إندمجت نيجيريا في حيز جغرافي واحد في عام 1914. ومع ذلك ، فإن الوعي بكونها وطن واحد بين الشعب قد تبلور عندما تضامنت الجماهير بمختلف الاثنيات والأديان في إضراب عام 1945. الذي كان بمثابة اكثر الضربات المؤلمة في وجه الاستعمار البريطاني في غرب أفريقيا.
بدأت الأحداث التي أدت إلى الاضراب بحشد 10 فبراير لممثلي العمال الفنيين. شكل هذا الاجتماع لجنة تنفيذية مشتركة للعاملين. في 22 مارس ، بعثت هذه اللجنة برسالة إلى هيئة المستعمرات البريطانية تطالب فيها بشلنين ، وستة بنسات كحد أدنى للأجور ، وزيادة بنسبة 50 % بدل غلاء المعيشة بتاريخ 1 أبريل 1944.
ردت هيئة المستعمرات على هذه الرسالة في 2 مايو 1945. بإلقاء اللوم على العمال بحجة أنهم بحاجة " الي تقليل استهلاك السلع, و الكف عن الشكاوي وابذال جهد اكبر في اماكن العمل. تحذيرهم بان التمرد ومقاومة اصحاب العمل لن تتحقق أي فائدة في زيادة مخصصات تكلفة المعيشة ".
عقد العمال الفنيون واليدويون اجتماعًا جماهيريًا في قاعة جلوفر التذكارية ، بلاغوس. قاموا بشجب البيان الصادر عن هيئة المستعمرات البريطانية. كتبوا بيان ينقد الموقف القاسي للحكومة تجاه العمال.... قد جاء في البيان : " إن الوضع الاجتماعي للطبقة العاملة لم يعد يحتمل او يطاق ولم يعد من الممكن أن يستمر." واعطي العمال إنذارًا مدته شهر واحد او سيشرع عمال نيجيريا في السعي للحصول على حقوقهم/ن.
في 30 مايو 1945 التقت هيئة المستعرات البريطانية بوفد من العمال بقيادة النقابي "بانكول" وكان من بين أعضاء الوفد اسامي نقابية مرموقة مثل إيرينلي وأبوسيدي وأوسيندو....بعد 12 يومًا من هذا الاجتماع ، أرسلت الحكومة الاستعمارية خطابًا إلى العمال بعرض زيادة قدرها ثلاثة بنسات في لاغوس و 20 في المائة للعمال في المقاطعات. في خضم هذه الخطة التحريضية بين عمال العاصمة والاطراف ، ابتكر المستعمرون البريطانيون تكتيك فرق تسد, من خلال اغواء بعض النقابيين بالبدلات والجرافتات لتوظيفهم ف المناصب المقتصرة علي النخبة الاوروبية.
ربما كان المستعمرون يأملون في صرف الانتباه وشق الصف. لكن كان هذا التصرف بمثابة محفز. بالفعل اتحد العمال كقبضة واحدة برفض العروض والزيادات والثبات علي الموقف مهما كلف الأمر.
بعد أن اتخذت الهيئة الاستعمارية البريطانية العديد من الخطوات التي باءت بالفشل ردًا على تحذير وتحريض العمال ، فقد كان خطاب 11 يونيو بمثابة الفتيل الذي اشعل الأمور بشكل سريع.... ارسلت الهيئة الإستعمارية بيان تقول فيه إن الموافقة على طلب العمال سيؤدي في الظروف الحالية إلى إضافة مادية إلى تداول العملة في وقت تظل فيه الأشياء التي يمكن إنفاق الزيادة عليها ثابتة.
