مجمع الأديان بمصر القديمة حيث تلاقى الشرائع السماوية الثلاث

مجمع الأديان بمصر القديمة حيث تلاقى الشرائع السماوية الثلاث

تعد منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة من أهم وأبرز المناطق الأثرية الموجود في العاصمة القاهرة، حيث يتوافد إليها العديد من السائحين من مختلف دول العالم، لمشاهدة الأماكن التاريخية والدينية، التي تأخذك في جولة إلى عصور وأزمنة ماضية، فالحوائط والجدران شاهدة على فترات عظيمة من التاريخ المصري.

 يقع مجمع الأديان في مصر القديمة بالقرب من حصن بابليون الأثري، ويضم جامع عمرو بن العاص، والكنيسة المعلقة، ومعبد بن عذرا اليهودي، وعدداً من الكنائس الأخرى من بينها: كنيسة ومغارة ماري جرجس، وكنيسة العذراء مريم والمغارة المقدسة والبئر المقدس، ودير الراهبات البنات، وكنيسة القديسة بربارة.

حصن بابليون

حصن بابليون هو بقايا مدينة تراجان الرومانية والتي بناها الإمبراطور الروماني تراجان عام ٨٠ م، واستعمل في بناء الحصن أحجار أخذت من معابد فرعونية قديمة، وبين برجي الحصن باب يعرف بباب عمرو حيث يقال إنه الباب الذي دخل منه عمرو بن العاص عند فتح الحصن ودخول مصر. ويعرف الحصن الروماني بقصر الشمع أو قلعة بابليون.

جامع عمرو بن العاص

 أحد أوائل الجوامع التي بُنيت في مصر وإفريقيا كلها، وواحد من أشهر المساجد المصرية، يقصده القاصي والداني من شتى أنحاء مصر، لما له من طابع روحاني وديني. أنشأه الصحابي الجليل عمرو بن العاص في عام ٢١هـجرية، الموافق ٦٤١ميلادية بعد أن قام بفتح مصر في العام ٢٠هـجرية، والموافق ٦٤٠ميلادية بأمر من خليفة المسلمين عمر بن الخطاب.

سور مجرى العيون

هو واحد من أهم معالم القاهرة الإسلامية.. بناه السلطان الغوري منذ ما يقرب من ٨٠٠ عام وكان الهدف من تشييده هو مد قلعة صلاح الدين بالمياه عن طريق رفع مياه النيل بالسواقي إلى مجرى السور، بحيث تجري المياه إلى أن تصل إلى القلعة، وذلك لأن القلعة كانت مقر الحكم في مصر منذ العصر الأيوبي.

المتحف القبطي

يقع المتحف القبطي داخل أسوار حصن بابليون الشهير بمصر القديمة الذي يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر، وأنشئ المتحف عام ١٩٠٨م، بمجهودات مرقص سميكة باشا الذي يعتبر أحد الشخصيات المسيحية البارزة وقد كان مهتماً بحفظ التراث القبطي، وتم افتتاح المتحف عام ١٩١٠م، وتبلغ مساحته الكلية شاملة الحديقة والحصن حوالي ٨٠٠٠م، وقد تم تطويره بجناحيه القديم والجديد مع الكنيسة المعلقة وتم افتتاحه بعد ذلك عام ١٩٩٨م.

يضم المتحف القبطي أكبر مجموعة من الآثار القبطية في العالم، تعكس مجموعة الآثار بالمتحف التاريخ القبطي من بداياته الأولى في مصر خلال ازدهارها كمركز رائد للمسيحية في العالم. وتعكس الآثار المعروضة في المتحف المزج بين الفن القبطي والثقافات السائدة بما في ذلك الفرعونية، واليونانية، والرومانية، والبيزنطية والعثمانية، وتطورها ليصبح لها شخصيتها وهويتها الخاصة.

كما يحتوي المتحف على مجموعة من المخطوطات المزخرفة بشكل رائع، والأيقونات، والأعمال الخشبية المنحوتة بدقة، والجداريات (الفريسكات) المتقنة المزخرفة بالمناظر الدينية والباقية من الأديرة والكنائس القديمة.

الكنيسة المعلقة

تٌعد "الكنيسة المعلقة" أحد أشهر وأقدم الآثار القبطية في مصر، حيث تمتاز بالطراز المعماري النادر الذي يجعلها واحدة من أجمل الكنائس في الشرق الأوسط، كما تمثل أول مقر للبطاركة في القاهرة.

