى بيقول إن المال هو أهم شىء وهو صانع كل شىء.. المجتمع الاشتراكى بيقول لأ، العمل هو أهم شىء وهو صانع كل شىء.

ما يقول به المجتمع الرأسمالى مغالطة كبيرة، يقصد بها المجتمع الرأسمالى التمكن من الاستغلال، بيقولوا من غير مال لا شىء يمكن عمله، وهذا كلام فيه مغالطة حتى على الطبيعة نفسها.

الحضارة الإنسانية، والتقدم الإنسانى، الثروة الإنسانية بدأت بالعمل وبالعمل وحده كان موجوداً دائماً رأس المال، الأرض كانت موجودة دائماً وهى متسعة، وهى رأس المال، ومتى بدأت الأرض تعطى غلتها الأولى، بدأت عندما بدأ الإنسان يعمل.. بالعمل بدأ.. بدأ الإنتاج.. بدأت الأرض تعطى ثمارها.. بالعمل صنع الإنسان أدوات الإنتاج نفسها فى صورتها البدائية الأولى، حتى فى الزراعة.

فى الصناعة، ما هى قيمة الحديد فى المنجم؟ قيمة الحديد فى المنجم تبدأ بعمل المهندس الذى يكتشف وجود المنجم، وقيمة المنجم تتأكد بعمل الاقتصادى الذى يدرس إمكانيات استغلال المنجم، بعدين قيمته بالعمل الذى يعزل خام الحديد عن الرمل وعن التراب، بعد كده قيمته تتأكد أيضاً بالعمل اللى بيحول الخام إلى كتل، قيمته تتأكد أيضاً بالعمل اللى يحول كتل الحديد إلى أفران فى البيوت، أو إلى قطع فى السيارات، أو فى الطيارات، أو فى لعب الأطفال، أو فى صاروخ كبير يشق الفضاء ويطلع يلف حوالين القمر.. دا كله أساسه العمل.

فالعمل وحده هو العنصر الحاسم، أما رأس المال موجود، ورأس المال لم يتكون إلا نتيجة العمل؛ إذن فالعمل هو الأساس.

لو اتكلمنا مثلاً - أيها الإخوة - عن القاعدة الصناعية التى تمكنا من بنائها فى السنين الماضية نجد أن العمل هو العنصر الأساسى والعنصر الحاسم.

صرفنا فى الـ ١٠ سنين اللى فاتت حوالى ١٠٠٠ مليون جنيه فى الصناعة، ولكن مش دا هو أهم شىء.. بعض هذه المبالغ طبعاً من عندنا، البعض الآخر من قروض حصلنا عليها، ولكن بالعمل تحول أو تحولت هذه الصناعة إلى شىء أهم.

إيه هو الشىء الأهم؟ تمكن نص مليون عامل جديد من الدخول فى الصناعة خلال العشر سنين الماضية، ودا أعطى زيادة فى الإنتاج الصناعى، وادانا إنتاج فى الصناعة حوالى ٩٠٠ مليون جنيه فى السنة، من هذا العمل قدرنا ندى أجور للعمال الجداد، العمال الزيادة، حوالى ١٢٠ مليون جنيه فى السنة، ودلوقت نحن نصدر من الإنتاج الصناعى ٩٠ مليون جنيه فى السنة والباقى بيستهلك محلياً، والكل يضاف إلى الدخل القومى، وإلى الإنتاج، وإلى الثروة القومية؛ إذن العمل هو الذى جعل الـ ١٠٠٠ مليون جنيه اللى استثمرناها فى ١٠ سنين توظف نصف مليون عامل جديد، وأجور لهم ١٢٠ مليون جنيه، ونصدر ٩٠ مليون جنيه من الصناعة تكفى بالتأكيد لدفع الأقساط المطلوبة للديون الخارجية، ويمكن يفيض منها.

العمل - أيها الإخوة - هو الذى صنع هذا، والمال وحده لم يكن قادراً على تحقيق أى شىء.

المال موجود فى أماكن كثيرة من العالم؛ موجود بوفرة، ولكنه لا يصنع أى قيمة، ولا تزيد قيمته إلا بالعمل؛ بدون العمل لا يصنع المال أى قيمة ولا يمكن أن تزيد قيمته.

دا الفرق بين المجتمع الرأسمالى والمجتمع الاشتراكى؛ المجتمع الرأسمالى بيقول إن المال هو أهم شىء، المجتمع الاشتراكى بيقول إن العمل هو أهم شىء، المجتمع الرأسمالى بيستغل العامل، المجتمع الاشتراكى يملك الشعب كل وسائل الإنتاج، وبهذا نعلم أننا نسير فى مجتمع الكفاية والعدل وهو المجتمع الاشتراكى.. دا الفرق الأول. هناك فرق آخر، العمل ما بتقومش به قوة من الشعب وحدها، العمل تقوم به كل قوى الشعب وكل فئات الشعب.

لما اتكلمنا عن العمل فى الصناعة، العمل قام به عدد كبير من الناس، موزعين على طبقات مختلفة، ابتداء من وزير الصناعة إلى أى عامل فى أصغر مصنع؛ اللى وضع التخطيط قام بدور، واللى درس الخطة قام بدور، واللى درس الاقتصاد قام بدور، واللى درس الموقع قام بدور، المدير فى المنجم وفى المصنع له دور، والأسطى له دور، والعامل له دور، وصبى العامل له دور.

إذن العمل فى الصناعة أو فى أى مجال آخر بيقوم به عدد كبير من الناس متوزعين على طبقات مختلفة.

المسئول السياسى، المهندس الاقتصادى، العامل.. كل دول؛ كل واحد منهم له دور قام به، العمل نفسه بيخلق بينهم الوحدة، تقسيم العمل بيربطهم جميعاً برابطة واحدة، ولكن التخصص ضرورى، حتى نستطيع أن نحقق وحدة المجتمع. مما يدعو إلى الثقة أنه فى كل مكان ذهبت إليه للقاء قوى الشعب العاملة وجدت تمسك كل قوة من هذه القوى بصلاتها العضوية؛ بتحالف قوى الشعب العامل.

الفلاحين والعمال، والمثقفين والفلاحين والعمال، الجنود والمثقفين والرأسمالية الوطنية، الفلاحين والعمال والمثقفين والجنود، فى كل مكان كل واحد كان يشعر بالصلة العضوية، وكل قوة تشعر بصلاتها العضوية، أو كل طبقة تشعر بصلاتها العضوية بتحالف قوى الشعب العامل.

