اللغة السواحيلية لغة الحرية والاستقلال في إفريقيا

تحل ذكرى اليوم العالمي للغة السواحيلية يوم 7 من شهر يوليو من كل عام، إذ يوافق هذا التاريخ يوم اعتماد الاتحاد الوطني التانغانيقي الأفريقي في عام ١٩٥٤، في عهد الرئيس الأول لجمهورية تنزانيا المتحدة الراحل جوليوس نيريري. اللغة السواحيلية هي احدى اللغات الأكثر استخدامًا في القارة الإفريقية ومن بين اللغات العشر الأكثر انتشارًا في العالم فهناك أكثر من 200 مليون شخص يتحدث بها.
كيف يحتفل العالم بيوم اللغة السواحيلية؟
قررت الأمم المتحدة تخصيص يوم 7 يوليو من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للغة السواحلية، لتعزيز استخدامها للوحدة والسلام وتعزيز التنوع الثقافي، وخلق الوعي وتعزيز الحوار بين الحضارات، مما يعزز الوحدة في التنوع والتفاهم الدولي والتسامح والحوار.
وانشأت الأمم المتحدة في خمسينات القرن العشرين وحدة اللغة السواحلية في إذاعة الأمم المتحدة، وستحتفل جميع الجهات المعنية ﺑﺎليوم العالمي للغة السواحلية اعترافا بالأهمية العالمية لهذه اللغة ﺑﺎعتبارها لغة اتصال على الصعيد العالمي وجزءا من حياة الأفارقة اليومية التي ما انفك طابعها لمتعدد الثقافات يزداد ثراء.
يتم الاحتفال باليوم العالمي لـ اللغة السواحيلية عن طريق دعوة سفراء الدول المعنيَّة مثل تنزانيا وكينيا لمؤتمر يقام فيه عروض خاصه بالثقافة السواحيلية، مثل ما حدث في مركز Talk الثقافي بدولة الكويت وشملت الاحتفالية عرضًا موسيقيًا حيًا للفنون الفلكلورية التنزانية صاحبه رقص فلكلوري بالملابس التقليدية، وقدم خلال الحفل بعض المأكولات الشعبية التي تشتهر بها تنزانيا، كما تم تنظيم ركن خاص يستعرض نماذج من الملابس الشعبية والحلي التي تشتهر بها قبائل الماساي الإفريقية التي تتواجد في تنزانيا وكينيا تحديداً، بالإضافة إلى تخصيص ركن لنصائح السفر والدليل السياحي لجمهورية تنزانيا وتجربة الواقع الافتراضي بتقنية نظارات الـ VR وركن للتصوير. كما قدم بعض الضيوف المشاركين كلمة عن تجارب سفرهم إلى جمهورية تنزانيا، حيث ألقى الدكتور يوسف التنديل كلمة عن رحلاته التطوعية التي قام بها في جزيرة زنجبار، وشارك بعض الرحالة الكويتيين تجاربهم بتسلق قمة جبل كليمنجارو الجبل الأكثر ارتفاعًا في إفريقيا، والذي يقع في شمال شرق تنزانيا بالقرب من الحدود الكينية، وتبلغ أعلى قمة للجبل ارتفاع 5,895 متراً عن مستوى سطح البحر.
التأثير الثقافي للغة السواحيلية في المجتمعات الافريقية:
كانت المناطق الساحلية التي ازدهرت فيها السواحيلية بمثابة مراكز محورية للتجارة الدولية والحركة البشرية، حيث اجتذبت مجموعات سكانية متنوعة من اندونيسيا وبلاد فارس ومنطقة البحيرات الأفريقية الكبرى وأوروبا وغيرها وقد سهَّل هذا التقارب التفاعلات بين الأشخاص ذوي الخلفيات اللغوية والثقافية المتنوعة، مما عزز التبادل للأفكار والسلع والتقاليد داخل المجتمعات الناطقة باللغة السواحيلية، تعايش أفراد من أعراق وانتماءات دينية متنوعة، مما خلق نسيجا نابضا بالحياة من الاندماج الثقافي، من المسلمين والهندوس إلى الكاثوليك البرتغاليين، شهدت المنطقة الساحلية مزيجاً من التقاليد والعادات، وامتد هذا الاختلاط إلى العمال، بما في ذلك العبيد والحمالين الذين تجاوزت أدوارهم الحدود المجتمعية، وشكلوا النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع السواحيلي.
ومع تأييد الاتحاد الأفريقي مؤخرا، تم التأكيد على أهمية اللغة السواحيلية كقوة موحدة داخل أفريقيا وسط أكثر من ألفي لغة يتم التحدث بها عبر الدول الأعضاء، تظهر اللغة السواحلية كوسيلة محورية للتعبير الثقافي والهوية وترمز إلى التراث المشترك بين المجتمعات المتنوعة.
ختامًا، يمكن إرجاع صعود اللغة السواحلية إلى مكانة بارزة وسط عدد لا يحصى من التقاليد اللغوية إلى دورها المحوري في تسهيل التعاون السياسي خلال فترة ما قبل الاستقلال، وعلى الرغم من التنوع اللغوي في جميع أنحاء المنطقة، كانت اللغة السواحلية بمثابة لغة مشتركة للمقاتلين من أجل الحرية، مما مكن من التواصل الفعال وتعزيز الشعور بالهوية الجماعية وسط التحديات الاستعمارية.