الجمهورية العربية المتحدة

الجمهورية العربية المتحدة

عبد الناصر وعروبة مصر

بقلم/ عـمرو صـابح

كانت سورية أول بلد عربي يستقل بعد الحرب العالمية الثانية وكانت هي مهد الحركة العربية ومنبت القومية العربية منذ أواخر القرن التاسع عشر في مواجهة عنصرية الحكم التركي الذي قادته حكومة الاتحاد و الترقي في العقد الأول من القرن العشرين، وكانت سورية هي مركز الثورة العربية الكبرى خلال الحرب العالمية الأولى تلك الثورة المظلومة تاريخيا التي ركب الهاشميون موجتها وأجهضوا أهدافها من أجل ضمان حصولهم على عروش لهم، ورغم فشل الثورة وتمزيق سورية الكبرى إلى أربع دول (سورية، لبنان، الأردن، فلسطين) إلا أن فكرة القومية العربية وتوحيد سورية ظلت حلمًا وغاية يسعى لها القوميون العرب، وفى منتصف الخمسينيات بدء حزب البعث في سورية يشجع الوحدة مع مصر ويرى في عبد الناصر أمله المنتظر في تحقيق أهداف الحزب القومية في سورية وفى الوطن العربي، فهو أول حاكم مصري في التاريخ يتبنى القومية العربية ويدعو للوحدة العربية مدعمًا بكل إمكانيات مصر كقطر قاعدة يمثل أهم وأقوى الأقطار العربية الكفيلة بنجاح الوحدة العربية كما أنه يمتلك رصيدًا من الانجازات عند الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي كله ويتمتع بجاذبية شخصية شديدة، تضافرت كل تلك العوامل لتفرض السؤال الملح ما الذي يعوق الوحدة بين مصر وسورية؟، خاصة أن سورية وقعت منذ استقلالها في دائرة الانقلابات المتتالية المدبرة خارجيًا من أجل السيطرة عليها، وبعد الخلاص من حكم أديب الشيشكلي اتخذت الحكومة الوطنية التي تكونت في سورية موقف مؤيد على طول الخط لسياسات عبد الناصر، ولعب الضباط السوريون من ذوى الاتجاه القومي العروبي بقيادة عبد الحميد السراج دورًا بارزًا في مساعدة مصر أثناء العدوان الثلاثي بنسفهم لخط أنابيب البترول الذي يمر عبر سورية حاملًا البترول إلى أوروبا، وأصبح واضحًا لكل القوى الطامعة في المنطقة أن هناك محور مصري سوري مناهض للغرب وعملاءه يناهض حلف بغداد ويخرج منتصرًا من حرب السويس ويعمل على إفشال مبدأ إيزنهاور لملء الفراغ في المنطقة بعد هزيمة الاستعمار القديم، لذا يبدء التخطيط الأميركي للسيطرة على سورية الحلقة الأضعف في المحور المصري السوري وتدبر المخابرات الأميركية انقلابًا في الأردن يطيح بحكومتها الوطنية كخطوة أولى للإطاحة بالحكومة الوطنية في سورية، وتحشد أميركا كل حلفاءها في المنطقة عبر خطة محكمة يقودها ضابط المخابرات الأميركي هندرسون لترتيب الانقلاب في سورية، وتتجمع القوات المسلحة التركية على الحدود السورية والقوات المسلحة العراقية على الحدود السورية انتظارًا لإشارة البدء بغزو سورية، وعندما يطلب السوريون مساعدة مصر يقرر الرئيس عبد الناصر إرسال أسطول مصري يضم بضع ناقلات للجنود وثلاث مدمرات تصل إلى ميناء اللاذقية السوري في ١٣ تشرين الأول-أكتوبر ١٩٥٧ لتحمى استقلال سورية وتحبط مخطط الغزو الخارجي وتحدث دويًا عالميًا يوضح أن مصر لن تسمح بترك سورية نهبًا للمؤامرة العالمية وأن استقلال سورية من استقلال مصر.

