محمد فريد.. من أعظم زعماء مصر
رغم أصله التركي وثرائه الكبير عاش حياة مضنية وقدم تضحيات مهولة من أجل تخليص مصر من الاحتلال والحكم العلوي البغيض.. أنشأ مع مصطفى كامل الحزب الوطني وكان الرجل الثاني فيه.. وتولى بعده قيادة الحزب ولكنه تخلص من تردد مصطفى كامل واستعانته بفرنسا والدولة العثمانية.. ولخص النضال الوطني في الجلاء والدستور والارتقاء بالشعب.. كانت لديه ثروة هائلة أنفقها بالكامل على النضال الوطني (1200 فدان وقصر في شبرا وعمارات بالظاهر..) وأنشأ المدارس الليلية للفقراء والأميين وأول نقابات العمال في تاريخ مصر فانتشرت كالنار في الهشيم وقاد بنفسه التظاهرات والحملات الضخمة.
حارب فريد الاحتلال وحكم الفرد.. وصارع أيضًا شقيق مصطفى كامل (علي فهمي كامل) الذي رأى أنه كان الأولى بوراثة رئاسة الحزب، كما عارض موقف فريد من الخديوي وسياسته الاجتماعية المتأثرة بالفكر الاشتراكي.. وانتهى الأمر بسجن فريد 6 أشهر بسبب مقدمة لديوان شعري جاء فيها: "لقد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد إماتة الشعر الحماسي، وحمل الشعراء بالعطايا والمنح علي وضع قصائد المدح البارد والإطراء الفارغ للملوك والأمراء والوزراء وابتعادهم عن كل ما يربي النفوس ويغرس فيها حب الحرية والاستقلال.. كما كان من نتائج هذا الاستبداد خلو خطب المساجد من كل فائدة تعود علي المستمع، حتي أصبحت كلها تدور حول موضوع التزهيد في الدنيا، والحض علي الكسل وانتظار الرزق بلا سعي ولا عمل".
وتتابعت الملاحقات له فأدرك أن الحكم والاحتلال لن يوفرا حياته فسافر إلى ألمانيا وقاد هناك حملات سياسية كبيرة من أجل استقلال مصر وتوفي هناك عام 1919 وعجزت أسرته عن تدبير المال لاستعادة جثمانه المسجى في كنيسة بألمانيا .. ولكن رجلا من الزقازيق هو الشيخ خليل عفيفي تاجر القماش بالزقازيق سافر إلى ألمانيا بنفسه وأحضر الجثمان عام 1920 ، حيث تم تشييعه في جنزة مهيبة.
