دراسة أجريناها في مفوضية السفر الأوروبية تطبيقا على 11 سوق مصدر رئيسي.
أدى تفشي COVID-19 في أوائل عام 2020 إلى توقف ازدهار السياحة على مدار عقد من الزمان، فقد تراجعت السياحة العالمية بنسبة 73% في عام 2020 مقارنة بالعام السابق، وفي عام 2021 بدأت حركة السياحة العالمية تتعافى من الآثار الشديدة لوباء Covid-19 نتيجة لتخفيف قيود السفر وإعادة فتح الوجهات السياحية وبلغ عدد السائحين الدوليين على مستوى العالم 448 مليون سائح، مقابل
409 مليون عام 2020 أي زيادة بنسبة 9% عن عام 2020 ولكن أقل بنسبة -69.5% عن مستويات 2019 ما قبل الجائحة والذي كان عدد السائحين الدوليين خلاله مليار و 466 مليون سائح.
والعام الحالي 2022 شهد انتعاش السياحة بشكل ملحوظ وبلغ عدد السائحين الدوليين على مستوى العالم خلال التسعة شهور الأولى منه (يناير حتى سبتمبر) 700 مليون سائح بنسبة زيادة قدرها +133% عن نفس الفترة من العام الماضي 2021، ومن المتوقع أن يصل عدد السائحين الدوليين بنهاية العام إلى المليار سائح أو ربما يتخطاها.
الطلب في الوقت الحالي في معظم الأسواق مستقر بالرغم من التحديات الجديدة الناجمة عن أزمة الطاقة التي سببتها الحرب في أوكرانيا وارتفاع التضخم وركود البيئة الاقتصادية؛ وحتى الآن آثارها على السفر تبدو أقل حدة من تلك التي سببها الوباء. ففي فترة الوباء تم منع الناس من السفر تماما مما تسبب في طلب مكبوت تم إطلاقه منذ ربيع 2022، وستشكل تلك التحديات الجديدة في الوقت الراهن وخلال الفترة القادمة أنماط السفر وسلوك الإنفاق الاستهلاكي للمستهلكين السياحيين بمعظم الأسواق المصدر.
ولكي يتم إعداد الوجهات بشكل جيد في مشهد السفر المتطور، أصبح من الضروري تحديد الاتجاهات والتغيرات السلوكية المتعلقة بالسفر في الوقت المناسب، علاوة على ضرورة التخطيط الاستراتيجي للسياحة بشكل أفضل وتحديد الفرص نحو المستقبل وبناء نظام بيئي سياحي أكثر مرونة واستدامة لصالح الجميع.
ونظرا لأن الوجهات السياحية تهدف حاليا إلى ضمان مسار مستدام للتعافي، فإن اكتساب رؤى حول سلوك المستهلكين وتجاربهم خلال صيف عام 2022 وتوقعاتهم المستقبلية ضرورة وسيمكنهم من تصميم منتجات وخدمات سياحية أكثر ملاءمة واستهدافا لتلبية احتياجات المستهلكين.
بشكل عام، يرغب المسافرون بشكل متزايد في الحصول على القيمة مقابل المال، ويتوقع 3 من كل 4 مشاركين تقريبا أن يؤثر التضخم على سفرهم في المستقبل. من المتوقع أن يقوم المستهلكون بإجراء بحث شامل قبل حجز عطلاتهم القادمة، وتقليل طول الرحلة، والسفر خلال الموسم المنخفض، وتحديد أولويات ميزانية السفر الخاصة بهم بشكل أكثر حكمة. علاوة على ذلك، في الوجهة السياحية قد يقلل المسافرون أيضا من إنفاقهم، على سبيل المثال على تناول الطعام في الخارج.
الطريق نحو سفر صديق للبيئة هو المستقبل، ويؤكد الخبراء على معالجة تغير المناخ باعتباره تحديا رئيسيا لقطاع السياحة، وهي المسألة التي لا يمكن حلها بين عشية وضحاها، ومع ذلك فإن بعض الطرق العديدة التي يمكن أن تتأثر بها هي من خلال تحسين اتصال النقل البري وبرامج تعويض الانبعاثات، علاوة على الانفتاح على المبادرات الأكثر اخضرارا بين الأشخاص وتحفيز الرغبة في المزيد من خيارات السفر الصديقة للبيئة بين المستهلكين.