الاجتماع الوزاري من أجل فلسطين

الاجتماع الوزاري من أجل فلسطين
نيكولاس مادورو موروس رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية كاراكاس، 14 يوليو 2025

أصحاب المعالي
غوستافو بيترو – رئيس جمهورية كولومبيا – بوغوتا
سيريل رامافوزا – رئيس جمهورية جنوب أفريقيا – بريتوريا
إلى شعوب العالم
إلى حركات حقوق الإنسان
إلى ضمير الإنسانية المتمرد
إلى الشعب الفلسطيني البطل
إلى دول غرب آسيا
من جمهورية فنزويلا البوليفارية، نرحب بأمل واحترام بانعقاد هذا الاجتماع الوزاري الطارئ الخاص الذي دعت إليه جمهورية كولومبيا بالاشتراك مع جمهورية جنوب أفريقيا، في إطار مجموعة لاهاي، كاستجابة أخلاقية وسياسية أساسية في وقت تواجه فيه البشرية جمعاء تحدي الرعب والإفلات من العقاب، لمعالجة الفظائع التي لا تزال تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني.
بالنيابة عن الشعب الفنزويلي والحكومة البوليفارية، وباسمي، نرفع أصواتنا بقوة، متأثرين بمعاناة الشعب الفلسطيني، ومستائين بشدة من تقاعس العالم تجاه أعظم جريمة في التاريخ المعاصر: الإبادة الجماعية المستمرة ضد فلسطين.
هذه ليست مأساة حديثة. فرغم أننا شهدنا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 مرحلة إبادة قاسية للغاية خلّفت ما يقرب من 60 ألف شهيد، و138,520 جريحًا، وآلاف المفقودين تحت الأنقاض، إلا أن هذه الإبادة الجماعية لم تبدأ قبل 21 شهرًا؛ بل تعود إلى عام 1948، مع بداية الاحتلال الصهيوني، والتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، وإقامة نظام استعماري إجرامي استخدم التهجير والقمع والحصار والإرهاب كسياسات دولة.
ما نراه اليوم في غزة ورفح ونابلس، وفي جميع أنحاء فلسطين، ليس صراعًا بين أنداد. إنها خطة ممنهجة لتدمير شعب، ومحو هويته، ومحو ذاكرته. إنها جريمة ضد الإنسانية، يغذيها التدفق المستمر للأسلحة والأموال وتقنيات المراقبة والحماية الدبلوماسية من القوى الغربية، التي تصر على إنشاء جيب عسكري في غرب آسيا. لقد أصبح نظام نتنياهو، تحت سيطرة نخبة صهيونية جعلت من الحرب والعنصرية عقيدةً للدولة، أكبر تهديد للبشرية.
كل قنبلة تسقط على مستشفى أو مدرسة أو منزل فلسطيني لا تقتل أرواحًا بريئة فحسب، بل تدمر أيضًا أسس السلام العالمي، وتقوض الشرعية الدولية، وتهدد مستقبل منظومة الأمم المتحدة ذاتها. لا شرعية ولا نظام يصمد أمام هذه الوحشية التي تفلت من العقاب.
للأسف، فشلت المؤسسات التي أنشئت لحماية الإنسانية. تصرفت محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ببطء مُخزٍ، إن لم يكن بتهاون مطلق. هذه الهيئات، التي يُفترض بها إنفاذ القانون الدولي وحماية الشعوب المُستهدفة، استعمرت من قِبل المصالح الغربية. أصبحت أدوات ضغط على الضعفاء، وليس على الأقوياء أبدًا. العدالة الدولية اليوم مختطفة.
من فنزويلا، نُدين هذا الاستعمار المؤسسي، وهذا النفاق الهيكلي، وهذا الاستخدام غير المتكافئ والانتقائي للقانون. لا يمكن الاستمرار في استخدام البنية القانونية الدولية كأداة لمعاقبة الدول ذات السيادة في الجنوب العالمي، مع منح امتيازات الإفلات من العقاب لمرتكبي جرائم واسعة النطاق ضد الإنسانية.
وبالمثل، نؤكد مجدداً أن لفلسطين الحق في الوجود والمقاومة والعيش بحرية، في دولة كاملة السيادة، عاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لا حل عادل دون الإنهاء الفوري للاحتلال، ودون إلغاء نظام الفصل العنصري، ودون تعويض كامل عن الأضرار التي لحقت بها على مدى عقود.
وفي هذا الصدد، اقترحتُ عقد قمة عالمية كبرى للسلام ومناهضة الحرب، بهدف بناء حل جماعي نووي وحازم يوقف المجزرة، وينزع سلاح النظام الإسرائيلي، ويلزمه بالخضوع للنظام القانوني الدولي.
ينبغي أن تُبنى هذه القمة على مقترح سلام عادل وفعال ودائم، ينبثق من الشعب لا من النخب التي تستفيد من الحرب.
كما نود أن نُعرب عن احترامنا ودعمنا للعمل الشجاع الذي تقوم به المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، بشأن حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يُعد تقريرها الأخير عملاً نابعاً من الكرامة والحقيقة، وقد تعرضت بسببه للهجوم والتهديد. تُعرب فنزويلا عن تضامنها الفعّال معها، وتقديرها المستحق لشجاعتها، ودعوتها لمواصلة مهمتها، رغم العقوبات والوصم الذي تواجهه. صوتها ضروري. حقيقتها تزعج الأقوياء، لكنها ستُنقذ المظلومين.
من كاراكاس، نقول بثقة تامة: القضية الفلسطينية ليست قضية إقليمية أو دينية. إنها الخط الفاصل بين العدالة والهمجية. إنها المعركة الأخلاقية في عصرنا. الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الإنسانية نفسها. الصمت في وجهها خيانة لروح كل الشعوب التي ناضلت من أجل استقلالها وكرامتها.
بقوة المحرر سيمون بوليفار، وبالوضوح الأخلاقي والسياسي للقائد هوغو تشافيز، من أجل السلام والعدالة ومستقبل البشرية، أؤكد مجدداً عزمنا الراسخ على تعزيز النضال حتى نجد طريق السلام الدائم في فلسطين.
فلسطين ليست وحيدة. فنزويلا كانت وستظل دائماً إلى جانبها. ستعيش فلسطين. ستنتصر فلسطين.
أرجو منكم، أيها الرؤساء المحترمين، أن تتقبلوا تأكيداتي على تقديري العالي.
نيكولاس مادورو موروس
رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية