قصة زواج الرئيس جمال عبد الناصر

قصة زواج الرئيس جمال عبد الناصر
قصة زواج الرئيس جمال عبد الناصر
قصة زواج الرئيس جمال عبد الناصر

بعد التحاقه بالكلية الحرية وتخرجه منها، اصبح الرئيس جمال عبدالناصر يرسم لنفسه نمط حياة كان سببا كبيرا لأن يصبح الزعيم الوطنى الخالد كما يلقبه الكثيرون.

تحكى السيدة تحية كاظم في مذكراتها التي تحمل عنوان: "ذكريات معه .. تحية جمال عبد الناصر"، عن كيف تقدم لها الرئيس جمال عبد الناصر فتقول: كانت عائلتى على صداقة قديمة مع عائلته، وكان يحضر مع عمه وزوجته التى كانت صديقة لوالدتى، ويقابل شقيقى الثانى ، وأحيانا كان يرانى ويسلم على، فعندما أراد أن يتزوج أرسل عمه وزوجته ليخطبانى، وكان وقتها برتبة يوزباشى، فقال أخى - وكان بعد وفاة أبى يعد نفسه ولى أمرى - إن شقيقتى التى تكبرنى لم تتزوج بعد. وكان هذا رأى جمال أيضا، وقال: إنه لا يريد أن يتزوج الآن الا بعد زواج شقيقتى .. إنشاء الله يتم الزواج، وبعد حوالى سنة تزوجت شقيقتى ..بعدها لم يوافق أخى على زواجى.  لقد كانت تقاليد العائلة فى نظرى أن لى الحق فى رفض من لا أريده ولكن ليس لى الحق فى أن أتزوج من أريده، وكنت فى قرارة نفسى أريد أن أتزوج اليوزباشى جمال عبد الناصر.

وتضيف زوج الرئيس الراحل: بعد شهور قليله توفيت والدتى فأصبحت أعيش مع أخى وحيدة اذ كان أخى الثانى فى الخارج وكان أخى يتولى ادارة ما تركه أبى الذى كان على جانب من الثراء، وكان أخى مثقفا اذ كان من خريجى كلية التجارة أى يحمل بكالوريوس، ويشتغل فى التجارة والأعمال المالية والصفقات فى البورصة ، وكان شديد فى البيت. محافظ لأقصى حد لكنه فى الخارج كانت له حياته الخاصة. ومكثت مع أخى بضعة شهور وأنا وحيده تزورنى شقيقاتى من وقت لآخر، وفى يوم زارتنا شقيقتى وقالت : إن عم اليوزباشى جمال عبد الناصر وزوجته زاروها وسألوا عنى، وقالوا لها : إن جمال يريد الزواج من تحية ، وطلبوا أن تبلغ أخى . فرحب أخى وقال: إننا أصدقاء قدماء وأكثر من أقارب، وحدد ميعادا لمقابلتهم، وكان يوم ١٤ يناير سنة ١٩٤٤م.

وتستطرد تحية كاظم: قابلت جمال مع أخى ، وتم تحديد الخطوبة ولبس الدبل والمهر وكل مقدمات الزواج بعد أسبوع ، وطبعا كان الحديث بعد أن جلست فى الصالون فترة وخرجت. وفى يوم ٢١ يناير سنة ١٩٤٤م، أقام أخى حفلة عشاء.. دعونا أقاربى ، وحضر والده وطبعا عمه وزوجته ، وألبسنى الدبلة وقال لى إنه كتب التاريخ يوم ١٤ يناير. وكان يقصد أول يوم أتى لزيارتى، ثم أضاف أنه عندما زارنا لم يحضر لرؤيتى هل أعجبه أم لا - كما كانت العادة فى ذلك الوقت - هذا ما فهمته من كلامه معى، وقال له أخى : إن عقد القران يكون يوم الزفاف بعد إعداد المسكن ، وإنه يحضر مرة فى الأسبوع بحضور شقيقتى أكبرنا أو بحضوره هو، وطبعا كان وجود أخى فى البيت قليل فكانت شقيقتى تحِضر قبل وصوله . وقبل جمال كل ما أملاه عليه أخى، وقد أبدى رغبة فى الخروج معى طبعا بصحبة شقيقتى وزوجها فلم يمانع أخى  ولاحظت أنه لا يحب الخروج لنذهب لمكان مجرد قاعدة أو نتمشى فى مكان ، بل كان يفضل السينما وأحيانا المسرح .. وكان الريحانى ، وكنت لم أرى الا القليل فكل شئ كان بالنسبة لى جديد. أى لا يضيع وقتا هباء بدون عمل شئ ، وكل الخروج كان بالتاكسى ، والمكان الذى نذهب اليه السينما أو المسرح يكون بنوار أو لوج، وكنا نتناول العشاء فى بيتنا بعد رجوعنا .

وتنتقل حرم الزعيم الراحل إلى يوم زفافها والتحضير له قائلة: بعد خمسة أشهر ونصف تم زفافى لليوزباشى جمال عبد الناصر وكان يوم ٢٩ يونيه سنة ١٩٤٤م، وأقام لى أخى حفلة زفاف .. بعد عقد القران مباشرة خرجت مع جمال للذهاب للمصور " أرمان "، وكان حجز ميعاد من قبل، وكانت أول مرة أخرج معه بدون شقيقتى وزوجها . ملأنا عربة بأكاليل الورد لتظهر فى الصورة ، ورجعنا البيت لنقضى السهرة ، وفى الساعة الواحده صباحا انصرف المدعوون وانتهى حفل الزفاف ، وكنا جالسين فى الصالون - هو وأنا- فدخل شقيقى ونظر فى ساعته وقال : الساعة الآن الواحدة فالتبقوا ساعة أخرى أى حتى الساعة الثانية، ولم يكن يوجد أحد حتى أقاربى روحوا ، وكان بادى عليه التأثر فقال له جمال : سنبقى معك حتى تقول لنا روحوا.

وتابعت تحية كاظم: فى الساعة الثانية صباحا قام أخى وبكى ، وسلم على وقبلنى وقال : فلتذهبا ، أما أنا فانحدرت من عيناى دمعة صغيرة تأثر لها جمال، وأذكر فى مرة وكنا جالسين على السفره وقت الغداء وكل أولادنا موجودين وجاءت ذكرى أخى فقال الرئيس لأولاده وهو يضحك : الوحيد فى العالم الذى أملى على شروط وقبلتها هو عبد الحميد كاظم وضحكنا كلنا.