تعالت الأصوات في سورية المطالبة بالوحدة مع مصر، ورأى قادة البعث الرئيس عبد الناصر كأنه (بسمارك العرب) الذي يملك القوة والشعبية الكفيلة للبعث بإحكام سيطرته على سورية، وساعد في ذلك عجز أجنحة الجيش السوري المتصارعة على الاتفاق على زعامة تتولى أمور سورية، مما جعل قيادات حزب البعث تشجع الضباط السوريين في مسعاهم للوحدة الفورية مع مصر.

وفى ليلة ١١–١٢ كانون الثاني_يناير ١٩٥٨ توجه إلى القاهرة ١٤ ضابطا يمثلون كل مراكز القوى في الجيش السوري يحملون معهم مذكرة وقع عليها جميع أعضاء المجلس العسكري السوري تطالب بالوحدة الفورية.

رفض الرئيس عبد الناصر الاستجابة لطلب الضباط السوريين إلا إذا طلبت الحكومة السورية الشرعية والرئيس السوري شكري القوتلي منه الوحدة، وفى يوم ١٦ يناير ١٩٥٨ يعود الضباط السوريين وبصحبتهم قطب حزب البعث ووزير الخارجية السوري صلاح البيطار ليعلن أمام الرئيس عبد الناصر: (إن الحكومة السورية تريد إتمام الوحدة كمطلب شعبي وقومي دائم، وكطريق لا بديل غيره إلى استقرار سورية).

وافق الرئيس عبد الناصر على قبول الأمر مبدئيا، ولكنه وضع ثلاثة شروط لقبوله الوحدة الفورية:

١ـ أن يتم إجراء استفتاء شعبي على الوحدة في مصر وسورية، حتى يقول الشعبان المصري والسوري رأيهما في الوحدة ويعبرًا عن إرادتهما الحرة.

٢ـ أن يتوقف النشاط الحزبي السوري، وأن تقوم كل الأحزاب السورية دون استثناء بحل نفسها.

٣ـ أن يتوقف تدخل الجيش السوري في السياسة توقفًا تامًا، وأن ينصرف ضباطه إلى مهامهم العسكرية ليصبح الجيش أداة دفاع وقتال، وليس أداة سلطة وسيطرة، هذا يعنى خروج كل قادة الكتل السياسية في الجيش وفى مقدمتهم أعضاء المجلس العسكري من الخدمة العسكرية، وتفرغهم للعمل السياسي.

ورفض الرئيس عبد الناصر أي تفاوض حول تلك الشروط التي نمت عن دهاء سياسي بالغ وبعد نظر ملحوظ، فهذه الشروط تعنى أن الوحدة مطلب شعبي جماهيري وليس نخبوي سلطوي كما أنها تفرغ الساحة السياسية السورية من الأحزاب التي سببت القلاقل داخليًا وخارجيًا في سورية، كما أنها تعزل الضباط السوريين المسيسين عن مصادر قوتهم في الجيش، وتجعل من الرئيس عبد الناصر صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في دولة الوحدة.

وافق قادة حزب البعث على شروط الرئيس عبد الناصر على أمل أن يسيطروا على (الاتحاد القومي) التنظيم السياسي الوحيد لدولة الوحدة ويكونوا هم القوة المحركة له في ظل خلو الساحة من الأحزاب الأخرى، خاصة أنهم مهندسو الوحدة، وبأمل أن تكون لهم الأفكار وللرئيس عبد الناصر الزعامة، وقد خاب مسعاهم في ذلك لأن الرئيس عبد الناصر كان أكثر منهم ذكاء، وكانت رؤيته لدولة الوحدة تمنع وجود أي مركز قوى داخل التنظيم السياسي أو داخل السلطة السياسية يمكن أن ينازعه قراراته أو يشكل قيدًا على حركته.