سبب تسميتها "الكنيسة المعلقة" يرجع لبنائها على برجين من الأبراج القديمة من أبراج الحصن الروماني المعروف "بحصن بابليون"، ذلك الحصن الذي تم بناؤه في عهد الامبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، كما تم بناء الكنيسة على ارتفاع ١٣ مترًا من سطح الأرض وعلى مساحة ٢٣ مترًا طول ١٨٫٥متر عرض ٩٫٥ أمتار ارتفاع، والكنيسة تم بناؤها في أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادي. وهي مستطيلة الشكل، وتمتاز بالطراز البازيليكي المكون من ٣ أجنحة وهيكل يتوزع على ٣ أجزاء، وهما الصحن الرئيسي وجناحان صغيران ومن بينها ٨ أعمدة على كل جانب من الكنيسة.

يوجد بالكنيسة ٣ هياكل من الجهة الشرقية، الهيكل الأيمن يحمل اسم "القديس يوحنا المعمدان"، الأيسر يحمل اسم "القديس ماري جرجس"، والأوسط يحمل اسم "القديسة مريم العذراء"، بالإضافة إلى مجموعة من تيجان الأعمدة التي تمتاز بالطراز "كورنثية"، وهو نمط عمود مزخرف تم تطويره في اليونان القديمة.

تُعتبر الكنيسة أول مقر بابوي في القاهرة وكانت تعقد بها كثير من الاحتفالات الدينية المسيحية الكبرى ولعل ما تشتهر به تلك الكنيسة هي أيقونات الموزعة على جدرانها والتي تبلغ ٩٠ أيقونة.

شهدت الكنيسة المعلقة عملية الترميم الأولى عام ١٩٩٨م، وشمل ترميم الكنيسة معالجة الآثار الناتجة عن زيادة منسوب المياه الجوفية، بالإضافة إلى ترميم الأيقونات الخاصة بالكنيسة والرسوم الجدرية.

كنيسة دير أبى سيفين

تقع شمال حصن بابليون، وتمّ هدم الكنيسة في القرن الثامن الميلادي، وتبقّى كنيسة صغيرة باسم القديسين يوحنا المعمدان ويعقوب، وفي زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، تم تجديد الكنيسة، ثم أُحرِقَت في عام ١٨٦٨م.

كنيسة الست بربارة

يرجِع تاريخ هذه الكنسية إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي، وتقع داخل دير مار جرجس، وتُنسَب هذه الكنيسة إلى القدّيسة بربارة التي قُتِلَت على يدّ ابنها بعد اعتناقها للدّين المسيحي.

كنيسة مارجرجس

تقع هذه الكنيسة في حصن بابليون الروماني بالقرب من محطة مترو مارجرجس، وقد كانت هذه الكنيسة من أجمل كنائس الحصن الروماني، وطبقًا لبعض المصادر فقد شيدها الكاتب الثري أثناسيوس حوالي سنة ٦٨٤ ميلادية، وحالياً لم يبق من الكنيسة القديمة إلا قاعة إستقبال تعرف "بقاعة العرسان" يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر.

كنيسة قصرية الريحان

تقع كنيسة قصرية الريحان بزقاق بني حصين بكوم غراب بمنطقة مصر القديمة، وتعرف هذه الكنيسة في التاريخ باسم كنيسة السيدة العذراء، ويبلغ طول الكنيسة حوالي ١٦ متراً وعرضها ١٤ متراً وارتفاعها ١٠ أمتار تقريباً، ويغطي صحنها هياكلها قباب من الطوب مرتكزة على أعمدة رخامية رائعة.

المعبد اليهودي (معبد بن عزرا)

يقع المعبد اليهودي في نهاية منطقة الكنائس القبطية بمصر القديمة بالفسطاط، وقد كان المعبد في الأساس كنيسة تسمى "كنيسة الشماعين" وقد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية للطائفة اليهودية عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التي فرضت عليها وقتها، وسمي المعبد بهذا الاسم نسبة إلى "عزرا الكاتب" أحد أجلاء أحبار اليهود.

المصادر

موقع وزارة السياحة والأثار المصرية.

موقع محافظة القاهرة.