طبعاً قد يكون هناك تناقض بين قوى الشعب العامل، بين الفلاحين وبين العمال، أو مع المثقفين أو مع الرأسمالية الوطنية، ولكن لا يكون هناك تصادم بأى حال من الأحوال بين هذه الفئات وبعضها، قد يكون هناك اختلافات، قد يكون هناك اجتهادات، قد يكون هناك حوار، قد يكون هناك نقاش، ولكن لا يكون هناك تصادم.. لا يكون هناك تصادم بين قوى الشعب العامل، التصادم هو بين قوى الشعب العاملة وبين أعداء الشعب، أى بين قوى الثورة والثورة المضادة، والعمل يمثل قدرته على صنع الوحدة بين قوى العمل، ويخلق الانسجام بين أنواع العمل.

العمل الفكرى متصل بالعمل اليدوى؛ بمعنى ان احنا إذا كنا عايزين نبنى مصنع، لازم واحد مهندس يفكر فى تصميم المصنع وبناء المصنع، وبعد كده بييجى البنا والعامل بيبنى؛ إذن العمل الفكرى متصل بالعمل اليدوى.

إذا أردنا أيها الإخوة.. وإذا كنا نقول إن العمل إنسانى، فلابد أن نعرف ولابد أن نفهم أن الإنسان ليس مادة فقط، ولكنه مادة وروح، والخلق الإنسانى وقدرة الخلق الإنسانى لا تتحقق إلا بالعمل الفكرى للتصور العلمى، والعمل المادى للتنفيذ الواقعى، ليس هناك تناقض؛ العمل ووحدة العمل تزيل التناقض الذى تخلقه القضايا التى تبدو مختلفة.

ليس هناك تناقض بين القيم الفكرية والقيم المادية، لا يمكن أن يكون هناك تناقض بين القيم الروحية والقيم المادية، التناقض مفتعل، مفتعل من مين؟ من الذين يريدون تغليب العنصر المادى على كل شىء غيره، ومفتعل أيضاً من الذين يريدون إلهاء الناس عن الحقوق التى تكفلها لهم الحياة.

القرآن الكريم وما جاء فيه من تفصيلات مادية عن الحياة والتنظيم والاقتصاد، والقرآن الكريم كوثيقة مقدسة وإلهية فى العمل الاجتماعى، مس القرآن الكريم الناحية الفكرية والناحية المادية والناحية الروحية.

إذن فى الحقيقة - أيها الإخوة - العمل والتمسك بالعمل كمعيار للقيم الإنسانية يعطينا ٣ أشياء:

أولاً: العمل هو مصدر كل قيمة؛ بمعنى أنه بلا عمل لا يكون هناك إنتاج، ولا تكون هناك قيمة زائدة؛ بلا عمل لا يمكن للمصنع أن ينتج، ولا يمكن للآلة أن تدور، بلا عمل لا يمكن حتى لرأس المال إنه يجيب عائد رأس المال.

النقطة التانية: العمل عبارة عن وحدة تجمع بين قوى الشعب العاملة، تعبير قوى الشعب العاملة الذى جاء فى الميثاق أساساً يمثل قوى الشعب العاملة، حينما تكلم عن الفلاحين وتكلم عن العمال واتكلم عن المثقفين وعن الرأسمالية الوطنية، ما قالش الرأسمالية بس.. قال الرأسمالية الوطنية على أساس أن الرأسمالية الوطنية هى الغير مستغلة.

إذن العمل وحدة تجمع بين قوى الشعب العاملة.

بعدين النقطة التالتة: العمل قيمة إنسانية مادية، وفى نفس الوقت معنوية. إذا كان المجتمع كله مجتمع قوى الشعب العاملة فإن هذا لا يمنع - أيها الإخوة - عن دور خاص للعمال بالذات؛ باعتبارهم أكبر القوى ملاءمة واتصالاً بالعمل فى صورته المباشرة.

من هنا، وإلى جانب الفلاحين - القوى الكبرى فى تحالف قوى الشعب العاملة - يجئ دور العمال باعتبارهم القوة التانية فى قيادة تحالف قوى الشعب العاملة فى المجتمع الاشتراكى.

أولاً: العمال يتحملون القسط الأكبر فى المهمة الأساسية التى تواجه نضالنا، ومتطلباته العاجلة والبعيدة المدى.. ليه؟ حينما نتكلم عن المعركة.. المعركة ليست فقط المعركة على خط النار، مش بس المعركة على خط النار، وأنا أما اتكلمت قبل كده قلت إن المعركة كانت عسكرية واقتصادية وسياسية ونفسية؛ فالمعركة العسكرية هى المعركة مع القوات المسلحة، أما المعركة الاقتصادية فهى معركة معانا هنا علشان يقل إنتاجنا ويضعف اقتصادنا، وننهار اقتصادياً ونسلم اقتصادياً.

إذن المعركة متصلة بالإنتاج كما هى متصلة أيضاً بخط النار، المعركة أيضاً متصلة بوحدتنا الداخلية ووحدة جبهتنا الداخلية، وتماسك قوى الشعب العاملة ضد جميع الأساليب التى تتبع ضدنا من الاستعمار والصهيونية العالمية وإسرائيل.

وعلى هذا الأساس فوحدة قوى الشعب العاملة أمام الحرب النفسية؛ رغم الهزيمة العسكرية، ووحدة قوى الشعب العاملة التى تنادى بالتصميم على التصدى وعلى الصمود، وحدة قوى الشعب العاملة لها تأثير كبير، ولها اتصال كبير بالمعركة؛ إذن الإنتاج له اتصال بالمعركة، والعمال يتحملون القسط الأكبر فى المهمة الأساسية التى تواجه نضالنا ومتطلباته العاجلة الآن بالنسبة للمعركة.. والبعيدة المدى؛ وهى قضية الآمال بعد المعركة واتصالها بالإنتاج.

احنا النهارده فى معركة، بنصرف جزء كبير من ميزانيتنا على القوات المسلحة؛ حتى نستطيع أن نبنى قواتنا المسلحة بناءاً جديداً، وفى نفس الوقت عايزين إنتاجنا يتوفر من كل شىء، وفى نفس الوقت عايزين آمالنا لا تنتهى بعد المعركة، بعد النصر - بإذن الله - لازم يكون فيه إنتاج علشان آمالنا بالنسبة للمستقبل، ولازم يكون فيه فرص عمل للناس اللى عايزين فرص عمل فى السنوات اللى جايه؛ ولهذا برغم المعركة احنا فى هذه السنة سوف نستثمر للإنتاج أكثر مما استثمرنا فى السنة الماضية. وبرغم المعركة احنا فى هذه السنة نقوم بدفعة كبيرة فى مجال البترول تتعدى ما قمنا به فى السنة الماضية، ومعنى هذا أننا نعمل من أجل المعركة ولكنا فى نفس الوقت لا ننسى آمالنا بالنسبة للمستقبل، وما ننساش ان أولادنا عايزين فرص عمل فى السنين الجايه، وإذا كانت القوات المسلحة على الخط الأول من الجبهة مع العدو؛ فالواقع أن العمال على الخط الأول من الجبهة الداخلية؛ التى هى السند الكبير لجبهة ميدان القتال.

