التربة مصدر الحياة

إعداد فريق قسم اللغة السواحيلية
يعتبر "يوم المزارعين" مناسبة خاصة بالمزارعين ورعاة الماشية في تنزانيا، وهو عطلة رسمية وطنية تحتفل بها البلاد في الثامن من أغسطس من كل عام. قبل ذلك، كانت تحتفل بها في السابع من يوليو، ولكن في منتصف التسعينيات قررت الحكومة الاحتفال بيوم المزارع في الثامن من أغسطس من كل عام، واصبح السابع من يوليو كيوم للرجال الأعمال وأصحاب الشركات، وبالتالي، تم تخصيص الثامن من أغسطس للاحتفال بالمزارعين ورعاة الماشية كحدث خاص بهم وحدهم.
تم الاحتفال بيوم المزارع لأول مرة في عام 1977، بهدف تعزيز سياسة الحكومة تحت شعار "السياسة هي الزراعة"، وعلى مر السنين تم تغيير هذه السياسة إلى "سياسة الزراعة"، لأن الاحتفال أصبح أكثر سياسية وتجارية من أهدافه الأولية، ويعتبر هذا الحدث فرصة مهمة لعرض التكنولوجيا والتطورات الجديدة في الزراعة من خلال عرض الممارسات الزراعية الجيدة، بدءًا من معرض الزراعة الذي يقام في الأول من أغسطس، والذي يوفر للمزارعين والمؤسسات والجهات المعنية بالزراعة في جميع أنحاء البلاد فرصة لعرض منتجاتهم وإنجازاتهم في الزراعة.
يتم تنظيم وإعداد هذا الاحتفال من قبل وزارة الزراعة والأغذية والتعاونيات بالتعاون مع جمعية المزارعين التنزانية ويشارك فيه المؤسسات والوزارات والأفراد الذين يعملون في مجال الزراعة.
حيث تعد تنزانيا واحدة من أغنى الدول من حيث التنوع الزراعي والنباتات الفريدة، مما يُساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال الزراعة والتجارة والسياحة. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم النباتات التقليدية في الطب والعلاجات التقليدية، مما يُعزز المعرفة التقليدية والصحة العامة للسكان، ومن أهم المحاصيل التي تنتجها تنزانيا:
- البـن: حيث مناطق كليمنجارو واروشا هي الأكثر شهرة في زراعة البن، و يزرع أنواع مختلفة من البن العربي،و يُعد البن من أهم محاصيل التصدير، حيث يُصدر إلى الأسواق العالمية، وبالتالي تُعد تنزانيا واحدة من أهم منتجي البن في العالم.
- القطـن: يعتبر القطن أحد المحاصيل الرئيسية التي تزرع في تنزانيا، ويُستخدم في صناعة النسيج والملابس.
- القـرنفل:حيث تُعد جزيرة زنجبار هي المركز الرئيسي لزراعة القرنفل، يُستخدم القرنفل في الطهي لإضافة نكهة مميزة للأطعمة. يُستخدم أيضًا في صناعة العطور والزيوت الأساسية وفي الطب التقليدي لخصائصه العلاجية. يُعد من أهم مصادر الدخل لجزيرة زنجبار، حيث يُصدر إلى العديد من البلدان.
- الـذرة: تُزرع في جميع أنحاء تنزانيا حيث تُستخدم كغذاء أساسي في الغذائي التنزاني، حيث تُصنع منها وجبات مثل "أوغالي" (عصيدة الذرة).: الذرة تُساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير الغذاء للسكان المحليين.
ليس هذا فحسب، وأيضًا يوجد بها نباتات يكاد البعض يندهش منها من غرابتها لكن يحاولون الاستفادة منها ومن أمثلتها:
- شجرة الساج: يُستخدم خشب الساج في صناعة الأثاث والبناء نظرًا لقوته ومقاومته للعوامل الجوية.
- شجرة الباوباب: تُعرف بشجرة الحياة، ولديها قدرة على تخزين الماء في جذعها، تُستخدم ثمار الباوباب في صناعة العصائر والمكملات الغذائية، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن، يُستخدم لحاء الشجرة في الطب التقليدي لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض مثل الحمى والإسهال.
