الهيئة العامة للاستعلامات.. لسان مصر الناطق للعالم

الهيئة العامة للاستعلامات.. لسان مصر الناطق للعالم

 تأسست الهيئة العامة الاستعلامات عام ١٩٥٤م، حيث أسسها الزعيم جمال عبد الناصر ليجعل منها العلاقات العامة للدولة الجديدة، والمتحدث الرسمي باسم الثورة ومجلس قيادتها، إلا أنها قامت بأدوار عديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي لشرح سياسة الدولة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومواقفها إزاء مختلف القضايا.

وهي هيئة حكومية تتبع رئاسة الجمهورية بموجب القرار الجمهوري الصادر في ٩ /٦ /٢٠١٢، وتضطلع بدورها " كجهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة" إلى شرح سياسة الدولة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الصعيدين الداخلي والخارجي ومواقفها إزاء مختلف القضايا، وتنمية وعي المواطن ومشاركته الفعالة في بناء مجتمعه في الداخل ولتعميق أواصر الصداقة والعلاقات الوثيقة بين مصر والعالم الخارجي، بالإضافة إلى كونها  جهاز العلاقات العامة للدولة، فهي مركز للدراسات السياسية والإعلامية، وبنك للمعلومات، ودار نشر كبرى للثقافة والفكر.

أبرز المهام الأساسية للهيئة:

  • المساهمة في تحقيق أهداف الدولة السياسية والإعلامية، في إطار "رؤية مصر ٢٠٣٠" والتحديات التي تواجهها الدولة المصرية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
  •  توفير المعلومات الحديثة والدقيقة والصحيحة عن مصر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، والاجتماعية، والسياحية، وغيرها.
  •  تقديم صورة مصر إلى الرأي العام العالمي ونقل الحقائق عنها إلى وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم وشرح سياسة مصر إلى شعوب العالم، وذلك عبر مكاتب الإعلام الملحقة بالسفارات المصرية في العديد من العواصم والمدن الكبرى.
  •  التواصل مع أبناء الوطن بالخارج عبر أربعة منابر: مجلة أبناء الوطن بالخارج، وصفحة أبناء الوطن على شبكة الإنترنت، وقاعدة بيانات البريد الإلكتروني لتلقي شكاوى واستفسارات المصريين بالخارج والسعي لإيجاد حلول لها وذلك بالتنسيق مع الوزرات والجهات المعنية، والتنظيم والمشاركة في مؤتمرات وفعاليات المصريين بالخارج.
  • توفير معلومات عن صورة مصر في الإعلام الدولي للمهتمين والمعنيين في أجهزة ومؤسسات الدولة ووسائل الإعلام.
  • تقديم التسهيلات الإعلامية الممكنة للصحفيين والمراسلين الأجانب المقيمين والزائرين في مصر، بكون الهيئة الجهة الإعلامية المصرية الرسمية التي تشرف على عمل المراسلين الأجانب، وتسهم في إنجاح رسالتهم الإعلامية، بما يحقق مردوداً إعلاميًا إيجابيًا.
  • المساهمة في التثقيف السياسي وشرح السياسات الوطنية والتوعية الاجتماعية للمواطنين في أنحاء مصر بكافة القضايا والمشكلات المحلية من خلال مراكز النيل للإعلام ومراكز الإعلام الداخلي.

 

الأداء والمنطلقات

أولا المعلومات والبحوث:

تمثل الهيئة العامة للاستعلامات منذ نشأتها في عام ١٩٥٤م وحتى الآن جزءاً هاماً من حياة مصرفهي  توثق مراحل تطور الإعلام المصري من ناحية، ومن ناحية أخرى تسهم في توفير قاعدة معلوماتية تساعد صانع القرار، وقادة الرأي والفكر، ومختلف شرائح المجتمع على استبيان العديد من القضايا الداخلية والخارجية التي تهم الرأي العام في مصر، بهدف تحقيق أهداف سياسة الدولة السياسية والإعلامية ومن أهمها:

  •  الحفاظ على منظومة القيم المصرية وتماسك الجبهة الداخلية.
  •  تنمية الشخصية المصرية على أسس منطقية وموضوعية، والحفاظ على وسطية الدولة بما يكفل البعد عن التطرف والمغالاة.
  •  إبراز جهود الدولة في المشروعات القومية وأثرها على مستقبل المواطنين.
  • دعم الإعلام المصري محلياً وإقليميًا ودوليًا، وزيادة قدرته على التعامل مع الأزمات المختلفة.
  • ترسيخ وعى المواطنين بأحكام الدستور والقانون، ورفع حالة الوعي المجتمعي والمعرفي ذات التأثير.

وانطلاقا من هذه المحددات رسمت الهيئة العامة للاستعلامات أهدافها لدى تأسيس موقعها الإلكتروني عام ١٩٩٦م، واتساقاً مع دورها ورسالتها، الراميين إلى إبراز مواقف الدولة إزاء مختلف القضايا، وتنمية وعي المواطن ومشاركته الفعالة في بناء مجتمعه في الداخل وتعميق أواصر الصداقة وتوطيد العلاقات بين مصر والعالم الخارجي.

يرفع موقع الهيئة على صدر صفحته الرئيسية شعار "بوابتك إلى مصر" ويصدر بخمس لغات (العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والصينية)، مستهدفا الترويج لصورة موضوعية عن مصر والمزيد من التفهم لقضاياها ومواقفها، ومواكبة الأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية والمناسبات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها مصر، فضلا عن التعريف بفرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي.

يضم الموقع أيضاً (موقع أفريقيا – موقع حقوق الإنسان)، الصادرين بــ خمس لغات أجنبية بالإضافة إلى اللغات الإفريقية كالأمهرية والهوسا والسواحيلية والبرتغالية، بهدف تنمية وتعزيز الروابط بين مصر ودول إفريقيا وابراز دور مصر وتبنيها للقضايا الإفريقية، وكذلك إبراز الجهود التي تقوم بها مصر في مجال حقوق الإنسان في مصر لدحض وتفنيد المزاعم والادعاءات بشأن ملف حقوق الإنسان المصري.

وعلى صعيد المساهمة في حركة الترجمة تهتم الهيئة بترجمة المواد الإعلامية المنشورة بصورها المتعددة التي تولي اهتماما بمصر في إطاريها الإقليمي والدولي، وترجمة دراسات أشهر مراكز الأبحاث السياسية والاستراتيجية، وأهم الكتب السياسية والاقتصادية الحديثة، بست لغات هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والروسية، وحرصاً منها على خلق نافذة دائمة على أهم ما ينشر في الصحف والمجلات والدوريات الأجنبية المطبوعة والالكترونية بأهم اللغات الأجنبية، وترجمتها إلى اللغة العربية وتحريرها، تصدر الهيئة "جريدة الجرائد العالمية" بانتظام منذ عام ١٩٥٧م، الحاصلة على ترخيص المجلس الأعلى للصحافة السابق عام ١٩٩٦م. وتتضمن مقالات مترجمة ومحررة باللغة العربية حول الأحداث الاقليمية والدولية الراهنة وأهم قضايا الساعة التي تشغل الراي العام الدولي.

تقوم الهيئة بإعداد وإصدار كتب ودراسات وتقارير وأوراق بحثية حول القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، حيث تولى اهتماماً خاصاً بإعداد الدراسات والتقارير بهدف الاطلاع على التوجهات الدولية والإقليمية، وكذلك الأفكار والرؤى المطروحة حيال القضايا المختلفة ومدى إسهامها في صياغة التوجهات والمواقف السياسية.  في إطار دعم النظام العام للمجتمع والمساهمة في إثراء التطور الديمقراطي الذي يتم وفقاً لقيم المجتمع المصري وتقاليده، وتفاعلاً مع ظروفه وإمكاناته واستجابة لمعطيات حركة تطوره.

