إن عملية المزج بين "اللحم والآلات " قد تفرز إنسان مختلف بصورة كبيرة عن الانسان الحالي، فنحن لا نعلم ما سوف ينتج عن عملية التزاوج هذه، بين الكمياء العضوية وبين الذكاء الاصطناعي، فكلاهما يتكيف ويتطور ويتغير بصورة أسرع من قدرتنا نحن كبشر عاديين على ملاحظتها أو حتى فهمها، فينتج عن ذلك نوع جديد من البشر الخارق، نصف الإنسان نصف الألة، إنسان يمتلك أطراف صناعية صلبة، وعقل ذكي ومتطور، وقلب تم استبداله من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، لكن لازالت له روح ويستطيع أن يتكاثر
بل ويفنى أيضاً حتى ولو استطاع الطب مدفوعاً بالتكنولوجيا في إطالة متوسط العمر.
صحيح أن هذه القدرة تسمح للإنسان بحمل الأشياء الثقيلة، والتواجد في بيئات شديدة الصعوبة، والانتقال بسرعات عالية للغاية، وحل أعقد المشكلات وحفظ كافة الذكريات، لكن حقاً هي يحتاج كل انسان مثل هذه القدرات؟ هل حقيقي تود تذكر تجربة سيئة مرت بك كفقدان عزيز عليك في حادث أليم، أم هل تود أن تمحيها تماماً من ذكراك وكأن هذا الشخص الذي تحبه لم يكن موجوداً في حياتك من قبل، إذا وجدنا حلاً وسطاً بين هذا وذاك، فهل ترغب في أن تتعرض ذكرياتك لمحاولات اختراق وتسريب كافة احلامك وشطحاتك واخطاءك على الانترنت، فتخسر جميع الأفراد؟ أم تصبح تحت رحمة شركات التكنولوجيا التي امتلكت عنك كافة هذه البيانات وبدأت في توجيهك والتحكم فيك كأنك سلعة لا تمتلك إرادتها.
هل حينها سوف تستمتع بهذه القدرات الخارقة؟ أم سوف تبدأ في الانهيار وقد ترغب في التخلص من تلك الحياة؟ أم ستفضل أن يتم إجراء "ضبط المصنع" على دماغك السيبورجي، فلا تعلم من أنت أو كيف بدأت إلا من خلال معلومات ضئيلة قرر مالكوا الشريحة أن تعرفها عن نفسك، فيخبروك أنك العامل الذي يقوم باستبدال البطاريات من الروبوتات بعد أن كنت مديراً للشركة.