كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى الجلسة الختامية لمؤتمر باندونج عام١٩٥٥

إن مؤتمرنا يقترب من نهايته بعد مداولات ودية مثمرة استغرقت ثمانية أيام، وقد سبق هذه الأيام الثمانية استعدادات واسعة النطاق وجهود بذلتها السكرتارية المشتركة للمؤتمر، فكانت عظيمة الفائدة حقاً.
ولا شك فى أن مؤتمرنا قد أحرز نجاحاً عظيماً؛ لأن السلم والتعاون الدولى سيفيدان فائدة عظيمة من التضامن والانسجام اللذين كشفت عنهما قراراته، وأن قضية السلم ستستمد إلهاماً عظيماً مما أبدته جميع الدول الآسيوية والإفريقية من اهتمام بالغ وتأييد تام، فيما يتصل بمسألة حقوق الإنسان وحق تقرير المصير.
إن كثيراً من الفضل فى نجاح المؤتمر يرجع إلى الجهود الشخصية للسيد "على ساسترو أميدجوجو" رئيس المؤتمر، وإلى خبرته وطول أناته، كما أن روح جميع أعضاء الوفود - التى اتسمت بطول الأناة، والرغبة فى التوفيق - ساعدت فى جعل مداولاتنا تنهج نهجاً إنشائياً فى الأوقات التى بدا فيها لا مندوحة عن وقوع الخلاف.
وأشكر الحكومة الأندونيسية على ما أظهرته من كرم الضيافة، والدول الداعية إلى المؤتمر لاتخاذها الخطوة الأولى فى سبيل عقده.