تقوم الهيئة بحفظ وتوثيق كافة إصداراتها وكل ما ينشر في وسائل الإعلام المحلية عن الشأن المصري داخلياً وخارجياً، كما تقوم بحفظ وتوثيق نسخ من القرارات الرسمية والخطب السياسية لرؤساء مصر، كما تمتلك أيضا إرثاً ثقافياً وتاريخياً يضم مجلدات صحف تاريخية (٣٦٤ مجلداً)، تعود لأوائل القرن الماضي، وتعد نافذة حقيقية توثيقية للمشهد المصري بجميع ملامحه في تلك الحقبة ، كما تعد مرجعا معلوماتيا وتاريخيا موثقا للمعنيين والباحثين وطلبة الدراسات العليا المصريين، وتعكف الهيئة حاليا من خلال قطاع المعلومات والبحوث على ترميم ورقمنة (Digitisation ) هذه المجلدات الصحفية التاريخية، وإيداعها في المستودع الرقمي، مع إنشاء سجلات ببليوجرافية وأوعية (Bibliographic Records ) لكل صحيفة. والعمل على إنشاء وهيكلة مستودع رقمي (Digital Repository ) لتجميع وتوثيق وحفظ وإدارة المحتوى المعرفي والمعلوماتي للهيئة.

حرصت الهيئة على خلق قنوات اتصال بينها وبين مختلف الوزارات والمؤسسات والهيئات والبرلمان والأحزاب السياسية، ولذا أقامت شبكة للاتصال السياسي تقوم بدور فعال كقناة اتصال إعلامية ومعلوماتية، وذلك لتوفير المادة المعلوماتية الصحيحة والموثقة عن أنشطة وخطط وإنجازات هذه المؤسسات. 

 

ثانياً: الإعلام الخارجي

تقوم الهيئة العامة للاستعلامات بدور مهم في مجال الإعلام الخارجي طبقا لما ورد في القرار الجمهوري ١٨٢٠ لسنة ١٩٦٧ الذي تضمن عدداً من مهام الهيئة في المجال الخارجي مثل نقل الحقائق عن مصر إلى وسائل الإعلام الدولية وتوفير المعلومات الدقيقة والصحيحة في مختلف المجالات من خلال مكاتبها الاعلامية في الخارج.    

ويسهم وجود المكاتب الاعلامية في الخارج في بناء صورة ايجابية عن مصر في وسائل الإعلام العالمية ولدى الرأي العام الدولي، ووضع خطط التحرك الإعلامي في الخارج بما يخدم أهداف السياسة المصرية الخارجية وتزويد المكاتب بالإمكانيات والاحتياجات اللازمة لأداء مهامها، واستخدام وسائل الاتصال المختلفة لإقامة شبكة اتصالات واسعة داخل أجهزة وسائل الاعلام بدولة المقر والمؤسسات السياسية والشعبية ومراكز الدراسات والابحاث وجماعات الضغط وغيرها، والتصدي للدعاية المضادة بالرد علي المعلومات الخاطئة وتصويبها أو من خلال تشجيع النشر الايجابي عن مصر في وسائل إعلام دولة المقر، كما يتم استثمار إقامة الأمسيات والأسابيع الاعلامية والمعارض للترويج لصورة مصر إعلاميا وسياحيا واقتصاديا، والتواصل مع أبناء الجالية المصرية بدولة المقر والاستعانة بالعناصر المتميزة منهم في كتابة المقالات والرد علي بعض الحملات أو الاشتراك في الندوات والمحاضرات التي ينظمها المكتب الاعلامي في دولة المقر .

 تسهم المكاتب الإعلامية الخارجية في التغطية الاعلامية لكافة زيارات وجولات السيد رئيس الجمهورية، وكذلك شرح الأبعاد المختلفة للحرب التي تخوضها مصر ضد الارهاب من خلال الاتصال المباشر بالأوساط والدوائر الاعلامية بدول المقار أو عرض المواد الفيلمية والوثائقية الاعلامية، كما تقوم بالترويج لأهداف مصر الاقتصادية والتنمية الشاملة والمشروعات القومية العملاقة وخريطة مصر الاستثمارية، والمشاركة في العديد من المعارض الدولية والثقافية والسياحية بأجنحة مميزة لعرض المواد الاعلامية والسياحية عن مصر ومنتجها الحضاري .

