رجال حول الرئيس عبد الناصر(٢).. سامي شرف وزير شئون رئاسة الجمهورية

رجال حول الرئيس عبد الناصر(٢).. سامي شرف وزير شئون رئاسة الجمهورية

هو عبد الرؤوف سامي عبد العزيز محمد شرف، ولد في ٢١ ابريل عام ١٩٢٩م، بحي مصر الجديدة بالقاهرة، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس مصر الجديدة والمنيا والمنصورة، حصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية عام١٩٤٥م. كان والده يرغب فى التحاقه بكلية الطب، لكن عبدالرؤوف يميل إلى الدراسة العسكرية، وكانت المصروفات الدراسية لكلية الطب تقدر بخمس وأربعون جنيها غير ثمن الكتب، ولم يكن مع الأب تلك المصروفات فذهب إلى اليهودي الذي اعتاد الاقتراض منه، إلا أنه طلب منه أن يعيدها إليه بعد ثلاثة أيام أربعين جنيها.

 

 فرفض سامي وقرر الالتحاق بكلية التجارة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة) العام عام ١٩٤٦م، انتظارا لطلب دفعة جديدة للكلية الحربية لكن يوم الكشف الطبي في اختبارات الكلية الحربية أصيب بمرض التيفود فلم يلتحق بتلك الدفعة.

 وقرر الالتحاق بالكلية الحربية في سبتمبر ١٩٤٧م، ليتخرّج منها برتبة ملازم ثانٍ في الأول من فبراير عام ١٩٤٩م حيث نال بكالوريوس العلوم العسكرية، وكان ترتيبه السادس عشر من مجموع الدفعة البالغ ٢٦١ طالباً.

خدم في مدرسة المدفعية في ألماظة، ثم في سلاح المدفعية باللواء الأول المضاد للطائرات. وعمل مدرِّساً للرادار المضاد للطائرات على مستوى اللواء حتى أركان حرب لآلاي (لواء) مدفعية. وفي عام ١٩٥١م، كان سامي شرف يدرس في مدرسة الشئون الإدارية دورة للترقي لرتبة نقيب، تعرف خلالها علي جمال عبد الناصر حيث كان يقوم ناصر بتدريس مادة التحركات والمخابرات في تلك الدورة التي ألغيت بسبب حريق القاهرة في ٢٦ يوليو ١٩٥٢م، وإعلان حالة الطوارئ في الجيش لكن رغم ذلك أبدي جمال عبد الناصر إعجابه به قائلا:" إذا استمررت بهذا الأسلوب في العمل سيكون لك مستقبل يبشر بالخير “.

نُقل إلى مدرسة المدفعية مدرِّساً للرادار المضاد للطائرات، ولكنه لم ينفذ هذا النقل لقيام ثورة ٢٣ يوليو١٩٥٢م، فبقي في وحدته الأصلية وفي ليلة الثورة بالتحديد فوجئ بزميله محمد المصري علي باب بيته يطلب منه الاستعجال في ارتداء ملابسه العسكرية دون أن يبدي أسبابا واستجاب لطلبه دون تردد وعرف بعدها أن الثورة قد قامت ثم كلفه بمهام محددة قام بتنفيذها دون سؤال .حيث عهد إليه من تنظيم الضباط الأحرار بالإشراف الأمني والسيطرة على الآلاي الذي كان يخدم به، وتقرّر ضمّه لتنظيم الضباط الأحرار من ليلة ٢٣ يوليو١٩٥٢م، حيث كان يحضر اجتماعات خلية من المدفعية كانت تضم أحمد الزرقاني حطب وكمال الغر وإبراهيم زيادة وعبدالحميد بهجت، ثم انتقل بعد أيام إلى خلية يترأسها الصاغ كمال الدين حسين وكان من بين أعضائها عماد رشدي وسعد زايد وأحمد شهيب ومصطفى كامل مراد ومحمد أبوالفضل الجيزاوي وعبدالمجيد شديد وأبواليسر الأنصاري وكان يسدِّد الاشتراك الشهري ٢٥ قرشاً بانتظام.

بعد نجاح الثورة بثلاثة أيام انتُدب للعمل في المخابرات الحربية وكُلِّف بالإشراف على رقابة البرقيات الصادرة للخارج عن طريق مصلحة التليفونات (هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية) للمراسلين الأجانب، يجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

 

كُلِّف بالعمل ضمن مجموعة من الضباط الأحرار فيما سُمِّي بهيئة مراقبة الإدارة الحكومية وتتبع رئيس مجلس قيادة الثورة مباشرة (وهي تعادل الرقابة الإدارية اليوم). وبعد ذلك أيام استدعاه جمال عبد الناصر ليخبره أنه سيعمل في المخابرات في وحدة ذكريا محي الدين، ولكن تكليفاته ستكون من الرئيس مباشرة وتقاريره تعرض عليه وحده. ثم انتُدب للعمل في القسم الخاص بالمخابرات العامة الذي كان مسؤولاً عن الأمن القومي الداخلي وكان مقره في بداية تكوينه مع بداية تكوين المباحث العامة أيضاً في مبنى مجمع التحرير ثم انتقل مع هذه الإدارة إلى مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي.

اختاره الرئيس جمال عبد الناصر للعمل سكرتيراً لرئيس الجمهورية للمعلومات وقت سفره للمشاركة في مؤتمر " باندونج" فاستدعاه وكلفه بإنشاء سكرتارية الرئيس للمعلومات في ابريل ١٩٥٥م، وتلقى شرف دورة في البيت الأبيض في واشنطن “كيف تخدم الرئيس”، كما درس أساليب العمل في كل من الكرملين ورئاسة الجمهورية في مكتب الرئيس تيتو وفي الهند والصين الشعبية وفرنسا.

نُقل إلى الكادر المدني في رئاسة الجمهورية ١٩٥٦م (الدرجة الثانية)، وفى الخامس من يونيو العام ١٩٦٠م صدر القرار الجمهوري رقم ١٠٥٥ لسنة ١٩٦٠ بترقيته إلى درجة مدير عام برئاسة الجمهورية، وتدرج في التسلسل الوظيفي الطبيعي من دون أي استثناء حتى رُقيّ إلى درجة وكيل وزارة مساعد برئاسة الجمهورية بالقرار الجمهوري رقم ٢٧٤٨ لسنة ١٩٦٢ بتاريخ ١٦ سبتمبر ١٩٦٢م، ثم وصل إلى منصب مستشار رئيس الجمهورية بدرجة نائب وزير بالقرار الجمهوري رقم ٣٤٠٤/ ٦٥ بتاريخ ٦ أكتوبر/ تشرين الأول ١٩٥٦م.

وشارك سامي شرف في دورتين للأمم المتحدة في نيويورك عام ١٩٥٨حيث شارك في اجتماعات مجلس الأمن أثناء بحث شكوى لبنان ضد الجمهورية العربية المتحدة وعام ١٩٦٠م، ضمن وفد مصر برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر.

وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر عُيِّن وزيراً للدولة عضواً في مجلس الوزراء بالقرار الجمهوري رقم ٦٨٥لسنة ١٩٧٠ بتاريخ ٢٦ ابريل ١٩٧٠. وأعيد تعيينه وزيرا للدولة في العشرين من أكتوبر من العام نفسه. ثم وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية.

وسُجن شرف مرتين: الأولى في يناير١٩٥٣م، فيما عُرف بقضية المدفعية، والمرة الثانية في الثالث عشر من مايو١٩٧١م،فيما عُرف بانقلاب مايو ، وحُكم عليه في هذا الانقلاب بالإعدام الذي خُفِّف إلى السجن المؤبد وقضى منها عشر سنوات كاملة مضافاً إليها يومان وأربع ساعات متنقلاً في سجون مصر من ليمان أبوزعبل إلى سجن القلعة إلى السجن الحربي إلى ليمان طرة إلى ملحق مزرعة طرة وأخيراً السجن السياسي في مستشفى المنيل الجامعي (القصر العيني) في الشهور العشرة الأخيرة قبل الإفراج عنه في التاسعة مساء منتصف مايو من العام ١٩٨١م.

 

مارس العمل السياسي مع قيام الاتحاد القومي، حيث انتُخب عن دائرة مصر الجديدة وحاز على أعلى أصوات الدائرة الانتخابية. وعضوا في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي. وكان من أوائل مؤسسي تنظيم طليعة الاشتراكيين الخلية الأولى التي شُكِّلت من الرئيس جمال عبد الناصر وكل من: علي صبري وعباس رضوان وأحمد فؤاد ومحمد حسنين هيكل وسامي شرف ثم عضو الأمانة العامة لتنظيم طليعة الاشتراكيين ورئيس المكتب السياسي. علاوة على تولي مسؤولية التنظيم الطليعي على مستوى منطقة شرق القاهرة (أقسام مصر الجديدة والوايلي والزيتون والمطرية وعين شمس والنزهة)، وجامعة عين شمس.

يعد من مؤسسي الحزب العربي الديمقراطي الناصري، وأشرف رئيساً للجنة الانتخابات على قيام جميع تنظيمات الحزب من القاعدة إلى القمة بالانتخاب، وهي عملية لم يمارسها أي حزب في مصر في الفترة الأخيرة، ثم قدم استقالته من جميع تنظيمات الحزب لأسباب خاصة هو مقتنع بها.

كان عضوا في مكتب اللجنة المصرية لتضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية ويشارك في كل أنشطتها في الداخل والخارج. وعضوا مشارك في ملتقى الحوار العربي القومي. وأسَّس نادي الشمس الرياضي في مصر الجديدة.

شارك شرف في العديد من الندوات والمحاضرات واللقاءات التلفزيونية وكتب المقالات الصحافية في الداخل والخارج (كسوريا، وليبيا، الأردن، والعراق، وفرنسا، والإذاعة البريطانية “BBC” ، ومجلة “آساهي” اليابانية، وكذلك محطتها التلفزيونية في برنامج عن ثورة يوليو/ تموز ١٩٥٢ ومفجّرها الرئيس جمال عبدالناصر، ومحطة الأوربيت وغيرها).

بعد خروجه من السجن، انتسب الى الجامعة الأمريكية في القاهرة للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال ولكنه لم يستطع أن ينهي دراسته فيها لأسباب خارجة عن إرادته، حيث تمت مضايقات من أحد رجال المخابرات المركزية الأمريكية من الذين كانوا مزروعين في هذه الجامعة، وقد حاول كبار أساتذة الجامعة الأمريكية إثنائه عن عدم إتمام الدراسة وأبدوا رغبة ملحة في تجاوز هذه المضايقات لكي يتمكّن من الحصول على الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله على درجة الماجستير التي أكدوا أنه سيكون من المتفوقين الذين يحظون بنيل منحة مجانية للدراسات المتقدمة، إلا أنه لم يقتنع.

 أصدر جزءين من مذكراته ، وبعد قيام ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١م،  قام بإصدار مذكراته كاملة فى ٧ أجزاء كما كان يكتب مقالات عن الشئون الجارية فى جريدتي الأهرام والمصري اليوم.

حاز على أوسمة ونيايشين من كل من يوغسلافيا كمبوديا السودان أفغانستان المغرب ساحل العاج اثيوبيا النيجر اليمن بولندا بلغاريا ماليزيا تونس رومانيا موريتانيا فنلندا السنغال الكونجو الشعبية المجر إفريقيا الوسطى.

الأوسمة المصرية التي يحوزها هي الأوسمة العسكرية التي مُنحت له قبل الثورة عندما كان ضابطاً في الجيش المصري.

المصادر

كتاب سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر الكتاب الأول، سامي شرف.

موقع مكتبة الإسكندرية.