الأهرامات.. المعجزة الهندسية

الأهرامات.. المعجزة الهندسية
الأهرامات.. المعجزة الهندسية
الأهرامات.. المعجزة الهندسية
الأهرامات.. المعجزة الهندسية
الأهرامات.. المعجزة الهندسية
الأهرامات.. المعجزة الهندسية
الأهرامات.. المعجزة الهندسية
الأهرامات.. المعجزة الهندسية

تعد الأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع. ومن من أروع الهياكل المعمارية التي صنعها الإنسان عبر التاريخ . و معلم سياحي لا مثيل له. بناها المصريون القدماء بين 2630 و 1530 قبل الميلاد.

ورغم مرور آلاف السنين على بنائها ما تزال الأهرامات أقوى رموز الحضارة المصرية حتى يومنا هذا. و هدف كل زائر لمصر، فهي أيضا مصدر إلهام للفن والحياة الثقافية في بلاد النيل. بنيت الأهرامات من حجارة ضخمة تم نقلها من منطقة اسوان جنوب القاهرة عبر نهر النيل الذي كان يصل آنذاك إلى منطقة الأهرامات.

ومن أشهر هذه الأهرامات هي أهرامات الجيزة ( خوفو ، خفرع ، منكاورع ).

هرم خوفو

كان الهرم الأكبر أو المعروف بهرم الملك خوفو (2589-2566 ق.م)، مع ارتفاعه الأصلي البالغ 146.5 م، أطول مبنى في العالم طيلة 3800 عام، كما لا يزال عجيبة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم والباقية حتى الآن. وقد استغرق بناء الهرم ما بين 10 إلى 20 عامًا. وحتى اليوم، ليس لدينا معلومات مؤكدة حول الطريقة التي بني بها الهرم الأكبر.

بني الهرم الأكبر من الحجر الجيري المحلي في حين كان مغطى قديماً بالكامل بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة، وقد تم جلب أحجار الكساء من محاجر طرة عن طريق مراكب تصل حتى الهرم. ويضم الهرم من الداخل ثلاث حجرات دفن، احدها مقطوعة أسفل الصخر السفلي ، واثنتان على ارتفاع داخل المبنى نفسه، وهو أمر ينفرد به هرم خوفو لا يمتلكه هرم آخر. ويمكن للزائر رؤية التابوت الذي كان يرقد فيه الملك خوفو بالحجرة العلوية المعروفة باسم حجرة الملك، حيث يمكن الوصول إلى هذه الحجرة من خلال البهو العظيم  وهو ممر ذا سقف متدرج مهيب الحجم يعتبر تحفة في الهندسة المعمارية القديمة.

تم اكتشاف مركبين كبيرين مفككين داخل حفر بالجانب الجنوبي من الهرم الأكبر، كان يعتقد أنها استخدمت لنقل مومياء الملك والأثاث الجنائزي إلى الهرم. وقد تم إعادة تركيب المركب الشرقي، وهي معروضة في متحف مركب خوفو بجوار الهرم والمبني  فوق الحفرة التي عثر عليها فيها.

هرم خفرع

أقام الملك  خفرع حوالي(2558-2532ق.م)ابن الملك خوفو مجموعته الهرمية في هضبة الجيزة بجوار مجموعة أبيه، ويظهر هرمه أعلى من هرم خوفو لأنه على ربوة أعلى وإن كان في حقيقة الأمر أقل في الارتفاع، حيث يبلغ نحو 143،5 م. وتتكون نواة الهرم من كتل من الحجر الجيري المحلي، ومازالت قمة الهرم تحتفظ بكسائها الاصلي المصنوع من الحجر الجيري الفخم والذي كان قديماً يكسو الهرم بأكمله، فكان المصريون يجلبونه من محاجر طرة بواسطة مراكب ترسو بالقرب من الهرم  

 وكان كل من المعبد الجنائزي لخفرع الواقع عند سفح هرمه ومعبد الوادي الخاص به في مقدمة الطريق الصاعد هما الأكبر ضمن معابد أية مجموعة هرمية أخرى، وهما الأفضل حفظاً بين معابد الدولة القديمة. وهناك تطور معماري آخر حدث في عهد خفرع وهو تعقيد تصميم تلك المعابد، حيث أصبحت العناصر التي تشكل معبده الجنائزي هي المعيار الجديد الذي اتبع في الدولة القديمة من بعده، بينما انفردت مجموعة خفرع بوجود تمثال ضخم بجانب معبد الوادي لم يظهر له مثيل  وهو تمثال أبي الهول العظيم.

أما معبد الوادي فيتكون من كتل ضخمة من الحجر الجيري المغطاة بالجرانيت في حين كسيت الأرضيات بالمرمر، وتضم ساحته الواسعة أعمدة متجانسة من الجرانيت. وكانت الكوات المنحوتة في جدران الساحة مرتبة بشكل متماثل على طول الجدران كي تضم تماثيل للملك، بعضها معروض حاليًا في المتحف المصري بالتحرير، احدهم هو تمثال خفرع الشهير المصنوع من الجرانيت مع الصقر حورس يقف خلف رأسه، وهو التمثال الذي يعتبر واحد من روائع الفن المصري القديم.

هرم منكاورع

قام الملك منكاورع (حوالي 2532 - 2503 ق.م) ببناء ثالث أهرامات هضبة الجيزة، وهو ابن خفرع وحفيد خوفو مع صغر مساحة قاعدة الهرم، يبلغ ارتفاع الهرم الأصلي 65 مترًا مما يجعل هرم منكاورع هو الأصغر. وكان هذا الصغر في الحجم يرجع إلى عدة عوامل منها صغر المساحة المتبقية على هضبة الجيزة، والمواد المستخدمة في الغلاف الخارجي لهرم منكاورع، حيث استخدم أسلافه الحجر الجيري لكساء أهرامهم، في حين استخدم منكاورع الجرانيت المجلوب من أسوان على بعد أكثر من 800 كم من الجيزة. وكانت تلك المادة أصعب بكثير من الحجر الجيري في الشحن والنقل. ومع ذلك فإن الربع السفلي من الهرم هو فقط المكسو بالجرانيت بينما كسي بقية الهرم بالحجر الجيري.

مثلما كان بجوار الهرم الاكبر، يمكن رؤية ثلاثة أهرامات أصغر بجوار هرم منكاورع ، تلك الأهرامات التي كانت تستخدم لدفن ملكات عصره. ومع ذلك، لم يتم اكتشاف الهريم الخاص به، ولكن يعتقد أن أكبر هرم الملكات الثلاثة كان هو الهريم.

  توفي منكاورع قبل الانتهاء من بناء مجموعته الهرمية، حيث لم يكن تم صقل الكثير من كتل الكساء الجرانيتي الخاص بالهرم. وكان من المفترض أن يتكون المعبد الجنائزي ومعبد الوادي الخاص من كتل ضخمة من الحجر الجيري المكسوة بالجرانيت، لكن تم البناء بهما فعليًا باستخدام الطوب اللبن الأبيض. على الرغم من ضعف تلك الامكانيات، إلا أن تقديس منكاورع استمرت لمدة 300 عام أخرى بعد وفاته.

وهناك أهرامات شهيرة أخرى في الحضارة المصرية القديمة:

الهرم الأحمر

 هو الأعلى بين أهرامات دهشور، ويطلق عليه اسم "الأحمر" وذلك نظرًا إلى ميل أحجاره للون الأحمر (أحجار من المحاجر المحلية). وكان مكسوا بطبقة من الحجر الجيري الأبيض من محاجر طره، جنوب القاهرة الحديثة، والذي أزيل في العصور الوسطى لإعادة استخدامه في البناء. يعد الهرم الأحمر ثالث أكبر هرم مصري بعد أهرامات خوفو وخفرع في الجيزة.

الهرم الأحمر هو أحد الأهرامات الثلاثة التي بناها الملك سنفرو بعد الهرم المنحني، الواقع على بعد كيلو متر إلى الجنوب، والهرم الثالث المسمى بهرم ميدوم.

يمكن للزائر دخول الهرم من المدخل الموجود على الجانب الشمالي والذي يؤدي إلى ممر (ارتفاعه متر وعرضه متر). ثم ينحدر إلى رواق آخر إلى غرفة ذات سقف مقبي، على غرار درج مقلوب. ثم ممر آخر يؤدي إلى غرفة ثانية تقع في منتصف الهرم مباشرة في الطرف الغربي لتلك الغرفة. وإلى الجنوب منها، يوجد ممر إلى غرفة ثالثة يعتقد أنها كانت حجرة دفن الهرم.

الهرم المنحني هو أحد الأهرامات التي بناها الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة أطلق عليه اسم "المنحني" بسبب الانكسار الموجود به والذي تسبب فيه  تغيير زاوية بناءه، وهي مشكلة هندسية في التصميم. حيث بدأ بناء الهرم بزاوية 55 درجة ولكن كان لا بد من تعديله إلى 43 درجة بسبب الحمل الزائد في الأحجار مما أدى إلى عدم الاستقرار. على الرغم من التعديلات التي أجراها مهندسو الملك في الهرم المنحني، إلا إنهم بنوا هرمًا جديدًا على مسافة قصيرة في ميدوم، وهو ما عرف بالهرم الأحمر. ويعد الهرم المنحني هو المرحلة الانتقالية ما بين بناء الهرم المدرج للملك زوسر في سقارة وبين الأهرامات المكتملة الشكل في الجيزة.

