الشباب وريادة الأعمال

الشباب وريادة الأعمال

كتب: معاذ عبد الرحمن مصطفي
مقدمة:
 تُعتبر ريادة الأعمال أحد الحلول الممكنة لحل مشكلة البطالة لدى الشباب، والتمكين الأقتصادي للمرأة في المنطقة العربية. حيث يناقش هذا المقال الفرص المتوفرة والتحديات التي يواجهها الشباب والنساء في سعيهم لإيجاد فرص عمل في نطاق الإبتكار وريادة الأعمال في المنطقة العربية.
 
مدخل:
إن الإستقلال المالي يشكل هاجزاً لكثير من الموظفين والشباب الخرجين وحتى لكثير من الطلاب. فمها كانت حالتك او وضعك الإجتماعي ،لابد لك من توفير مصدر مالي مستقر بعيداً  عن الراتب.

هنالك فرق كبير و جوهري بين ريادة الأعمال وإدارة الأعمال وتعريف هذا الفرق هو المدخل الرئيسي لتفاصيل المقالة.مع كثرة التعاريف أفضل أن أعرف ريادة الأعمال في شكل مبسط هيا القدرة على إبتكار مشروع ذو فكرة خلاقة يتسم بالمخاطرة وسرعة النمو مع وجود قيمة مضافة للمجتمع .بينما إدارة الأعمال هيا القدرة على تسيير مشروع قائم أوقيد الإنشاء بشكل يضمن تحقيق هامش ربح محدد بنطاق معين مبني على تكاليف المشروع.

ومن هنا نقول أن الفرق الجوهري بين الريادة في الأعمال والإدارة في الأعمال واضح لدينا الريادة تعتمد على الإبداع والإبتكار والإدارة تعتمد على تسيير المشروع بشكل عام.
لكن تلك الشركات الناشئة لا تخلو من التحديات في بداية عهدها نذكر من قلة الجرأة على الأستثمار في الشركات الناشئة  لعدم نضج فكرة المشروع ، وعدم الخبرة الكافية بالنواحي الفنية والعملية لإستمرار المشروع ،قلة وعي المجتمع بشكل كافي لتشجيع ودعم أصحاب الشركات الناشئة، لذلك نجد كثير من الشركات الناشئة تسقط في بداية مشوراها بالرغم من الافكار الممتازة لمشاريعها.

كما هنالك إستراتجية مهمة لابد اخذها في الأعتبار لبداية اي مشروع  يهملها أصحاب الشركات الناشئة هما( and Blue Ocean (Red فالأولى تعتمد على إنشاء مشروع في ظل وجود منافسة شرسة من المشاريع المنافسة ممايشكل إجهاض للمشروع قبل البدء فيه في كثير من الأحيان ، والثانية تعتمد على خلق سوق تنافسي جديد بأفكار مبتكرة جديدة. 

لكن أيضا تمثل الشركات الناشئة فرص للشباب والشابات  للاستقلال المالي بعد نجاح مشروعه الخاص، بحيث يمكنه المواصلة في مشروعه او حتى طرحه في البورصة للشركات الكبيرة لبيعه او الأستثمار فيه ، ولذلك نجد حرص البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي أكبر مشجع وداعم للمشاريع الناشئة في افريقيا والشرق الأوسط للحد من البطالة وسط الشباب .

وحرص البنك الدولي مؤخراً على جمع أكثر من 1.3 مليار دولار من المِنَح؛ بهدف دعم وتمويل مشاريع النساء أو الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة لهن في الدول النامية، ومساعدتهن على الوصول إلى الأسواق الدولية المختلفة؛ حيث إن أكثر برامج التنمية المستدامة لدول العالم طالبت بتمكين المرأة من المساهمة الاقتصادية الفعَّالة في الدول عبر بوابة ريادة الأعمال.

وفي إستطلاع رأي أجراه مركز بروكنجز مختص بريادة الأعمال ، شمل نحو 1000 رائد أعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا  لخلق فرص عمل ولتحقيق نمو شامل في العالم العربي أكَّد غالبية المشاركين أنهم يواجهون عوائق عدة، مثل: صعوبة تسويق منتجاتهم وخدماتهم، وضَعْفِ فُرَصِ العثور على مصادر للتمويل، وتوظيف القوى العاملة المبتكرة، وفتح أسواق جديدة في الخارج، والإنفاق الحكومي الضئيل على تطوير البحث العلمي، وقلة تنفيذ مشاريع براءات الأختراع، وهو ما ظهر في إنخفاض ترتيب منطقة الشرق الأوسط في مؤشر الابتكار العالمي. 
ولكن في المقابل نجد شركات ناشئة أستطاعت أن تحصل على تمويل تذكر منها :  

- المغربية GUICHET
وهي شركة متخصصة بتوفير التذاكر الرقمية ، حيث حصلت على تمويل بقيمة 308 ألف دولار من برنامج المانحون 212.

- وأيضاً  "NEXTA"  للتكنولجيا المالية المصرية حصلت على تمويل بقيمة 2.2 مليون دولار نهاية العام 2021.

- «شطبلي» وهي شركة متخصصة في تصميم وتنفيذ أعمال الديكور والتشطيب في حصد تمويل بقيمة 1.2 مليون دولار، في سبيل تحقيق رؤيتها وخططها التوسعية في مجال التطوير العقاري المصري وترسيخ مبدأ التصميم والبناء الرقمي على ارض الواقع.

- الاضافة إلي 249 STARTUP وهي من أنجح الشركة الناشئة في السودان ، أطلقت أول صندوق دعم للشركات الناشئة عبر برنامج مسرعات وحواضن الأعمال بأستثمار يصل إالى 15 ألف دولار ، يستفيد منه القطاع الخاص بصورة كبيرة ،وتمكين الشباب وخلق فرص عملية للحد من البطالة. 

نجد إن التنمية الاقتصادية تركز على النهوض بالإبتكار والصناعة، وريادة الأعمال، وتحرص كثيرٌ من دول العالم النامي على زيادة كفاءة استغلال الموارد المتاحة لديها وتنميتها، وتعزيز دور البحث العلمي، وتشجيع الابتكار، ودعم القطاعين العام والخاص في عمليات البحث والتطوير.

 وفي الوقت الذي تعاني فيه البلدان النامية من قدرات مالية محدودة يصعب معها إيجاد فرص عمل، واستيعاب الوافدين الجدد لسوق العمل، تأتي ريادة الأعمال ضمن أبرز آليات توفير الوظائف ومن ثم دفع عجلة التنميةالمستدامة.