شرعية إسرائيل أصبحت موضع تساؤل

شرعية إسرائيل أصبحت موضع تساؤل
Middle East Online

كتبه: محمد سلماوي – الأهرام إبدو – 27 أغسطس 2025

ترجمة: يسرا محمد مسعود – مترجمة لغة فرنسية بمجلس الدولة ومجلة العرب الدولية، ومدرس مساعد بالجامعة الآفروآسيوية

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من دون أن يدري، تساؤلات حول شرعية إسرائيل نفسها، عندما أعلن مؤخرًا وبفخر أنه نجح في منع قيام دولة فلسطينية على الرغم من كل الضغوط.

فعلى مدى سنوات طويلة، خدعت إسرائيل المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، عبر التلويح علنًا بشعار "حل الدولتين"، بينما كانت تعمل في الكواليس على إتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بإفشاله. ومع وصول نتنياهو إلى الحكم، أعلن بوضوح رفضه لهذا الحل، فتعرض لانتقادات دولية واسعة، إذ يُعد حل الدولتين سياسة رسمية يتبناها المجتمع الدولي. ثم جاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليتبنى مواقف نتنياهو بالكامل، الأمر الذي دفع الأخير إلى تجاهل الرأي العام الدولي، حتى وصل به الأمر إلى التباهي علنًا بمنع إقامة الدولة الفلسطينية.

غير أن نتنياهو وترامب تناسيا أن قرار الأمم المتحدة بشأن إنشاء الدولة اليهودية، الصادر في نوفمبر 1947، نص في الوقت نفسه على قيام دولة فلسطينية. ولهذا عُرف القرار عالميًا باسم "خطة التقسيم". بمعنى أن إقامة الدولة اليهودية كانت مرتبطة منذ البداية بإقامة الدولة الفلسطينية، فكلاهما جزء من القرار نفسه الذي أُقر وصُودق عليه من غالبية دول العالم. ولم يكن هناك خيار بقبول نصف القرار ورفض نصفه الآخر. فالجزء المتعلق بالدولة اليهودية طُبق من دون استشارة العرب، بل رغم اعتراضهم، فما الذي يجعل تنفيذ الجزء الآخر المتعلق بالدولة الفلسطينية مرهوناً اليوم بالضغوط أو بالمفاوضات أو حتى بموافقة إسرائيل؟

إن إقامة دولة فلسطين لا يجب أن يعتمد على رضا إسرائيل ولا أن يكون موضع تفاوض معها. فرفض نتنياهو المعلن لإقامة الدولة الفلسطينية يكشف عن نية واضحة لضم الأراضي المخصصة لها، في خرق مباشر لقرار الأمم المتحدة.

والحقيقة أن رفض هذا القرار – الذي يشكل الأساس القانوني لشرعية إسرائيل – يعني عمليًا نزع تلك الشرعية نفسها. ومن المنطقي أن يؤدي هذا الموقف إلى تقويض الاعتراف الدولي الذي أتاح لإسرائيل الوجود، باعتبار أن هذا الاعتراف كان مشروطاً منذ البداية بقيام دولة فلسطينية إلى جانبها.

المصدر:

https://french.ahram.org.eg/NewsContent/4/2244/69612/Opinion/Dernier-Mot/Dernier-mot----La-l;gitimit;-d%E2%80%99Isra;l-remise-en-ca.aspx