بعد ثلاثة أيام من إرسال هذا الخطاب قام العمال بإخطار إدارتهم بالإضراب اعتبارًا من منتصف ليل 21 يونيو. ...في 16 يونيو 1945 ، عُقد اجتماع حاشد لحوالي 8000 عامل للنظر في خطاب الحكومة في 11 يونيو 1945. وكرر الاجتماع التأكيد على الإنذار النهائي للإضراب مع ترك نافذة مفتوحة أمام مفاوضات محتملة. في نفس اليوم ، عقدت قيادة مؤتمر النقابات العمالية في نيجيريا TUCN اجتماعها التشاوري المنتظم مع وزارة العمل التابعة لهيئة المستعمرات. قال مفوض الوزارة أن إنذار الإضراب لم يتبع الإجراءات الموضوعة التي تتطلب تقريرًا رسميًا إلى الحاكم الاستعماري. اتفق معه القادة وشرعوا في إقناع النقابات بوقف الإضراب. وعقد اجتماع حضره 300 مندوب في نفس اليوم للتداول بشأن تعليق الإضراب. في حين أن المديرين التنفيذيين المشتركين للعمال فضلوا التأجيل.
قادة الإضراب أساءوا قراءة مزاج العمال. كان التأجيل هو آخر ما يدور في أذهانهم. في نفس اليوم، تجمع حشد هائل لنقابة عمال السكك الحديدية واصدروا بيان محتواه ان القيادة النقابية ل TUCN استخفوا بمطالب العمال وان التنازل او التراجع خيانة. إن المفاوضات مع الهيئة الإستعمارية قد فشلت ، لذا يجب أن يستمر الإضراب كما هو مقرر.
في 21 يونيو ، حشد العمال انفسهم بالالاف من جميع النقابات في مدرسة القديس بطرس ، بلاغوس. قرروا بدء إضراب وعصيان شامل. كما أصدروا قرارًا يأمر جميع الأفارقة (أصحاب الياقات البيضاء) في المناصب العليا بالبلاد بالاستقالة وأمر كل رؤساء القبائل بالانحياز لمطالب العمال الذين يشكلون الكتلة الأكبر في البلاد. خلال ساعات انضم جميع فئات الشعب النيجيري للأضراب. وصل الحاكم التقليدي المحلي للاغوس "أوبا فالولو" المعين من قبل الإدارة البريطانية ، للاجتماع لإقناع العمال بوقف الإضراب لكن تم طرده وضربة بالأحذية.
بدأ الإضراب العام في 22 يونيو واستمر 45 يومًا. كان المجتمع النيجيري بأسره مشارك مع عشرات الآلاف من العمال تتراوح تقديرات المشاركة بين 42000 و 200000 عامل مما يجعلها واحدة من أكبر الإضرابات في تاريخ إفريقيا الإستعماري. لهذا كانت أيام مرعبة ليس فقط للإدارة الاستعمارية البريطانية المتواجدة في نيجيريا أو في إفريقيا لكن القلق المفرط وصل إلي التاج البريطاني.
حاولت بريطانيا باستغلال كل الحيل لكسر معنويات العمال ، لكنها باءت بالفشل. العمال لم يتزحزح منهم أحد شبرًا واحدًا دون ضمانات محددة حتي أن رضخت واستسلمت لمطالبهم....بشهادة العديد من المؤرخين أن هذا الإضراب كان مسمار في نعش الاستعمار البريطاني في نيجيريا. شجاعة واتحاد العمال أعطت دافع للعديد من القوميين بقيادة "هربرت ماكولاي" وأزيكيوي" وسيدتي أولوول" وأوبافيمي أولوو" بالنضال من أجل الاستقلال والحرية لنيجيريا.
1- Oyemakinde, Wale (1975). "THE NIGERIAN GENERAL STRIKE OF 1945". Journal of the Historical Society of Nigeria.
2- Lindsay, Lisa A. (1999). "Domesticity and Difference: Male Breadwinners, Working Women, and Colonial Citizenship in the 1945 Nigerian General Strike.
3- "Hubert Ogunde's Strike and Hunger and the 1945 General Strike in Lagos: Labor and Reciprocity in the Kingdom of Oba Yéjídé". Research in African Literatures. 48 (2): 166–184.