للهرم المنحني مدخلان، أحدهما في الجانب الشمالي يوجد به سلالم خشبية حديثة، والمدخل الآخر مرتفع في الجانب الغربي من الهرم. يؤدي كل مدخل إلى غرفة ذات سقف مقبي مما يعطي إيحاء بالتدرج في الارتفاع. الغرفة الموجودة بعد المدخل الشمالي تقع تحت مستوى سطح الأرض. أما غرفة الموجودة بالمدخل الغربي فهي مبنية على ارتفاع داخل الهرم المنحني.

 

مجموعة هرم زوسر المدرج

يعتبر هرم الملك زوسر المدرج أحد أشهر المعالم الأثرية الأكثر شهرة في مصر، ويشكل نقطة تحول تاريخية مهمة في الآثار الجنائزية المصرية القديمة ، كما يعتبر ثورة في الهندسة المعمارية الحجرية والدفن الملكي. بالإضافة لضخامة حجمه، فهو أول هرم بناه المصريون القدماء وأقدم بناء حجري معروف.

يرجع عمر بناء الهرم المدرج إلى بداية الأسرة الثالثة، في عهد الملك نترخت (2627-2648 ق. م.) والمعروف الآن باسم زوسر وهو الأكثر شيوعاً.

قبل عهده، كان الملوك والنخبة من المصريين يتم دفنهم في مصاطب،  يشير مصطلح "المصطبة" إلى نوع من الهياكل الجنائزية التي كانت بشكل عام مستطيلة الشكل ومبنية فوق حفرة الدفن، والتي كانت تحت الأرض. ويتكون الهرم المدرج من ستة مصاطب تعطى الشكل المدرج، وربما كان المهندس إيمحتب هو صاحب هذا الابتكار العظيم.

يقع عند احدى نهايات المجموعة الهرمية مبنى يعرف باسم المقبرة الجنوبية، والتي تعتبر مقبرة رمزية للملك زوسر ربما كانت تعكس دوره كملك لمصر العليا والسفلى، وتحتوى المجموعة الهرمية على بعض العناصر المميزة، فقد كان الفناءان أمام الهرم لإقامة احتفال سد، وهو احتفال يرمز لإعادة شباب الملك وتجديد قوته، وكانت المقاصير الحجرية الموجودة على الجانب الشرقي للفناء تستخدم في هذا الاحتفال، مما يضمن استمرار الملك في تجديد شبابه إلى الأبد.

هرم أوناس

يرجع هرم أوناس للأسرة الخامسة، وعلى الرغم من صغر حجمه، إلا أن له أهمية كبرى لأنه يحتوي على أول نصوص جنائزية والمعروفة باسم نصوص الأهرام، فقد نُقشت هذه النصوص على جدران حجرة الدفن كي تساعد الملك المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر.

ومثل معظم الأهرامات، فإن المجموعة الهرمية للملك أوناس تضم معبدين ( المعبد الجنائزي و معبد الوادي)  مرتبطين بطريق صاعد طويل. ويمكن رؤية بقايا معبد الوادي عند المدخل الحديث لموقع سقارة، بالإضافة إلى بقايا الطريق الصاعد الذي زينت جدرانه بشكل متقن وإن تمت إزالتها وأعيد استخدامها من قبل ملوك لاحقين، وبالرغم من ذلك فإن ما بقي منه ما زال يقدم لزوار المنطقة لمحة هامة عما كان عليه في السابق.

بُني في عهد الملك منقرع، الفرعون المصري من الأسرة الرابعة من الدولة القديمة، ابن الملك خفرع في عصر قدماء المصريين، تزوج من الأميرة (خامر عر نبتي الثانية). هرم منقرع أصغر أهرامات الجيزة، يقع على الجهة الجنوبية منه هرم خفرع وهرم خوفو العظيم في مقبرة الجيزة، هو عشر حجم الهرم الأكبر، بُني الهرم من الجرانيت والحجر الجيري، يبلغ ارتفاع الهرم الأصلي 65 متراً، كان أصغر الأهرامات الثلاث الرئيسية في مقبرة الجيزة، أما الأن يبلغ ارتفاع الهرم 61 متراً، طول قاعدته 108 متراً، زاوية ميله 51 درجة، تبلغ درجة الحرارة داخل الهرم حوال 20 درجة مئوية. تاريخ إنشاء الهرم غير معروف، لأن عهد منقرع لم يتم تحديده بدقة، لكنه ربما اكتمل في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد، اكتشف ريتشارد فيس الذي زار مصر لأول مرة في عام 1835، بقايا تابوت خشبي بشري منقوش عليه اسم منقرع ويحتوي على عظام بشرية.