فن التسويق الرقمي أجل الاستدامة: المزايا والتحديات
بقلم / دعاء شوقي
التسويق الرقمي فرصة لتغيير ثقافة الشعوب نحو آفاق جديدة ونظرة أفضل للمستقبل لبناء مجتمع رائد مستدام؛ فالتسويق الرقمي هو أحدث طرق التسويق المنتشرة في العالم حاليا ويعد أحد العناصر المهمة لضمان استمرار العمل ونموه وتطوره؛ فالتسويق يحدث تغيير يتوافق مع التغيرات الجديدة داخل المنظمة وخارجها؛ بداية من تخطيط وتنظيم رحلة سير المنتج وإيصاله للمستهدفين وصولا بتحقيق عائد مادي يساعد على بقاء المؤسسة او المنظمة.
دعونا نتفق أن التسويق والتنمية المستدامة بينهما ترابط كبير حيث يعد مفهوم التنمية المستدامة مفهوم ثلاثي الأبعاد لتحقيق الاستدامة والرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والتنمية البيئية، وهذا يتحقق عندما نتبع الأساليب الصحيحة الإيجابية في التسويق لتتوافق مع الجانب التنموي فالتسويق الاجتماعي والمجتمعي والأخضر والمستدام والرقمي يساهم في تنفيذ إستراتيجيات جديدة تدعم مفهوم التنمية المستدامة، مما يجعلنا نهتم بشكل أوسع للمتطلبات الحقيقية لسلوك المستهلك وبيئته.
فالتسويق الرقمي هو: تطبيق المبادئ العامة في علم التسويق من خلال استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، وبشكل خاص الإنترنت، وهو أيضاً التكتيكات والاستراتيجيات التي تُستخدم لتحويل السوق الرقمية الافتراضية إلى سوق ملموس من خلاله يمكن الوصول للعميل بطرق مبتكرة وعصرية.
ويجب أن ندرك (الفرص والمميزات) التي تقدمها حملات التسويق الرقمي (Digital marketing campaigns) للأجهزة الحكومية لما لها من أثر كبير في دعم التنمية المستدامة وكذلك زيادة إدراك ووعي الجمهور بالسلع والخدمات التي تقدمها الشركات والأجهزة ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي أما عن طريق الإعلانات والمتابعة للحملات التسويقية
؛ فلم يعد يقتصر التسويق على البيع والدعاية فقط وإنما أصبح نشاطا متكاملا يتسم بالتعقيد وبعض التحديات ويحتاج الوصول إلى مبادئ علمية لوضع استراتيجية فعالة وتساعد الحملات في تعزيز القدرة على رصد التقدم في المجتمع وتقيمه للخدمات والسلع مما يضمن له حياه كريمة.
أصبح التسويق الرقمي حديث من يريدون تطوير عملهم الخاص والذي يتم من خلال استخدام المنصات الرقمية على الإنترنت وتوصيل قيمة المنتج أو الخدمة للمستهلك بطرق سهلة وبسيطة تجعله يأخذ إجراء في عملية الشراء.
ومن واقع تعايشنا مع جائحة كرونا ظهرت حاجتنا لتعلم المزيد عن التكنولوجيا والتسويق الرقمي وغيرها من المجالات الرقمية ونشر ثقافتها وأننا بحاجه لدعوة عالمية للشباب لمعرفة هذه المجالات التي ساعدتنا علي تخطئ الازمات وبها انجزنا الأعمال واستكملنا عمل الشركات دون توقف او انهيار ; فالفجوة الرقمية والمعرفية تشكل (تحديا ومعوقا) انمائيا رئيسيا يعوق خطة 2030 وقد أدركت مصر والبلدان العربية قدرة العلم والتكنولوجيا الرقمية على تضييق هذه الفجوة للنهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
فتحولت مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها على الإنترنت إلى أسواق وشركات افتراضيه يمكن العمل بها لزيادة مستوى الدخل ومحاربة الفقر والجوع ومنها حققنا الهدف الاول والثاني من أهداف التنمية المستدامة "القضاء على الفقر " و "القضاء على الجوع" وساعدنا التسويق في تنمية المجتمع الخدمي حيث يقدم خدماته التسويقية للانتشار وجذب العملاء وزيادة نسب المبيعات ومتابعة تقييمات العملاء بعد عملية الشراء ومنها يحدث تطوير للخدمات أو المنتجات.