- شجـرة المورينجـا: تُعرف بـ "شجرة المعجزات" نظرًا لغناها بالعناصر الغذائية،تُستخدم أوراق المورينجا في الطهي والعلاجات الطبية، حيث تحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات والمعادن والبروتينات. تُستخدم أيضًا في صناعة المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل، وتُعد مصدرًا مهمًا للدخل من خلال بيع منتجاتها المتنوعة.
واذا تأملنا جيدًا في أنواع المحاصيل التي تمتاز بها تنزانيا مثل البن، والذرة والكاجو نستطيع أن نستنتج نوع تربة تنزانيا وخصائصها، حيث أن تلك المحاصيل إذا بحثنا عن خصائص التربة التي ينمون فيها فسنجدها بيئة استوائية، نوع التربة طفالية "مختلطة" غنية جدًا، جيدة التهوية والصرف، وهي عبارة عن تربة طميية تتكون من مزيج متساوٍ من الطمي والرمل والطين، وتبدو ذات ملمس ناعم وتمتاز برطوبة قليلة، تحتوي على العديد من المواد العضوية والعناصر الغذائية الهامة، وايضًا تربة حمضية بطبيعتها وتحتاج إلى تزويدها بمواد عضوية بانتظام.
وتعد من أفضل انواع التربة لأنها تحتوي على أنواع التربة المختلفة، ومن أبرز الخصائص الزراعية لهذا النوع من التربة:
- لديها قدرة على الأحتفاظ بالرطوبة والمواد المغذية اللازمة للنبات.
- تحتوي على مستوييات عالية من الكالسيوم.
- تسمح بمرور الهواء والماء إلى الجذور.
- تجمع ما بين حبيبات الرمل الكوارتوية وجزيئات الطين التي بها نسبة عالية من الرطوبة.
لذلك عزم المزارعين على الحفاظ عليها جاهدين تطور الزراعة بشتى السبل، فكيف تطورت الزراعة عبر الزمن؟
في البداية -قبل معرفة الانسان للزراعة- كان الناس يتغذون من خلال الصيد والجمع. وفي نهاية تلك المرحلة استقر السكان بسبب تغير المناخ الذي أدى إلى تبدل في نمط إنتاج الغذاء، حيث بدأوا يعتمدون على الزراعة البدائية وتربية المواشي. ولقد تطورت الزراعة عبر العصور تبعاً للتطور التقني للأدوات الزراعية، حيث لم تكن الأرض تحرث في المرحلة الأولى لذلك كانت تترك لسنوات طويلة من دون زراعة، لأن إنتاجها يخف إذا زرعت الأرض من دون حراثة تربتها. وفي المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الزراعة، لم تعد هناك حاجة لإراحة التربة لأن المحاريث الزراعية تطورت كثيراً، وتطورت أيضاً الأسمدة الكيماوية والعضوية ومحسنات التربة، ودخلت التكنولوجيا بأقصى إمكاناتها على الخط فكانت الزراعة التي نعيشها اليوم بكل تطورها.
خلال العصور الوسطى، قام المزارعون في شمال أفريقيا والشرق الأدنى بتطوير ونشر التقانة الزراعية، والتي تتضمن نظم الري المبنية على مبادئ الهيدروليك والهيدروستاتيك، واستخدام الماكينات مثل السواقي وماكينات رفع الماء والسدود والخزانات، وقاموا بإعداد كتب إرشادية زراعية، ولكن تطبيقها كان محلياً ويناسب مكان وجودهم. وبعد الثورة الصناعية، فقد استبدلت وسائل الحراثة القديمة التي كانت تستهلك وقتاً طويلاً بآلات حديثة كالتراكتورات الزراعية، والتي حسنت إنتاجية المزارع بأسلوبها المتقن في تقليب التربة وتهوئة الأرض وتخليص الأراضي من الأعشاب الضارة. ولتسميد التربة، استخدم المزارعون مجموعة من الأسمدة العضوية والكيماوية لزيادة إنتاج الأرض وتحسين نوعية المحاصيل المختلفة، ومن أشهر هذه الأسمدة النيتروجينية، كما أضافوا عددًا من المعادن الضرورية كالبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفات والحديد لزيادة خصوبة التربة ومنع تعرض المحاصيل للتلف.