كان الشعب السوري متقدا بالحماس للوحدة، وشكلت إرادته وحبه للرئيس عبد الناصر قوة ضاغطة على السياسيين والعسكريين في سورية، وفى ١ فبراير ١٩٥٨ أعلن عن الاتفاق على أسس الوحدة بين مصر و سورية، وفى يوم 5 فبراير ١٩٥٨ عقد مجلس الأمة المصري اجتماعًا في القاهرة، كما عقد مجلس النواب السوري اجتماعًا في دمشق، قرر كل مجلس في اجتماعه الموافقة على طرح أسس الوحدة في استفتاء عام يجرى يوم ٢١ فبراير ١٩٥٨ مع ترشيح جمال عبد الناصر رئيسا لدولة الوحدة التي حملت اسم (الجمهورية العربية المتحدة)، وتم الاستفتاء في موعده المحدد وجاءت نتيجته كاسحة لصالح الوحدة ورئاسة جمال عبد الناصر للجمهورية العربية المتحدة، ويوم ٢٤ شباط- فبراير ١٩٥٨ يصل الرئيس عبد الناصر إلى دمشق لأول مرة في حياته ويستقبله الشعب السوري استقبالًا أسطوريًا في مشهد غير مسبوق في التاريخ، حيث زحف ملايين السوريين واللبنانيين والأردنيين لرؤية الرجل الذي تعلقت به قلوبهم ورأوا فيه السبيل إلى تحقيق مطامحهم وأمالهم، كان ما حدث مثارًا لقلق كل النظم العربية والإقليمية التي نظرت بعين الريبة إلى ما اعتبرته توسعًا مصريًا بقيادة جمال عبد الناصر يسعى إلى خلق إمبراطورية مصرية، فقد أبدى الملك السعودي سعود بن عبد العزيز رفضًا قاطعًا للوحدة بين مصر وسورية لأنه رأى فيها تعاظمًا لنفوذ مصر الإقليمي والدولي لذا حاول إفشال الوحدة عبر تدبير مؤامرتين لاغتيال الرئيس عبد الناصر، الأولى عن طريق رشوة العقيد عبد الحميد السراج مدير المكتب الثاني في سورية بمبلغ ١٢ مليون جنيه إسترليني، وقد جارى السراج المتآمرين وحصل منهم على شيكات بأجزاء من المبلغ المرصود لاغتيال عبد الناصر بينما أبلغ الرئيس عبد الناصر بكل تفاصيل المؤامرة، التي أعلنها الرئيس للعالم كله من شرفة قصر الضيافة في دمشق أثناء زيارته الأولى لسورية، وكانت المؤامرة الثانية للملك سعود تهدف إلى تفجير طائرة الرئيس عبد الناصر يوم قدومه إلى سورية للمرة الأولى كرئيس لدولة الوحدة، وقد فشلت كلتا المؤامرتين وتسبب الكشف عنهما في فضيحة سياسية للملك سعود بن عبد العزيز، وسوف يظهر دور الملك سعود فيما بعد في تمويل الانقلاب على دولة الوحدة والتآمر مع الضباط الانفصاليين، كما أثار قيام دولة الوحدة قلق رئيس وزراء تركيا (عدنان مندريس) فيكتب إلى وزير الخارجية الأميركي جون فوستر دالاس يقول : (إن الموقف الحالي وتطوراته تدعونا إلى إعادة تقييم الأمور، لقد ذهبت إلى فراشي بالأمس وعلى حدود بلادي الجنوبية ستة ملايين، واستيقظت صباح اليوم لأجدهم قد أصبحوا ٣٦ مليونا).

كما أثار قيام دولة الوحدة حلف شمال الأطلنطي فتم عقد دورة طارئة لبحث التغيرات الإستراتيجية الناجمة عن قيام دولة الوحدة، وراح ممثل تركيا في الحلف ينبه الأعضاء إلى خطورة مشروع عبد الناصر حليف السوفييت على الغرب، وقدم ممثل بريطانيا مذكرة عن "التوسع الإمبريالي المصري" شبه فيها أطماع جمال عبد الناصر بأطماع محمد على، وأكد فيها أن جمال عبد الناصر يطمح لخلق اتحاد من الجمهوريات العربية تحت حكمه يضم أيضًا بلدان الاتحاد الإفريقي لكي يسيطر على أهم منطقة استراتيجية في العالم ويخنق الغرب.