وتعمل الهيئة على تفعيل البروتكولات والبرامج التنفيذية للتبادل الاعلامي التي ترتبط بها مع عدد من الهيئات المناظرة في بعض الدول العربية والصديقة ومتابعة تنفيذ بنودها، والعمل على خلق وتنمية الروابط مع شعوب الدول الاخرى والتعرف على موقف الرأي العام العالمي تجاه القضايا والأحداث التي تهم الدولة.

كما قام الاعلام الخارجي بخلق أدوات اضافية للتواصل مع المتخصصين والأوساط الاعلامية في دول العالم لشرح الرؤية السياسية للدولة المصرية من خلال إرسال الاصدارات الاعلامية التي تتناول القضايا المطروحة على الساحة المصرية، والإقليمية وموقف مصر تجاه القضايا الدولية ومنها: دورية "آفاق افريقية" (تصدر فصلية كل ثلاثة شهور وهي علمية محكمة متخصصة تصدر باللغات العربية والانجليزية والفرنسية وتعد مرجعاً هاماً للباحثين المتخصصين في الشأن الافريقي).. ودورية "آفاق عربية" وهي فصلية محكمة ومتخصصة في الشأن والقضايا العربية والعلاقات بين مصر والعالم العربي، ودورية "آفاق آسيوية" وتصدر فصلياً وهي متخصصة في الشأن والقضايا الآسيوية والعلاقات المصرية الآسيوية،  ودورية " دراسات في حقوق الانسان" وتصدر فصليا وهي متخصصة في قضايا حقوق الانسان .ودورية "رسالة القاهرة" والتي تتناول بالعرض والتحليل أهم الأحداث والوقائع في مصر وهي تصدر الكترونياً باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية، بهدف عرض الرؤى الرسمية  وأبعادها الحقيقية حول كل ما يتعلق بالشأن المصري سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ورياضياً، و مجلة "أبناء الوطن" التي تخاطب الجاليات وأبناء مصر في الخارج وتعد جسراً للتواصل بين المصريين بالخارج والوطن الأم، ومجلة "افريقيا قارتنا" الفصلية الالكترونية علي موقع الهيئة التي تُعني بكافة القضايا الافريقية في كافة المجالات بهدف تقديم صورة للقارئ عن كل ما يخص القارة السمراء وتثقيفه بما يدور في القارة علي كافة الاصعدة والنشاطات الافريقية .

 

ثالثاً: الاعلام الداخلي  

يعد الإعلام الداخلي بالهيئة نموذجاً للاتصال المباشر، حيث تتم عملية الاتصال عن طريق المواجهة المباشرة من خلال مراكز الإعلام الداخلي المنتشرة في كافة محافظات مصر، والتي أنشئت عقب قيام ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢م، بهدف تعبئة الرأي العام وراء أهداف ومبادئ وسياسات الثورة، بدأت بسبعة مراكز وفى عام ١٩٥٦م، ومع ظروف العدوان الثلاثي على مصر زاد عدد المراكز إلى ١٧ مركزاً، وفى عام ١٩٦٢م، بدأ التوسع في هذه المراكز حتى أصبحت ٤٢ مركزاً عام ١٩٨١م، وبلغت حالياً ٦٦ مركزاً بالإضافة إلى ٣٠ مركز نيل.

وتعتمد مراكز ومجمعات الإعلام الداخلي في عملها على عقد اللقاءات والمحاضرات والندوات والدورات التدريبية والتثقيفية وورش العمل والحلقات النقاشية والمجموعات البؤرية، بالإضافة إلى المبادرات المحلية، وإقامة المعارض وتوزيع المواد الإعلامية التي تنتجها الهيئة.

المصادر 

موقع الهيئة العامة للاستعلامات