أيها الإخوة:

حسن قيام العمال بدورهم كقوة فى تحالف قوى الشعب العاملة يتطلب حاجتين:

تحسين أحوال العمال باستمرار؛ وتلك مسئولية المجتمع الاشتراكى وقيادته، كما أنها مسئولية الحركة النقابية. ولما نبص للـ ١٦ سنة اللى فاتت نجد حاجات كتير حصلت فى هذا الميدان.

الناحية التانية: توفير المشاركة السياسية للعمال؛ ضمن تحالف قوى الشعب العاملة.

بالنسبة لتحسين أحوال العمال؛ هناك أشياء كبيرة عملت فى السنوات اللى فاتت؛ المشاركة فى الأرباح، والمشاركة فى الإدارة - ما تنسوش إن عدد من أعضاء مجلس الإدارة أنتم منتخبينهم - التأمينات الاجتماعية؛ يعنى تقريباً احنا نسير إلى طريق الإدارة الذاتية، أما بيكون نص مجلس الإدارة بينتخبهم العمال، والمشاركة فى الأرباح، التأمينات الاجتماعية بمختلف أنواعها، التعليم المجانى فى كل مراحل التعليم، وأكثر المستفيدين منه أبناء العمال. تحسين مستوى الأجور، برضه بنقارن باللى فات، أما النهارده نتكلم ونبص للمستقبل، لازم أيضاً بنبص اللى فات كله إيه ووصلنا إلى إيه، وهناك أشياء كثيرة نتمنى أن نعملها، ولكن كل شىء طبعاً رهن لظروفه، ما بنقدرش نقلب الكون فى يوم وليلة، وما نقدرش نحسن أحوال كل واحد فجأة. لازم نزود الإنتاج، لازم نزود الاستثمار، لازم نخلق فرص عمل جديدة علشان أولادنا وإخوتنا، وبكل أسف لازم أيضاً نتصدى لقوى الاستعمار والصهيونية، ودا بيكلفنا أموال كبيرة، وأيضاً ظروف المعركة - أيها الإخوة - لها قيود، والإنتاج وظروف الإنتاج، وانطلاقنا فى الإنتاج، دى الحاجة الأساسية الوحيدة اللى ممكن إنها تدينا حدود الحركة فى المجال اللى كلنا بنأمل إليه، وإضافة مكاسب جديدة على ما تحقق من المكاسب فعلاً.

فى الـ ١٦ سنة اللى فاتت حصلت مكاسب كثيرة، ولكن مش هو دا أملنا، أملنا لا ينتهى عند ما وصلنا إليه، أملنا يمتد إلى ما نتمنى، وإلى ما نريد أن نصل إليه، أملنا يمتد إلى حياة أحسن وإلى حياة أفضل، وإلى مجتمع ترفرف عليه الرفاهية، أملنا يمتد إلى أن نجد فرص عمل لكل واحد، ونجد مقعداً فى المدارس لكل طالب، ماكانش دا موجود، لكن كل يوم بنجد أن جزء من أملنا بيتحقق.

اللى أنا بدى أقوله ان احنا بالعمل بس نقدر نحقق الآمال العريضة اللى عايزينها، مش لنفسنا بس، الواحد مش عايز آمال لنفسه بس؛ الواحد عايز آمال للناس كلها، وأنا جاى فى القطر الصبح من القاهرة إلى كفر الدوار، وأنا قاعد وشايف الناس؛ فيه الفلاحين على جانبى الطريق بيشتغلوا فى الغيطان، الراجل بيشتغل هو ومراته ومعاه ولاده، واللى بيشتغل حافى وقاعد تحت الشمس، وبيشتغل زى ما احنا عارفين، ماهواش حتى لابس الجلابية، كل دول احنا عايزين نحسن حالتهم. واحنا ما احناش بلد غنى، احنا بلد الحقيقة عندنا مشكلتين: ثروتنا محددة، وعندنا زيادة فى السكان مليون كل سنة، ازاى نوفق بين الحاجتين الصعبتين.. الثروة المحدودة والزيادة فى السكان من ٨٠٠ ألف إلى مليون فى كل سنة؟ سبيلنا الوحيد ان احنا فعلاً نرتقى بمجتمعنا، وان احنا نحقق آمال كل فرد من أبناء مجتمعنا، ان احنا نعمل عمل مستمر ولا نهمل بأى شكل من الأشكال، ولا نهدر أى طاقة من الطاقات؛ لأن الواحد فينا ماهواش مسئول عن نفسه وبس، هو مسئول عن نفسه وعن أبنائه؛ لأن الإنتاج اللى بيطلع من كل عامل جزء منه بيروح أجر للعمال، وجزء منه بييجى علشان يبقى فائض؛ علشان نستثمره فى إقامة مصانع جديدة، ونشغل فيها عمال جداد، ونطلع إنتاج.

وهكذا تتكرر العملية باستمرار، ونستطيع أن نستوعب المليون اللى بيزيدوا علينا كل سنة، ونستطيع أن نحسن من حالتنا اللى كانت سيئة؛ نتيجة الاستعمار والإقطاع واستغلال رأس المال.

هناك حاجات كتيرة فى طاقتنا ان احنا نعملها، وهناك إمكانيات لعمل مشروعات محلية ومساكن، النهارده سمعت المحافظ بيتكلم عن الإسكان، وأنا قبل ما آجى هنا سمعت يمكن عن مشاكل الإسكان، ومشكلة الإسكان هى مش مشكلة موجودة هنا، مشكلة موجودة فى كل مكان؛ لأن الهجرة من الريف إلى المدينة بتزداد.. بتزداد باستمرار.. لدرجة إن القاهرة النهارده بقت تقريباً بيبقى فيها بالنهار خمسة مليون.. جزء كبير بييجى من بره إلى القاهرة، وطبعاً من الصعب ان احنا نمشى ونستثمر فى الإسكان أموال طائلة؛ لأن الاستثمار فى الإسكان بيكون محدود؛ لأن احنا عايزين نستثمر فى الصناعة علشان نجيب إنتاج، أو فى الزراعة علشان نجيب إنتاج؛ علشان يبقى فيه فائض من قيمة الإنتاج.. نستطيع أن نستثمر بعد هذا فى الإسكان، أو فى الإنتاج أو فى الخدمات، وسمعت يمكن عن شكاوى من اللايحة اللى اتكلم عليها أحمد فهيم النهارده، وأنا سألت: هل فعلاً فيه شكاوى؟ وطلبت من وزير الصناعة ووزير العمل بيشوفوا هذا الموضوع.

احنا بنتطور باستمرار.. أول ماجينا فى أول الثورة طلعنا قانون الفصل التعسفى، وماكانش فيه اتحاد لنقابات العمال، عملنا اتحادات لنقابات العمال، وبنقول ان احنا حققنا حاجات كتير جداً، وفيه حاجات لسه، علينا ان احنا نحققها، ولابد أن احنا نحقق الحاجات المطلوبة، ولابد ان احنا نحقق الآمال اللى بيبص إليها كل إنسان، وتحقيق هذا دا كان هدف كبير من أهدافنا منذ قامت الثورة، من أهداف الثورة الستة؛ إقامة عدالة اجتماعية. وأنا لما رحت حلوان، واتكلمت فى عمال حلوان، وكان هناك قبل ما أروح موضوع صرف الأرباح للعمال، موضوع صرف الأرباح كان موضوع يبحث؛ يبحث فى لجنة الخطة، بيبحث فى مجلس الوزرا.. وماكانش صدر فيه قرار، لكن أما جه الأخ أحمد فهيم وهو بيدعونى لحلوان أشار عرضاً فى كلامه إلى أن الأرباح اتأخرت وما اتصرفتش، وسألت: ليه الأرباح ما اتصرفتش؟ الأرباح حق مقرر، مكسب من أهم المكاسب الاشتراكية، قانون مطبق لا نستطيع إيقافه إلا بقانون، وأنا قلت يومها لأحمد فهيم إن لأ، لابد نصرف الأرباح للعمال، بدأ الصرف للعمال فى كل مكان. قالت بعض عناصر الثورة المضادة إن كانت هناك محاولة لشراء رضا العمال بصرف الأرباح.. ازاى؟! موضوع مقرر، وحق قانونى، وكلام جالى عن التأخير، وبعدين فيه سؤال: هل الثورة فى حاجة إلى شراء رضا العمال؟ هذا النظام وهذه الثورة يقوده تحالف قوى الشعب العاملة، والعمال فى الطليعة؛ أى نظام يقوم ضمن ما يقوم على العمال - أيها الإخوة - أى نظام يقوم ضمن ما يقوم على العمال، ازاى يجوز أن يكون هناك حديث عن شراء العمال؟!

دا احنا هدفنا فى الثورة إن كل قوى الشعب تكون عاملة، مافيش واحد يبقى عاطل بالوراثة، كل واحد يعمل، كل واحد يشتغل، وبنعترف وبنقول إن العمل هو قمة القيم الإنسانية. بنعتبر إن العمل أهم من رأس المال، ولكن طبعاً.. وقالوا إن أنا حتى صرفت الأرباح بس لعمال حلوان مش لكل العمال عشان أنا رايح حلوان، وطبعاً أنتم عارفين ان الكلام دا كله كلام غير حقيقى.

اللى أنا بدى أقوله: إن هذه الثورة هى ثورة قوى الشعب العاملة، وإن هذه الثورة قامت من أجل قوى الشعب العاملة؛ قامت من أجل القضاء على الاستغلال، على الإقطاع، على الاستغلال الرأسمالى، قامت من أجل إقامة عدالة اجتماعية، قامت من أجل إقامة مجتمع اشتراكى، قامت هذه الثورة حتى تحقق المجتمع الذى ترفرف عليه الرفاهية؛ ولذلك احنا بنشتغل، بنستلف فلوس، وبيقولوا برضه ان احنا مستلفين فلوس من بره، وان احنا استلفنا الفلوس دى وبقينا مديونين، طيب أمال حنشغل الناس ازاى؟ حنشغل إخوانكم ازاى؟ حنشغل أولادكم ازاى؟ احنا علشان نجيب مصانع وعايزين عمل يبقى لازم نستلف فلوس، وبهذه الفلوس بنشترى مصانع، وبعدين انتم بتشتغلوا، وهذه المصانع تنتج، ومن إنتاجها بنسدد الفلوس اللى أخدناها.

بيقولوا مصر زمان استلفت فلوس، وبيقولوا استلفوا فلوس ورهنوا البلد علشان الفلوس اللى استلفوها أيام الخديوى إسماعيل؛ الخديوى إسماعيل استلف فلوس علشان ملذاته وعلشان يبنى بها قصور، أما احنا الفلوس اللى احنا بنستلفها علشان نبنى بها مصانع أو نصلح بها أراضى؛ علشان نشغل فيها عمالنا.

طبعاً الثورة المضادة لن ترضى بأى شىء، الثورة المضادة لها علاج واحد، الثورة المضادة لها علاج واحد.. هذا العلاج هو عزل الثورة المضادة عن جماهير الشعب بالدرجة الأولى.

وطبعاً لما بان أن كلامهم كدب، واختشوا واتكسفوا إنهم يقولوا ان احنا اشترينا العمال.. غيروا النغمة، وقالوا رضخوا للعمال.

كلام غريب!! نفس الكلام تكرر أيضاً مع الطلبة؛ قام الطلبة واتكلموا، وقاموا بحوار، وأنا قلت إن عدم الرضا مشروع، واتكلمت عن دور الشباب، واتكلمت عن تمزق الشباب، وحسيت ان هناك فيه سوء تفاهم، واتكلمت عليه فى حلوان، وقفلنا الجامعة، وبعدين باشرنا بالعمل السياسى، ورأى الشباب بوعيه، ووقف فى مكانه ثابت صامد، يحمى موقعة من قوى الشعب العاملة.. قالت قوى الثورة المضادة: دا رضوخ للطلبة، طبعاً الحقيقة فى عملنا كله نأخذ معيار واحد نقيس عليه..

هل نحن سلطة نعبر عن الشعب؟ أو هل نحن سلطة فوق الشعب؟ إننى أقول إذا كانت السلطة تعبيراً عن الشعب فهى سلطة شرعية، إذا كانت السلطة تتصور نفسها فوق الشعب فهى سلطة غير شرعية؛ السلطة ليست أمراً، والسلطة ليست استعلاء، والسلطة لابد أن تكون تفاعلاً مع الجماهير وتفاعلاً مع الناس.

أيها الإخوة:

قيادتنا للجماهير لا تكون أمينة إلا إذا كانت على طريق أمانى هذه الجماهير، وتعبيراً عنها، ولا يمكن أن تكون القيادة عن طريق التصورات الخاصة، أو تعبيراً عن وصاية على الجماهير.

إذا كنا نتصرف تصرفاً وفق الحقيقة، فإن الحقيقة ليست جرعة مرة نرغم الناس على شربها لأن فيها فائدتهم - كما نتصور - بصرف النظر عن رضاهم وكرههم، الحقيقة التى لا يمكن أن يدور من حولها حوار ديمقراطى ليست حقيقة؛ إما أن يكون العيب فيها، وإما أن يكون العيب فى الذين لا يقدرون على شرحها.

الحقيقة - أيها الإخوة - بالحوار والنقاش، الحوار ضوء على الحقيقة، الحكم ليس من مهمته أن يفرض، إنما من مهمته أن يعبر؛ السلطة الشرعية لا تستعلى وإنما تستوحى، والمشاكل التى أعلمها عن جميع طبقات وفئات قوى الشعب العاملة أرجو أن يجئ الحل لها فى المستقبل مرحلة مرحلة وفترة فترة.

عندنا مشاكل كتيرة نتيجة نمونا السريع فى السنين اللى فاتت، عارف إن عندنا مشاكل مواصلات فى القاهرة، وعارف إن عندنا مشاكل إسكان فى المدن، وعارف إن عندنا مشاكل أيضاً كل واحد عايز يشغل ابنه الخريج من الجامعة أو من المدارس الثانوية الصناعية.

احنا بندى الأولوية للتشغيل؛ لتشغيل الناس؛ لأن اللى حيتخرج من الجامعة أو من المدارس الثانوية الصناعية أو من مراكز التدريب وحيقعد فى بيته بدون عمل، بيبقى موجود فى بيته وبين عيلته زى المصيبة، مش عارفين يعملوا فيها إيه! فاحنا بنقول بنوفر الفلوس علشان نخلق المصانع، والناس الخريجين من الجامعة بيشتغلوا، الخريجين من المدارس الثانوية الصناعية بيشتغلوا، الخريجين من المدارس الثانوية الفنية بيشتغلوا، الخريجين من مراكز التدريب بيشتغلوا، الفلاحين.. بنصلح أرض ونستزرع أرض، أيضاً نوجد لهم أرض جديدة علشان يشتغلوا فيها، أو ناخذ الفلوس دى وما بنبنيش مصانع ولا نصلحش أرض ونبنى فيها مساكن، وبعدين حنلاقى بيوت نسكنها لكن مش حنلاقى شغل نشتغله؛ ما هى المشكلة معقدة تعقيدة كبيرة جداً، يا نعمل دا، يا نعمل دا، يا نعمل دا.. فاحنا بنشوف الأفضلية.

أولاً: بنشغل الناس، وبعدين بناخد جزء من ثمار عمل الناس علشان نصرفه على الخدمات، نتيجة التوسع طبعاً فى الزراعة وفى الصناعة وفى الخدمات وفى الأجور فى السنين اللى فاتت؛ طبعاً أوجدت طلب على السكن، وطلب على المواصلات، وطلب على الخدمات، وهذه مش أزمة بس عندنا احنا فى بلدنا، ولكنها أزمة أيضاً موجودة فى جميع أنحاء العالم.

وعلينا ان احنا نبص للمستقبل، وأملنا فى المستقبل أن نذيب الفوارق بين الطبقات، ونخلق مجتمع فيه الفرص المتكافئة، فيه الفرص المتساوية لكل الناس.

لما اتكلم الأخ محمد فهيم فى كلامه، واتكلم على الإدارة والعمال، طبعاً يمكن أنا باوافق معاه إن هناك بعض من الإدارات لا تحسن تفهم قضية العمال، ولابد لنا من أن نصحح تفكيرهم، أو نقرر عدم صلاحيتهم لمسئوليتهم، ولكن فى مقابل ذلك شيئين، هناك كثيرون يفهمون ولا ينبغى أن نخلق من قوة العمل قوة معادية لقوة الإدارة، أو نخلق من الإدارة قوة معادية للعمل، احنا قلنا ليه نعمل ممثلين للعمال فى مجلس الإدارة؟ علشان نجمع الإدارة مع العمال، علشان تكون الإدارة تقريباً هى إدارة ذاتية، وأظن اتعمل انتخابات مرة وما اتعملتش انتخابات بعد كده، ولابد لنا ان احنا نجدد الانتخابات للأعضاء المنتخبين فى مجالس الإدارة، علشان بيعبروا عن إرادتنا، ولكن طبعاً الموضوع ما يبقاش مزايدات؛ يعنى إذا طلعوا العمال أو الأعضاء المنتخبين فى مجالس الإدارة، وقالوا عايزين ناخد الفلوس كلها ونوزعها على ماهيات وعلاوات، وما يبقاش فيه أرباح، طيب احنا عايزين أرباح ليه؟ ما هو علشانكم، وعلشان ولادكم، وعلشان إخوانكم اللى حيطلعوا بكره وعايزين فرصة عمل فى المصانع.

يجب أن يكون هناك توافق بين الإدارة وبين العمال، ودا عمل سياسى، عمل سياسى على الإدارة وعلى النقابات العمالية؛ يجب على الإدارة أن تلتقى مع النقابات العمالية، يجب على الإدارة أن تقوم بدور سياسى، يجب على النقابات العمالية أن تقوم بدور سياسى واعى. واحنا محتاجين جداً إلى المديرين وإلى الفنيين فى هذا البلد، وقيمة بلدنا الحقيقة؛ القيمة اللى عندنا عن البلاد الأخرى اللى استقلت ان احنا عندنا عدد كبير من الفنيين؛ عندنا عدد من المهندسين وعدد من الدارسين فى البلاد الأجنبية كبير، بيقدر يساعدنا فى التخطيط والتصميم، والإنشاء والتصنيع والزراعة، عندنا مهندس صناعى، وعندنا مهندس زراعى، وعندنا مهندس رى.. بدون دول ما احنا ماكناش نقدر نبنى مصانع، ولا نعمل مصانع، كنا لازم نستورد خواجه من بره علشان ييجى يبنى لنا المصنع.

إذن هؤلاء الناس لهم القيمة الفنية، وهم مين؟ ماهم أبناؤكم.. هم أبناء العمال والفلاحين والمثقفين والرأسمالية الوطنية، ولكنا نطلب منهم ألا ينسوا التزامهم الاجتماعى؛ يجب علينا أن نوعيهم، وأن نحميهم، وأن نتعاون معهم، واحنا فى مرحلة تحول النهارده من الرأسمالية إلى الاشتراكية، لسه ما بقيناش دولة اشتراكية، علشان بنبقى دولة اشتراكية لسه عايزين مراحل كبيرة من التحويل الاشتراكى.

فى مرحلة التحويل الاشتراكى دايماً تظهر مشاكل، وتكون هناك بعض الأفكار القديمة عالقة ببعض الأذهان وببعض الرءوس، وباقول إن مافيش تناقض؛ مافيش تصادم بين قوى الشعب العاملة، ولكن قد يكون هناك تناقض بين قوى الشعب العاملة.. واحنا بنعتبر العمال قوة طليعية من قوى الشعب العاملة، وبنعتبر الإدارة قوة أساسية من قوى الشعب العاملة، ممكن أن يكون هناك تناقض، والتناقض غير التصادم؛ لأن التناقض يحل بالتفاهم ويحل بالحوار ويحل بالنقاش، ويحل بأن كل واحد يعرف إيه التزامه الاجتماعى، وكل واحد يطبق ما جاء فى الميثاق.. فإذا كان كل واحد يطبق ما جاء فى الميثاق بالنسبة لتصرفه؛ سواء كان مديراً أو كان عاملاً، نستطيع فعلاً أن نخلق من الإدارة ومن العمال قوة سياسية كبرى؛ تساعد على زيادة الإنتاج، لا العمال يشتكوا من الإدارة ولا الإدارة تشتكى أيضاً من العمال.