على الرغم من أن تنزانيا تمتلك تلك التربة وتحاول المحافظة عليها إلا أنها تتعرض للكثير من المشكلات حيث:
- محدودية الوصول للتقنيات والمعدات الزراعية الحديثة في المناطق الريفية.
- نقص التدريب والمعرفة بشئون الزراعة بين المزارعين.
- عدم كفاية البنية التحتية للري مما يؤثر على إنتاج المحاصيل خلال مواسم الجفاف.
- إرتفاع تكاليف المدخلات مثل بذور الأسمدة والالات التي تساعد على الزراعة على نطاق واسع.
- تغير المناخ وأنماط الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها تشكل خطرًا كبيرًا على غلات المحاصيل
- انتشار الافات والأمراض التي يمكن أن تدمر المحاصيل.
- عدم توافر مرافق النقل والتخزين بشكل كافي، غالبا ما يؤدي إلى مشاكل ما بعد الحصاد مثل فساد المحاصيل بسبب سوء التخزين.
- مشاكل حيازة الأراضي وتجزئتها تجعل من الصعب على المزارعين توسيع عملياتهم الزراعية.
وكما توجد مشكلات، يوجد أيضُأ بعد الحلول التي تحد من تلك المشكلات ومنها:
- تيسير وصول المواد الغذائية إلى الأسواق بأسرع وقت ممكن، فضلًا عن تسهيل تبادل الخبرات والمهارات بين أصحاب الحيازات الصغيرة. تسهم تلك الخطوة بشكل كبير في تحسين الدخل وضمان الأمن الغذائي للأسر والمجتمعات المشاركة في قطاع الزراعة.
- تدريب المزارعين على كيفية إدارة مراحل ما بعد الحصاد، بما في ذلك تقنيات تجفيف المحاصيل وتنقيتها وتعبئتها وتخزينها، وذلك بهدف الحد من التلف وتحقيق أعلى جودة ممكنة.
- التعاون مع مزارعي الحيازات الصغيرة، والتعاون مع الجهات المعنية في القطاع الخاص النشطة. بفضل هذا التعاون المتجانس، يتمكن المزارعون المشاركون من الوصول بسهولة إلى المواد والموارد اللازمة والمساهمة في رفع أسعار منتجاتهم.
ومن اهم تلك الحلول الزراعة المستدامة حيث اكتسبت اهتمامًا واسع النطاق كحل أساسي لمواجهة التحديات البيئية وضمانها الأمن الغذائي، وتعزيز السلامة البيئية. وهو نهج زراعي يركز على الحفاظ على التوازن بين الإنتاجية والصحة المستدامة والمسؤولية الاجتماعية. ومن خلال اعتماد ممارسات الزراعة المستدامة، يمكن للمزارعين تحسين التنوع البيولوجي وتقليل التأثير على البيئة الموارد الطبيعية وإنتاج محاصيل أكثر صحة وقدرة على الصمود.
في هذا الدليل الشامل، سنستكشف المبادئ والأساليب والأدوات التي تساعدك على بدء رحلتك نحو الزراعة المستدامة وإحداث تأثير إيجابي على الكوكب.
الخطوة الأولى: فهم مبادئ الزراعة المستدامة:
يعد فهم المبادئ التي توجه الزراعة المستدامة أمرًا ضروريًا لتنفيذ ممارسات ناجحة ومتجددة حيث:
- حفظ التنوع البيولوجي: تعزيز الزراعة المستدامة التنوع البيولوجي من خلال تشجيع مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات في المزرعة. ومن خلال إنشاء نظام بيئي متوازن، يستطيع المزارعون تعزيز مكافحة الآفات الطبيعية، والحد من مخاطر فشل المحاصيل، وتعزيز صحة التربة.
- تعزيز صحة التربة: إن إعطاء الأولوية لصحة التربة أمر بالغ الأهمية للزراعة المستدامة. يساعد التسميد وتغطية المحاصيل وتقليل الحرث ودورة المحاصيل في الحفاظ على خصوبة التربة وبنيتها ومحتوى المواد العضوية، مما يؤدي إلى نباتات أكثر صحة وتحسين احتباس الماء.
- ادارة المياه: فعّالة ادارة المياه أمر حيوي للزراعة المستدامة. إن تنفيذ تجميع مياه الأمطار، والري بالتنقيط، والتغطية يمكن أن يحافظ على موارد المياه، ويقلل من هدر المياه، ويساهم في استدامة المياه.
- التكيف مع المناخ: تأخذ أساليب الزراعة المستدامة في الاعتبار تأثير تغير المناخ وتهدف إلى بناء مزارع قادرة على الصمود. ومن الممكن أن يساعد استخدام ممارسات التكيف مع المناخ، مثل المحاصيل المقاومة للجفاف والحراجة الزراعية، المزارع على تحمل الظواهر الجوية القاسية والظروف المناخية المتغيرة.
الخطوة الثانية: إجراء تقييم المزرعة:
قبل التنفيذ الاستدامة الممارسات الزراعية، وإجراء تقييم شامل للمزرعة أمر ضروري. يساعدك هذا التقييم على فهم الوضع الحالي لمزرعتك، وتحديد نقاط القوة والضعف، وتحديد ممارسات الاستدامة الأكثر ملاءمة لاعتمادها حيث: تحليل الأراضي والتربة: قم بإجراء تحليل شامل لتربة مزرعتك لفهم تركيبتها ومستويات خصوبتها وإمكانية تحسينها ، تقييم التنوع البيولوجي: حدد النباتات والحيوانات الموجودة في مزرعتك لتقييم تنوعها البيولوجي من خلال الحفاظ على الموائل وإنشائها، وتشجيع الحشرات المفيدة، والحفاظ على الأنواع المحلية ،تقييم الموارد المائية: تقييم مصادر المياه في مزرعتك وتقييم استدامتها. النظر في تنفيذ أنظمة تجميع مياه الأمطار واستخدام المياه المعاد تدويرها للري لتقليل الأعتماد على مصادر المياه العذبة.
الخطوة الثالثة: اختيار المحاصيل وتناوب المحاصيل:
يعد اختيار المحاصيل وتناوب المحاصيل من الممارسات الأساسية في الزراعة المستدامة التي تعزز صحة التربة، وتقلل من ضغط الآفات والأمراض، وتعزز إنتاجية المزرعة بشكل عام. ومن خلال اختيار المحاصيل بعناية وتناوبها بشكل استراتيجي، يستطيع المزارعون تحسين خصوبة التربة، وتقليل الحاجة إلى المدخلات الاصطناعية، والحفاظ على نظام بيئي متوازن.
- النباتات المحلية والمتكيفة: اختر المحاصيل المناسبة بشكل طبيعي للمناخ وظروف التربة في منطقتك.، تنويع: تبني تنويع المحاصيل للحد من التعرض للآفات والأمراض وتقلبات السوق. تساعد زراعة المحاصيل المختلفة أيضًا في الحفاظ على نظام بيئي متوازن ودعم البيئة المحلية، تناوب المحاصيل: تنفيذ تناوب المحاصيل لتحسين خصوبة التربة، وكسر دورات الآفات، ومنع تآكلها. تدوير المحاصيل على أساس متطلباتها الغذائية وعادات النمو.
- محاصيل التغطية: دمج محاصيل التغطية مثل البقوليات والأعشاب بين دورات المحاصيل لحماية التربة من التآكل، وتثبيت النيتروجين، وتعزيز بنية التربة.
الخطوة الرابعة: تنفيذ الإدارة المستدامة للآفات:
تركز الإدارة المستدامة للآفات على منع الآفات ومكافحتها مع تقليل الأضرار البيئية والكائنات الحية المفيدة وصحة الإنسان. يمكن للمزارعين المستدامين تقليل الأعتماد على المبيدات الحشرية الاصطناعية وتعزيز مكافحة الآفات الطبيعية عن طريق الاستخدام الأدارة المتكاملة للافات تقنيات (IPM).
الخطوة الخامسة: تعزيز صحة التربة:
يعد تعزيز صحة التربة حجر الزاوية في ممارسات الزراعة المستدامة. تعمل التربة الصحية على تعزيز نمو النباتات، وزيادة توافر المغذيات، واحتجاز الكربون، مما يساهم في إنشاء نظام بيئي زراعي مرن ومنتج. يمكن للمزارعين تحسين بنية التربة وخصوبتها وإنتاجيتها من خلال تقنيات صديقة للتربة من خلال: سماد: تطوير نظام تسميد لإعادة تدوير النفايات العضوية، مثل: بقايا المحاصيل وبقايا المطبخ، وتحويلها إلى سماد غني بالمغذيات للتربة. التغطية: ضع نشارة عضوية على سطح التربة للحفاظ على الرطوبة وقمع الأعشاب الضارة وتحسين بنية التربة، انخفاض الحرث: التقليل من الحرث لتجنب تآكل التربة والحفاظ على بنية التربة. كما أن أساليب عدم الحراثة أو تقليل الحراثة تؤدي أيضًا إلى عزل المزيد من الكربون في التربة، مما يساهم في التخفيف من تغير المناخ، السماد الأخضر: زراعة محاصيل السماد الأخضر مثل البرسيم أو البيقية لتثبيت النيتروجين وتحسين خصوبة التربة بشكل طبيعي.
الخطوة السادسة: الحفاظ على المياه والري:
يعد الحفاظ على المياه والري الفعال من العناصر الحاسمة في الزراعة المستدامة من خلال:
رى بالتنقيط: تثبيت تضخ أنظمة الري بالتنقيط لتوصيل المياه بشكل دقيق وفعال مباشرة إلى جذور النباتات. يقلل الري بالتنقيط من هدر المياه عن طريق تقليل التبخر والجريان السطحي وتعزيز نمو النباتات الصحي وزيادة الغلة، حصاد مياه الأمطار: تنفيذ نظم تجميع مياه الأمطار لالتقاط وتخزين مياه الأمطار لاستخدامها في المزرعة. يمكن أن يوفر جمع مياه الأمطار من أسطح المنازل أو الحقول أو مناطق مستجمعات المياه مصدرًا موثوقًا للمياه خلال فترات الجفاف ويقلل الطلب على موارد المياه العذبة.
الخطوة السابعة: تكامل الثروة الحيوانية:
يعد دمج الثروة الحيوانية في الزراعة المستدامة نهجًا شاملًا يزيد من استخدام الموارد، ويحسن خصوبة التربة، ويعزز استدامة المزرعة. يمكن أن تساهم الثروة الحيوانية في النظام البيئي للمزرعة من خلال توفير مدخلات قيمة مثل السماد، في حين أن وجودها يمكن أن يفيد أيضًا نمو النباتات وإدارة الآفات.
- الرعي الدوراني: ممارسة الرعي الدوراني لتحسين صحة المراعي وأداء الثروة الحيوانية. قم بتدوير الماشية بين المراعي المختلفة، مما يسمح لمناطق الرعي بالتعافي وإعادة النمو مع تعزيز الاستخدام الأفضل للأعلاف. الرعي الدوراني يمنع الرعي الجائر وضغط التربة، مما يفيد العشب والماشية.
- الثروة الحيوانية المتنوعة: إن تربية مزيج من أنواع الماشية في مزرعتك يمكن أن يعزز كفاءة الموارد ويحسن مرونة المزرعة بشكل عام. تمتلك أنواع الماشية المختلفة تفضيلات غذائية مختلفة ويمكنها الاستفادة من أنواع مختلفة من العلف، مما يسمح باستخدام الموارد المتاحة بشكل أفضل.
- وفي عام 2013، اقترحت حكومة جمهوريّة تنزانيا المتحدة موقع تراث الحراجة الزراعية «كيهامبا» في قرية «شيمبويه جو» بوصفه نظامًا من نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية على أمل إيجاد حلول مستدامة لتآكل الثقافة والغابات، وتحسين الفرص البيئية والاقتصادية.
وموقع تراث الحراجة الزراعية «كيهامبا» في قرية «شيمبويه جو» هو مثال على كيفية مساهمة التآزر بين الإنسان والحيوانات والغابات في تحقيق بيئة مستدامة، باستخدام نظام متكامل متعدد الطبقات من أجل المساعدة على التغلب على التحديات المتعلقة بعدم خصوبة التربة وندرة المياة.
ومن أهم وسائل الزراعة المستدامة "الزراعة الجبلية" التي تمثل جزءً أساسيًا من الأقتصاد الزراعي في تنزانيا، حيث توفر فرصًا للمزارعين في المناطق الجبلية لزراعة محاصيل متنوعة مثل البن والشاي والخضروات. تلعب هذه الزراعة دورًا مهمًا في تعزيز التنمية المستدامة عبر عدة جوانب.
أولاً، تسهم الزراعة الجبلية في تعزيز الأمن الغذائي بتنوع محاصيلها وزيادة إنتاجيتها. فمثلاً، يمكن للمزارعين أن يزرعوا محاصيل تتكيف مع طبيعة التضاريس الجبلية مما يزيد من كفاءة استخدام الموارد الطبيعية المتاحة.
ثانياً، تعزز الزراعة الجبلية الدخل وتحسن معيشة السكان المحليين في تلك المناطق. بفضل الزراعة، يمكن للمجتمعات الجبلية توليد دخل منتظم وتحقيق التنمية الأقتصادية المستدامة من خلال تسويق المنتجات المحلية.
أخيراً، تساهم الزراعة الجبلية في حماية البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي. إذ تسهم هذه الأنشطة الزراعية في منع تدهور التربة وتحسين جودة المياه في المناطق الجبلية، مما يدعم الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية على المدى الطويل.
بهذه الطريقة، تعتبر الزراعة الجبلية أداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة في تنزانيا، حيث تجمع بين الإنتاجية الزراعية والحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي في المناطق الجبلية.
طبيعة التضاريس الوعرة والظروف المناخية القاسية. من أبرز هذه التحديات:
- التضاريس الوعرة والصعوبات اللوجستية: المناطق الجبلية تتميز بتضاريسها الوعرة والمتغيرة، مما يجعل الوصول إلى المزارع صعبًا ويزيد من تكاليف الإنتاج والنقل.
- التغيرات المناخية: المناطق الجبلية عرضة لتقلبات جوية كبيرة وظروف مناخية غير مستقرة، مما يؤثر سلباً على نمو المحاصيل ويزيد من مخاطر الكوارث الطبيعية مثل : الفيضانات والانهيارات الأرضية.
- نقص التمويل والموارد: صعوبة الحصول على التمويل والموارد اللازمة لتطوير البنية التحتية الزراعية في المناطق الجبلية تشكل تحدياً كبيراً للمزارعين هناك.
- تدهور التربة ونقص المياه: الأراضي الجبلية عرضة لتدهور التربة ونقص المياه بسبب التصريف السريع للمياه وتأثيرات التآكل الأرضي.
للتغلب على هذه التحديات، يوجد بعض الحلول الممكنة:
- تكنولوجيا الزراعة المتقدمة: استخدام التقنيات الحديثة مثل الري بالتنقيط والزراعة المحمية يمكن أن تزيد من كفاءة استخدام الموارد وتحسين إنتاجية المحاصيل.
- التكيف مع التغيرات المناخية: تعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية من خلال استخدام أنظمة الإنذار المبكر للكوارث والتخطيط لأنماط جديدة للزراعة تتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة.
- التعاون والشراكات: تعزيز التعاون بين الحكومة والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية لتوفير الدعم المالي والتقني اللازم للمزارعين في المناطق الجبلية.
- إدارة الموارد الطبيعية بشكل فعال: تطوير إجراءات لحماية التربة وإدارة المياه بشكل مستدام للحفاظ على البيئة الجبلية وتحسين جودة الأراضي لزراعة مستدامة.
