الشهرة غريزة بشرية تهدد القيم المجتمعية

الشهرة غريزة بشرية تهدد القيم المجتمعية

بقلم دكتوره / خلود محمود 
    

كلآ منا في نظر نفسه شخص يستحق الشهرة ‏شخص استثنائي عنده من المقومات ما تجعله أهلا لها بغض النظر عن المحتوى المقدم لكسب هذه الشهرة يجد الأشخاص في الشهرة مميزات كثيرة صيتً واسع ‏ومعارف وعلاقات خاصة بعدما كانت الشهرة تنحصر في الممثلين والرياضيين والسياسيين.

 توسعت لتشمل مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ‏والتي بنيت شهرتهم ‏على حساب عادات وتقاليد المجتمع نأخذ منها على سبيل المثال في هذا المقال تسارع الأفراد لعرض حياتهم الشخصية ويومياتهم على منصات ‏التواصل الاجتماعي في ما قبل عصر المواقع الاجتماعية ‏كنت ‏شهرة الأشخاص لأسباب تتعلق بالمضمون الذي  يقدمونه للمجتمع فكرة عمل أو تميز أو خدمة أو مهارة أو ‏موهبة ‏وكانت حياتهم الخاصة بمعزل عن أنظار المجتمع وأفراده.

 كان فضول الأفراد داخل المجتمع هو من يدفعهم إلى معرفة كل كبيرة وصغيره في حياة الشخص المشهور، أما الآن أصبحت الحياة الشخصية تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي كسبب لكسب الشهرة والتربح وأصبح الناس يقومون بإنشاء صفحات على تلك المواقع توثق يوميات حياتهم ‏وعلاقاتهم الشخصية دون حدود ‏للحفاظ على قيام المجتمع وعاداته؛ فتجد حرمات المنازل مباحة طالما أنها تأتي بربح ‏فتجد على الملأ تسارع الازواج لعرض علاقاتهم وكيفيه التناغم والحب بينهم بفيديو موثق لكل الجماهير ونفس تلك الازواج عند الخلاف توثق فيديو اخر بالسب والقذف واللعن لذلك الشخص.

 

 ‏كل تلك الخلافات وأكثر كانت تحدث فيما قبل عصر السوشيال الميديا ‏وكانت البيوت مغلقة على ما بها ‏ما المختلف الذي يعرضه أحد ليومياته التي تحوي علاقته بأسرته وأولاده حتى علاقته بأمه وابيه واقرانه ‏‏ما الغريب في ذلك؟ ما الشيء الغير مألوف؟!! والذي لابد أن يعرض المجتمع في منزل وأشخاص وأسرة تمارس حياتها العادية من علاقات طيبة مأكل وملبس وهدايا. ‏لما يصدر الأفراد هذه التصرفات على أنها أشياء استثنائية يجب أن تظهر للمجتمع ولما أفراد المجتمع تدعم مثل هذه الفيديوهات هل هذا أصبح شيء غريب عن مجتمعنا؟ هل العادي هو المعاملة السيئة لأهلنا داخلنا منازلنا لكي نعرض ونصدر الطبيعي على أنه استثنائي؟

‏ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد فقد أصبح الأفراد ينافسون بعضهم البعض وكأنهم في سباق، وأصبحت لكل أسرة صفحة تعرض فيها تفاصيل حياتها للملآ، وكأننا أصبحنا في سينما ليل نهارآ ببث مباشر يعرض تفاصيل البيوت والعلاقات بها في انحدار أخلاقي غير مسبوق وبصورة غير لائقة إطلاقا لما تناسي المجتمع حرماته وعاداته هل جردت الشهرة وهوسها الأفراد من قيمهم.