الشيوعية وجذور الحرب الروسية الأوكرانية

الشيوعية وجذور الحرب الروسية الأوكرانية

بقلم/ أمنية  يونس

تبلورت الشيوعية بمفهومها الحالي على يد ماركس وكانت تستمد معظم أفكارها من الأفكار الماركسية، ويقصد بهذا المصطلح جعل الأرض مشاعا للجميع، فليس هناك ملكية خاصة فهناك فقد مساواة في الموارد بين الجميع، وكان أول ما تنبأ به ماركس هو سقوط الرأسمالية وسيادة الشيوعية ولكن ما حدث كان صادما لجميع التوقعات، فبعد ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية من سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان الممثل الأول للشيوعية والاتجاه نحو نظام عالمي جديد أحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية جعل العالم يتساءل ما إذا كانت انتهت الحقبة السوفيتية إلى الأبد ولن تعود خاصة بعد استقلال معظم الدول عن الاتحاد السوفيتي؛ ولكن ما لم يعرفه الجميع بأن الشيوعية ترسخت كعقيدة لدى الشيوعيين يؤمنون بها ويعملون على تحقيقها خاصة بعد الثورة البلشفية والتي حدثت في روسيا.

وبدأ هذا الصراع منذ قديم الأزل وخاصة بعدما انهار الاتحاد السوفيتي وأصبحت أوكرانيا دولة مستقلة لأول مرة في تاريخها، واعتبر بوتين استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي قرارا خاطئا لزعيم الثورة البلشفية لينين وذلك بسبب سماحه في البداية بتقسيم الاتحاد السوفيتي إلي عدة ولايات ومنحها حق الإدارة الذاتية و وصفها بوتين بالعملية الفوضوية التي أدت فيما بعد إلى انهيار الاتحاد السوفيتي،  مما هدد التكامل الاقتصادي بين روسيا وأوكرانيا فيما بعد بعدما كان مستمرا لقرون من الزمان، وبدأت أوكرانيا في العمل على محو كل ما يربطها بروسيا سواء حول التحالفات الاقتصادية أو غيرها وعملت على ترسيخ اللغة الأوكرانية بدلا من اللغة الروسية وجعلها اللغة الأم للبلاد ومحاولة نقل التعليم المدرسي من اللغة الروسية إلى اللغة الأوكرانية وغيرها من مظاهر الاستقلال الأخرى.

ومنذ الاستقلال وحتى عام 2011 بدأت روسيا في الدخول في تعاون دائم مع أوكرانيا في مختلف المجالات، وتجاوز حجم التجارة بين البلدين حينها حوالي 50 مليار دولار، ولكن حدث خلاف بعدها خلال ذات العام عندما اتهمت موسكو السلطات الأوكرانية بأنها لا تتقيد بالتزاماتها تجاه روسيا، وذلك بعدما أنكرت السلطات الأوكرانية كل ما يوحدها مع روسيا، مما زاد من كره الأوكرانيين للروس، وعملت الولايات المتحدة حينها على مساعدة كييف بكل ما أوتيت من قوة مما زاد من حدة الصراع بين البلدين.

وتبلورت مظاهر الصراع مرة أخرى في الأعوام الأخيرة وذلك بعد ما بحثت أوكرانيا في فرصها الممكنة حول الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كباقي دول شرق أوربا وهذا ما أغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث ذكر في خطاب له موضحا أن أوكرانيا جزء لا يتجزأ عن روسيا بل إن روسيا الشيوعية هي من قامت بصنع دولة أوكرانيا، وكان الرئيس الروسي يخشى من تمدد الناتو الذي أصبح يمثل قوة كبرى في معظم أنحاء القارة الأوروبية، هذا بالإضافة إلي رغبة بوتين الدفينة في استرجاع أمجاد الاتحاد السوفيتي والعقيدة الشيوعية وهذا ما بدا واضحا على الرئيس الروسي في السيطرة على شبه جزيرة القرم ومن ثم الاتجاه إلى السيطرة على أوكرانيا.

ومن جانبه جاءت أسباب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السيطرة على أوكرانيا في استرجاع مدينتي لوغانسك ودونيتسك واصفا إياهم بأنهم مدن روسية في الأصل وليست أوكرانية ومحاولة ردع أوكرانيا عن امتلاك السلاح النووي لأنه سوف يعمل حتما على الضرر بروسيا.

ومن ناحية أخري هدد الجانب الأمريكي بفرض عقوبات صارمة على موسكو ردا على التدخل الروسي في أوكرانيا، ولكن باءت هذه العقوبات جميعها بالفشل نظرا للاحتياج الأمريكي الشديد للنفط الروسي وتضرر الاقتصاد الأمريكي جراء هذه العقوبات.