خطة حرب أكتوبر 1973 فى مذكرات المشير " أحمد إسماعيل"

بقلم : عمرو صابح
فى مذكرات المشير " أحمد إسماعيل " وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 ، وهى مكتوبة خلال الفترة من 1969 حتى 1974 ، يؤكد القائد الراحل ان علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر كانت طيبة ، فهما زملاء دفعة واحدة بالكلية الحربية ، وان الرئيس الراحل كان يثق به ، وان شلة المشير عامر قبل هزيمة 1967 كانت تحاول إفساد علاقته بالرئيس وإبعاده عن الجيش ، وشلة الفريق أول محمد فوزى خلال حرب الاستنزاف كانت هى السبب فى إحالته للتقاعد بعد حادث الزعفرانة فى 12 سبتمبر 1969، ويروى المشير أحمد إسماعيل وقائع حزنه على رحيل الرئيس جمال عبد الناصر ، ويصف المشير أحمد إسماعيل الرئيس جمال عبد الناصر بأن كان رجلاً ذا خبرة وحنكة ، وليس لدينا شبيه له ، فهو يوضع أولاً ثم بعده بمراحل يأتى من يليه.
شهادة المشير أحمد إسماعيل فى مذكراته والتى صدرت بعد وفاة الرئيس عبد الناصر تتناقض مع ما ذكره الفريق سعد الدين الشاذلي فى مذكراته عن حرب أكتوبر حيث كتب ان المشير أحمد إسماعيل كان يكن كراهية شديدة للرئيس عبد الناصر!!!
من أهم ما يوجد بالمذكرات خطة الحرب والتى يقول عنها المشير أحمد اسماعيل انه كتبها بعد شهر من احالته للتقاعد أى فى أكتوبر 1969 ،وقام بتبييضها فى مذكرة لإرسالها للرئيس جمال عبد الناصر كرؤيته لخطتنا العسكرية خلال الحرب المقبلة مع إسرائيل ، الخطة منشورة فى الصفحات من 81 حتى 87 من المذكرات.
ولكن أحمد اسماعيل لم يرسلها للرئيس عبد الناصر خوفاً من أن يتم اتهامه بكونه يسعى للعودة للقوات المسلحة مجدداً ، ويتعرض بسببها لمكائد جديدة من شلة الفريق محمد فوزى ، لذا ظل محتفظاً بها حتى قرر الرئيس السادات توليته منصب رئيس جهاز المخابرات العامة فى 14 مايو 1971 ، وبعد شهور عندما سأله السادات عن رأيه فى قضية الحرب القادمة ، عرض أحمد إسماعيل عليه خطته العسكرية التى كتبها فى شهر أكتوبر عام 1969 بعد شهر من إحالته للتقاعد.
فى يوم 26 أكتوبر 1972 قام السادات بتعيين أحمد اسماعيل وزيراً للحربية وأمره ببدء إعداد خطته العسكرية للتنفيذ.
يقول المشير أحمد اسماعيل ان خطة العبور التى تم تنفيذها خلال حرب أكتوبر 1973 هى المرحلة الأولى من خطته العسكرية التى كتبها للرئيس عبد الناصر فى أكتوبر 1969 ، ولم تنفذ إلا فى أكتوبر 1973 ، وان اللواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات خلال الحرب والرجل الثالث فى ترتيب قادة القوات المسلحة ساعده فى إضفاء اللمسات الأخيرة على الخطة.