في أوراق الرئيس الأميركي إيزنهاور نقرأ له هذا التعليق حول قيام دولة الوحدة "أنني حتى هذه اللحظة لم أفهم ماذا حدث في الشرق الأوسط ؟، إن كل ما قرأته لم يجعلني مهيأ للتطورات التي جرت، فهل كنا على علم بها أم أننا فوجئنا مثل الآخرين؟ لقد كانت سياستنا كما أعرف هي انتزاع سورية بعيدًا عن مصر وعزل ناصر بأخذ سعود من جانبه، فإذا نحن نفاجأ بالعكس تمامًا، ناصر يستولى على سورية بالكامل ثم يقوم هو بعزل سعود أنى أريد تقريرا عن الكيفية التي تم بها ذلك".

وترسل وزارة الخارجية الأميركية توجيه سرى إلى جميع سفراء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة نصه:

سرى للغاية

توجيه رقم: ٢٢٧٩

تسجيل: ١٨ أبريل ١٩٥٨

خاص ولعلم رؤساء البعثات الأميركية في الشرق الأوسط وحدهم

سياسة الولايات المتحدة تجاه الجمهورية العربية المتحدة

- إن وزارة الخارجية الأميركية تؤكد أن الأهداف الأساسية لسياسة الولايات المتحدة في علاقاتها مع الجمهورية العربية المتحدة، باقية من غير تغيير، إنها تؤكد من جديد أن ازدياد نفوذ مصر يتعارض مع القرار المشترك للكونجرس عن الشرق الأوسط، ويؤدى إلى تقوية القومية العربية و يشجع الاتجاهات المضادة للغرب، وبالتحديد الاتجاهات المضادة لأميركا في الشرق الأوسط وفى أفريقيا، ثم هو يؤثر على هيبة حلف بغداد، الذي يعتبر حلقة هامة في شبكة الدفاع عن العالم الحر، ويمس بالضرر موقف إسرائيل و مصالحها، الأمر الذي لا تستطيع الولايات المتحدة أن تتجاهله.

- إن وجود السيطرة على مواصلات نقل بترول الشرق الأوسط إلى أوروبا سواء عن طريق قناة السويس، أو عن طريق أنابيب البترول المتجهة إلى البحر الأبيض تحت السيطرة الفعلية للقاهرة، يعرض المصالح الأميركية في المنطقة لخطر أكيد، فإن ذلك يجعل الجمهورية العربية المتحدة الآن في وضع يمكنها من ممارسة ضغط على الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية، وهذا الاحتمال يمكن أن يتحول إلى سلاح مخيف في يد الرئيس ناصر.

- يتحتم علينا أن تظل جهودنا متجهة إلى مهاجمة فكرة الوحدة بين مصر وسورية، ولا يجب أن تتوقف جهودنا لإيجاد فاصل بين البلدين، وينبغي أن يظل ذلك من أبرز أسس سياستنا في المنطقة.

وهناك قوى داخلية تشارك الغرب معتقداته، كما أن هناك قوى خارجية يمكنها في أي لحظة ملائمة أن تتدخل، وينبغي تدعيم هذه القوى من غير كلل، وينبغي أن نذكر دائمًا أن أي تفسخ في الجمهورية العربية المتحدة لن يقرر فقط مصير مصر تحت حكم ناصر، وإنما سيجعل من السهل محاربة القومية العربية في أي شكل تتخذه في الشرق الأوسط.

- وسوف تتكلل جهودنا بالنجاح أكثر إذا أمكن عزل الجمهورية العربية المتحدة عن باقي العالم العربي، وبالنسبة لهذه المهمة فإن ممثلي الولايات المتحدة سواء في الأقسام الدبلوماسية أو في أقسام الاستعلامات والدعاية في العالم العربي عليهم أن ينشروا الاعتقاد العام بأن الجمهورية العربية المتحدة تشكل خطرًا على كل الحكومات العربية، وفى البلاد الملكية علينا أن نشرح بقوة أن تدعيم الجمهورية العربية المتحدة قد يؤدي إلى سقوط حكم جميع البيوت الحاكمة، كما أنه في الجمهوريات يمكن بث الخوف من ابتلاع القاهرة لهذه الجمهوريات، كما ينبغي انتهاز كل الفرص لتقوية الاتحاد العراقي الأردني الذي سوف يستمر في الحصول على تأييد الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوري المصري.

