النقش على الحجر .. ما قبل شيرين وياسمين!
نقلا عن الأستاذ الكبير / محمد الروبي - مدير تحرير مجلسة مسرحي
على هامش قضية شيرين ومن قبلها ياسمين .. أنصحكم بمشاهدة فيلم ( شقراء ) عن النجمة مارلين مونرو .. الفيلم رؤية في حياة مارلين أكثر من كونه تأريخ لحياتها المضطربة. لذلك لا تبحث كثيرا في الفيلم عن السرد المنتظم لحياتها..لكن استمتع بكيفية الغوص في النفس لعلك تفهم لماذا انتحرت نجمة ملأت الأرض والسماء ببريقها في حياتها وبعد موتها بقدر لم يسبقها إليه شخص ولم يكرر بعدها للأن.
والأن لماذا ربطت بين هذا الفيلم ونجمتينا ( شرين وياسمين ) ؟ ذلك لأنني أظن أن البدايات هي ما تشكل النهايات. فما فعلته وتفعله النجمتان ( وغيرهما ) وما يفعل بهما لا يحتمل الإجابات السهلة .. ولا الوعظ العابر ..ولا الحكم بمنطق ( تستاهل ) أو ( مسكينة ) ..لكنها أعماق النفس التي حفرتها معاول كثيرة .. وأخطرها المعول الأول .. معول الطفولة ..حيث النقش في الحجر. النقش الذي لا يمحى بالتجاهل ولا بتغطيته بالأضواء المبهرة.
فيلم ( شقراء) - المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه وليس عن مذكرات مارلين - سينتهج المنطق الحر في السرد ( التداعي الحر الطليق ) وسيستخدم الأبيض والأسود في مشاهد بعينها لا بغية تذكر الماضي( فالفيلم كله عن الماضي) بقدر ما هو أشبه بوضع خطوط ثقيلة على مراحل بعينها .. كذلك سيعتمد على أشهر لقطات البطلة الأسطورية التي سجلتها الكاميرا في حياتها ليعيد تأمل هذه اللقطات والكشف عن كونها تغطية لمأساة كامنة في نفس ظلت طوال حياتها تدعي بأنها ( سعيدة ) وبان ( كل شيء على ما يرام ) .. أظن أن مثل هذا الفيلم - رغم ملاحظاتي الفنية الخاصة على بعض مشاهده - سيعيننا على فهم تلك الظواهر الإنسانية المضطربة التي تحيط بنا و تتلألأ بالأضواء وكنا نظن أنها ( سعيدة).
هذا ما أظن والله اعلم.
يبقى الإشارة إلى أن من أجمل ما في هذا الفيلم هو أداء ممثلته "آنا دي أرماس " .. التي نجحت في أن تكون مارلين مونرو بشقيها (التي نعرفها والتي لم نكن نعرفها )... ابحثوا عن الفيلم وشاهدوه ..لكن تذكروا أنه لشريحة عمرية أكبر من ال( ١٧ ) .. فالفيلم مليء ليس فقط بمشاهد عري وجنس ولكن وهو الأخطر بمشاهد مثيرة للألم النفسي.