بالإضافة لذلك ساعدتنا التكنولوجيا للتصدي لظاهرة البطالة حيث أن معظم الشباب بدأ في التعلم وأصبح يعمل على منصات العمل الحر لتقديم الخدمات والوسائط الرقمية.
وبدعوتنا لتعلم هذا المجال ستغير مفهوم التجارة بشكل كامل وتتحول التجارة التقليدية المنحصرة في البيع في الأسواق المحلية إلى البيع للعالم أجمع ; فعمل المؤسسات من خلال شبكة الانترنت بات امراً حيوياً من اجل بقاء أي مؤسسة في السوق والوصول السريع إلى جمهور كبير من المشترين ومن ثم بيع المنتجات إلى اشخاص من جميع انحاء العالم وسهولة تقييم وتطوير المنتجات.
دعونا نأخذ بعين الاعتبار ضرورة التسويق لمنتجات صديقة للبيئة لتحفيز الأفراد والشركات والمؤسسات على استخدام المواد الخام القابلة للتحلل واعادة التدوير في تصنيع المنتجات لنحقق بها استدامة بيئية واجتماعية واقتصادية لنا ولأجيالنا القادمة.
ومن "الفرص والمزايا البيئية" عند استخدام هذا النوع من التسويق: _
يتيح التسويق الأخضر للشركات والمؤسسات الحكومية الوصول إلى أسواق وفئات جديد من المستهلكين الذين يفضلون استخدام المنتجات صديقة للبيئة ويمنح المزايا التنافسية للمؤسسات بفضل المسؤولية الاجتماعية التي تتبناها في المحافظة على البيئة كما يشعر معظم الموظفين بالفخر والمسؤول عن العمل في شركة مسؤولة بيئيًا ويوفر المال على المدى الطويل، على الرغم من أن التكلفة الأولية أكثر. والتقليل من النفايات، واستخدام المواد الأولية الطبيعية ذاتية التحلل، بحيث عند انتهاء صلاحية المنتج يتم تحلله بشكل طبيعي ودون الحاجة لبقائه
وأيضا تظهر بعض السلبيات والتحديات عند استخدام مواد خام غير صديقة للبيئة والتسويق لها؛ فالتسويق الرقمي يعتمد على استخدام معدات أو أجهزة كمبيوتر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعند استخدامنا للأجهزة بعد مرور بعض الوقت ستتحول لمخلفات ويعتبر لذلك تأثير سلبي على البيئة إذا لم يتم اعادة تدويره بطريقة أمنه لأنه يوجد به أجزاء خطرة إذا تم تداولها بشكل غير أمن سيكون لها تأثير سلبي على البيئة والصحة العامة
وأيضا يحتاج موارد مالية لشرائها وصناعتها وأيضا تحتاج إلى طاقة واستهلاك الطاقة له تأثير سلبي على التنمية المستدامة واستهلاك الطاقة إذا كانت طاقة نظيفة فيعتبر ذلك استهلاك كبير لها. وإذا كانت طاقة غير نظيفة فيؤثر بالأضرار الكبيرة كالملوثات والانبعاثات الضارة وتؤثر على البيئة بطريقة سلبية ، ولتوضيح ذلك فإنه في 2020 استخدام التكنولوجيا يستهلك حوالي 1% من الكهرباء العالمية وفي 2030 سوف نستخدم 20% من الكهرباء العالمية.
إن تزايد الوعي العالمي اليوم حول المشاكل البيئية والاجتماعية والاقتصادية، جعلنا نشعر بضرورة المساهمة والمشاركة في التفكير في الصالح العام لمجتمعاتنا واتباع أحدث الأساليب الفعالة التي تشكل عامل كبير في تشكيل الوعي وتحقيق الربح من منطلق أخلاقي مسؤول وهذا ضمن مبدأ معا لحياة أفضل.
المراجع
https://www.eg.undp.org/content/egypt/ar/home/sustainable-development-goals.html
المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة
