من نحاسب؟ السياسي أم المثقف!

من نحاسب؟ السياسي أم المثقف!

بقلم: حمزة احادي 

منسق بوزراة الثقافة المغربية والباحث في الدبلوماسية الثقافية 
                            
ان موضوع الجهوية الموسعة و ارتباطها بالثقافة  في نظري يتطلب أن لا يقع اختزاله في مسألة الدعم المادي وحده، بل ينبغي أن يتجاوزه ليشمل المساهمة في التخطيط ووضع الاستراتيجية الثقافية القابلة للتحقق عن طريق إيجاد لجنة خاصة مكلفة بالشأن الثقافي على مستوى مجالس الجهات.

ويبقى السؤال مطروحا في هذا الإطار، حول من سيقوم بتدبير الشأن الثقافي: المنتخبون، أم النخب الثقافية المنتسبة إلى الجهة؟

-هل هم المنتخبون العاجزون عن تسيير الشؤون الداخلية للجهة و تدبير صراعاتهم السياسوية؟
-هل هم من يدعمون الجمعيات المنتمية لهم رغم عدم توفرها على برامج و مشاريع ثقافية طموحة بالجهة
-هل هم المنتخبون الأميون و التي وصلت نسبتهم وسط مجالس الجماعات الى ١٥.٤ في المائة، ويسيرون في المقابل جماعات تتكون من أطر تقنية، وأطر حاصلة على شواهد عليا؟

-هل هم المنتخبون الذين يحبون الظهور و المشي فوق البساط الاحمر في كل التظاهرات فقط لانهم هم من قدموا الدعم لهم من المال العام، دون محاسبة ولا تتبع؟

-منتخبون لا يفقهون في الثقافة شيئا، ويحاولون إقبار الفاعلين الجمعويين والثقافيين؟

أم أنهم
-  المثقفون الانتهازيون الذين  يسعون عادة إلى تحقيق أغراضهم ومصالحهم بوسائل لا يجيدها سواهم، أولها النفاق لمن هم أعلى والصعود على أكتاف غيره ، والطعن والمؤامرات والوقيعة، و يقضي كل وقته بين المكاتب والأحاديث الجانبية لأنه لم يشغل نفسه بالعمل ، وغالبا ما يكون الانتهازي ذي شخصية جذابة و مثيرة، وربما يتمتع بصلاحيات واسعة وسلطات تجعل الكثيرين يتهافتون عليه، وهم يبحثون عن الأشخاص الملائمين لممارسة تسلطهم بأقصى ما يمكن.

-المثقفون الذين يمدحون من قدم لهم دعوة الاقامة والتغذية في تظاهراته وأضاف إلى ذلك قنينات من العيار الجيد، وفي المقابل يفشلون تجارب شبابية بسيطة وميلة لانهم لم يعيروه اي اهتمام ؟

-المثقفون الذين ينظمون مهرجانات وتظاهرات وفعاليات فاشلة (نفس المحتوى، نفس الفريق، نفس البرنامج)، فقط ليملئو جيوبهم؟

- مثقفون ينصبون على شباب طموح و قوي فقط لانه يحب الفن و الابداع ؟

تأسيساً على ما تقدم، يبدو أن إنجاح تجربة مشروع الجهوية الموسعة بالمغرب، لا يتوقف الأمر فيه على صياغة وبلورة تصور متكامل في أبعاده الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، بل يتوقف كذلك على التسلح بمبادئ التخليق والحكامة المحلية، ونهج سياسة القرب والشراكة على مستوى الخطاب والتأطير مع التفكير في إيجاد معايير لإعمال هذه المفاهيم عن طريق تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة لكي يتحقق التجاوب الايجابي ما بين الوطني والكوني لنسمو بالثقافة في هذا الوطن الجميل.

*ملحوظة / كل اشارة أكيد دون تعميمها.