ثورة ٢٣ يوليو .. خطوة نحو تشكيل مستقبل مصر والقارة السمراء

ثورة ٢٣ يوليو .. خطوة نحو تشكيل مستقبل مصر والقارة السمراء

بقلم : كريمان وائل القلماوي

في خضم انزلاق الشعب المصري في الجهل والفقر نتيجة لسطوة الطبقية وأصحاب الأطيان على معظم الحقوق التي تكفل كرامة العيش، كان هناك تنظيم يكون بسرية تامة ولكن بثبات داخل الجيش يدعى تنظيم الضباط الأحرار. كانت من أهم أهداف هذا التنظيم تحرير البلاد من سطوة الاستعمار الخانق القابض على الدولة كالجمر بثبات لا يتزحزح مهما كثرت المحاولات. ولكن عزم هذا التنظيم وإيمانه بحتمية تحقيقه لهدفه خصوصا بعد أن باءت حرب فلسطين بالفشل كانتا أداتين مكنت التنظيم من الوصول إلى بغيته في يوم الثالث والعشرين من يوليو لعام ١٩٥٢.

قامت  الثورة ونجح الضباط في تحرير البلاد، ولكن ماذا بعد؟ من أبرز أسباب نجاح تلك الثورة كان حسن التنظيم الذي مكن الضباط الأحرار من تحقيق أهدافهم تجاه البلاد؛ حيث كانت لهم عدة مبادئ من أهمها : القضاء على النظام الإقطاعي ليتمكن الفلاح من عيش حياة كريمة، وإقامة حياة ديموقراطية سليمة يسعى كل فرد فيها للمشاركة الفعالة في بناء المجتمع وتشكيل الدولة، وأخيرا تحقيق الاستقلال للبلاد الذي كان أهم هدف يسعى الضباط الأحرار لتحقيقه.

بدأ التكوين الجديد للدولة في التشكل بقيادة أول رئيس مصري، محمد نجيب، ثم الرئيس جمال عبدالناصر الذي نجح في اتخاذ الخطوات الفعالة نحو الوصول إلى الهدف الأسمى والذي كان تحرير مصر من قبضة الاستعمار الأجنبي بتأميم قناة السويس وجلاء القوات الإنجليزية واحدا تلو الآخر حتى آخر جندي خرج من أرض الكنانة في يوم ١٨ يونيو ١٩٥٦.

لم يكن استقلال مصر نهاية مسيرة الكفاح الذي بدأ بها جمال عبد الناصر، بل شن حملة بقيادته لتطهير الوطن العربي والأفريقي من آفة الاستعمار بكافة صوره وأشكاله مرورًا بالسودان والمغرب وغانا وجمهورية الصومال حتى ناميبيا عام ١٩٩٠. وكانت هذه الحملة التطويرية من إحدى الأسباب المباشرة في تشكيل القارة الأفريقية والوطن العربي على مباديء الاستقلال والوحدة، ولكن في نفس الوقت كان الاستقلال مشوبًا بالضغوطات الاقتصادية والاجتماعية التي نرجو جميعًا أن ننجح نحن ودولنا الأشقاء في تجاوزها لننتقل انصاف الدول الكبرى قريبا.