دكتور حمدي عبد الرحمن يكتب: لماذا تقدم غيرنا ؟

دكتور حمدي عبد الرحمن يكتب:  لماذا تقدم غيرنا ؟
تأمل هذه الصورة جيدا بعيدا عن أي فكر عنصري ودعنا في منظومة كرة القدم. إنها لفريق وصل إلى نهائي كأس العالم بقطر. الصورة توحي للمشاهد غير المتابع أنها لفريق أفريقي حيث أن الفريق الذي أنهى المباراة يبدو باستثناء حارس المرمى ذو ملامح أفريقية. أقول لا ياصديقي . إنه الفريق الوطني الفرنسي . فرنسا هي التي خططت واستثمرت وأنفقت ومن ثم يحق لها أن تجني الثمار. وهنا يعطينا أمير الشعراء أحمد شوقي الإجابة بقوله عن الاوروبيين :
وما فَازُوا بمعجزة علينا -ولَكِنْ في أُمورهمُ نِظـــــام.
خذ على سبيل المثال كيليان مبابي ابوه كاميروني وأمه من أصول جزائريه حاول أبوه أن يلحقه بالمنتخب الوطني الكاميروني ولكنهم طالبوه بأن يدفع أموالا على سبيل الرشوة .التقطته فرنسا ومنحته الفرصة حتى أصبح نجما ساطعا فحظي بالتكريم والتدليل حتى أن رأس الدولة الفرنسية ايمانويل ماكرون نزل ارض الملعب ليواسيه وهو يكاد لا يلقي له بالا. تخيل ولو للحظة واحدة أنه التحق بفريق الكاميرون وحدث ما حدث هل يدرك بول بيا العجوز الذي يعيش في العقد التاسع من عمره معنى الفوز أو الخسارة في كرة القدم وهو لا يكاد يشفى من مرضه. تنهض الأمم ياسادة بالتخطيط والعمل الجاد وفوق ذلك يدرك الموظف العام أنه خادم لشعبه وهذا هو معنى ومغزى لفظ civil servant. أي خادم مدني . ماكرون تصرف من هذا المنطلق . أما بول بيا فهو الأب وكبير العائلة الذي يعلو ولا يعلى عليه.
التقدم والتخلف لا يرتبط بأمة أو جنس وإنما بالأخذ بأسباب النهوض من خلال التخطيط والعمل. نجحت قطر بالتخطيط السليم رغم المعوقات ولم تنجح فقط لأن لديها وفرة في الموارد فكثير من البلدان الأفريقية قد تكون أكثر ثراء من قطر. أقول هذا لأننا فعلا نستطيع بالعمل والتخطيط وليس بانتظار المعجزات.