الأثر الاقتصادي ل COVID-19 في جنوب إفريقيا في الفترة"٢٠١٩-٢٠٢٢"
بقلم دكتور/ شمس جلال
نشأ فيروس كورونا وبدأ ينتشر في العالم بآسره إلى أن وصل لدولة جنوب إفريقيا. واحتلت جنوب أفريقيا المرتبة الأولى من حيث عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في قارة أفريقيا، والمرتبة الخامسة على مستوى العالم، لكن مع معدل وفيات قليل نسبيًا.
يعتبر فيرس كورونا ، ليس مشكلة صحية فقط. ولكن تمتد آثارها عبر جميع مستويات المجتمع وتسبب عواقب وخيمة على الأمن الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والسياسي والإنساني. والهدف من المقال هو إلقاء نظرة فاحصة على كيفية تأثير COVID-19 على الحياة الاقتصادية بجميع أنساقها بجنوب أفريقيا. أعلنت جنوب إفريقيا انغلاقها عن العالم. وطبقت أقسى قيود الإغلاق ، في محاولة لاحتواء الفيروس. مع حظر مبيعات الكحول والتبغ ، وإغلاق الحدود الدولية وتوجيه الناس بالبقاء في منازلهم ، كان التأثير ذلك على الحياة الاقتصادية بشكل شبه كبير وسريع علي شتي الانساق .
- آثر فيروس كرونا على الحياة الاقتصادية:
النسق الاقتصادي :
أعاد ظهور فيروس كورونا (COVID-19) القاتل الاهتمام العالمي بحالة الحوكمة الصحية ورفاهية المواطنين. في جميع أنحاء العالم ، تواجه البلدان معضلة شديدة تتعلق بحماية صحة مواطنيها وإنقاذ الاقتصاد ، وكان التهديد ناشئ عن استراتيجيات التباعد الاجتماعي والإغلاق ، والتي تؤثر سلبًا على الأنشطة الاقتصادية، أن العديد من الشركات ما كانت لديها القدرة على استيعاب تكلفة توقف النشاط الاقتصادي الذي توقف مرات متتالية بسبب عمليات الإغلاق التي فرضتها حكومة جنوب أفريقيا ،ضمن الإجراءات الاحترازية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المستجد .
انتشرت جائحة كرونا في جنوب إفريقيا بشكل كبير ، إلا إن اقتصادها تميز بالاستقرار النسبي مقارنة بالدول الإفريقية الأخرى وذلك لأن جنوب أفريقيا هي واحدة من مجموعة العشرين الاقتصادية التي تتحكم في الاقتصاد العالمي و هي أكثر الدول الأفريقية تطورا من حيث الاقتصاد، والبنية التحتية، وتشتهر بصناعة منتجات عديدة مثل الأخشاب، الذهب، المنسوجات والأحذية، والمعادن، فضلا عن إنتاج أشهر الموالح والورود وزراعة القطن وإنتاج الذرة الصفراء والاستفادة من الانتاج الزراعي في أكبر مشروعات للتصنيع الزراعي لزيادة القيمة المضافة من الانتاج الخام . في غضون الشهور الأولى الإغلاق، فقد ثلاثة ملايين جنوب أفريقي وظائفهم مما ساهم في زيادة انعدام الأمن الغذائي والفقر. ، أبلغ عن نقص الغذاء على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد وفي المناطق الريفية في كيب الشرقية على وجه الخصوص .
١ - الزراعة
تمتلك دولة جنوب إفريقيا غابات شاسعة، وتعد مصدر هام للأخشاب، كما تشتهر بزراعة الورود، وجنوب أفريقيا لديها موارد طبيعية كبيرة، حتي أصبحت المحاصيل الزراعية والماشية أحد أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، وأن قطاع الاقتصاد الأكثر تضررًا من COVID-19 هو القطاع الزراعي وذلك بسبب أن معظم الأراضي الزراعية موجودة في المناطق الريفية المتطرفة حيث الفقر،تأثرت الأراضي الزراعية بالإجراءات الاحترازية والانغلاق التام وقلة رعايتها لضعف التربة ، وأدي إلي أن تحصل حوالي 70٪ من الأسر في الأحياء الفقيرة في جنوب إفريقيا على بعض الطعام من القطاع غير الرسمي في الدولة.
٢- الصناعة
يتميز قطاع الصناعة بصناعة النسيج، والملابس في جنوب أفريقيا وتعتبر هي أحد أفضل الدول تصنيعا للملابس الجاهزة الشعبية والفاخرة ، كانت هناك خسائر مالية هائلة في الصناعة بسبب عمليات الإغلاق في جنوب أفريقيا، فانخفض كل من الصناعة التحويلية والتجارة وصناعة الطعام والإقامة والنقل والتخزين والاتصالات وصناعة التعدين والمحاجر بنسبة تتراوح بين ٦٥٪ و ٧٥٪.
وتأثرت معظم منظمات البناء نفذت مخزونها بسبب الحظر الكامل على السفر ووقفت جميع العمليات التجارية في المواقع والمكاتب في محاولة للحد من انتشار الفيروس ، حدثت اضطراب كبير في تسليم مشاريعه.
٣- التجارة
ترتبط منظمات النقل والخدمات اللوجستية ارتباطًا مباشرًا بحالة الاقتصاد ، وتؤثر سمات الركود على القدرة على العمل بفعالية، وتؤثر تأثير مباشر على فرص عمل الناس، توقف حركة النقل أدت إلي توقف التجارة في جنوب إفريقيا. الشركات مغلقة مؤقتًا ولا يُسمح لبعض الأشخاص بالعودة فعليًا إلى مكان عملهم المعتاد. العواقب المباشرة أقل بكثير من العواقب غير المباشرة على المدى الطويل ، إذا انخفض الطلب وتوترت التجارة العالمية وسلاسل التوريد.
٤- السياحة
تعد الحياة البرية المصدر الرئيسي لإيرادات السياحة في جنوب إفريقيا من خلال رحلات السفاري، وتوقفت بسبب توقف رحلات الطيران وإجراءات التباعد الاجتماعي ،أن الصيد والسياحة البيئية في مزارع الصيد في جنوب إفريقيا توقفت تماماً. وأدى ذلك إلى خسارة كبيرة في فرص العمل في هذا المجال.
أن قطاع الفنادق في جنوب إفريقيا قد تعرض لتأثيرات اقتصادية شديدة بسبب جائحة COVID-19 ، وأن عددًا من الفنادق يواجه خطر الإفلاس والإغلاق الدائم. كما تأثرت العمالة بشكل كبير بفقدان الوظائف وانخفاض الأجور وفقدان الموظفين. المخاوف الحالية التي تواجه الفنادق هي التدفق النقدي، وقيود السفر ، وإلغاء الضيوف ، وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي .
بدأت مؤخراً جنوب أفريقيا تسير ضمن توجه عالمي يهدف إلى إيجاد آليات للتعايش مع الوباء في حالة وجوده بشكل دائم خاصة مع اتساع رقعة انتشاره ، باذلة في ذلك جهداً لتقليل الخسائر الاقتصادية .
المصادر
.(2020,Ukertor Gabriel Moti)
.( Marc CA Wegerif,2020)
.(Clinton Ohis Aigbavboa,2021)
.(2022 , Maxwell Chukwudi, Udeagha)
.(Peet van der Merwe,2021)
.( Reshma Sucheran,2021)