اعرف تاريخك تعرف ذاتك لتعلو الذات ويحيا التاريخ

اعرف تاريخك تعرف ذاتك لتعلو الذات ويحيا التاريخ
بقلم/ محمد أشرف

بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للقاهرة عام ١٩٦٩،، دشن الزعيم جمال عبد الناصر قبل وفاته بعام احتفالا يليق بذكرى تأسيس هذه المدينة التاريخية ليكون شاهدا على عظمتها وشموخها عاما بعد عام، وليكون هذا التدشين بمثابة التعزيز السنوي لتأثيرها الأدبي والثقافي والاجتماعي والتاريخي عربيا وإقليميا ودوليا..
وفي حقيقة الأمر إن الاحتفال الحقيقي هو كان مرور ألف عام على تسمية القاهرة بهذا الإسم على يد جوهر الصقلي عام ٩٦٩ ميلادي،، وأن عمر القاهرة يسبق هذا التاريخ بقرون ولكن بمسميات أخرى.
أراد عبدالناصر أن يتزامن الاحتفال بمرور ألف عام على تأسيس القاهرة بتدشين معرض القاهرة الدولي للكتاب كاكبر معرض للكتاب في الشرق الأوسط بأرض المعارض بمدينة نصر بشرق القاهرة ،،لتجرى أول نسخة له عام ١٩٦٩ وهكذا دواليك سنويا حتى يومنا هذا .
ونحن الآن في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين ، وبعد أن اختزلت أحياء القاهرة الكبرى وشوارعها وضواحيها معظم حضارات الشرق والغرب على مر تاريخها الممتد ، لم يعد معرض الكتاب وحده كافيا لتعزيز هذه المكانة الأدبية و التاريخية للقاهرة ،و أرى لزاما علينا إعادة إحياء تاريخها في وجدان قانطيها أولا ثم زائريها،، فمدينة مثل القاهرة هي بمثابة مدينة تطفو فوق التاريخ، ضمت بداخلها تدرج وتسلسل حضاري لا مثيل له في المعمورة لا زال شاهدا في ارجاء القاهرة حتى اليوم، ما بين القاهرة الفرعونية والاغريقية والرومانية والفارسية واليهودية والقبطية والكاثوليكية والإسلامية و الأموية و العباسية والفاطمية والايوبية والطولونية والمملوكية والعثمانية والعلوية والخديوية واليونانية والناصرية ...
أليس هذا كفيلاً بالعمل لإعادة صياغة هذا التاريخ في صورة بسيطة كلافتات في شوارعها وميادينها تحكي قصص سبب تسمية هذه الشوارع والاحياء والميادين واهم الاحداث التي شهدتها..
كم يحزنني عندما أسأل جندي مستجد يسكن أمام جامع الظاهر بيبرس ، من هو الظاهر بيبرس ولا يجيب..
كم يحزنني عندما أسأل اخر يسكن في شارع يوسف عباس من هو يوسف عباس ولا يجيب
كم يحزنني عندما أسأل جندي يسكن في منطقة باب الشعرية أو عين الصيرة أو او او
كم يا ترى سيكون العائد على المدى القصير والبعيد أمام التكلفة الزهيدة لعمل هذه اللافتات بجوار الاعلانات التي تملىء الشوارع...
وكم سيكون عدد الجمهور في معرض الكتاب حينما يعرف ويتعلم هذه الأصول من اللافتات ؟
وكم ستجني الدولة ربحا اليوم ومستقبلا نظير معرفة الناس بذاتهم وتراثهم واهتمامهم به ذاتيا دون وجود رقيب سلطوي...
اعرف تاريخك تعرف ذاتك لتعلو الذات ويحيا التاريخ...