شرق إفريقيا ومناخها

شرق إفريقيا ومناخها

كتبت/ بسملة هشام

تواجه منطقة شرق إفريقيا تحدياتٍ جسيمةً ناتجة عن تغيّر المناخ، حيث تُعدّ من أكثر المناطق عرضةً لتأثيراته السلبية. وتشمل هذه التأثيرات الجفاف المتكرّر، والفيضانات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتغيّر أنماط هطول الأمطار، ممّا يُهدّد الأمن الغذائي، والتنوع البيولوجي، وبنية التحتية، ويزيد من خطر الصراعات على الموارد.

وعلى الرغم من هذه التحديات، تُظهر دول شرق إفريقيا عزمًا قويًا على التكيّف مع تغيّر المناخ والتخفيف من حدّته. وقد اتّخذت العديد من الخطوات المهمّة في هذا الصدد، مثل:

- التعهدات الوطنية: تعهدت العديد من دول المنطقة بتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكلٍ كبير، وتقديم خططٍ وطنية محدّدة لتحقيق هذه الأهداف.

الطاقة المتجددة: تُبذل جهودٌ كبيرة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ممّا يُساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات.

التكيف مع المناخ: يتمّ تنفيذ مشاريعٍ لتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على التكيّف مع تأثيرات تغيّر المناخ، مثل تحسين أنظمة الري، وبناء سدودٍ لحماية من الفيضانات، وتطوير أصنافٍ مقاومة للجفاف من المحاصيل.

التعاون الإقليمي: تعمل دول المنطقة معًا من خلال المنظمات الإقليمية مثل الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) على تبادل الخبرات والتعاون في مجالات التكيف مع المناخ والتخفيف من حدّته، ومع ذلك، لا تزال هناك حاجةٌ إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة تحديات المناخ في شرق إفريقيا. وتشمل أهمّ الاحتياجات:

التمويل: تحتاج الدول إلى المزيد من الموارد المالية من الدول المتقدّمة لدعم جهودها في مجال المناخ، بما في ذلك مشاريع التكيف مع المناخ والتخفيف من حدّته.

نقل التكنولوجيا: تحتاج الدول إلى نفاذٍ أفضل إلى التكنولوجيات الحديثة الصديقة للبيئة، مثل تقنيات الطاقة المتجددة، وتقنيات الزراعة المُستدامة.

بناء القدرات: تحتاج الدول إلى تعزيز قدراتها البشرية والمؤسّسية لتصميم وتنفيذ خططٍ فعّالة لمكافحة تغيّر المناخ.

وختامًا، إنّ التصدي لتحديات المناخ في شرق إفريقيا يتطلّب نهجًا شاملًا يجمع بين الجهود الحكومية والمجتمعية والدولية. من خلال العمل معًا، يمكن للمنطقة أن تُحوّل هذه التحديات إلى فرصٍ لتحقيق التنمية المستدامة وخلق مستقبلٍ أفضل لشعوبها.