باستخدام هذه الحلول والمقترحات، يمكن تعزيز الزراعة الجبلية كأداة لتحقيق التنمية المستدامة في العديد من البلدان بما في ذلك تنزانيا .
تعد تنزانيا مركزًا مهمًا للتجارة مع الخارج ولكي نعزز تجارة المنتجات الزراعية التنزانية يتطلب تحسين البنية التحتية عن طريق رسم شبكة طرق ومواصلات جيده والعمل علي تنفيذها، انشاء مخازن لحفظ المنتجات، استخدام التقنيات الحديثة في مجال الزراعة، ودعم صغار المزارعين وتزويدهم بالمال والمواد الخام والمعدات كما فعل محمد علي في بناء مصر الحديثة ، البحث عن اسواق جديدة سيساعد في زيادة الطلب علي المنتجات الزراعية التنزانية.
تمتلك تنزانيا كافه المقومات لتصبح قوة زراعية في افريقيا والعالم من خلال الاهتمام بالاستثمارات وتعاون جميع جهات الدولة مما يؤدي إلى تحقيق تنمية مستدامة للقطاع الزراعي وتجارة المنتجات الزراعية.
وبما أننا تحدثنا عن التجارة وعلاقة تنزانيا بالخارج فالجدير بالذكر هي علاقاتها بمصر حيث هناك علاقات قوية تربط بين البلدين في مختلفات المجالات التي تعود لسبعنات القرن الماضي وازدهارت في الوقت الراهن، هناك العديد من المشاريع التي تربط بين البلدان في مختلف القطاعات ومن أهم المشاريع سد ومحطة "جوليوس نيريري" في تنزانيا بأيدي مصرية. كما ايضًا مشاريع اقتصادية ومنها المشاريع الزراعية التي تهدف الي نقل الخبرات وتبادل المعرفة الزراعية والتقنيات الحديثة، والاستمرار على نهج محمد علي في تبادل المعرفة و المحاصيل الزراعية.
توجد عدة مشاريع زراعية مصرية في تنزانيا تهدف إلى تعزيز التعاون الزراعي بين البلدين وتحقيق التنمية الزراعية. قد تشمل هذه المشاريع ما يلي:
- مشروعات زراعة الأعلاف: تتمثل هذه المشاريع في زراعة المحاصيل المستخدمة كأعلاف للحيوانات مثل الذرة والشوفان والسورغم.
- مشاريع زراعة المحاصيل الاستراتيجية: تشمل زراعة المحاصيل مثل الأرز والبن والقطن والفواكه والخضروات التي تلبي احتياجات السوق المحلية وتعزز التصدير.
- مشاريع لتطوير البنية التحتية الزراعية: تشمل تلك المشاريع تحسين نظم الري والصرف واستخدام التقنيات الزراعية المتطورة لزيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية.
- مشاريع لتبادل التجارب والخبرات الزراعية: يتم من خلال هذه المشاريع تبادل المعرفة والتجارب بين الخبراء الزراعيين من مصر وتنزانيا لتعزيز الابتكار وتطوير القطاع الزراعي.
يهدف هذا التعاون الزراعي بين مصر وتنزانيا إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي وزيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين مستوى معيشة الفلاحين في تنزانيا.
الثمار الزراعية الرئيسية التي يتم تبادلها بين مصر وتنزانيا تشمل مجموعة متنوعة من المحاصيل والمنتجات الزراعية. من بين الثمار الزراعية التي قد يتم تبادلها بين البلدين، يمكن ذكر القطن والأرز والموز والفواكه المختلفة مثل الأناناس والمانجو، بالإضافة إلى الخضروات والبحريات والأسماك. يعتبر هذا التبادل مفيدًا لتنويع قاعدة الثروة الزراعية وتحقيق التكامل في الإنتاج الزراعي بين البلدين.
لن ننسى جهود السيد الرئيس "عبد الفتاح السيسي" في ازدهار العلاقات بين الدولة المصرية و التنزانيا و الناحية الاخر جهود السيد رئيس :سامية صولحو حسن" في تطوير العلاقات بين البلدين.