مستعمرات الجنوب المنسية : أرخبيل تشاغوس الافريقى

مستعمرات الجنوب المنسية : أرخبيل تشاغوس الافريقى

بقلم/ كريبسو ديالو


فى خلال اليومين الفاتوا منصات الإعلام الأمريكية والاوروبية تتحدث عن بدأ بريطانيا وموريشيوس من جديد مناقشات حول السيادة على أرخبيل تشاغوس المتنازع عليه منذ عقود.... الحقيقة أن أزمة الارخبيل ليست محل نزاع كما يصورها الإعلام الغربى بل مسألة نهب واحتلال...تطالب موريشيوس فى جميع المحافل العالمية منذ عام ١٩٧٥ من أجل إعادة الأرخبيل الى اراضيها.

رغم أن البحارة البرتغاليين هم أوائل الأوروبيين الذين احتلوا الجزيرة والارخبيل في القرن ال١٦، إلا أن الفرنسيين هم أول من أعلنوا سيادتهم عليه وعلى موريشوس في القرن ال١٨. أنشأوا مزارع مستخدمين عمال سخرة من العبيد. وكانوا يديرون جزر تشاغوس من موريشوس التي أطلقوا عليها اسم (Ile De France). في عام ١٨١٠، احتلت بريطانيا موريشوس، ثم انتقلت سيادة الارخبيل إليها بعد أن تنازل فرنسا لها إداريا بموجب معاهدة١٨١٤. وبعد حصول موريشوس على استقلالها عن بريطانيا في عام١٩٦٨، احتفظت بريطانيا بأرخبيل تشاغوس بالقوة والعنف. وتم تغيير اسم الأرخبيل من تشاغوس إلى الإقليم البريطانى.



الموقع النائي والمنعزل للأرخبييل الذى يقع في وسط المحيط الهندي، وقربه بالاخص من بلدان جنوب القارة الأفريقية وغربه الممتد الى الشرق الأوسط حتى شرق آسيا. هذا ما شجع الولايات المتحدة الأمريكية أن تدخل فى مفاوضات مع بريطانيا فى أواخر الستينيات وتقنعها لاستغلال الأرخبيل للوفاء باحتياجتهما الجيوسياسية فى الجنوب العالمى ولأحتواء خطر الاتحاد السوفيتى والتمدد الشيوعى. فعلا بين عام ١٩٦٩ و١٩٧٣، تعرض الآلاف من سكان الارخبيل (ذو الأصول الموريشيوسية) للترحيل القسري لكي يتم بناء قاعدة جوية أمريكية على جزيرة دييغو غارسيا. وفى المقابل حصلت حكومة حزب العمال البريطانية بقيادة هارولد ويلسون على تخفيض على صواريخ بولاريس. استخدمت الولايات المتحدة قاعدتها فى السبعينات والثمانينات لدعم حلفائها فى موزمبيق وانغولا وجنوب أفريقيا. مع مطلع التسعينيات الى وقتنا هذا تستخدمها لارسال طائرات لتنفيذ غارات جوية على كل من الصومال ،أفغانستان والعراق. فى عام٢٠١٦، تم تمديد فترة إيجار القاعدة الأمريكية حتى عام ٢٠٣٦.

منذ عقود تناضل موريشيوس في جميع المحافل القانونية والسياسية المعنيّة لإعادة السيادة على الارخبيل. فى عام ٢٠١٩ رغم اعتماد أحقية السيادة لموريشيوس بعد١١٦ صوتاً مقابل ٦ أصوات ضد وهي (أستراليا، والولايات المتحدة، والمجر، وإسرائيل، ومالديف، والمملكة المتحدة) وامتناع ٥٦ عن التصويت (بما في ذلك ألمانيا وفرنسا) فى الأمم المتحدة لم تلتزم بريطانيا بالقرار، وقالت إن الأرخبيل جزء من أراضيها وظل تحت السيادة البريطانية منذ عام ١٨١٤، وإن موريشوس لم تكن لها سيادة عليه في أي وقت من الأوقات، وإنها لا تعترف بحقها في ذلك.

مرارا وتكرارا حث الاتحاد الأفريقي بريطانيا على إعادة أرخبيل تشاغوس إلى جمهورية موريشيوس.واعتبر مماطلة رئاسة الوزراء البريطانية بمثابة انتهاك لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالانسحاب دون قيد أو شرط في غضون ٦ أشهر من تاريخ صدور القرار الأممي.....بعد مرور ٤ اعوام لم يحدث اي شئ لان معروف مدي سيطرة وتاثير الدول الغربية على المؤسسات التابعة لما يسمي بالمجتمع الدولي....هذه المسألة حساسة لبريطانيا لان إذا أرادت إنهاء استعمار أرخبيل تشاغوس، فإن عقد الإيجار الذي منحته للولايات المتحدة حتى عام٢٠٣٦ سوف يعتبر باطلاً ولاغٍيآ فينتهي تدفق المليارات.

(‏من الصور القليلة التي تظهر مواطن من السكان المحليين في أرخبيل تشاغوس فى أواخر الستينيات).