وعلى الجانب الأخر فوجئ السوفيت بالطريقة التي تمت بها الوحدة، خاصة وقد تضمنت تصفية لدور الحزب الشيوعي السوري، وسافر زعيم الحزب خالد بكداش إلى صوفيا يوم 4 شباط - فبراير ١٩٥٨ قبل جلسة مجلس النواب السوري - الذي كان عضوا به - للتصويت على قيام دولة الوحدة وانتخاب جمال عبد الناصر رئيسا للدولة، وهاجم بكداش بضراوة دولة الوحدة والرئيس عبد الناصر بتشجيع من السوفيت المعادين لفكرة القومية العربية.

ورغم اعتراف الاتحاد السوفيتي بالدولة الجديدة (الجمهورية العربية المتحدة)، إلا أن الصراع تفجر بين السوفيت و عبد الناصر إعلاميًا بعد قيام الثورة العراقية في ١٤ تموز-يوليو ١٩٥٨ وانحياز عبد الكريم قاسم قائد تلك الثورة إلى الشيوعيين ومذابحه تجاه القوميين العرب في العراق وعدائه لعبد الناصر ودولة الوحدة فقد أتخذ السوفيت جانب قاسم ضد عبد الناصر مما حدا بالأخير إلى اعتقال كل الشيوعيين في الجمهورية العربية المتحدة في ليلة رأس السنة (١٩٥٨/ ١٩٥٩)، ورغم ذلك لم تتأثر العلاقات الاقتصادية المصرية السوفيتية وبعد حين هدأت حدة الحرب الإعلامية بين القاهرة و موسكو لحرص عبد الناصر على عدم نسف كل جسوره مع السوفيت، ولإدراك خروشوف لأهمية دور عبد الناصر المناوئ للغرب وللولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

رأى الزعيم الاسرائيلي دافيد بن غوريون في قيام دولة الوحدة كارثة تهدد وجود إسرائيل وتضعها بين فكي كسارة البندق (مصر وسورية).

رغم أن الرئيس عبد الناصر لم يكن مؤيدًا في البداية لإتمام الوحدة بالصورة السريعة التي تمت بها وكان يرغب في فترة انتقالية لتمهيد الأمور والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مصر وسورية، لإدراكه فوارق مراحل التطور الاجتماعي و الاقتصادي بين البلدين إلا أنه تحت ضغط الظروف وافق على إتمام الوحدة الفورية لرغبته في إنقاذ سورية من التهديدات التي تتعرض لها، وقد نجحت الوحدة المصرية السورية في تحقيق الاستقرار لسورية بعد فترة طويلة من الانقلابات والمشاكل التي عانت منها عقب استقلالها، كما أن الوحدة حمت استقلال لبنان وأسقطت مبدء إيزنهاور لملء الفراغ في الشرق الأوسط عقب خروج الاستعمار القديم من المنطقة، كما ساهمت الوحدة في قيام الثورة العراقية في ١٤ تموز- يوليو ١٩٥٨ وإسقاط حلف بغداد وإفشال السياسة الاستعمارية الأميركية في المنطقة، كما استطاعت سورية في ظل الوحدة أن تحقق تغييرات اجتماعية واقتصادية عميقة كانت تبحث عنها منذ استقلالها، وجاءت القوانين الاشتراكية في تموز- يوليو ١٩٦١تحقيقا لأحلام ومطالب متراكمة منذ عقود لذا وقف ضدها التجار والإقطاعيون السوريون.

- الصورة من عدد مجلة أخر ساعة الصادر في ١٩ فبراير ١٩٥٨

----------------

من فصل (عروبة مصر هل كانت مغامرة ناصرية خاسرة؟)

كتاب "معارك ناصرية ... قراءة جديدة في تاريخنا المعاصر" - عمرو صابح

الطبعة الأولى ٢٠١١.