الإدارة بتقول إن العمال بيغيبوا، والعمال بيقولوا إن الإدارة بتفصل فصل تعسفى. احنا مش عايزين لا العمال يغيبوا ولا الإدارة تفصل فصل تعسفى. إذن دول عليهم واجب ودول عليهم واجب.

أما الفنيين اللى موجودين عندنا هم ثروة ضخمة وثروة عالمية، وزى ما قلت حتى فى أحد الاجتماعات اللى فاتت إن فيه محاولات لسرقة الفنيين من البلاد النامية إلى البلاد المتقدمة والبلاد الرأسمالية؛ ولهذا فعلينا ان احنا نعمل حوافز للفنيين، حوافز للإدارة، كل ما تزيد الإنتاج بحيث زى العامل ما يكون عنده أمل كل واحد بيكون عنده أمل. وتشجيع الحافز الفردى ليس عداء للاشتراكية بل هو من أول أسس الاشتراكية، كل واحد يشعر إنه يكافأ على عمله، وكل واحد يشعر أن المجتمع يحفظ له قيمته، القيمة التى يجب أن نكرمها. ولا يمكن أن نتحمل استنزاف مواردنا ومصادر طاقتنا البشرية، وأنا عارف إن النهارده فيه عندنا فنيين كتير فى البلد بيعرضوا عليهم يطلعوا يشتغلوا فى الخارج بأضعاف مرتباتهم وهم مش راضيين يسيبوا بلدهم ويطلعوا يشتغلوا فى الخارج بأضعاف مرتباتهم. ورغم هذا احنا أيضاً فاتحين الباب اللى شايف إنه عايز بيطلع نقول بيطلع، برضه حيبقى مصدر للعملة الصعبة؛ لأنه لازم حيبعت لأهله وحيبعت لناسه هنا فى البلد جزء من الفلوس اللى حياخدها بره، واحنا ما منعناش العمل فى الخارج ولا الهجرة بأى شكل من الأشكال. ولكن عندى نقطة عايز أقولها يجب أن كل واحد فى هذه البلد سواء كان مدير أو كان عامل يشعر إنه عنده فرصة متاحة، ويشعر إنه عنده أمل فى المستقبل علشان يعيش الحياة الكريمة، والحياة اللى يتطلع إليها بالنسبة لأولاده وبالنسبة لنفسه بنطلب منه التزام واحد إنه لا ينسى التزامه نحو مجتمعه.

أيها الإخوة:

فى الحقيقة نحن الآن نعيد التفكير ونحاول ما يمكن أن نسميه إصلاح مالى واقتصادى، فى جلسة مجلس الوزراء الأخيرة كنا بناقش هذا الموضوع ولابد أن نأخذ بالإدارة العلمية، الحقيقة عندنا مشاكل تولدت عن قيام القطاع العام وبعد قوانين الاشتراكية سنة ٦١، وبعد إنشاء العدد الكبير من المصانع، وإصلاح الجزء الكبير من الأراضى، بناء السد العالى وعمل محطات الكهربا. والنهارده عندنا مشاكل إذا تركناها لابد ان احنا ندخل فى مشاكل أعقد قد تسبب لنا البطالة.

الحقيقة أنا أكبر مصيبة أتصورها إن يبقى فيه بطالة، ليه؟ لأن ما هو فيه بطالة يعنى فيه جوع، يعنى فيه بؤس، يعنى فيه فقر، فاحنا عايزين يبقى باستمرار عندنا قدرة ان احنا يبقى عندنا فرص العمالة للناس كلها. وعلى هذا الأساس لابد ان احنا نهتم جداً بالإنتاج وبزيادة الإنتاج ويكون على أساس اقتصادى وعلى أساس علمى؛ ولهذا احنا بدأنا فى مجلس الوزراء فى الأسبوع الماضى بحث الإصلاح الاقتصادى والإصلاح المالى، حتى لا يكون هناك تضخم فى ناحية من النواحى تمنعنا عن السير فى أى ناحية أخرى، وفى نفس الوقت عايزين نعرف الصورة الحقيقية إيه، عايزين نعرف الصورة والموقف اللى احنا فيه، وخصوصاً وان احنا برضه النهارده علينا التزامات كبيرة بالنسبة للمعركة.

إذن لابد أن نأخذ بالإدارة العلمية، وليس هناك إدارة اشتراكية وإدارة رأسمالية وإنما هناك إدارة علمية، الإدارة العلمية هى الإدارة الناجحة، الإدارة التى تنتج، الإدارة التى تحقق فائض يمكن عن طريقه أن نمول للشعب عمل مصانع جديدة أو عمل خدمات جديدة. ونحن نفكر فى هذا الإصلاح الاقتصادى والمالى على أن تكون الوحدات الاقتصادية وحدات مستقلة متوازنة مالياً، وسنبحث هذا الموضوع بالتفصيل وسنعيد النظر فى كل نواحى القطاع العام وفى تنظيمات القطاع العام وفى أساليب القطاع العام. وعلى هذا الأساس يمكن للقطاع العام أن يحقق لنا النتيجة المرجوة من الإنتاج حتى نسير فى سبيل تحقيق أهدافنا.

جرنا الكلام فى تحسين أحوال العمال ومسئولية المجتمع الاشتراكى وقيادته والحركة النقابية، دى الناحية الأولى اللى احنا اتكلمنا عليها. الناحية التانية المطلوبة لتحقيق حسن قيام العمال بدورهم كقوة من قوى تحالف تأكيد المشاركة السياسية ليقوموا بدورهم كقوة من قوى تحالف قوى الشعب العاملة.

فى الواقع المرحلة الماضية شهدت مشاركة نشيطة من العمال، نريد الآن تدعيم هذه المشاركة، وإذا أردنا أن ندعم المشاركة فأنا متفق معاكم مع ما كتب ومع الأصوات اللى تعالت، واللى اتصلوا بى واللى بعتوا لى، وباقول لابد من تعريف جديد للعامل والفلاح. بحثت هذا الموضوع فى الأيام الماضية، وقريت المقترحات اللى جات لى من الاتحاد العام لنقابات العمال، المقترحات اللى اتكتبت فى الجرايد، المقترحات اللى اتكتبت فى المجلات، وبحثت هذا الموضوع مع زملائى، وأنا مقتنع أن التعريف القديم الذى قام فى سنة ١٩٦٢ تعريف غير كافى، وهذا التعريف لم يكن نصاً فى الميثاق وإنما هذا التعريف كان اجتهاد من لجنة الـ ١٠٠ اللى اتعملت علشان إقرار الميثاق. التعريف القديم ترك ثغرات كبيرة فعلاً، استطاع بعض الناس إنهم يستخدموها ويدخلوا الانتخابات على أساس ان احنا نقبلهم كعمال أو كفلاحين، وأنا باقول إذا أردنا لنسبة الـ ٥٠% المكفولة بالميثاق - ميثاق العمل الوطنى للعمال والفلاحين - أن تؤدى دورها فى تحقيق التوازن بين قوى الشعب العاملة ودفع التطور فإنه لابد من مقياس جديد يكفل ذلك أكثر، والتعريف الماضى سمح للكثير من كبار الزراع والملاك والرأسمالية الوطنية والموظفين أن يدخلوا عن العمال. وأنا بحثت وفكرت ووصلت إلى شىء مبدئى، وفى رأيى أننا يمكن أن نستقر على التالى:

الفلاح هو الذى لا يحوز أكثر من عشرة أفدنة على أن تكون الزراعة مصدر رزقه وعمله الوحيد، وأن يكون مقيماً فى الريف، والعامل هو الذى يعمل يدوياً أو ذهنياً، ويعيش من دخله الناتج عن هذا العمل ولا يحق له الانضمام إلى نقابة مهنية سواء كان من عمال الصناعة أو الزراعة أو الخدمات.

أيها الإخوة:

هذا فى رأيى تعريف مبدئى، ويمكن أن تستقر عليه، وسنصدر قرار بهذا التعريف قبل إجراء الانتخابات. (تصفيق).

أيها الإخوة:

عايز يكون واضح لنا جميعاً أن قوى الشعب العاملة، كل قوى من قوى الشعب العاملة لها دورها الوطنى، ولها دورها فى العمل، ولها وزنها، فى التحالف السياسى لقوى الشعب العاملة.

أما بنقول قوى الشعب العاملة بنقصد الكلام اللى بنقوله، أما بنقول إنها العمال والفلاحين والمثقفين، والجنود والرأسمالية الوطنية بنقصد اللى احنا بنقوله. حينما نقول مثلاً إن المديرين أو كبار الزراع ممكن أن يكونوا فى فئة الرأسمالية الوطنية أو المثقفين، ما نعتبرش دا عيب لأن الرأسمالية الوطنية داخلة فى تحالف قوى الشعب العاملة. والمثقفين داخلة فى قوى الشعب العاملة، وبعض المحاولات تحاول أن تصور دور الرأسمالية الوطنية وكأنه دور من الدرجة التانية! هذا الكلام غير حقيقى، لازالت الرأسمالية الوطنية فى بلدنا بتقوم بدور كبير سواء بالنسبة للورش الصغيرة أو المصانع الصغيرة، أو بالنسبة للزراعة أو حاجات كتيرة بهذا الشكل. ولهذا يمكن أنا برضه بارد على الأخ أحمد فهيم وباقول له ليه ما طبقناش الامتيازات اللى اديناها فى القطاع العام على القطاع الخاص؟

الحقيقة بالنسبة للقطاع الخاص باين فيه ناس كتيرة عايزه تصفى أعمالها وعايزه تمشى وبذلك يتعطلوا العمال لأن آلاتها قديمة، أو لأن احنا برضه غلطنا ولا اديناهمش التسهيلات الكافية. فما احناش عايزين نزود عليهم الأعباء؛ علشان ما يقفلوش ويخلقوا عمال متعطلين، ما احناش عايزين نخليهم يحسوا إن مالهمش مستقبل فى هذه البلد، بل بالعكس يمكن أنا طلبت من وزير العمل إنه ما يحجزش عليهم علشان فيه بعضهم ما دفعش التأمينات الاجتماعية وحجزوا عليه، ونتج عن هذا إنه قفل المصنع أو اتباع.

العملية بالنسبة للقطاع الخاص عايزه دراسة كبيرة جداً، وأنا باقول إن دور القطاع الخاص ودور الرأسمالية الوطنية لسه بيلعب حاجة كبيرة جداً فى بلدنا، واحنا فى مرحلة التحول ما وصلناش إلى ملكية كاملة لوسائل الإنتاج ولا نقدرش نأمم هذه المصانع الصغيرة لأن إذا أممناها لن تستطيع إدارة القطاع العام إنها تديرها. وأنا - مثلاً - بحثت فى وقت من الأوقات شبرا الخيمة والمصانع الصغيرة اللى موجودة فى شبرا الخيمة اللى فيها ٢٠ عامل و٣٠ عامل و٤٠ عامل أو ٢٥ عامل لا يمكن تأميمها.

إذن يجب أن نعطى للقطاع الخاص فرصة علشان يستمر ويتدعم ويأمن على نفسه، وما نقولش إن القطاع الخاص أو الرأسمالية الوطنية دى حاجة عيب، لأ.. احنا قبلنا بها فى الميثاق على أساس إنها قوة من قوى تحالف قوى الشعب العامل، ولكن الرأسمالية المستغلة علينا ان احنا نصفيها ونقضى عليها، وبدأنا فى سنة ٦١ بعمليات التأميم، وبدأنا من أول الثورة بتحديد الملكية ثم فى ٦١ حددنا الملكية مرة تانية ثم قلنا فى سنة ٧٠ حنعيد النظر فى هذا الموضوع، العملية ما بتنتهيش.

إذن هناك بعض المحاولات تحاول أن تصور دور الرأسمالية الوطنية وكأنه دور من الدرجة التانية، أنا باقول إنه مش دور من الدرجة التانية، والميثاق نص على القطاع الخاص ونص على الرأسمالية الوطنية، واحنا الحقيقة محتاجين إلى هذا القطاع إنه يعمل، لأن هذا القطاع إذا ما عملش، إذا ما وجدش مستلزمات إنتاج، إذا ما وجدش مواد خام، إذا ما وجدش قطع غيار، إذا ما وجدش مال علشان يجدد به آلاته، طب ما هو حيقفل والنتيجة حتيجى مصيبة على العمال اللى بيشتغلوا فى القطاع الخاص، ولازال عدد العمال اللى بيشتغلوا فى الورش والقطاع الخاص عدد كبير. إذن المصلحة فى هذا هى مصلحة للعمال نفسهم اللى بيشتغلوا، ومصلحة أيضاً للرأسمالية الوطنية اللى احنا بنعتبرها غير مستغلة.

دور الرأسمالية الوطنية التى تعمل فى مجتمعنا فى حدود الميثاق والقوانين للمجتمع يجب أن نحترمه كدور لإحدى قوى تحالف قوى الشعب العاملة، عايزين نشجعها.. نشجع الرأسمالية الوطنية، ولا نخوفهاش، تستطيع بإعطاء الفرصة لها إنها تؤدى دورها بامتياز فى المجتمع.

أيها الإخوة:

على كل حال التعريفات الجديدة والميثاق أيضاً نتمسك به، نتمسك بتحالف قوى الشعب العاملة، التعريفات التى طالب بها العمال وطالب بها الفلاحون، هذه التعريفات ستصدر مفصلة ووافية لكى يجرى على أساسها الانتخابات للمؤتمر القومى.

أيها الإخوة المواطنون:

ونحن نتكلم اليوم بمناسبة عيد العمال، ونحن نتكلم ونفكر فى غدنا فى باكر فى الاستفتاء، إذا جاءت نتيجة الاستفتاء بنعم فسنبدأ بعد هذا بتشكيل اللجنة الخاصة للإشراف على الانتخابات، وزى ما قلت قبل كده لا طريق للمؤتمر غير طريق الانتخابات، انتخابات الوحدات الأساسية للاتحاد الاشتراكى العربى، انتخابات التنظيمات القيادية حتى المؤتمر القومى العام حتى اللجنة المركزية حتى اللجنة التنفيذية العليا، كل هذا حيكون بالانتخابات، مافيش واحد له حق مش لأخوه، كل واحد فى هذا البلد ومن أبناء هذا البلد له نفس الحقوق اللى موجودة للآخرين، والحق الوحيد لأى واحد هو ثقة الجماهير فيه، ثقة الشعب فيه، ثقة الناس فيه.

أيها الإخوة:

المؤتمر حيفضل منعقد حتى إزالة آثار العدوان، والكلام اللى قلته قبل كده اللجنة المركزية ستكون منعقدة باستمرار وستكون لها لجانها لتوجيه العمل القومى، ووضع مسودة الدستور الجديد وعرضها لاستفتاء عام بعد إزالة آثار العدوان. اتكلمت قبل كده مش عايز أعيد الكلام اللى قلته قبل كده فى المنصورة وفى المناسبات الأخرى عن ان احنا نعمل انتخابات جديدة لمجلس أمة جديد، وانتخابات لرئاسة الجمهورية بعد إقرار الدستور الدائم للجمهورية العربية المتحدة، أى بعد إزالة آثار العدوان بعد أن نعمل بكل طاقتنا حتى نخلص أرضنا من العدوان. وكلنا نعرف أن مصر دائماً كانت مقبرة للغزاة، وماحدش غزا مصر وقعد فى أرضها إلا وكانت مقبرة له.

أيها الإخوة:

خلال هذا العمل واحنا بنشتغل، واحنا بننتخب، واحنا بنستفتى وبعد الاستفتا وأثناء الانتخابات خلال هذا كله، قبل دا كله وبعد دا كله المعركة وضرورات المعركة.

أيها الإخوة:

فيه ناس طبعاً.. فيه ناس بيقولوا ليه بنسيب المعركة وبنعمل انتخابات؟ فيه ناس بيقولوا ليه بنسيب المعركة؟ وهل الغرض ان احنا نلهى الشعب، أبداً، العملية دى... اللى بيقول هذا الكلام يا إما مش فاهم يا إما عامل إنه مش فاهم. العملية إن معركتنا الآن هنا فى الداخل لازالت معركتنا حتى نستطيع أن نرد العدوان ونصفى العدوان فى الداخل.

أعداؤنا.. أعداؤنا إسرائيل ومن ورائها قوى الاستعمار والصهيونية، أرادوا أن يفرضوا علينا إرادتهم بالقوة العسكرية وبالهزيمة العسكرية، ولكن الهزيمة العسكرية لم تمكنهم من أن يفرضوا علينا إرادتهم، لم تستسلم إرادتنا، صمم الشعب على إرادته، صمم الشعب على الصمود.. صمم الشعب على التصدى.. صمم الشعب على التحدى. بعد هذا فرضت علينا المعركة الاقتصادية واتخذنا إجراءات اقتصادية - إجراءات حرب - وقد نتخذ إجراءات اقتصادية أخرى تمليها علينا ضرورة المعركة والشعب قبل هذا بروح وطالب به، ومعنى هذا ان احنا لن يمكن لهم أن يخضعونا اقتصادياً أو يقضوا علينا اقتصادياً.

إذن يبقى فاضل قدامهم سبيل واحد، إنهم يقضوا علينا داخلياً، بأن الثورة المضادة تنفث سمومها بين الجماهير، والحرب النفسية تنفث سمومها بين الجماهير، يشككوا كل واحد فى نفسه.. يشككوا كل واحد فى أخوه، يشككوا العامل فى الفلاح، يشككوا الفلاح فى العامل، ويشككوا الجيش فى الشعب، ويشككوا الشعب فى الجيش يبقى البلد ضاعت وماحدش أبداً مهما جبنا سلاح ومهما سلحنا جيشنا ما نقدرش نعمل حاجة.

اللى بنعمله النهارده أساساً هو من أجل المعركة، ومن صميم المعركة، وضرورى جداً للمعركة.

أيها الإخوة المواطنون:

ما يصلح للجبهة الداخلية يصلح لجبهة ميدان القتال.

أيها الإخوة المواطنون:

أريد أن أقول ونحن على أبواب الاستفتاء أن المسئولية التى نتحملها غداً بالاستفتاء مسئولية كبيرة، من الخطأ والخطر أن نتصور أن الاستفتاء غداً سوف يكون نهاية لمسئولياتنا، هو بداية لهذه المسئوليات فى ظروف بالغة الصعوبة، ليس البيان والبرنامج وصفة سحرية تنهى كل الآلام والأوجاع، إنما البيان والبرنامج مسئولية ضخمة ومسئولية كبرى ومسئولية صعبة، كلمة نعم صعبة جداً علينا، لكنها حيوية جداً، نعم - أيها الإخوة - هى المسئولية، نعم - أيها الإخوة - هى العمل، نعم - أيها الإخوة - هى قبول التحدى، ليس أمامنا خيار فى ذلك، لابد أن نقف التحدى، لابد أن نقف للعدو، لابد أن نقف مع أنفسنا، لابد أن نقف مع أمتنا، لابد أن نقف مع إنسانيتنا، لابد أن نقف مع شرفنا وحقوقنا، لابد أن نقف مع الحياة، لابد أن نقف مع النصر. (تصفيق حاد.. وهتاف نعم نعم يا جمال).

أيها الإخوة المواطنون:

أقول لكم بأمانة، أصعب الأشياء أن نقول نعم، لكننى أثق أننا سوف نذهب جميعاً غداً فى موكب التصميم والإرادة، وسوف نقول نعم.. نعم.. نعم - أيها الإخوة المواطنون - نعم.. نعم - أيها الإخوة المواطنون - للطريق الصعب، نعم - أيها الإخوة المواطنون - لسلطة قوى الشعب العاملة.. نعم - أيها الإخوة المواطنون - للنصر بإذن الله، نعم - أيها الإخوة المواطنون - للأمل.. نعم - أيها الإخوة المواطنون - للحياة.. نعم - أيها الإخوة المواطنون - للحياة، مهما كانت المصاعب، ومهما كانت التضحيات، ومهما كانت الخسائر. وفقكم الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.